دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12 رجب 1443هـ/13-02-2022م, 02:36 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,809
افتراضي المجلس الثاني عشر: مجلس مذاكرة القسم الثالث من دورة سير أعلام المفسرين

مجلس القسم الثالث من دورة "سير أعلام المفسرين"
لفضيلة الشيخ عبد العزيز الداخل -حفظه الله.


اختر مفسّراً من المفسرين الذين درست سيرهم واكتب عنه رسالة تعريفية مختصرة ( في حدود صفحة إلى ثلاث صفحات ) تبيّن فيها أهم ما ورد في سيرته
والفوائد التي استفدتها من دراستك لسيرته.


- لايسمح بتكرار اختيار المفسر إلا بعد تغطية جميع المفسرين.


تعليمات:
- المطلوب كتابة رسالة دعوية - بأسلوبك - في سيرة المفسر الذي اخترته، ونهدف من خلال هذا الواجب إلى تنمية مهارة الطالب في توظيف ما تعلمه في المجالات الدعوية.
- يمكنك التركيز على جانب محدد من سيرة المفسر، مع التعريف العام بأهم ما ورد في سيرته.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.


نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12 رجب 1443هـ/13-02-2022م, 04:49 AM
إيمان جلال إيمان جلال غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 380
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سأكتب عن سيرة أبي العالية رحمه الله تعالى بإذن الله

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12 رجب 1443هـ/13-02-2022م, 09:32 PM
هنادي الفحماوي هنادي الفحماوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 283
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان شاء الله اكتب عن سعيد المسيب

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 13 رجب 1443هـ/14-02-2022م, 05:20 PM
إيمان جلال إيمان جلال غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 380
افتراضي

أبو العالية رُفيع بن مهران الرياحي (ت: 93هـ)

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين، أما بعد:
حديثنا اليوم هو عن أحد أسلافنا الأفذاذ، من التابعين الكرام، الذين جاءوا بعد عصر النبوة، فلم يلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما صحبوا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
روى البخاري (3651) ، ومسلم (2533) عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ أَقْوَامٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَه ).
قال النووي رحمه الله :
" الصَّحِيحُ أَنَّ قَرْنَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الصَّحَابَةُ ، وَالثَّانِي : التَّابِعُونَ ، وَالثَّالِثُ : تَابِعُوهُمْ " انتهى من " شرح النووي على مسلم " (16/85) .
إنه الإمام القارئ المفسر الفقيه، التابعي المخضرم، أبو العالية الرياحي رحمه الله تعالى.
أدرك الجاهلية، وأسلم في خلافة أبي بكر الصديق، وقرأ القرآن على عمر، وابيّ بن كعب، وزيد بن ثابت رضوان الله عليهم أجمعين. كان مملوكاً لامرأة من بني رياح؛ فوافت به المسجد والإمام على المنبر فأشهدت المسلمين على عتقه سائبة لله.
أحب العلم وأهله، وانكب على كتاب الله علما وعملا، فحرص على التتلمذ على يد الصحابة في التفسير وعلوم القرآن. وقد روى عن عائشة وابن مسعود وأبيّ بن كعب، وأبي موسى، وابن عباس وأنس بن مالك، وغيرهم. وإن كل من يتصفح كتب التفسير فلابد وأن يجد اسمه لما له من مرويات عديدة في التفسير.
قال قتادة: قال أبو العالية: (قرأت القرآن بعد وفاة نبيكم -صلى الله عليه وسلم- بعشر سنين). [1]
ودعونا نتوقف عند وقفات من سيرته، نستلهم منها الدروس، ونستقي منها العبر:

- شكره لله واعترافه بمنته عليه أن رفعه في الدنيا بالعلم الذي حصله، فأعزه الله وشرفه ورفعه لمكانة غبطته قريش عليها.
ودليله: أنه قال: (كنت آتي ابن عباس وهو أمير البصرة، فيجلسني على السرير، وقريش أسفل، فتغامزت قريش بي، فقالت: يرفع هذا العبد على السرير! ففطن بهم، فقال: إن هذا العلم يزيد الشريف شرفا، ويجلس المملوك على الأسرة). [2]
فنتعلم منه طلب العلم مخلصين فيه لله لا طمعا بلعاعة من لعاع الدنيا، فيكون همنا الرفعة عند الله يوم القيامة، والله يرفع الصادقين المخلصين في الدنيا والآخرة.

- حرصه رحمه الله على الاحتياط لدينه والسؤال عما قد يشكل عليه.
دليله: ما قاله أبو خلدة: أنه سمع أبا العالية يقول: (كنا عبيدا مملوكين، منا من يؤدي الضرائب، ومنا من يخدم أهله، فكنا نختم كل ليلة، فشق علينا، حتى شكا بعضنا إلى بعض، فلقينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فعلَّمونا أن نختم كل جمعة، فصلينا ونمنا ولم يشق علينا).[3]
فنستفيد من هذا الأثر:
o أن نقتدي بسلفنا الصالح بالسؤال عما قد يعرض لنا في أمور ديننا، ونحتاط له لئلا نهلك.
o وأن نكون في خدمة أهلنا وذوينا.
o الحرص على الاجتهاد في الطاعات، لنيل الدرجات العلا عند الله، مهما ضاق الوقت علينا.

- التثبت من الدليل والتأكد من صحته، قبل امتثاله أو تعليمه.
ودليله: ما قاله أبو قطن: (أن أبا خلدة حدثه عن أبي العالية أنه قال: كنا نسمع الرواية بالبصرة عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم نرض حتى ركبنا إلى المدينة فسمعناها من أفواههم). [4]
فنتعلم التحقق من صحة العمل قبل القيام به، وأنه مما قام الدليل عليه.

- تواضعه رحمه الله مع وفرة علمه.
دليله: ما قاله عاصم الأحول: (أن أبا العالية كان إذا جلس إليه أكثر من أربعة قام وتركهم). [5]
فنتعلم منه ألا نغتر بما آتانا الله من العلم، ولنتذكر دوما أننا مهما جاءنا من العلم فنحن ما زلنا عند أول عتبة منه، فنتواضع لله ثم للخلق، ونسأل الله من فضله أن يزيدنا علما وتقىً.

- رجوعه إلى الحق متى ما تبين له بالدليل الصحيح.
دليله: ما قاله سلام بن مسكين: أن محمد بن واسع نقل عن أبي العالية الرياحي قوله: (ما أدري أي النعمتين علي أفضل. إذ أنقذني الله من الشر وهداني إلى الإسلام أو نعمة إذ أنقذني من الحرورية). [6]
فنتعلم أن نبحث عن الحق فنتبعه ونجتنب الهوى، وأن نبقى معترفين بفضل الله علينا أن خلقنا مسلمين، على الدين الحق الحنيفية السمحة، وعلى مذهب أهل السنة والجماعة بلا حول منا ولا قوة.

