اشتهار تدوين العلوم في عصر تابعي التابعين:
وفي زمان تابعي التابعين توسّع العلماء في التدوين، وجمعوا النسخ الكثيرة؛ وكثرت الأحاديث والآثار المروية فاحتاجوا إلى تصنيفها على الأبواب والمسانيد، وتنوعت المصنفات في العلوم،
وسأذكر طرفاً منها مرتباً على أسماء العلماء الذين ذُكرت لهم كتب مصنفة أو غير مصنفة،
وقد اجتمع في زمن أتباع التابعين جماعة من كبار تبع الأتباع، وبعض العلماء لم يحرّر كونه من تابعي التابعين أو من تبع الأتباع، وذلك لانتشار التابعين وتعلّق الحكم بالرؤية لا بالرواية؛ فمن رأى واحداً من التابعين وهو مؤمن؛ فهو من أتباع التابعين، ومن لم ير أحداً من التابعين من أهل ذلك العصر ورأى أحداً من أتباع التابعين فهو من تبع الأتباع وإن تقدمت وفاته على وفاة بعض التابعين.
ولذلك ساجمع في هذا المسرد - إن شاء الله - أصحاب الكتب من العلماء في ذلك العصر سواء منهم من كان من أتباع التابعين ومن كان من تبع الأتباع.
غير أنه ينبغي التنويه بذكر أوائل المصنفين في الأمصار ليعرف فضلهم وسبقهم إلى التصنيف:
- ففي مكة: عبد الملك ابن جريج (ت:151هـ) وسفيان بن عيينة (ت:198هـ)
- وفي المدينة: محمد بن إسحاق(ت:151هـ)، وابن أبي ذئب(ت:159هـ)، ومالك بن أنس(ت:179هـ)
- وفي البصرة: سعيد بن أبي عروبة(ت:156هـ)، والربيع بن صبيح البصري(ت:160هـ)، وحماد بن سلمة(ت:167هـ)
- وفي الكوفة: سفيان بن سعيد الثوري(ت:161هـ)، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة(ت:183هـ)، ومحمد بن فضيل بن غزوان(ت:195هـ)، ووكيع بن الجراح الرؤاسي(ت:197هـ).
- وفي واسط: هشيم بن بشير الواسطي(ت:183هـ)
- وفي الشام: عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي(ت:157هـ) والوليد بن مسلم الدمشقي(ت:194هـ)
- وفي اليمن: معمر بن راشد الأزدي(ت:153هـ)
- وفي مصر: عبد الله بن لهيعة(ت:175هـ)، وعبد الله بن وهب(ت:197هـ)، ومحمد بن إدريس الشافعي(ت:204هـ)
- وفي فارس وخراسان: عبد الله بن المبارك(ت:181هـ) ، وجرير بن عبد الحميد (ت:188هـ)
ثم كثر التأليف المفرد في بعض العلوم، وفي بعض أبواب العلوم.
[ للدرس بقية ]