القسم الثاني عشر:
-ذم السؤال بقراءة القرآن الكريم:
-حديث عمران بن حصين مرفوعا: (اقرءوا القرآن وسلوا اللّه به، فإنّه سيأتي أقوامٌ يقرءون القرآن يسألون به النّاس
-حديث أبي سعيد الخدري : (تعلموا القرآن واسألوا الله به قبل أن يتعلمه قوم يسألون به الدنيا، (
-حديث عبد الرحمن بن شبل مرفوعا : اقرءوا القرآن ولا تغلوا فيه، ولا تجفوا عنه، ولا تأكلوا به، ولا تستكثروا)...)
-حديث ابن مسعود مرفوعا : (من جعل الهمّ همّاً واحداً؛ همّ آخرته، كفاه الله عزّ وجلّ همّ دنياه، ومن تشعّبت به الهموم في أحوال الدّنيا، لم يبال الله تعالى في أيّ أوديتها هلك)
-أثر عبد الله بن مسعود : سيجيء على الناس زمان يسأل فيه بالقرآن, فإذا سألوكم فلا تعطوهم" ). [فضائل القرآن:] (م)
-أثر أبي سعيد الخدري : كون خلفٌ بعد ستّين سنةً أضاعوا الصّلاة، واتّبعوا الشّهوات فسوف يلقون غيّاً، ثمّ يكون خلفٌ يقرءون القرآن لا يعدو تراقيهم، ويقرأ القرآن ثلاثةٌ: مؤمنٌ ومنافقٌ وفاجرٌ، فقال بشيرٌ: فقلت للوليد: ما هؤلاء الثّلاثة؟، فقال: المنافق كافرٌ به، والفاجر يتأكّل به، والمؤمن مؤمنٌ به.). [أخلاق حملة القرآن: --] (م)
أثر زاذان : من قرأ القرآن ليستأكل الناس , جاء يوم القيامة , ووجهه عظم ليس عليه لحم"). [فضائل القرآن:] (م)
ذم القراء الذين يعتنون بإقامة الحروف ويضيعون الحدود:
-حديث أبي هريرة مرفوعا : إن لهذا القرآن شرة ، ثم إن للناس عنه فترة ، فمن كانت فترته إلى القصد فنعما هو، ومن كانت فترته إلى الإعراض فأولئكم بور)
-حديث صهيب مرفوعا: (ما آمن بالقرآن من استحلّ محارمه)
-حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا : (سيكون خلف (9) بعد تسعين سنة , أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات ، ثم يكون خلف يقرءون القرآن لا يعدو تراقيهم)
-حديث عقبة بن عامر مرفوعا : (سيخرج أقوام من أمتي يشربون القرآن كشربهم الماء
-حديث عبد الله بن مسعود مرفوعا: (ليرثنّ هذا القرآن قومٌ، يشربونه كما يشرب الماء، لا يجاوز تراقيهم)
-أثر حذيفة : (إن أقرأ الناس للقرآن منافق يقرؤه لا يترك منه واوا , ولا ألفا)
-أثر ابن عمر : كنّا صدر هذه الأمّة، وكان الرّجل من خيار أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما معه إلا السّورة من القرآن، أو شبه ذلك،...
-الآثار المروية عن ابن مسعود
-أثر أبي عبد الرحمن السلمي:
-أثر فضالة بن عبيد الأنصاري:
-أثر الحسن رحمه الله:
-أثر الشعبي :
أقوال العلماء في ذم من ترك تدبر القرآن والعمل به:
-مانقله محمد بن عبد الوهاب التميمي من أدلة القرآن والسنة النبوية :
باب قول الله تعالى :{ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني} الآية، وقوله : {مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا} الآية .