مات رحمه الله سنة تسعين، وقيل ثلاث وتسعين للهجرة، وقد ترك موروثا قيّما من العلم، اهتم به من جاء بعده من أهل العلم لأهميته، فرحمه الله تعالى ورضي عنه، وجمعنا وإياه ونبينا وصحابته وسلفنا الصالح في مستقر رحمته، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين إلى يوم الدين.

[1] سير أعلام النبلاء للذهبي.
[2] تاريخ الإسلام للذهبي.
[3] ابن سعد في الطبقات.
[4] ابن سعد في الطبقات.
[5] ابن سعد في الطبقات.
[6] ابن سعد في الطبقات.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 14 رجب 1443هـ/15-02-2022م, 01:54 AM
سعاد مختار سعاد مختار غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 307
افتراضي

بإذن الله تعالى أختار سيرة التابعي الجليل * سعيد بن جبير *

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 15 رجب 1443هـ/16-02-2022م, 04:46 AM
رولا بدوي رولا بدوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 341
افتراضي

بإذن الله سأكتب عن أبو مريم زِرُّ بنُ حُبَيشِ بنِ حُباشةَ الأسديّ

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 16 رجب 1443هـ/17-02-2022م, 09:21 PM
هنادي الفحماوي هنادي الفحماوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 283
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
أخرج البخاري عن عمران بن الحصين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم).(١)
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث النبوي أن الصحابة هم أفضل المسلمين ثم الذين يلونهم وهم التابعون ثم الذين يلونهم وهم أتباع التابعين..
فالصحابة هم من أخذوا الدين عن الرسول صلى الله عليه وسلم مباشرة فكانوا أفضل الناس علما بسنة رسول الله وعلى أيديهم نشر الإسلام في الفتوحات ثم أخذ التابعون -وهم من صحبوا صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يلقوا الرسول- العلم منهم وتابعوا مسيرة الجهاد ونشر الدين ولقد كان لهم دور ملحوظ حيث تعلموا الحديث من الصحابة وعلموه إلى غيرهم.
ومن أبرز رجالات التابعين عالم جليل فقيه ثبت إمام المسلمين في زمانه سعيد بن المسيب بن حزم المخزومي القرشي
ولد لسنتين مضتا من خلافة عمر رضي الله عنه وقيل لأربع مضين منها بالمدينة.( ٢)
عاش ونشأ في المدينة وكان شابا حسن الفهم قوي الحفظ حريصًا على العلم. ولقد قدر له أن يرى كثير من كبار الصحابة الذين نهل من علمهم ففاق أقرانه ونبغ بينهم ولشدة اهتمامه بالحديث أحبه الصحابة وأثنوا عليه وزوجه أبو هريرة ابنته واهتم به حتى حمل سعيد كل حديث أبي هريرة..
وفي هذا تعليم للآباء بأن يتخيروا لبناتهم الشباب الصالح التقي ولأهل العلم بأن يأخذوا بيد الشباب ويعلموهم وبأن يكون همهم نقل علم الشريعة لغيرهم ولا يكتمونه.
وتعلم أيضا من زيد بن ثابت أفقه أهل المدينة وأعلمهم بالقرآن والأحكام وهو من كتاب الوحي زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وجامع القران زمن أبي بكر وعثمان رضي الله عنهم جميعا.
فجمع لسعيد علم الوحيين- القرآن والسنة- من أوسع أبوابهما وأوثقهما مصدرا فاستحق أن يكون من فقهاء المدينة السبعة (٣) بل فقيهم الأول.
وفي هذا فائدة عظيمة أنه متى سلمت النية وخلص القلب لله ووُجد المنهج الصحيح كان لازمه أن يورث علما رائدا صوابا يحيد عن كل باطل إلى الحق الواضح الصحيح.
واشتهر سعيد بن المسيب بعنايته بفقه عمر بن الخطاب وأقضيته مع أنه لم يسمع منه مباشرة لصغر سنه في خلافة عمر حتى قال عنه يحيى بن سعيد الأنصاري (يقال أن المسيب راوية عمر (٤) وعلل الليث بن سعد تلك المقولة (لأنه كان أحفظ الناس لأحكمه وأقضيته).
فجمع له من العلم والفقه ما مكنه من الإفتاء حتى في حضرة الصحابة بل إن من الصحابة من كان يسأله لعلمه وحفظه فرفع الله قدره بين الناس {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}..
وروي عن علي المدني (لا أعلم في التابعين أوسع علما منه عندي هو عندي من أجل التابعين)..
وعلى الرغم من كل هذا السبق والعلم الفذ إلا أن سعيد بن المسيب كان يتوقى القول في القرآن برأيه إذا لم يكن لديه فيه علم حاضر
روى ابن وهب عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب( أنه كان إذا سئل عن القرآن قال إنا لا نقول في القرآن شيئا)
وروى ابن جرير عن يزيد بن أبي يزيد قال: كنا نسأل سعيد بن المسيب عن الحلال والحرام وكان أعلم الناس فإذا سألناه عن تفسير آية من القرآن سكت كأن لم يسمع.
قال ابن كثير: (فهذه الآثار الصحيحة وما شاكلها عن أئمة السلف محمولة على تحرجهم عن الكلام في التفسير بما لا علم لهم به؛ فأما من تكلم بما يعلم من ذلك لغة وشرعا، فلا حرج عليه؛ ولهذا روي عن هؤلاء وغيرهم أقوال في التفسير، ولا منافاة؛ لأنهم تكلموا فيما علموه، وسكتوا عما جهلوه، وهذا هو الواجب على كل أحد؛ فإنه كما يجب السكوت عما لا علم له به، فكذلك يجب القول فيما سئل عنه مما يعلمه، لقوله تعالى: {لتبيننه للناس ولا تكتمونه}، ولما جاء في الحديث المروي من طرق: "من سئل عن علم فكتمه، ألجم يوم القيامة بلجام من نار).
وفي هذا توجيه مهم جدا لمن تصدى لتفسير القرآن فإن عليه أن يتحرز من التفسير برأيه ولقد روى الترمذي عن جندب بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال في كتاب الله عز وجل برأيه فأصاب فقد أخطأ ..لأنه يكون من باب القول على الله بغير بعلم حتى وإن أصاب الحق.
ومع هذا التوقي من سعيد بن المسيب فإن له الكثير من المرويات في التفسير وأكثرها في تفسير آيات الأحكام ومنها ما رواه ابن جرير عن يحيى بن سعيد بن المسيب في آية سورة البقرة (وما كان الله ليضيع إيمانكم) قال: صلاتكم نحو بيت المقدس.
وله مراسيل (٥) عن الرسول صلى الله عليه وسلم تعتبر من أجود المراسيل وإن كان صححها بعض أهل العلم ولكن الراجح أنها تعتبر من الشواهد (٦) والمتابعات (٧).
وممن روى عنهم عمر وعثمان وعلي وعائشة وسعد بن أبي وقاص وأبيّ بن كعب وأبي هريرة، وزيد بن ثابت وأبي الدرداء وابن عمر وجابر بن عبد الله وأنس بن مالك وابن عباس وأبي سعيد الخدري، وكعب الأحبار وغيرهم.
وبسبب روايته عن كعب الأحبار وجد في تفسيره بعض الإسرائيليات؛ فمنه ما يسنده عن كعب، ومنه ما لا يسنده عنه.
وروى عنه: يحيى بن سعيد الأنصاري، والزهري، وسالم بن عبد الله، وقتادة، وعبد الرحمن بن حرملة، وداود بن أبي هند، وعمرو بن مرة، وغيرهم.

