قال تعالى (يا أيها الإنسان إِنَّكَ كَادِحٌ إلى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ)
معنى الكدح جهد النفس في العمل والكد فيه، كدح جلده إذا خدشه ،ومعنى كادح: جاهد الى لقاء ربه وهو الموت وما بعده من الحال .1
"الكَدْح: العمل والسعيُ والكسبُ والخَدْشُ.
والكَدْحُ: عمل الإِنسان لنفسه من خير أَو شر.
كَدَحَ يَكْدَحُ كَدْحاً وكَدَحَ لأَهله كَدْحاً: وهو اكتسابه بمشقة.
الأَزهري: يَكْدَحُ لنفسه بمعنى يسعى لنفسه؛ ومنه قوله تعالى: إِنك كادِحٌ إِلى ربك كَدْحاً أَي ناصِبٌ إِلى ربك نَصْباً؛ وقال الجوهري: أَي تسعى.
قال أَبو إِسحق: الكَدْحُ في اللغة السَّعْيُ والحِرْصُ والدُّؤُوبُ في العمل في باب الدنيا وباب الآخرة؛ قال ابن مقبل: وما الدَّهرُ إِلا تارَتانِ: فمنهما أَموتُ، وأُخْرى أَبْتَغي العَيْشَ أَكْدَحُ أَي تارة أَسعى في طلب العيش وأَدْأَبُ. 2
(الإنسان) المراد به جنس الانسان وهم جميع بني آدم مؤمنهم وكافرهم
فكل ابن آدم عامل عملاً في الدنيا
(إلى ربك )
أي أن عملك ينتهي إلى ربك وهو الله سبحانه وتعالى له الربوبية
وتعليق مجروره في هذه الآية بحرف ( إلى ) تؤذن بأن المراد به عمل ينتهي إلى لقاء الله.قاله ابن عاشور
{ كدحاً } منصوب على المفعولية المطلقة لتأكيد { كادح } المضمن معنى ساع إلى ربك ، أي ساع إليه لا محالة ولا مفر . ابن عاشور
(فملاقيه )
وفي الآية قولان في مرجع الضمير الهاء :
القول الأول: فملاق ربك ومعناه فيجازيك على عملك قاله ابن كثير والقرطبي والسعدي
القول الثاني : فملاق عملك ابن كثير القرطبي
ومعنى الآية :
على القول الأول : يا أيها الإنسان إنك عامل عملاً في الدنيا تلاق به ربك يوم القيامة فيجازيك عليه
قال العوفي عن ابن عباس ( يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا ) يقول تعمل عملا تلقى الله به خيرا كان أو شرا . ذكره ابن كثير
وعلى القول الثاني : يا أيها الإنسان إنك عامل عملاً في الدنيا وتلاق كتاب عملك يوم القيامة
قال ابن زيد: وسمعته يقول في ذلك: ( إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا ) قال: عامل إلى ربك عملا قال: كدحا: العمل. ذكره الطبري