1. (عامّ لجميع الطلاب).
استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
(كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر.
1 – أن استعيذ بالله من الشيطان الرجيم وأن ألجأ إليه فهو الذي يعصم العبد من مصائد الشيطان فنركن إلى الله ونعتصم به لكي لا نقع في الكفر والمعاصي ( كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر ) .
2 – أن أحقق الخوف من الله تعالى في كل أفعالي وأقوالي فإن كان الشيطان على خوف من الله فإنني أولى بهذا الخوف منه سبحانه ( إني أخاف الله ) .
3 – إذا علمت أن عاقبة طاعة الشيطان هي دخول النار يورث ذلك عدم الركون إليه وعدم طاعته بل العمل على اجتناب ما يوقع في مصائد الشيطان للفوز بالجنة والفرار من النيران ( فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها ) .
المجموعة الأولى:
1. بيّن ما يلي:
أ: سبب قبول النبي صلى الله عليه وسلم عذر حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه.
نزل صدر سورة الممتحنة في حاطب بن أبي بلتعة حينما أرسل إلى كفار قريش بكتاب مع امرأة يبلغهم فيه بقدوم النبي صلى الله عليه وسلم لغزوهم فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن طريق الوحي بما فعل حاطب فأرسل علي والزبير والمقداد إلى المرأة فأخرجوا منها الكتاب , فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم وسأله لم فعل ذلك ؟ فقال : إنه لم يفعل ذلك رضا بالكفر ولكن فعله ليكون له يد على قريش يحمي بها قرابته , فقال عمر بن الخطاب : دعني يا رسول الله اضرب عنق هذا المنافق , فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنه شهد بدرا , ما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لك .
فمن هذا يتبين أن سبب قبول عذره يرجع لعدة أسباب :
الأول : عدم فعله هذا الأمر رضا بالكفر بعد الإيمان ولكن فعله لسبب دنيوي .
الثاني : شهوده بدر , فقد اطلع الله على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفر الله لكم .
الثالث : صدقه في حديثه مع النبي صلى الله عليه وسلم .
ب: كيف تكون نصرة الله كما أمر في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ...(14)} الصف.
يكون ذلك بالمداومة على نصرة دينه سبحانه وتعالى , وتكون نصرة الدين بأمور منها :
1 – بأن يستجيبوا لله ورسوله في جميع أحوالهم , في أقوالهم وأفعالهم , وفي أنفسهم وأموالهم .
2 – الحرص على تنفيذه على غيره .
3 – جهاد من نابذه وعانده بالأموال والأبدان .
4 – جهاد من نصر الباطل بما يزعمه من العلم .
5 – جهاد من رد الحق بدحض حجته , وإقامة الحجة عليه , والتحذير منه .
2. حرّر القول في:
تفسير قوله تعالى: {كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (13)} الممتحنة.
ذكر في تفسير الآية أقوال :
الأول : كما يئس الكفار الأحياء من قرابتهم الذين في القبور أن يجتمعوا بهم بعد ذلك ؛ وذلك لأنهم يعتقدون أنه لا بعث ولا نشور , فقد انقطع رجائهم منهم فيما يعتقدون . وهو قول ابن عباس , والحسن البصري , وقتادة , والضحاك . ذكره ابن كثير عن ابن جرير , وذكره السعدي والأشقر .
الثاني : كما يئس الكفار الذين في القبور من كل خير . وهو قول ابن مسعود , ومجاهد وعكرمة , ومقاتل , وابن زيد , والكلبي , ومنصور . وهو اختيار ابن جرير . ذكره ابن كثير .
الثالث : حين أفضوا إلى الدار الآخرة وشاهدوا حقيقة الأمر , وعلموا علم اليقين أنهم لا نصيب لهم منها . ذكره السعدي .
يمكن الجمع بين هذه الأقوال فنقول : إن الكفار في الحياة الدنيا ييأس من أن يجتمع بأقربائهم من الكفار , ولكن حينما يموت ويعاين القبر وأهواله فإنه ييأس من كل خير , وحينما يبعث في الآخرة فإنه يعلم علم اليقين أنه لا نصيب له منها فيصيبه البأس .
3. فسّر قوله تعالى:
{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)} الحشر.