الحاشية:
(١): صحيح البخاري الرقم ٦٦٩٥
(٢): سير أعلام النبلاء ص: ٢١٨ ج٤
(٣):فقهاء المدينة السبعة : سعيد بن المسيب، أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عروة بن الزبير ، عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، القاسم بن محمد ، خارجة بن زيد، سليمان بن يسار .
(٤): تاريخ ابن أبي خيثمة
(٥): المراسيل: الحديث المرسل ما سقط من آخر إسناده من بعد التابعي فيكون التابعي هو من حدث عن الرسول صلى الله عليه وسلم
(٦): الشاهد هو الحديث الذي يشارك رواته رواة الحديث الذي يظن أنه فرد سواء اختلف في اللفظ أو اتحد.
(٧): المتابعة: الحديث الذي يشارك فيه رواته رواة الحديث الفرد لفظا ومعنى.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 17 رجب 1443هـ/18-02-2022م, 12:46 AM
فروخ الأكبروف فروخ الأكبروف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 302
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله. اخترت سيرة أبي الأحوص عوف بن مالك بن نضلة

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 18 رجب 1443هـ/19-02-2022م, 01:53 PM
رولا بدوي رولا بدوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 341
افتراضي

بسم الله نحمده و نستعينه و نستهديه و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهده فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و نصلي و نسلم على المبعوث رحمة للعالمين، صلى الله عليه و سلم.
قال الجزري في نظمه الهداية في علم الرواية:
أعلاهم المخضرمون أَسْلمُوا ... وَقت النبى وَلم يروه خضرموا
فمن هم المخضرمون؟ هم أَعلَى طبقات التَّابِعين ، هم من أدْركوا الْجَاهِلِيَّة، وزمن النبى (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ، وَلم يرد فى خبر قطّ أَنهم اجْتَمعُوا بالنبى (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَلَا رَأَوْهُ، سَوَاء أَسْلمُوا فى حَيَاته، أم لَا.
قال ذلك السخاوي في كتابه (الغاية في شرح الهداية في علم الرواية، 239-241).
و من كبار التابعين المخضرمين الإمام المقرئ المفسّر، الثقة جليل القدر، أبو مريم زِرُّ بنُ حُبَيشِ بنِ حُباشةَ الأسديّ، أدرك الجاهلية، ولبث فيها عمراً.
ترجم له الذهبي في كتابه سير النبلاء، فقال : الإمام، القدوة، مقرئ الكوفة مع السلمي، أبو مريم الأسدي، الكوفي، ويكنى أيضا: أبا مطرف ،
كان قد جاوز الأربعين من عمره لمّا هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وفد على عمر بالمدينة و لم يُكتب له أن يُقَر نظره برؤية رسول الله، ثم شد الرحال إلى الكوفة، فكان فيها ملازمًا لابن مسعود؛تلميذًا له، قرأ عليه القرآن،و استقى من علمه، كان زرّ من الفصحاء المذكورين؛ عالماً بالعربية، كان أعرب الناس كما ذكر عاصم بن أبي النجود عنه، و أخبر أن ابن مسعود كان يسأله عن العربية، روى ذلك ابن سعد.
ووفد في خلافة عثمان إلى المدينة؛ ولزم عبد الرحمن بن عوف وأبيّ بن كعب، ملازمة الطالب للشيخ، فكان من المحسنين في ذلك.
قرأ على أبيّ وأكثر من سؤاله عن التفسير، فعن عاصم، عن زر قال: خرجت في وفد من أهل الكوفة، وايم الله إن حرضني على الوفادة إلا لقاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلما قدمت المدينة أتيت أبيّ بن كعب، وعبد الرحمن بن عوف، فكانا جليسيَّ وصاحبيَّ، فقال أبيٌّ: يا زرّ ما تريد أن تدع من القرآن آية إلا سألتني عنها). رواه ابن سعد.
ولعله كان في عشر الستين في تلك الوفادة، و هذا من همته في طلب العلم و سعيه لجمعه من أهله، لم يعجزه كبر سنه. و لا أخجلته شيبته عن الطلب.
و قوله: إن ما حرضني على الوفادة إلا لقاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم، دليل ما قام في نفسه من حبهم، و هذا الحب منطلقه صحبتهم لرسول الله صلى الله عليه و سلم، فقد نالوا شرف الصحبة التي ما كان له منها نصيب.
و كان طالب علم يعرف غايته و مطلوبه، فكان عند قصده أهل العلم يفصح عن غايته و يعلنها: ابتغاء العلم، و يعلم أن مفتاح العلم السؤال، لذا إذا حاك في صدره أمر لم يكتمه، و ألقاه عند من يجد عنده الإجابة، روى الترمذي في سننه قال: حدثنا ابن أبي عمر قال: حدثنا سفيان، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، قال: أتيت صفوان بن عسال المرادي، أسأله عن المسح على الخفين، فقال: ما جاء بك يا زر؟ فقلت: ابتغاء العلم، فقال: إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يطلب، فقلت: إنه حك في صدري المسح على الخفين بعد الغائط والبول، وكنت امرأ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فجئت أسألك هل سمعته يذكر في ذلك شيئا ( ٥/٤٥٥).
و لمصاحبته لأهل العلم و علمه بالعربية كانت حصيلته من علم من التفسير والأحكام الشئ الغزير، و ترك آثارًا كثيرة في أبواب متفرقة من علوم القرآن، قال ابن سعد عنه: كان ثقة كثير الحديث.
حدث زر بن حبيش عن: علي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وأبيّ بن كعب، وحذيفة بن اليمان، وعبد الله بن عباس.
وروى عنه في التفسير: عاصم بن أبي النجود وهو أكثرهم رواية عنه، والمنهال بن عمرو، والأعمش، ومنصور بن المعتمر، وعطاء بن أبي ميمونة.
وعطاء مختلف فيه لكن يروي عنه علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف؛ لذا فرواية علي بن زيد عن عطاء بن أبي ميمونة عن زر ضعيفة الإسناد.
من أمثلة ما يدل عليه معرفته بالعربية ما رواه ابن وهب : عن جرير بن حازم عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش قال: (سألت عبد الله بن مسعود عن {الأواه}، قال: هو الدَّعاء.
و ما رواه ابن جرير : عن سفيان، عن عاصم، عن زِرّ {َما هوَ عَلَى الْغَيْبِ بِظَنِينٍ} قال: الظَّنين: المتَّهم، وفي قراءتكم: {بِضَنِينٍ} والضنين: البخيل، والغيب: القرآن.
و مما روى زر بن حبيش رضي الله عنه عن الصحابة أحاديث في فضائل القرآن؛ منها ما هو صحيح و منها ما هو موضوع، و من أمثلة الصحيح الحديث المشهور عن فضل تلاوة القرآن رواه أبو القاسم بن سلام في كتابه فضائل القرآن و الفِرْيابِي في كتابه فضائل القرآن بألفاظ قريبة: من طريق ْ سُفْيَانَ عَنْ عَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حَبِيشٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُقَالُ لِقَارِئِ الْقُرْآنِ: اقْرَأْ وَارْقَ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا، فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ فِي آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا "
و مما روى أيضًا، ما رواه عن ابن مسعود في فضل سورة الملك ؛ أخرجه أبو عبيد القاسم في فضائل القرآن قال: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُرَّةَ بْنِ شَرَاحِيلَ وَكَانَ يُسَمَّى مُرَّةَ الطِّيبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " إِنَّ الْمَيِّتَ إِذَا مَاتَ أُوقِدَتْ نِيرَانٌ حَوْلَهُ، فَتَأْكُلُ كُلُّ نَارٍ مَا يَلِيهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ عَمَلٌ يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا، وَإِنَّ رَجُلًا مَاتَ لَمْ يَكُنْ يَقْرَأُ مِنَ الْقُرْآنِ إِلَّا سُورَةً ثَلَاثِينَ آيَةً، فَأَتَتْهُ مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ فَقَالَتْ: إِنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ بِي، فَأَتَتْهُ مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْهِ فَقَالَتْ: إِنَّهُ كَانَ يَقُومُ بِي، فَأَتَتْهُ مِنْ قِبَلِ جَوْفِهِ فَقَالَتْ: إِنَّهُ كَانَ وَعَانِي. قَالَ: فَأَنْجَتْهُ ". قَالَ: فَنَظَرْتُ أَنَا وَمَسْرُوقٌ فِي الْمُصْحَفِ فَلَمْ نَجِدْ سُورَةً ثَلَاثِينَ آيَةً إِلَّا تَبَارَكَ. حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، نَحْوَ ذَلِكَ
و روى زر بن حبيش رضي الله عنه عن ابن مسعود أيضًا الحث على التلاوة من المصحف، أخرج ذلك الأثر عبد الرزاق في تفسيره و الطبراني عن الثورى، عن عاصم بن بَهْدَلَة، عن زِرِّ بنِ حَوْشَب قال: قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: أديموا النظر في المصحف، فإذا اختلفتم في ياء وتاء، فاجعلوها يا، واذكروا القرآن.
وروى الطبراني مثله.
و قال كوالده بعقيلة في كتابه الزيادة و الإحسان في علوم القرآن أن الدارمي أخرج من حديث عبدة بن أبي لبابة، عن زر بن حبيش عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من قرأ آخر سورة (الكهف) لساعة يريد أن يقومها من الليل، قامها". قال عبدة: فجربناه فوجدناه كذلك،_ هذا حديث مرسل .
و من الأأحاديث الموضوعة ما رواه النَّسَفِيُّ في كتابه فضائل القرآن عن أبي بن كعب عن فضل سورة التغابن فقال: حدثنا أحمد بن عبد العزيز بن المكي الفقيه الشافعي، حَدَّثَنا أبو يعلى حدثني علي يعني ابن المبارك، حَدَّثَنا محمد بن مصفى، حَدَّثَنا يحيى بن سعيد، حَدَّثَنا بزيع بن حسان عن علي بن زيد بن جدعان عن زر بن حبيش، عَن أبي بن كعب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ سورة التغابن دفع عنه موت الفجأة.
و قد حكم بوضعه ابن حجر في كتابه الكافي الشافي، كما ذكر أبو شهبة في كتابه الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير
و من أشهر الأمثلة عن الأحاديث الموضوع الحديث الطويل الذي يروى عن أبي بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضائل القرآن سورة سورة.
وقد روي هذا الحديث من طريق علي بن زيد بن جدعان، وعطاء ابن أبي ميمونة، كلاهما عن زر بن حبيش، عن أبي بن كعب، و الحديث بجميع طرقه باطل موضوع، وروي عن ابن المبارك أنه قال: أظنه من وضع الزنادقة، كما ذكر أبو شهبة في كتابه الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير.
مرويات زر بن حبيش عن الصحابة مما يُستشهد به في كثير من المسائل المشكلة في القرآن؛ فمما روى عن أبي بن كعب حديث يستشهد به في اثبات الرجم في القرآن: رواه أب عبيد بن سلام في كتابه فضائل القرآن للقاسم بن سلام، قال :حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، قَالَ: قَالَ لِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: يَا زِرُّ، كَأَيِّنْ تَعُدُّ؟ أَوْ قَالَ: كَأَيِّنْ تَقْرَأُ سُورَةَ الْأَحْزَابِ؟ قُلْتُ: اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ آيَةً، أَوْ ثَلَاثًا وَسَبْعِينَ آيَةً. فَقَالَ: «إِنْ ⦗٣٢١⦘ كَانَتْ لَتَعْدِلُ سُورَةَ الْبَقَرَةِ، وَإِنْ كُنَّا لَنَقْرَأُ فِيهَا آيَةَ الرَّجْمِ» . قُلْتُ: وَمَا آيَةُ الرَّجْمِ؟ قَالَ: (إِذَا زِنًا الشَّيْخُ وَالشَّيْخَةُ فَارْجُمُوهُمَا الْبَتَّةَ نَكَالًا مِنَ اللَّهِ. وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) "
و روى زر بن حبيش عن حذيفة بن اليمان مرفوعًا حديث في الاحرف السبعة رواه أبو عمرو الداني في كتابه الأحرف السبعة للقرآن، قال: حَدثنَا خلف بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد قَالَ نَا أَحْمد بن مُحَمَّد قَالَ نَا عَليّ قَالَ نَا الْقَاسِم بن سَلام قَالَ نَا أَبُو النَّصْر عَن شَيبَان عَن عَاصِم بن أبي النجُود عَن زر بن حُبَيْش عَن حُذَيْفَة بن الْيَمَان عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لقِيت جِبْرِيل عِنْد أَحْجَار المراء فَقلت يَا جِبْرِيل إِنِّي أرْسلت إِلَى أمة أُميَّة الرجل وَالْمَرْأَة والغلام وَالْجَارِيَة وَالشَّيْخ الفاني الَّذِي لم يقْرَأ كتابا قطّ قَالَ إِن الْقُرْآن أنزل على سَبْعَة أحرف.
