الإجابة
﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن یَشۡتَرِی لَهۡوَ ٱلۡحَدِیثِ لِیُضِلَّ عَن سَبِیلِ ٱللَّهِ بِغَیۡرِ عِلۡمࣲ وَیَتَّخِذَهَا هُزُوًاۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ لَهُمۡ عَذَابࣱ مُّهِینࣱ ٦ وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَیۡهِ ءَایَـٰتُنَا وَلَّىٰ مُسۡتَكۡبِرࣰا كَأَن لَّمۡ یَسۡمَعۡهَا كَأَنَّ فِیۤ أُذُنَیۡهِ وَقۡرࣰاۖ فَبَشِّرۡهُ بِعَذَابٍ أَلِیمٍ ٧﴾ [لقمان ٦-٧]
قوله تعالى ﴿ لَهْوَ الحَدِيثِ﴾ فيه عدة أقوال ، نرتبها من العام للخاص
القول الأول: الباطل أي يختار حديث الباطل عن حديث الحق.
القول الثاني : الشراء المعروف بالثمن .
القول الثالث : شراء المغنية والمغني بالمال الكثير.
القول الرابع : الغناء والاستماع له.
القول الخامس : الطبل.
القول السادس: الجدال في الدين
القول السابع : السحر والقمار
وهذه الأقوال لا تضاد فيها بل تشترك كلها في القول الأول وهو تفضيل وشراء ما هو باطل نهانا الله عنه عن ما هو حق أمرنا الله
عز وجل به، والله أعلم.
هناك أسباب لنزول الآية أذكرها إن شاء الله بعد تخريج وتوجيه الأقوال في المراد بلهو الحديث.
القول الأول: الشرك - أي يختار حديث الباطل عن حديث الحق.
هذا القول عن الضحاك والحسن
في قول الحسن ذكر الطبري أنه سمعه عن الحسين
التخريج لقول الضحاك:
هذا القول أخرج في تفسير الطبري وتفسير الرملي.
أصل الإسناد : عن عبيد الله عن الضحاك
ومنتهى الإسناد:الضحاك،
التوجيه:
قوله تعالى :" خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ بِٱلۡحَقِّۚ تَعَـٰلَىٰ عَمَّا یُشۡرِكُونَ " سورة النحل آية 3.
القول الثاني: يختار حديث الباطل عن حديث الحق.
هذا القول عن قتادة
التخريج:
هذا القول أخرج في تفسير القرآن العظيم وتفسير عبد الرازق وتفسير الطبري والرملي
[تفسير القرآن العظيم لمن؟ يوجد أكثر من تفسير بهذا الاسم]
وأسانيد هذا الأثر في عبد الرازق قال ثنا معمر عن قتادة ، وفي الطبري قال حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا عن سعيد عن قتادة.
ومنتهى الإسناد:قتادة،
والمتون مختلفة: استحبّوا الضّلالة على الهدى (تفسير الثوري:238 ) ، قال أما والله لعله ألا يكون أنفق فيه مالا وبحسب المرء من الضلالة أن يختار حديث الباطل على حديث الحق (تفسير عبد الرازق 105\2).
التوجيه: قوله تعالي :" أُو۟لَـٰۤىِٕكَ ٱلَّذِینَ ٱشۡتَرَوُا۟ ٱلضَّلَـٰلَةَ بِٱلۡهُدَىٰ فَمَا رَبِحَت تِّجَـٰرَتُهُمۡ وَمَا كَانُوا۟ مُهۡتَدِینَ" سورة البقرة آية 6 ، وقوله تعالى :"ٱشۡتَرَوۡا۟ بِـَٔایَـٰتِ ٱللَّهِ ثَمَنࣰا قَلِیلࣰا فَصَدُّوا۟ عَن سَبِیلِهِۦۤۚ إِنَّهُمۡ سَاۤءَ مَا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ " سورة التوبة 9.
