اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنشاد راجح
السلام عليكم
بارك الله فيكم
قال ابن جرير الطبري في تفسيره ( إن هذان لساحران):
اقتباس:
وقال آخر منهم: ذلك من الجزم المرسل، ولو نصب لخرج إلى الانبساط.
|
أشكلت علي العبارة، فما معنى (الجزم المرسل)، وكذلك قوله: (لخرج إلى الانبساط)؟
جزاكم الله خيرا
|
الجزم المرسل والجزم المنبسط من المصطلحات التي قلّ استعمالها، واستبدلت بغيرها.
فالجزم المرسل يكون في ثلاثة مواضع:
- كلّ ألف قبلها فتحة مثل: "اسمعا القول"، و"اذكرا الله" تحذف الألف في النطق لالتقاء الساكنين، ويُكتفى بالفتحة، ومنه قول الله تعالى: {ولقد آتينا داوود وسليمان علماً وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين}.
- وكلّ واو قبها ضمّة؛ كما في قول الله تعالى: {ولتعلُنّ علوا كبيراً} أصلها لتعلون.
- وكلّ ياء قبلها كسرة، كقولك: اذكري الله، تُحذف الياء في النطلق لالتقاء الساكنين ويُكتفى بالكسرة.
والجزم المنبسط هو ما بقي فيه الحرف ولم يُحذف، لكنّه حرّك ، مثل قول الله تعالى: {لتبلون في أموالكم وأنفسكم} فلم تُحذف الواو لأن قبلها فتحة، والفتحة لا تنوب عن الضمة؛ فحُرّكت الواو.
فحمل قول الله تعالى: {إنَّ هذان لساحران} على الجزم المرسل معناه أنّ "هذا" هو المفرد، فلما ثًنّي قيل: "هذان" ولم يُقل: "هذاان" بألفين.
وقوله: (ولو نصب لخرج إلى الانبساط) أي: لو قيل: [ إن هذين ] لم يكن فيه جزم مرسل، وإنما هو جزم منبسط.
وابن جرير لم يذكر اسم صاحب هذا القول، والأظهر أنه أبو طالب المفضل بن سلمة بن عاصم الضبي (ت: 291هـ) وهو نحوي كوفي أخذ عن أبيه وكان راوية كتب الفراء، وعن ابن الأعرابي وغيره، وله كتاب "ضياء القلوب في معاني القرآن" مفقود، وله كتب أخرى كثيرة مفقودة، وطبع له: الفاخر، والملاهي، وما تلحن فيه العامة، ومختصر المذكر والمؤنث، غاية الأرب في معاني ما يجري على ألسنة العامة من كلام العرب.
وقد روى عنه أبو منصور الأزهري من طريق أبي الفضل المنذري ما يفهم منه تفريقه بين الجزم المرسل والجزم المنبسط، ولم أره لغيره من العلماء، وقد شرحه أبو منصور شرحاً مختصراً في آخر كتابه "تهذيب اللغة".