كان مما نقله مسألة كتابة ابن مسعود رضي الله عنه المعوذتين في المصحف:
ذكر الزركشي في كتابه البرهان في علوم القرآن: أن َفِي صَحِيحِ ابْنِ حِبَّانَ عَنْ زِرٍّ قُلْنَا لِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: إِنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ لَا يَكْتُبُ فِي مُصْحَفِهِ الْمُعَوِّذَتَيْنِ فَقَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ لي جبريل: {قل أعوذ برب الْفَلَقِ} فَقُلْتُهَا وَقَالَ لِي: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} فَقُلْتُهَا فَنَحْنُ نَقُولُ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وكان مع فصاحته ومعرفته بالتفسير من الأئمة القراء؛ قال عاصم: (ما رأيت أقرأ من زر).
قرأ القرآن فجوّده، وقرأ عليه القرآن: عاصم بن أبي النجود والأعمش ويحيى بن وثاب وغيرهم.
روى أبو عمرو الداني في جامع البيان في القراءات السبع : قال حدّثنا محمد بن أحمد، قال حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني عبد الله بن محمد بن شاكر، قال: حدّثنا يحيى بن آدم، قال: حدّثنا أبو بكر بن عيّاش، قال: قال لي عاصم: ما أقرأني أحد حرفا إلّا أبو عبد الرحمن السّلمي قال: وكان أبو عبد الرحمن قد قرأ على عليّ، قال: وكنت أرجع من عند أبي عبد الرحمن، فأعرض على زرّ بن حبيش، وكان زرّ قد قرأ على عبد الله. قال أبو بكر بن عيّاش، فقلت لعاصم: لقد استوثقت.
و قال ابن الجزري في كتابه التمهيد في علم التجويد: روى عاصم بن أبي النجود، عم زر بن حبيش، قال: قرأت القرآن كله، في المسجد الجامع بالكوفة، على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - فلما بلغت الحواميم، قال: يازر قد بلغت عرائس القرآن، فلما بلغت رأس العشرين من حم~ عسق~ {والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير} بكى حتى ارتفع نحيبه، ثم رفع رأسه إلى ثم قال: يا زر إذا ختمت فادع بهذه الدعوات فإن حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن أدعو بهن عند ختم القرآن.السماء، وقال: يازر أمن علي دعاءي، ثم قال: اللهم إني أسألك إخبات المخبتين، وإخلاص المؤمنين، ومرافقة الأبرار، واستحقاق حقائق الإيمان، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثمن ووجوب رحمتك، وعزائم مغفرتك، والفوز.
مما يُذكر عنه أدبه في الاختلاف، قال الذهبي في سير أعلام النبلاء: عن محمد بن طلحة، عن الأعمش، قال: أدركت أشياخنا؛ زرا، وأبا وائل، فمنهم: من عثمان أحب إليه من علي، ومنهم: من علي أحب إليه من عثمان، وكانوا أشد شيء تحابا وتوادا.
فما منعه اختلاف قلبيهما على عثمان و علي أن يسود بينهما الحب و المودة.
كما ذُكِر عنه الرجوع لكتاب الله و الاحتجاج به، ففيه الفلاح كما ذكر، ذكر عبد السلام بن صالح بن سليمان الجار، في كتابه نقد الصحابة والتابعين للتفسير: قد وقع بين الصحابة والتابعين جدال حول دلالة بعض الآيات، ولم يرد عنهم ذم من فعله، ومن شواهده أن زر بن حبيش؛ قال: «قلت لحذيفة بن اليمان: أصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيت المقدس؟ ، قال: لا، قلت: بلى، قال: أنت تقول ذاك يا أصلع! بم تقول ذلك؟ ، قلت: بالقرآن، بيني وبينك القرآن، فقال حذيفة: من احتج بالقرآن فقد أفلح، فقال زر: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ)، قال: أفتراه صلى فيه؟ ، فقلت: لا، قال: لو صلى فيه لكتبت عليكم الصلاة فيه، كما كتبت الصلاة في المسجد الحرام. قال حذيفة: أتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بدابة طويلة الظهر ممدودة هكذا، خطوه مدبصره، فما زايلا ظهر البراق حتى رأيا الجنة والنار، ووعد الآخرة أجمع، ثم رجعا عودهما على بدئهما» خرجه الترمذي في سننه، في أبواب التفسير، باب ومن سورة بني إسرائيل (٨/ ٢٩٦)، وقال: «هذا حديث حسن صحيح»
هذا قليل من كثير مما رواه هذا التابعي المخضرم، الذي عمّر حتى أدرك خلافة عبد الملك بن مروان، ومات سنة 82هـ قبل وقعة الجماجم، وله من العمر 127سنة على قول أبي نعيم، و122 سنة على قول ابن حبّان.
قال إسماعيل بن أبي خالد: رأيت زر بن حبيش وقد أتى عليه عشرون ومائة سنة وإن لحييه ليضطربان من الكبر). رواه ابن سعد.
حياة مليئة بالهمة و السعي للعلم و نشره، قدوة هو لكل طالب علم؛ فلا يغفل عن ملازمة أهل العلم، و طلب علو الإسناد، و لا يترك سؤال من له الأهلية لذلك، فالسؤال مفتاح العلم و بابه، و مرجعيته كتاب الله عز و جل و سنة نبيه.
علمه بالعربية كان له قوة ظاهرة في التفسير، فعلى طالب العلم أن لا يغفل عن ذلك، فهو ركن ركين في التفسير.
و في نبذه الفرقة و الخلاف، و أسبابهما، و الاجتماع على كلمة التوحيد قدوة لكل مسلم و ليس لطالب العلم فقط.
من النظر لمروياته الكثيرة يظهر لنا ضرورة الإلمام بعلم الحديث و التفرقة بين الموضوع و الصحيح و ما يعمل به و ما لا يعمل به.
مما يُنظر له في سيرته كقدوة؛ محبته لصحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم و سعيه للقياهم، و اليوم ليس لنا ذلك، لكن لنا أن نذب عنهم، و أن نجعلهم قدوة لأبنائنا، و ان نذكر مناقبهم لهم و نعلي ذكرهم.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 18 رجب 1443هـ/19-02-2022م, 08:09 PM
رفعة القحطاني رفعة القحطاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 241
افتراضي

سيرة أبو يزيد الربيع بن خثيم الثوري (ت: 61هـ)


الزهد والخشية والورع والتقوى من أهم صفات العالم بالله وبدينه ، وفي سيرة العلم الذي ستناوله في هذه الاسطر نماذج لهذه الصفات : انه العلم المخضرم الربيع بن خثيم الثوري رحمه الله
الإمام العابد الزاهد المخبت؛أدرك الجاهلية والإسلام، ولم ير النبيَّ صلى الله عليه وسلم.

كان رحمه الله عظيم الزهد في الدنيا، بصيراً بأمر دينه، ناصحاً للمسلمين،وهو ثقة جليل القدر كبير الشأن في التابعين،وقد صحب ابن مسعود؛ وتعلّم من علمه وهديه وسمته، وحصّل خيراً كثيراً، فرحمه الله ورضي عن ابن مسعود .

وكان رحمه الله شديد الخشية؛ومما روي في ذلك أن الربيع بن خثيم مرّ بالحدّادين فنظر إلى الكير وما فيه فخرّ مغشيّاً عليه.

مآثره:

-ومما يروي عنه انه كان عبد الله بن مسعود إذا رأى الربيع بن خثيم مقبلا قال : (بشر المخبتين! أما والله لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبك). رواه ابن أبي شيبة.

-وقال إبراهيم التيمي: (أخبرني من صحب ابن خثيم عشرين عاما ما سمع منه كلمة تُعاب). رواه ابن سعد وابن أبي شيبة.
-وقال ابن الكواء للربيع بن خثيم: ما نراك تذم أحدا ولا تعيبه!!

- وعن سفيان بن سعيد الثوري، عن أبيه قال: كان إذا قيل للربيع بن خثيم: كيف أصبحتم؟ قال: ضعفاء مذنبين، نأكل أرزاقنا وننتظر آجالنا). رواه ابن سعد وابن أبي شيبة.


قال: ويلك يا ابن الكواء! ما أنا عن نفسي براض فأتفرغ من ذمي إلى ذم الناس، إن الناس خافوا الله على ذنوب العباد وأمنوا على ذنوبهم). رواه ابن أبي شيبة

- قال نسير بن ذعلوق: كان الربيع بن خثيم يبكي حتى تبتل لحيته من دموعه ويقول: «أدركنا قوما كنا في جنوبهم لصوصا» رواه ابن سعد.


- محمد بن فضيل عن أبيه عن سعيد بن مسروق عن الربيع بن خثيم أنه سُرق له فرس وقد أعطى به عشرين ألفا فاجتمع عليه حيُّه وقالوا: ادع الله عليه؛ فقال: (اللهم إن كان غنيا فاغفر له، وإن كان فقيراً فأغنه).

اخلاصه:
وكان رحمه الله حريصاً على تحقيق الإخلاص معتنياً به، قالت سرّيته: كان الربيع يدخل عليه الداخل وفي حجره المصحف يقرأ فيه فيغطيه). رواه ابن سعد وابن أبي شيبة.
وكان يقول: (كل ما لا يراد به وجه الله يضمحلّ). رواه ابن سعد.



من وصاياه الجليلة:

-«يا بكر، اخزن عليك لسانك إلا مما لك ولا عليك، فإني اتهمت الناس على ديني، أطع الله فيما علمت، وما استؤثر به عليك فكله إلى عالمه، لأنا عليكم في العمد أخوف مني عليكم في الخطأ، ما خيركم اليوم بخيرٍ، ولكنه خيرٌ من آخر شر منه، ما تتبعون الخير كل اتباعه، ولا تفرون من الشر حق فراره، ما كل ما أنزل الله على محمدٍ أدركتم، ولا كل ما تقرءون تدرون ما هو، السرائر اللاتي يخفين على الناس هن لله بَوَادٍ، ابتغوا دواءها»
ثم يقول لنفسه: «وما دواؤها؟ أن تتوب ثم لا تعود»
- قال: «إن من الحديث حديثا له ضوء كضوء النهار تعرفه، وإن من الحديث حديثا له ظلمة كظلمة الليل تنكره» رواه ابن سعد.

روى عن: ابن مسعود
روى عنه: الشعبي، وسعيد بن مسروق الثوري أبو سفيان، وبكر بن ماعز، وأبو رزين، ومنذر الثوري، ونسير بن ذعلوق، وغيرهم.

من مروياته في التفسير:
أ: قال الأعمش:حدثنا مسعود أبو رزين، عن الربيع بن خثيم في قوله: {وأحاطت به خطيئته} ، قال: هو الذي يموت على خطيئته قبل أن يتوب). رواه ابن جرير وابن أبي حاتم.
ب: قال نسير بن ذعلوق: سألت الربيع بن خثيم عن الصلاة الوسطى، قال: أرأيت إن علمتها كنت محافظا عليها ومضيعا سائرهن؟ قلت: لا! فقال: فإنك إن حافظت عليهن فقد حافظت عليها). رواه ابن جرير
ج: منصور بن المعتمر، عن أبي رزين، عن الربيع بن خثيم: {فليضحكوا قليلا}، قال: في الدنيا، {وليبكوا كثيرًا} قال: في الآخرة). رواه ابن جرير وابن أبي حاتم.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 19 رجب 1443هـ/20-02-2022م, 12:26 AM
فروخ الأكبروف فروخ الأكبروف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 302
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد...فقد أثنى الله على أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم بإحسان قائلا: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم}، قال سيخ الإسلام في هذه الآية: فجعل التابعين لهم بإحسان مشاركين لهم فيما ذكر من الرضوان والجنة.
فالتابعون من القرون المفضلة الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير الناس قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم"، كما رواه البخاري عن ابن مسعود.
فيجب على الذين من بعدهم الرجوع إليهم في فهم معاني القرآن، وذلك لأعدة أسباب:
منها: لكونهم في القرون المفضلة، كما مر.
منها: أنهم تلقوا التفسير عن أعلم الناس به، وهم الصحابة. وحكم ما يروون عن الصحابة حكم تفسير الصحابي. والأصل فيما روي عن الصحابة أن يكون من طريق التابعين، فلا يمكن أن يكون فيه رأي؛ لأن الناقل ينقل ما بلغه فقط. (1)
ومنها: أنهم أدركوا عصر الاحتجاج باللغة.
ومنها: قلة الاختلاف في عهدهم. قال شيخ الإسلام في المقدمة: "وكلما كان العصر أشرف كان الاجتماع والائتلاف والعلم والبيان فيه أكثر..."
منها: قلة البدع في عهدهم.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في المقدمة: "...وفي الجملة من عدل عن مذاهب الصحابة والتابعين وتفسيرهم إلى ما يخالف ذلك كان مخطئا في ذلك بل مبتدعا وإن كان مجتهدا مغفورا له خطؤه..."
وكان من هؤلاء التابعين عوف بن مالك بن نضلة الجشمي الذي كني بأبي الأحوص، وكان والده صحابيا. وهو الذي قال له النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أنعم الله على عبد نعمة أحب أن يرى أثر نعمته عليه). قال عنه أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة: " وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثين".
وكان أبو الأحوص ممن نزل الكوفة في خلافة عمر، وكان ثقة حافظًا كثير الحديث، وقد أخذ العلم من أئمة هذه الأمة:
منهم: علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقيل: إنه لم يسمع منه، لكن ذكر ابن حبان في الثقات أنه قتلته الخوارج في أيام الحجاج بن يوسف. وقال ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب: "وذكر الخطيب في تاريخه أنه شهد مع علي قتال الخوارج بالنهروان، فإن ثبت ذلك فلا يدفع سماعه منه والله أعلم".
ومنهم: عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وقد حمل عن عبد الله بن مسعود علماً غزيراً، وحدّث عنه فأكثر وأطاب. وقد روى ابن سعد في الطبقات الكبرى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: "أصحاب عبد الله سرج هذه القرية". ويدخل في هذا أبو الأحوص رحمه الله.
ومنهم: أبو موسى الأشعري.
ومنهم: أبو مسعود البدري.
وعن أبي إسحاق، قال: سمعت أبا الأحوص، قال: "شهدت أبا موسى وأبا مسعود، حين مات ابن مسعود، فقال أحدهما لصاحبه: أتراه ترك بعده مثله؟ فقال: إن قلت ذاك، إن كان ليؤذن له إذا حجبنا، ويشهد إذا غبنا " رواه مسلم.
قد روى عنه في التفسير: أبو إسحاق السبيعي، وعلي بن الأقمر، ومالك بن الحارث، وعبد الله بن مرة، وعبد الملك بن عمير، وعطاء بن السائب، وعاصم بن أبي النجود، وإبراهيم الهجري، وحميد بن هلال العدوي، ويزيد بن أبي زياد، وسلمة بن كهيل، وغيرهم.
ومما روي عنه في التفسير:
أ: إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود، في قوله: {ومن الأنعام حمولة وفرشا}، قال: " الحمولة: ما قد حمل من الإبل، والفرش: صغار الإبل التي لم تحمل ). رواه سفيان الثوري وابن وهب وابن جرير.
ب: عن أبي إسحاق السبيعي، عن أبي الأحوص، أن عبد الله بن مسعود قرأ هذه الآية: {تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون} قال: «ألم تروا إلى الرأس المشيط بالنار قد قلصت شفتاه وبدت أسنانه؟» رواه عبد الرزاق وابن جرير.
ج: مالك بن مغول، عن علي بن الأقمر، عن أبي الأحوص، أنه تلا هذه الآية: {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء} ، ثم يقول: بريءٌ نبيكم صلى الله عليه وسلم منهم). رواه ابن جرير وابن أبي حاتم.

______
(1) التحرير في أصول التفسير للشيخ مساعد الطيار صـ: 101

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 25 رجب 1443هـ/26-02-2022م, 09:51 PM
سعاد مختار سعاد مختار غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 307
افتراضي