بعد أن ذكر الله تعالى عظمة كتابه وأنه لو نزل على جبل لخر خاشعا من خشيته سبحانه وتعالى , ذكر بعض من أسمائه وصفاته لكي يزداد العبد خشية له سبحانه وتعالى فقال : هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ : أي : "هو الله الذي لا إله إلا هو" المألوه المعبود الذي لا رب غيره ولا إله سواه , فكل ما عبد من دونه فهو باطل , لكماله العظيم وإحسانه الشامل وتدبيره العام , " عالم الغيب والشهادة" أي : عالم كل ما غاب وما حضر , فعلمه شامل كل شيء لا يخفى عليه شيء , " الرحمن الرحيم" : أي هو سبحانه ذو الرحمة الواسعة التي تشمل جميع المخلوقات فهو سبحانه رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما . ثم ذكر بعد ذلك بعض أسمائه وصفاته أيضا فقال : هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ : "هو الله الذي لا إله إلا هو" كررها سبحانه وتعالى للتأكيد على عموم إلهيته وانفراده بها , "الملك" أي : المالك لجميع الأشياء , الجميع مماليك له مفتقرون إليه .
"القدوس" وذكر في معناها أقوال :
الأول : الطاهر المنزه من كل نقص . وهو قول وهب بن منبه . ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر .
الثاني : المبارك . وهو قول مجاهد وقتادة . ذكره ابن كثير .
الثالث : تقدسه الملائكة الكرام . وهو قول ابن جريج . ذكره ابن كثير .
والمعنى يحتمل جميع هذه الصفات التي تليق به تعالى على ما يليق بكماله وجلاله .
"السلام" : أي : هو السالم من كل عيب , بكماله في ذاته وصفاته وأفعاله , وقيل : الذي سلم الخلق من ظلمه .
"المؤمن" : ذكر في معناها أقوال :
الأول : أمن خلقه أن يظلمهم . وهو قول ابن عباس . ذكره ابن كثير والأشقر .
الثاني : أمن بقوله : إنه حق . وهو قول قتادة . ذكره ابن كثير .
الثالث : صدق عباده المؤمنين في إيمانهم به . وهو قول ابن زيد . ذكره ابن كثير .
الرابع : المصدق لرسله بإظهار المعجزات والآيات البينات والبراهين القاطعات والحجج الواضحات . ذكره السعدي والأشقر .
" المهيمن" : أي : الشاهد على خلقه بأعمالهم , وهو سبحانه الرقيب عليهم .
"العزيز" : الذي لا يغالب , القاهر لكل شيء .
"الجبار" : ذكر في معناها أقوال :
الأول : الذي جبر خلقه على ما يشاء . وهو قول قتادة . ذكره ابن كثير .
الثاني : المصلح أمور خلقه , المتصرف فيهم بما فيه صلاحهم . وهو وقول قتادة . ذكره ابن كثير والسعدي .
الثالث : الذي لا تطاق سطوته . ذكره الأشقر .
"المتكبر" : أي : الذي تكبر عن كل نقص , المنزه عن جميع العيوب والظلم والجور , وقال قتادة : المتكبر : يعني من كل سوء . وهذه الصفة لا تنبغي لأحد إلا الله تعالى لقوله : ( العظمة إزاري , والكبرياء ردائي , فمن نازعني واحدا منهما عذبته ) .
ثم نزه الله تعالى نفسه عن كل ما وصفه به من أشرك به وعانده فقال : "سبحان الله عما يشركون" .
ثم ذكر الصفات المتعلقة بالخلق والإيجاد والتصوير فقال : "الخالق" : أي : هو الخالق لجميع المخلوقات المقدر لها .
"البارئ" : أي : هو الذي يبرز ما قدره وقرره إلى الوجود , وهو : الفري .
فالخلق : التقدير , الفري : التنفيذ .
"المصور" : أي : الذي يوجد الصور على ما يريد إيجاده .
" له الأسماء الحسنى" : أي : أن الأسماء الحسنى مختصة به سبحانه وتعالى , فله الأسماء الحسنى والصفات العلى التي تدل على أكمل الصفات وأعظمها , والتي لا يعتريها نقص بوجه من الوجوه , فهو سبحانه له الكمال المطلق في كل شيء.
"يسبح له ما في السموات والأرض" : أي : ينزهه كل ما في السموات والأرض بلسان الحال أو بلسان المقال .
"وهو العزيز الحكيم" : أي : الذي لا يرام جنابه , ولا يريد شيئا إلا ويكون , ولا يكون شيئا إلا عن حكمة ومصلحة , فهو الحكيم في شرعه وقدره .
والله أعلم