القول الثالث : الشراء المعروف بالثمن .
التخريج:
هذا القول أخرجه الطبري
وأصل الإسناد:عن عبيد اللّه بن زحرٍ، عن عليّ بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة.
ومنتهى الإسناد: الرسول صلى الله عليه وسلم
التوجيه:
قال أبو جعفر حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن خلاّدٍ الصّفّار، عن عبيد اللّه بن زحرٍ، عن عليّ بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: لا يحلّ بيع المغنّيات، ولا شراؤهنّ، ولا التّجارة فيهنّ، ولا أثمانهنّ، وفيهنّ نزلت هذه الآية: {ومن النّاس من يشتري لهو الحديث}.
القول الرابع : شراء المغنية والمغني بالمال الكثير.
التخريج:
هذا القول قيل عن مجاهد وعن بن عباس .
قول بن عباس أخرجه الطبري عن مجاهد عن بن عباس وأخرجه النحاس عن سعيد بن جبير عن بن عباس.
أما قول مجاهد أخرجه الطبري والهمذاني وتدور أسانيد هذا الأثر على ابن أبي نجيح عن مجاهد.
وأصل الإسناد: ابن أبي نجيح عن مجاهد.
ومنتهى الإسناد: مجاهد،
والمتون متفقة قال قال هو اشتراء المغني والمغنية بالمال الكثير والاستماع إليهم وإلى مثله من الباطل.
التوجيه:
يكونُ في أمَّتي قذفٌ ، ومسخٌ ، وخسفٌ . قيل : يا رسولَ اللهِ ! ومتَى ذاك ؟ قال : إذا ظهرَتِ المعازفُ ، وكثُرتِ القِيانُ ، وشُرِبت الخُمورُ
الراوي : عمران بن الحصين | المحدث : الألباني | المصدر : تحريم آلات الطرب
ومنقول عن الشيخ بن باز رحمه الله عن عائشة-رضي الله عنها-قالت: (دخل عليَّ النبي ﷺ وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث، فاضطجع على الفراش وحول وجهه، ودخل أبو بكر -رضي الله عنه- فانتهرني، وقال: مزمار الشيطان عند النبي ﷺ، فأقبل عليه رسول الله، فقال: دعهما، فلما غفل غمزتهما فخرجتا وفي رواية لمسلم فقال رسول الله: يا أبا بكر، إن لكل قوم عيدًا، وهذا عيدنا. وفي رواية له أخرى، فقال: دعهما يا أبا بكر، فإنها أيام عيد وفي بعض رواياته أيضًا: جاريتان تلعبان بدف فهذا الحديث الجليل يستفاد منه أن كراهة الغناء وإنكاره وتسميته مزمار الشيطان أمر معروف مستقر عند الصحابة-رضي الله عنهم، ولهذا أنكر الصديق على عائشة غناء الجاريتين عندها، وسماه مزمار الشيطان، ولم ينكر عليه النبي ﷺ تلك التسمية، ولم يقل له: إن الغناء والدف لا حرج فيهما وإنما أمره أن يترك الجاريتين، وعلل ذلك بأنها أيام عيد، فدل ذلك على أنه ينبغي التسامح في مثل هذا للجواري الصغار في أيام العيد؛ لأنها أيام فرح وسرور، ولأن الجاريتين إنما أنشدتا غناء الأنصار الذي تقاولوا به يوم بعاث.
القول الخامس : الغناء والاستماع له.
التخريج:
هذا القول ذكر عن ابن مسعود وابن عباس وعن مجاهد وعن عطاء وعن جابر وعن عكرمة وعن قتادة
- قول بن مسعود أخرجه الطبري والنحاس والنياسبوري وفي الجامع لعلوم القرآن،
وتدور أسانيد هذا الأثر على سعيد بن جبير ثم تتفق فيما بعده؛ مخرج الأثر: سعيد بن جبير.
وأصل الإسناد: سعيد بن جبير عن أبي الصهباء البكري أنه سمع عبد الله بن مسعود.
ومنتهى الإسناد: عبد الله بن مسعود،
والمتون متفقة الغناء.
- قول مجاهد أخرجه الطبري وبن وهب والخرساني والصنعاني
وأصل الإسناد:
عن حبيب عن مجاهد
وعن الحكم عن المجاهد
وعن عبد الكريم عن مجاهد
وعن ابن أبي نجيح عن مجاهد
وعن الليث عن مجاهد
ومنتهى الإسناد: مجاهد،
والمتون متفقة الغناء وفي السند عن عبد الكريم عن مجاهد أضاف – وكل لعب لهو.
- قول بن عباس أخرجه الطبري
وأصل الإسناد: ذكر
عن سعيد بن جبير عن بن عباس
وعن الحكم عن مقسم عن بن عباس
ومنتهى الإسناد: بن عباس،
والمتون متفقة الغناء وفي السند عن مقسم عن بن عباس أضاف – والاستماع له.
التوجيه:
مثل القول الرابع
القول السادس : الطبل.
التخريج:
هذا القول أخرجه الطبري
مخرج الأثر: ابن جريج.
أصل الإسناد: ابن أبي نجيح عن مجاهد.
ومنتهى الإسناد: مجاهد،
التوجيه:
مثل القول الرابع
القول السابع: الجدال في الدين.
التخريج:
هذا القول ذكره الماوردي
التوجيه:
قوله تعالى:"هُوَ ٱلَّذِیۤ أَنزَلَ عَلَیۡكَ ٱلۡكِتَـٰبَ مِنۡهُ ءَایَـٰتࣱ مُّحۡكَمَـٰتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلۡكِتَـٰبِ وَأُخَرُ مُتَشَـٰبِهَـٰتࣱۖ فَأَمَّا ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِمۡ زَیۡغࣱ فَیَتَّبِعُونَ مَا تَشَـٰبَهَ مِنۡهُ ٱبۡتِغَاۤءَ ٱلۡفِتۡنَةِ وَٱبۡتِغَاۤءَ تَأۡوِیلِهِۦۖ وَمَا یَعۡلَمُ تَأۡوِیلَهُۥۤ إِلَّا ٱللَّهُۗ وَٱلرَّ ٰسِخُونَ فِی ٱلۡعِلۡمِ یَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِۦ كُلࣱّ مِّنۡ عِندِ رَبِّنَاۗ وَمَا یَذَّكَّرُ إِلَّاۤ أُو۟لُوا۟ ٱلۡأَلۡبَـٰبِ " سورة آل عمران 7
القول السابع : السحر والقمار.
التخريج:
هذا القول ذكره الماوردي والألوسي
التوجيه:
لم أجد
أسباب النزول :
منقول من الماوردي وَفِيمَن نَزَلَتْ قَوْلانِ:
أحَدُهُما: أنَّها نَزَلَتْ في النَّضْرِ بْنِ الحارِثِ كانَ يَجْلِسُ بِمَكَّةَ فَإذا قالَتْ قُرَيْشٌ إنَّ مُحَمَّدًا قالَ كَذا وكَذا ضَحِكَ مِنهُ وحَدَّثَهم بِحَدِيثِ رُسْتُمَ واسْفِنْدِيارَ ويَقُولُ لَهم إنَّ حَدِيثِي أحْسَنُ مِن قُرْآنِ مُحَمَّدٍ، حَكاهُ الفَرّاءُ والكَلْبِيُّ.
الثّانِي: أنَّها نَزَلَتْ في رَجُلٍ مِن قُرَيْشٍ اشْتَرى جارِيَةً مُغَنِّيَةً فَشُغِلَ بِها النّاسُ عَنِ اتِّباعِ النَّبِيِّ ﷺ، حَكاهُ ابْنُ عِيسى.
عذرا على التقصير والتأخير
جزاكم الله خير وبوركتم