⚪️ سيرة التابعي الجليل : سعيد بن جبير ⚪️

🔹الإمام الحافظ المقريء المفسر : أبو محمد سعيد بن جبير بن هشام. الأسدي الوالبي مولاهم الكوفي 1- احد أعلام. التابعين. وكبرائهم
وجيل التابعين فضلهم عظيم على الأمة كلها ، فقد كانوا خير سفراء ونقلة للإسلام. وتعاليمه من الصحابة الكرام و كذا كانوا خير معلم وداعٍ لهذا الدين لمن جاء بعدهم ، فجزاهم الله عن الإسلام وعنا خيرا ، لله درهم ما أهداهم وأزكاهم ، اتبعوا المهديين ونصروا الدين .
تأمل وانظر كيف ينظر هذا العالم الرباني لشرف العلم والإتتساب إليه :
🔹أمانة العلم
ترى في شخص * سعيد بن جبير * صورة العالم العامل الناصح الذي يرى أمانة العلم ونعمة الفتح به ، وحقيقة شكره ، ببذله وإفشائه ، ومخافة التقصير في التبليغ ، هاهو يحدث عن نفسه فيقول رحمه الله :
لأن أنشر علمي أحب إلي من أن أذهب به إلى قبري 2.
ويحدث عنه عطاء بن السائب : كان سعيد بفارس وكان يتحزن ،يقول ليس أحد يسألني عن شيء 3
عباد بن العوام : أنبأنا هلال بن خباب : خرجنا مع سعيد بن جبير في جنازة ، فكان يحدثنا في الطريق ويذكرنا ، حتى بلغ ، فلما جلس ، لم يزل يحدثنا حتى قمنا ، فرجعنا ، وكان كثير الذكر لله .4
وعن سعيد ، قال : وددت الناس أخذوا ما عندي ; فإنه مما * يهمني .*5
فأي علم كان عند سعيد بن جبير ؟
🔸علمه رحمه الله تعالى
إذا قيل سعيد بن جبير ،تداعي إلى الذهن ، صورة العالم الذي تكامل علمه ، فهو حافظ ،قد اخذ الحديث عن عدد من الصحابة رضي الله عنهم ، ابن عباس وابن عمر وابن الزبير وغيرهم ، ومن التابعين ، كالأعمش وسليمان بن كهيل وخلق كثير ، روى عنه أصحاب الكتب الستة ، قال عنه علماء الجرح والتعديل: إمام ،ثقة حجةوإذا قيل علم القراءات ، كان ممن يؤخذ عنه القراءات القرآنية الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إسماعيل بن عبد الملك :
- كان سعيد بن جبير يؤمنا في رمضان ، فيصلي بنا ليلة بقراءة ابن مسعود رضي الله عنه ،وليلة بقراءة زيد بن ثابت رضي الله عنه وليلة أخرى بغيره .5
- أما إذا وصلنا إلى علمه بتفسير كتاب الله ، فهو العلم الذي اشتهر به على وجه الخصوص ، حتى يوصف فيقال: سعيد بن جبير أعلم التابعين بالتفسير، ولايكاد يخلو كتاب تفسير من التفاسير المأثورة من أقواله واوجه المعاني التى تروى عنه ، فقد كان ملازما ،تلميذا لابن عباس ،ينهل من علمه بالقراء ت والتفسير والفقه والفتيا، عن. جعفر بن أبي المغيرة :
كان ابن عباس إذا أتاه أهل الكوفة يستفتونه ، يقول : أليس فيكم ابن أم الدهماء ؟ يعني سعيد بن جبير .6
°عبادته رحمه الله تعالى
- كان العلماء ولا يزالون يَرَوْن أن العلم لابد له من طول قنوت و صدق خشوع وزاد يحفظ على العالم علمه ويزكيه ، حتى يكون موصولا بالله ، فيرى ماعنده من علم وفهم. ، إنماهو محض توفيق الله وفضله ، يرجو بركته ونفعه ، ويخشى أن يكون حجة عليه لا له ، فيعيش عالما عابداً ، وكذا كان سعيد بن جبير ، قال عنه ابن. حبان في كتاب ( الثقات ) :
كان فقيهاً ، عابدا ، فاضلاًًٍ ، ورعاًًٍ
عن عبد الله بن مسلم قال. : كان سعيد بن جبير إذا قام إلى الصلاة كأنه وتد -
عن القاسم بن أبي ايوب قال: سمعت سعيد بن جبير يردد هذه الآية في الصلاة بضعاً وعشرين مرة: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} الآية
عن هلال بن خباب ، قال : خرجت مع سعيد بن جبّير في أيام مضين من رجب ، فأحرم من الكوفة بعمرة ، ثم رجع من عمرته ، ثم أحرم بالحج في النصف من ذي القعدة ، وكان يحرم في كل سنة مرتين ، مرة للحج ، ومرة للعمرة .
ذكر ابن نعيم في الحلية : كان سعيد بن جبير يختم القرآن فيما بين المغرب والعشاء في رمضان ،. وفي رواية ثانية
كان يختم القرآن في كل ليلتين
وكان رحمه الله على سعة علمه بالتفسير ، يتورع أن يقول في التفسير برأيه ، روي عنه أن رجلا سأله ان يكتب له
تفسيرا للقرآن ، فغضب وأجابه قائلاً : لأن يسقط شقي أحب إلي من أن أفعل ذلك -7
و*قد كانت له مقولات وعبارات اشتهر بها وتناقلتها الأجيال ، ذهب القائل وبقيت الكلمات ، منها:
إن الخشية أن تخشى الله حتى تحول خشيته بينك وبين معصيتك، فتلك الخشية، والذكر طاعة الله فمن أطاع الله فقد ذكره ومن لم يطعه فليس بذاكر وإن أكثر التسبيح وتلاوة القرآن
وقال : أظهر اليأس مما في أيدي الناس فإنه عناء، وإياك وما يُعتذر منه فإنه لا يُعتذر من خير.
وسأل رحمه الله : *ما علامة هلاك الناس؟* قال:*إذا ذهب علماؤهم. 8
🔸وفاته رحمه الله تعالى
عاش. سعيد بن. جبير عالما. عابدا ،. حريصا على نشر العلم. يرى أن هذا واجبه الأول وأمانته التى سيسأل عنها ، فكان بث العلم ونشره ديدنه و منهجه ، مع حسن الأسوة وقويم القدوة ، توفيقا من الله ، وتحقيقا لقوله سبحانه : { *وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ }. 79-ال عمران
كانت وفاته على يد الحجاج بن يوسف سنة خمس وتسعين حيث قتل صبرا بعد سنوات طال فيها اختفاؤه من طلبة الحجاج ، فقد كان ممن خرج مع عبد الرحمن بن الأشعت ، وقد رويت أحاديث وقصص في تفاصيل وفاته وحواره مع الحجاج ، لا مستند على صحتها ، بل نصّ الإمام الذهبي على بطلانها ،وقال هي منكرة-9 وغيره ، وكان مما صحّ أن الحجاج لم يمكث بعده كثيرا ، فقد دعا سعيد بن جبير ربه ، أن لايسلطه على أحد بعده ، فكان الحجاج في مرض موته ، يتحسر ويقول : مالي ولسعيد ، مالي ولسعيد .
قال عز من قائل : { ﴿ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ۚ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} 83
القصص:



*المصادر
1-2-3-4-5 سير أعلام النبلا
-6-7 صفة الصفوة
ا لبداية والنهاية
8- درر من أقوال السلف
-حلية الأولياء

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 25 رجب 1443هـ/26-02-2022م, 11:30 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الثالث من سير أعلام المفسرين


أحسنتم، بارك الله فيكم ونفع بكم.


إيمان جلال: أ+

هنادي الفحماوي: أ+

أحسنتِ، بارك الله فيك.
قولكِ: "الصحابة هم من أخذوا الدين عن الرسول صلى الله عليه وسلم مباشرة"

هذا التعريف للصحابة غير دقيق، وإنما تعريف الصحابي - عند المحدثين - هو من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به، ومات على ذلك.

- " حتى حمل سعيد كل حديث أبي هريرة.." لنقل أعلم الناس بحديث أبي هريرة" أفضل من صيغة " كل " التي تحتاج لفحص وتدقيق لإثباتها.

رولا بدوي: أ+

رفعة القحطاني: أ
أحسنتِ، بارك الله فيك.
" قال: ويلك يا ابن الكواء! ما أنا عن نفسي براض فأتفرغ من ذمي إلى ذم الناس، إن الناس خافوا الله على ذنوب العباد وأمنوا على ذنوبهم). رواه ابن أبي شيبة"

ثمة خلط بين الآثار، فجاءت هذه العبارة متأخرة عن أول الأثر.
واجتهدي - بارك الله فيك- في توضيح الفوائد المستنبطة من هذه الآثار للقارئ.


فروخ الاكبروف: أ+
أحسنت، بارك الله فيك.

" قال سيخ الإسلام في هذه الآية" = شيخ الإسلام.

" وذلك لأعدة أسباب:" = لعدة


سعاد مختار: أ+

أحسنتِ، بارك الله فيك.
" العلم والإتتساب إليه :" والانتساب.
" فهو حافظ ،قد اخذ الحديث" أخذ.



بارك الله فيكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثاني

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:06 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir