مستنده تفسير ابن عباس رضي الله عنهما لهذه الآية بأن العدل هو شهادة أن لا إله إلا الله
وقد أوضح وجه الدلالة ابن جرير في تفسيره بقوله: (القول في تأويل قوله تعالى : { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) }
يقول تعالى ذكره: إن الله يأمر في هذا الكتاب الذي أنزله إليك يا محمد بالعدل، وهو الإنصاف ، ومن الإنصاف: الإقرار بمن أنعم علينا بنعمته، والشكر له على إفضاله، وتولي الحمد أهله. وإذا كان ذلك هو العدل ، ولم يكن للأوثان والأصنام عندنا يد تستحقّ الحمد عليها، كان جهلا بنا حمدها وعبادتها، وهي لا تُنعِمُ فتُشْكَر ، ولا تَنفع فتُعْبَد، فلزمنا أن نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولذلك قال من قال: العدل في هذا الموضع شهادة أن لا إله إلا الله) ا. هـ.
وفي الآية أقوال أخرى، ولا شك أن التوحيد أعظم العدل وأحسنه كما أن الشرك أعظم الظلم وأقبحه؛ فالعدل أن يعبد العبد من خلقه، ويشكر من رزقه؛ فالعدل في هذا الباب العظيم أولى ما يدخل من معاني العدل في هذه الآية.
ولكن لما كان الخطاب موجهاً للعامة فالاستدلال لهم بما هو أبين وأوضح دلالة أجود كقوله تعالى: {إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه} ومما يدل على الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك قوله تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً }.