الفرق بين حُبّ العبادة وغيره:
لفظ المحبة فيه إطلاق وعموم، وله ثلاث إطلاقات في النصوص:
1:فيطلق على ما يحمل معنى التعبد، وهو الحب الذي فيه تذلل وتعظيم وخوف ورجاء ورغبة ورهبة وتعلق القلب بالمحبوب فهذا حب التعبد ، وصرفه لغير الله شرك أكبر، وإن كان الحب فيه تعلّق أصغر فهو شرك أصغر كتعلق القلب بالمال والأشخاص حتى يكون في قلبه نوع عبودية لهم.
2: ويطلق على ما هو من لوازم محبة الله وآثارها؛ كمحبة الرسول صلى الله عليه وسلم ومحبة المؤمنين ومحبة ما يحبه الله من الأمكنة والأزمنة وغيرها.
فمحبة الرسول الله صلى الله وعليه وسلم ليست من جنس محبة الله، وإنما هي تابعة لمحبة الله، ولذلك لا تتضمن معاني تعبدية تصرف للرسول صلى الله عليه وسلم.
وكذلك محبة الصالحين هي تابعة لمحبة الله تعالى، وأما من أحب الصالحين محبة تعبد لهم فقد أشرك بهم من دون الله جل وعلا.
3: الحب الجبلّي الطبيعي الخالي من المعاني التعبدية فهذا قد يكون مباحاً مأذوناً به، وقد يكون محرماً، وقد يكون مكروهاً، بحسب غرضه وأثره.
والكلام في العناصر الثلاثة الأخيرة يحتمل بسطاً أحسن من هذا، لكن خشيت الإطالة؛ فاكتفيت بالخلاصة عن التطويل، والله تعالى أعلم، وهو حسبنا ونعم الوكيل، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.