وقوله تعالى :{ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك} الآية وقوله عز وجل : {ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها}الآية
عن أسماء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إنكم تفتنون في قبوركم مثل أو قريبا من فتنة الدجال يؤتى أحدكم فيقال : ما علمك بهذا الرجل ؟ فأما المؤمن أو الموقن [لا أدري أي ذلك قالت أسماء] فيقول : هو محمد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى فأجبنا وآمنا واتبعنا فيقال : نم صالحا فقد علمنا إن كنت لمؤمنا وأما المنافق أو المرتاب فيقول : لا أدري : سمعت الناس يقولون شيئا فقلته))أخرجاه ، وفي حديث البراء في الصحيح : ((أن المؤمن يقول : هو رسول الله ، فيقولان : قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت))
ماجاء في ذم من يقرأ القرآن لأجل الدنيا:
-حديث سهل بن سعد مرفوعا: اقرءوا القرآن قبل أن يجيء قوم يقيمونه كما يقام القدح, يتعجلون أجره , ولا يتأجلونه)
-حديث جابر بن عبد الله مرفوعا: اقرؤوا , وكل حسن , وسيأتي قوم يقومونه كما يقوم القدح , يتعجلونه ولا يتأجلونه)
-حديث أنس بن مالك مرفوعا: (إن فيكم خيرا ، منكم رسول الله ، وتقرءون كتاب الله منكم الأبيض والأسود ، ...
-مرسل ابن المنكدر مرفوعا: اقرؤوا , فكل كتاب الله ، من قبل أن يأتي قوم يقومونه كما يقام القدح , يتعجلونه ولا يتأجلونه)
-أثر عمر في الحث على إرادة وجه الله بقراءة القرآن: (لقد أتى علينا حينٌ، وما نرى أنّ أحداً يتعلّم القرآن يريد به إلا الله تعالى، فلمّا كان ههنا بآخرةٍ، خشيت أنّ رجالاً يتعلّمونه يريدون به النّاس وما عندهم، فأريدوا الله تعالى بقراءتكم وأعمالكم، فإنّا كنّا نعرفكم إذ فينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وإذ ينزل الوحي، وإذ ينبئنا الله من أخباركم، فأمّا اليوم، فقد مضى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وانقطع الوحي، وإنّما أعرفكم بما أقول: من أعلن خيراً أحببناه عليه، وظننّا به خيراً، ومن أظهر شرّاً أبغضناه عليه، وظننّا به شرّاً، سرائركم فيما بينكم وبين ربّكم عزّ وجلّ).
-تعقيب الآجري على أثر عمر رضي الله عنه:
فإذا كان عمر بن الخطّاب رضي الله عنه قد خاف على قومٍ قرأوا القرآن في ذلك الوقت بميلهم إلى الدّنيا، فما ظنّك بهم اليوم!
عقوبة من قرأ القرآن لأجل عرض الدنيا:
-حديث أبي هريرة مرفوعا :(من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة)
-عن أنس وحذيفة وكعب بن مالك رضي الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال::
((من طلب العلم ليماري به السفهاء أو يكاثر به العلماء أو يصرف به وجوه الناس إليه فليتبوأ مقعده من النار))
-أثر سفيان الثورى :
(إنَّ في جهنَّم لَجُبًّا تستعيذ منه جهنم كل يوم سبعين مرة أعده الله للقراء الزائرين السلطان
إثم من قرأ القرآن رياء وفخرا:
-حديث أبي هريرة مرفوعا :(....... تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن قال : كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال : عالم وقرأت القرآن ليقال : هو قاريء ، فقد قيل
-حديث العباس بن عبد المطلب مرفوعا :
(...ثمّ يأتي قومٌ يقرأون القرآن، فإذا قرأوه قالوا: قد قرأنا القرآن، فمن أقرأ منّا !، فمن أعلم منّا)
-الآثار المروية عن الحسن:
قرّاء هذا القرآن ثلاثة رجالٍ: فرجلٌ قرأه فاتّخذه بضاعةً، ونقله من بلدٍ إلى بلدٍ، ورجلٌ قرأه، فأقام على حروفه، وضيّع حدوده، يقول: إنّي والله لا أسقط من القرآن حرفاً، كثّر الله بهم القبور، وأخلى منهم الدّور، فوالله لهم أشدّ كبراً من صاحب السّرير على سريره، ومن صاحب المنبر على منبره،......
من هو الفاجر أو الفاسق بالقرآن؟
-عن أبي سعيد الخدري ( رضي الله عنه ) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
((يخرج في هذه الأمة - ولم يقل منها - قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم وحلوقهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية فينظر إلى نصله إلى رصافه فيتمارى في فوقه هل علق به من الدم شيء)) أخرجاه .
وفي رواية ((يقرأون القرآن رطبا)) وكان ابن عمر يراهم شرار الخلق وقال : "إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين
قالَ مُحمَّدُ بنُ عبدِ الوهَّابِ التميميُّ:( وقوله تعالى : {وما يضل به إلا الفاسقين} وقوله : {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} وقوله :{إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا} الآية
إثم من فجر بالقرآن
-حديث أبي ذر مرفوعا:إن بعدي قوما من أمتي يقرءون القرآن لا يجاوز حلاقيمهم ، يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية (هم شر الخلق والخليقة
-حديث جابر بن عبد الله مرفوعا: إن هذا وأصحابه يقرءون القرآن لا يجاوز حلوقهم، أو حناجرهم ، يمرقون ( من الدين كما يمرق ( السهم من الرمية
-حديث سهل بن حنيف مرفوعا:ويخرج منهم قوم يقرءون القرآن بألسنتهم لا يعدو تراقيهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية
-حديث عمر بن الخطاب مرفوعا:(يخرج ناس من أمتي يقرءون القرآن يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، وأمارة ذلك أنهم محلقون
-حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا:دعه ، فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم ، وصيامه مع صيامهم ، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الإسلام ، كما يمرق السهم من الرمية ()
-حديث ابن عباس مرفوعا:(ليقرأن القرآن ناس من أمتي , يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية)
-حديث أبي برزة الأسلمى مرفوعا : (يخرج عليكم من قبل المشرق رجال كان هذا منهم ، هديهم كهديه ، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، لا يعودون إليه)
-حديث عبد الله بن عمرو مرفوعا:(في أمتي أشباه هذا يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، كلما خرجوا ؛ فاقتلوهم , فاقتلوهم
المقاصد الحسنة التى ينبغي لقارىء القرآن التحلي بها:
-أن لا يقصد بقراءته عرض من الدنيا من جاه أو مال أو رياسة أو ثناء او طلب مدح ورفعة عند الناس..
-ألا يطمع المقرىء في رفق من يقرئهم كهدية ونحوها
-الحذر من التكثر بكثرة المشتغلين عليه
-الحذر من كراهية قراءة أصحابه على غيره ممن ينتفع بالقراءة عليه
-الأثر المروى عن على رضي الله عنه
أخلاق من قرأ القرآن لغير الله تعالى :
-حافظا لحروف القرآن مضيعا لحدوده
-متعظما في نفسه وجلسته متكبرا على غيره وعلى من يعلمه
-اتخذ القرآن بضاعة يتاكل به الأغنياء ويستقصي به الحوائج
-يعظم الأغنياء ويحقر الفقراء
-إن علم الغنى رفق به طمعا في دنياه وإن علم الفقير زجره وعنفه لأنه لامطمع له فيه
-إن كان حسن الصوت صلى للملوك رغبة فيما عندهم وإن سأله الفقراء ثقل ذلك عليه
-يفخر على الناس بالقرآن وما معه من القراءات والغريب منها يتباهى بها
-كثير الكلام بغير تمييز أخلاقه أخلاق الجهال ولايأخذ نفسه بالعمل
-يعيب من لايحفظ كحفظه ويطلب عيب من حفظ حفظه
-ليس للخشوع في قلبه موضع ،كثير الضحك والخوض فيما لايعنيه
-ينشغل عمن يجب عليه استماعه باستماع حديث من جالسه ؛فهو لكلام الناس أشهى منه إلى كلام الرب عزوجل
-لايبكى ولايحزن ولايأخذ نفسه بالفكر عند تلاوة آياته
-راغب في الدنيا لها يغضب ويرضى
-يستقصى من الناس حقه ولايستقصي من نفسه مالله عليه
-لايبالى من أين اكتسب من حرام أو حلال قليل المعرفة بالحلال والحرام
-لايتأدب بأدب القرآ ولايزجر نفسه عند الوعد والوعيد
-يغضب إن أضاع حرفا حرصا على منزلته عند الناس
-قليل النظر في العلم الواجب عليه كثير النظر في العلم الذي يتزين به لأهل الدنيا
-لايرغب في معرفة علم النعم ولاعلم شكر النعم
-إذا درس القرآن او درس عليه همته متى يقطع لا متى يفهم
-يفرح بثناء المخلوقين ولايبالي بسخط رب العالمين
-يحب أن يعرف بكثرة الدرس ويظهر ختمه للقرآن للناس
-يتبع هواه فيما تحب نفسه
-إن كان ممن يقرىء غضب على من قرأ على غيره
-إن ذكر عنده رجل من أهل القرآن بالصلاح كره ذلك وإن ذم سره ذلك
-يسخر بمن دونه ويهمز بمن فوقه
-يتتبع عيوب أهل القرآن ليضع منهم ويرفع نفسه
-يتمنى أن يخطىء غيره ويكون هو المصيب
-أخلاقه أخلاق الجهال ،يأكل ويشرب وينام ويلبس ويصاحب ويجامع بغير علم من كتاب أو سنة
أثر هذه الصفات عليه وعلى غيره من الجهال:
-أنه يصير فتنة على غيره من الجهال إذا عمل بالأخلاق التى لايحسن بمثله أن يفعلها إذا اقتدوا به واحتجوا على المعايب بفعله إياها
ومن كانت هذه حاله فليس له إلا أن يتوب
ذم من ابتغى الهدى في غير القرآن:
-حديث سهل بن سعد مرفوعا: اللّهمّ لا يدركني زمانٌ، ولا أدركه لا يتبع فيه العالم، ولا يستحى فيه من الحليم،..
-أثر أبي موسى الأشعري : إنّ هذا القرآن كائنٌ لكم أجراً، وكائنٌ عليكم وزراً، فاتّبعوا القرآن، ولا يتّبعكم، فإنّه من اتّبع القرآن هبط به على رياض الجنّة، ومن اتّبعه القرآن زخّ به في قفاه، فقذفه في النّار.). [أخلاق حملة القرآن: --]
-أثر معاذ بن جبل: هلك المرتابون، إن من ورائكم فتنا يكثر فيها المال، ويفتح فيها القرآن، حتى يأخذه الرجل والمرأة والحر والعبد، والصغير والكبير، فيوشك الرجل أن يقرأ القرآن في ذلك الزمان فيقول: ما بال الناس لا يتبعوني وقد قرأت القرآن، فيقول: ما هم بمتبعي حتى أبتدع لهم غيره، فإياكم وما ابتدع، فإنما ابتدع ضلالة
-عن زيد بن أرقم قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا بماء يدعى : خما فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال : ((أما بعد : أيها الناس إنما أنا بشر مثلكم يوشك أن يأتيني رسول من ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما : كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به)) فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال : ((وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي)) وفي لفظ:((أحدهما كتاب الله هو حبل الله من تبعه كان على الهدى ومن تركه كان على الضلالة)) رواه مسلم
-عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كان ) إذا خطب يقول : ((أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة
-
التحذير من جدال المنافقين بالقرآن:
-قال على بن أـبي طالب: (إنّك إن بقيت، فسيقرأ القرآن على ثلاثة أصنافٍ: صنفٍ لله تعالى، وصنفٍ للدّنيا، وصنفٍ للجدل، فمن طلب به أدرك)
-عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: «إن ناسا يجادلونكم بشُبَه القرآن، فخذوهم بالسنن، فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب الله تعالى»
عن معاذ بن جبلٍ: أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم قال: " إيّاكم وثلاثةً: زلّة عالمٍ، وجدال المنافق بالقرآن، ودنيا تقطّع أعناقكم، فأمّا زلّة العالم فلا تقلّدوه دينكم، وإن زلّ فلا تقطعوا عنه أناتكم، وأمّا جدال المنافق بالقرآن فإنّ للقرآن منارًا كمنار الطّريق، فما عرفتم فخذوه، وما أنكرتم فردّوه إلى عالمه، وأمّا دنيا تقطّع أعناقكم فمن جعل اللّه في قلبه الغنى فهو الغنيّ
- في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ : {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات} إلى قوله : {وما يذكر إلا أولوا الألباب} فقال : ((إذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم
ذم الجفاء عن القرآن:
-قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «اقرءوا القرآن ولا تغلوا فيه، ولا تجفوا عنه، ولا تأكلوا به، ولا تستكثروا
- عن سمرة بن جندب في حديث الرؤيا الطويل مرفوعا قال : (( أتاني الليلة اثنان فذهبا بي قالا : انطلق وإني انطلقت معهما وإنا أتينا على رجل مضطجع وإذا آخر قائم عليه بصخرة وإذا هو يهوي بالصخرة على رأسه فيثلغ رأسه فيتدهده الحجر هاهنا فيتبع الحجر فيأخذه فلا يرجع إليه حتى يصبح رأسه كما كان . ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل في المرة الأولى فقلت لهما : سبحان الله ما هذا ؟ قالا : هذا رجل علمه الله القرآن فنام عنه بالليل ولم يعمل فيه بالنهار يفعل به إلى يوم القيامة)).
وفي رواية : ((الذي يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة))
-عن ابن مسعود قال : " إن بني إسرائيل لما طال عليهم الأمد فقست قلوبهم فاخترعوا كتابا من عند أنفسهم استحلته أنفسهم وكان الحق يحول بينهم وبين كثير من شهواتهم حتى نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم"
وعيد من كتم ما أنزل الله في الكتاب من البينات والهدى:
- عن أبي هريرة مرفوعا : ((من سئل عن علم فكتمه ، ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار)
ماروي في رفع القرآن في آخر الزمان :
-حديث أبي هريرة مرفوعا : يسرى على كتاب الله في ليلةٍ فلا يبقى في الأرض منه آيةٌ، ويبقى طوائف من النّاس الشّيخ الكبير، والعجوز الكبيرة، يقولون: أدركنا آباءنا على هذه الكلمة لا إله إلاّ الله، فنحن نقولها
-أثر ابن مسعود رضي الله عنه: أول ما تفقدون من دينكم الأمانة , وآخر ما يبقى الصلاة , وإن هذا القرآن الذي بين أظهركم أوشك أن يرفع".
-أثر حذيفة رضي الله عنه: يوشك أن يبلى الإسلام كما يبلى الثّوب الخلق، ويقرأ النّاس القرآن لا يجدون له حلاوةً فيبيتون ليلةً ويصبحون وقد أسري بالقرآن، وما كان قبله من كتابٍ حتّى ينزع من قلب شيخٍ وعجوزٍ كبيرةٍ، فلا يعرفون وقت صلاةٍ، ولا صيامٍ، ولا نسكٍ، ولا شيءٍ ممّا كانوا عليه
أثر إبراهيم رحمه الله: "يسرى بالقرآن ليلا فيرفع من أجواف الرجال فيصبحون : ولا يصدقون حديثا , ولا يصدقون النساء , يتسافدون تسافد الحمير , فيبعث الله ريحا فتقبض روح كل مؤمن")
بيان مراد السلف بقولهم في القرآن (منه بدأ وإليه يعود):
-سئل أحمد بن حنبلٍ عن تفسير قوله: " القرآن كلام اللّه منه خرج وإليه يعود؟
قال أحمد: «منه خرج هو المتكلّم به، وإليه يعود».). [الإبانة الكبرى: 6/36]
عن عكرمة قال: كان ابن عبّاسٍ في جنازةٍ، فلمّا وضع الميّت في لحده قام رجلٌ فقال: اللّهمّ ربّ القرآن اغفر له، فوثب إليه ابن عبّاسٍ فقال: «مه، القرآن منه»
ابن عيينة قال: سمعت عمرو بن دينارٍ يقول: أدركت مشايخنا والنّاس منذ سبعين سنةً يقولون: القرآن كلام اللّه، منه بدأ وإليه يعود.
