دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #16  
قديم 11 جمادى الآخرة 1442هـ/24-01-2021م, 08:27 AM
أماني خليل أماني خليل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 124
افتراضي

رسالة في تفسير قوله تعالى : { ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهدِ قلبه والله بكل شيء عليم } .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما ام يعلم ، والصلاة والسلام على هادي الأمم ، من أوتي جوامع ااكلم ، وعلى آله وصحبه وسلم .
أما بعد .
فهذه وقفة مع قول الله تعالى : ( ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهدِ قلبه والله بكل شيء عليم ) .
فيها بعض اللطائف التي يحسن الوقوف عليها وتأمّلها والتفكر في معانيها .

ومن ذلك أن المصيبة هنا يندرج تحتها جميعالمصائب في النفس والمال والولد والأحباب ونحو ذلك ، فجميع ما أصاب العباد بقضاء الله وقدره ، قد سبق بذلك علمه ، وجرى به قلمه ، ونفذت به مشيئته ، واقتضته حكمته .
ومنها : أن الشأن كل الشأن عند حلول المصائب خهل يقوم العبد بالوظيفة التي عليه في هذا المقام أم لا ؟
فإن قام بها فله الثواب الجزيل ، والأجر الجميل في الدنيا والآخرة .

ومنها : أن من آمن أن المصيبة من عند الله فرضي بذلك وسلّم لأمره هدى الله قلبه ، فاطمأنّ ولم ينزعج عند المصائب ، ورزقه الله الثبات عند ورودها ، والقيام بموجب الصبر ؛ فيحصل له بذلك ثواب عاجل مع ما يدخره الله له يوم الجزاء من الأجر العظيم ، كما قال تعالى : ( إنما يوفّى الصابرون أجرهم بغير حساب ) .
ومنها : أن من لم يؤمن بالله عند ورود المصائب بأن لم يلحظ قضاء الله وقدره بل وقف مع مجرد الأسباب ، أنه يُخذل ويكله الله إلى نفسه ، وإذا وُكل العبد إلى نفسه فالنفس ليس عندها إلا الهلع والجزع الذي هو عقوبة عاجلة على العبد قبل عقوبة الآخرة على ما فرّط في واجب الصبر .
ومنها : أن الله أخبر أنّ كلّ من آمن - أي الإيمان المأمور به وهو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره - وصدّق إيمانه بما يقتضيه الإيمان من لوازمه وواجباته أنّ هذا أكبر سبب لهداية الله له في أقواله وأفعاله وجميع أحواله ، وفي علمه وعمله .
ومنها : أن أفضل جزاء يعطيه الله لأهل الإيمان هو هداية قلوبهم وتوفيقهم إلى الثبات عند المصائب .
ومنها : أن أصل الثبات ثبات القلب وصبره ويقينه عند ورود كل فتنة .
يتبيّن مما سبق الفضل العظيم والخير العميم الذي يناله العبد إذا حقق الإيمان في قلبه ، فاستكمل أركانه ، وقام بما يقتضيه ذلك الإيمان من أعمال وواجبات .
فعلى قدر ما يحقق من الإيمان يكون له من هداية القلب وثباته عند المصائب والمحن .
فمن هنا كان حريا بالعبد أن يعتني بإيمانه ؛ فإن الإيمان يزيد وينقص ، وأن يسأل الله عز وجل تجديد الإيمان في قلبه ، كما أوصانا بذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم ، فإن ذلك أصل فلاح العبد في الدنيا والآخرة .
نسأل الله أن يجدد الإيمان في قلوبنا ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:03 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir