الإعادة:
الإجابة:
(2) قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه في تفسير التوبة النصوح: (أن تتوب من الذنب ثم لا تعود فيه، أو لا تريد أن تعود).
التخريج
· أخرجه عبد الرازق عن طريق سماك بن حرب عن النعمان بن بشيرفي قوله تعالى توبة نصوحا قال سمعت عمر بن الخطاب يقول التوبة النصوح أن يجتنب الرجل عمل السوء كان يعمله ويتوب إلى الله ثم لا يعود إليه أبدا فتلك التوبة النصوح.
· أخرجه الطبري ، عن سماكٍ، عن النّعمان بن بشيرٍ، قال: سئل عمر عن التّوبة النّصوح، قال: التّوبة النّصوح: أن يتوب الرّجل من العمل السّيّئ، ثمّ لا يعود إليه أبدًا.
· أخرجه الطبري من طريق عبد الرحمن عن سفيان عن سماك بن حرب عن النعمان بن بشير بزيادة ، "أو لا يريد أن يعود..".
التوجيه
التوبة النصوح هي في قول توبة التي لا يعود فيها أبدا ، أي أن يتوب الرجل من الذنب ولا يعود فيه أبدا، فعليه تكون هذه توبة خالصة لله تعالى مع العزيمة القوية ألا يعود في الذنب أبدا ، و﴿تَوْبَةً نَصُوحًا﴾ بفتح النون وهي من التوبة فلا يعود للذنب وهذه القراءة قال الطبري بإجماع الحجة عليها فيكون المعنى رجوعا لا تعودون فيها أبدا، أما القراءة بضم النون فهي من معنى التناصح ، وقال الزجاج :"ومعناه توبة بالغة في النصح، وفعول من أسماء الفاعلين التي تستعمل للمبالغة في الوصف، تقول رجل صبور وشكور، وتوبة نصوح. ومن قرأ (نصوحا) -بضم النّون- فمعناه ينصحون بهذا نصوحا، يقال: نصحت له نصحا ونصاحة ونصوحا. "، وقال عبد الواحد البغدادي :"({توبة نصوحا}أي: خالصة)"، ومن لازم ذلك الا يعود للذنب.
وقال بن كثير :"وهل من شرط التّوبة النّصوح الاستمرار على ذلك إلى الممات، كما تقدّم في الحديث وفي الأثر: "لا يعود فيه أبدًا"، أو يكفي العزم على ألّا يعود في تكفير الماضي، بحيث لو وقع منه ذلك الذّنب بعد ذلك لا يكون ذلك ضارًّا في تكفير ما تقدّم، لعموم قوله، عليه السّلام: "التّوبة تجبّ ما قبلها؟ ". وللأوّل أن يحتجّ بما ثبت في الصّحيح أيضًا: "من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهليّة، ومن أساء في الإسلام أخذ بالأوّل والآخر" فإذا كان هذا في الإسلام الّذي هو أقوى من التّوبة، فالتّوبة بطريق الأولى، واللّه أعلم.."
وفي رواية أخرى زاد فيها أو لا يريد أن يعود. ، وهنا هو عازم ألا يعود للذنب ولكن قد يقع في الذنب مرةو أخرى ، وفي الحديث ما يناسب هذه الإضافة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إنَّ عَبْدًا أصابَ ذَنْبًا - ورُبَّما قالَ أذْنَبَ ذَنْبًا - فقالَ: رَبِّ أذْنَبْتُ - ورُبَّما قالَ: أصَبْتُ - فاغْفِرْ لِي، فقالَ رَبُّهُ: أعَلِمَ عَبْدِي أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ ويَأْخُذُ بهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثُمَّ مَكَثَ ما شاءَ اللَّهُ ثُمَّ أصابَ ذَنْبًا، أوْ أذْنَبَ ذَنْبًا، فقالَ: رَبِّ أذْنَبْتُ - أوْ أصَبْتُ - آخَرَ، فاغْفِرْهُ؟ فقالَ: أعَلِمَ عَبْدِي أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ ويَأْخُذُ بهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثُمَّ مَكَثَ ما شاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أذْنَبَ ذَنْبًا، ورُبَّما قالَ: أصابَ ذَنْبًا، قالَ: قالَ: رَبِّ أصَبْتُ - أوْ قالَ أذْنَبْتُ - آخَرَ، فاغْفِرْهُ لِي، فقالَ: أعَلِمَ عَبْدِي أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ ويَأْخُذُ بهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي ثَلاثًا، فَلْيَعْمَلْ ما شاءَ. الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري ، الصفحة أو الرقم: 7507 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
والله أعلم .
(3) قول عثمان بن عفان رضي الله عنه في تفسير الباقيات الصالحات: (هي لا إله إلا الله، وسبحان الله وبحمده، والله أكبر، والحمد لله، ولا حول ولا قوّة إلا بالله).
التخريج
-أخرجه الطبري بطريقين عن عقيل زهرة بن معبد، أنه سمع الحارث مولى عثمان بن عفان.يَقُولُ: قِيلَ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ: مَا {الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ} [الكهف: 46] ؟ قَالَ: هِيَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ.
- أخرجه الطبري عن ابن أبي مريم، قال: حدّثنا نافع بن يزيد ورشدين بن سعدٍ، قالا: حدّثنا زهرة بن معبدٍ، قال: سمعت الحارث مولى عثمان بن عفّان يقول: قالوا لعثمان: ما الباقيات الصّالحات؟ يَقُولُ: قِيلَ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ: مَا {الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ} [الكهف: 46] ؟ قَالَ: هِيَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ .
وهذا قول الكثير من الصحابة منهم بن عباس وعبد الله بن عمر وغيرهم ، وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: "سُبْحَانَ اللهِ، والحَمْدُ للهِ، ولا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكْبَرُ مِنَ الباقِياتِ الصَّالِحاتِ".الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب، الصفحة أو الرقم: 1549 | خلاصة حكم المحدث : حسن لغيره.
وحديث عن عثمان رضي الله عنه مَن تَوضَّأَ وُضوئي هذا ، ثمَّ قامَ يُصلِّي صَلاةَ الظُّهرِ ، غُفِرَ لهُ ما كان بَينَها و بينَ الصُّبحِ ، ثمَّ صلَّى العَصرَ غُفِرَله ما كان بَينَها و بينَ الظُّهرِ ، ثمَّ صلَّى المغرِبَ غُفِرَ لهُ ما كان بَينَها و بينَ العَصرِ ، ثمَّ صلَّى العِشاءَ غُفِرَله ماكان بَينَها و بينَ المغرِبِ ، ثمَّ لعلَّه يَبِيتُ يَتمرَّغُ ليلَتَه ، ثمَّ إن قامَ فَتَوضَّأَ فَصلَّى الصُّبحَ غُفِرَ لهُ ما بَينَها و بينَ صلاةِ العِشاءِ ، و هُنَّ (الْحَسَنَاتُ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ) قالوا : هذهِ الحسَناتُ ، فما الباقياتُ الصَّالحاتُ يا عُثمانُ ؟ قال : هيَ : لا إلهَ إلَّا اللهُ ، و سُبحانَ اللهِ ، و اللهُ أكبرُ ، و لا حَولَ و لا قُوَّةَ إلَّا باللهِ . الراوي : عثمان بن عفان | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب،
الصفحة أو الرقم: 366 | خلاصة حكم المحدث : حسن لغيره
والله أعلم .
القول الثاني هو الصلوات الخمس قال بن كثير: عن ابن عبّاسٍ، وسعيد بن جبيرٍ، وغير واحدٍ من السّلف: "الباقيات الصّالحات" الصّلوات الخمس.
والقولان يجمعان طاعة اللّه، ودعائه بالغداة والعشي يريدون وجهه الباقي لهم من الأعمال.
(4) قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه في يوم الحجّ الأكبر قال: هو يوم عرفة.
الطبري
- حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، قال: أخبرنا أبو زرعة وهب اللّه بن راشدٍ، قالا: أخبرنا حيوة بن شريحٍ، قال: أخبرنا أبو صخرٍ، أنّه سمع أبا معاوية البجليّ، من أهل الكوفة يقول: سمعت أبا الصّهباء البكريّ، وهو يقول: سألت عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه عن يوم الحجّ الأكبر فقال: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بعث أبا بكر بن أبي قحافة رضي اللّه عنه يقيم للنّاس الحجّ، وبعثني معه بأربعين آيةً من براءة، حتّى أتى عرفة، فخطب النّاس يوم عرفة، فلمّا قضى خطبته التفت إليّ، فقال قم يا عليّ وأدّ رسالة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقمت فقرأت عليهم أربعين آيةً من براءة ثمّ صدرنا حتّى أتينا منًى، فرميت الجمرة، ونحرت البدنة، ثمّ حلقت رأسي، وعلمت أنّ أهل الجمع لم يكونوا حضروا خطبة أبي بكرٍ يوم عرفة، فطفقت أتتبّع بها الفساطيط أقرؤها عليهم، فمن ثمّ إخال حسبتم أنّه يوم النّحر، ألا وهو يوم عرفة.
التخريج
أخرجه الطبري بطريق حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، قال: أخبرنا أبو زرعة وهب اللّه بن راشدٍ، قالا: أخبرنا حيوة بن شريحٍ، قال: أخبرنا أبو صخرٍ، أنّه سمع أبا معاوية البجليّ، من أهل الكوفة يقول: سمعت أبا الصّهباء البكريّ، وهو يقول: سألت عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه عن يوم الحجّ الأكبر فقال: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بعث أبا بكر بن أبي قحافة رضي اللّه عنه يقيم للنّاس الحجّ، وبعثني معه بأربعين آيةً من براءة، حتّى أتى عرفة، فخطب النّاس يوم عرفة، فلمّا قضى خطبته التفت إليّ، فقال قم يا عليّ وأدّ رسالة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقمت فقرأت عليهم أربعين آيةً من براءة ثمّ صدرنا حتّى أتينا منًى، فرميت الجمرة، ونحرت البدنة، ثمّ حلقت رأسي، وعلمت أنّ أهل الجمع لم يكونوا حضروا خطبة أبي بكرٍ يوم عرفة، فطفقت أتتبّع بها الفساطيط أقرؤها عليهم، فمن ثمّ إخال حسبتم أنّه يوم النّحر، ألا وهو يوم عرفة.
التوجيه
أختلفت الأقوال في يوم الحج الأكبر، وهي:
- يوم عرفة قول بن عباس وغيره من الصحابة.
- يوم النحر وهو عن علي وجمع مكن الصحابة.
- أيام منى كلها قول مجاهد.
- اليوم الذي حج فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا ليس اختلاف تضاد ، وقال أبو جعفر: وأولى الأقوال في ذلك عندنا بالصحة، قولُ من قال: "يوم الحج الأكبر، يوم النحر"، أما الأخبار عن رسول الله ﷺ أنه قال يوم النحر: أتدرون أيّ يوم هذا؟ هذا يوم الحج الأكبر، فإن هذا الحديث ضعفه علماء الحديث .
وقول يوم عرفة موافق لقول جماعة من أصحاب رسول الله ﷺ وبما جاء في الحديث أن عليًّا نادى بما أرسله به رسول الله ﷺ من الرسالة إلى المشركين، وتلا عليهم "براءة"، يوم عرفة، وهذا حديث صحيح الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 3177 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
والله أعلم .
جزاكم الله خير وبوركتم