قال ابن تيمية : ومِن الإِيمانِ باللهِ وكُتُبِهِ الإِيمانُ بأَنَّ القرآنَ: كَلامُ اللهِ، مُنَزَّلٌ، غَيْرُ مَخْلوقٍ، منهُ بَدَأَ، وإِليهِ يَعودُ، وأَنَّ اللهَ تَكَلَّمَ بِهِ حَقيقةً، وأَنَّ هذا القرآنَ الَّذي أَنْزَلَهُ على محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُو كلامُ اللهِ حقيقةً، لا كَلامَ غيرِهِ
روى أحمدُ وغيرُه عن جُبيرِ بنِ نُفيرٍ، قال: قال رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-: ((إِنَّكُمْ لَنْ تَرْجِعُوا إِلَى اللَّهِ بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِمَّا خَرَجَ مِنْهُ))، وقال خبَّابُ بنُ الأرتِّ: يا هِنتاه، تَقرَّبْ إلى اللَّهِ بما استطعْتَ فلن تَتَقرَّبَ إلى اللَّهِ بشيءٍ أحَبَّ إليه مما خَرجَ منه ،وقال أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ لأصحابِ مسيلمةَ الكذَّابِ لمَّا سَمِعَ قرآنَ مسيلِمةَ: ويحكم أَيْنَ يذهبُ بعُقولِكم إنَّ هَذَا كلامٌ لم يَخُرجْ مِن إلْ، أيْ: مِن ربٍّ
وَرُوِيَ عَن أَبِي أُمَامَةَ عَن النَّبِيِّ صَـلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا تَقَرَّبَ العِبَادُ إِلَى اللَّهِ بِمِثْلِ مَا خَرَجَ مِنْهُ " - يَعْنِي القُرْآنَ.
رَوَى عَبْدُ الغَنِيِّ بْنُ سُرُورٍ المَقْدِسِيُّ عَن ابْنِ مَسْعُودٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُمَا قَالا: القُرْآنُ كَلامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، مِنْهُ بَدَأَ وَإِلَيْهِ يَعُودُ.
تفسير قولهم {منه بدأ وإليه يعود}:
مِنْهُ بَدَأَ أَيْ هُوَ المُتَكَلِّمُ بِهِ وَهُوَ الذي أَنْزَلَهُ مِن لدُنْه ليْسَ كَمَا تَقُولُهُ الجَهْميَّةُ: إِنَّهُ خَلَقَهُ فِي الهَوَاءِ أَوْ غَيْرِهِ وَبَدَأَ مِن عِنْدِ غَيْرِهِ.
وَأَمَّا إِلَيْهِ يَعُودُ فَإِنَّهُ يُسْرَى بِهِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ مِن المَصَاحِفِ وَالصُّدُورِ فَلا يَبْقَى فِي الصُّدُورِ مِنْهُ كَلمَةٌ وَلا فِي المَصَاحِفِ مِنْهُ حَرْفٌ
-=وتَمَعَّضَ بَعْضُهُمْ مِن إِثْبَاتِ كَـوْنِ كَلامِ اللَّهِ حَقِيقَةً بَعْدَ تَسْليمِهِ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى تَكَلَّمَ بِهِ حَقِيقَةً، ثُمَّ أَنَّهُ سَلَّمَ ذَلكَ لمَّا بُيِّنَ لهُ أَنَّ المَجَازَ يَصِحُّ نَفْيُهُ وَهَذَا لا يَصِحُّ نَفْيُهُ وَلَمَّا بُيِّنَ لهُ مِن أَنَّ أَقْوَالَ المُتَقَدِّمِينَ المَأْثُورَةَ عَنْهُمْ، وَشِعْرَ الشُّعَرَاءِ المُضَافَ إِلَيْهِمْ هُوَ كَلامُهُمْ حَقِيقَةً فَلا يَكُونُ شَبَهُ القُرْآنِ بأقلَّ مِن ذَلكَ فَوَافَقَ الجَمَاعَةُ كُلُّهُمْ عَلَى مَا ذُكِرَ فِي مَسْأَلَةِ القُرْآنِ وَأَنَّ اللَّهَ مُتَكَلِّمٌ حَقِيقَةً وَأَنَّ القُرْآنَ كَلامُ اللَّهِ حَقِيقَةً.).[الروضة الندية شرح العقيدة الواسطية