(2) أئمة الأمصار من القراء والمفسّرين في عهد الخلفاء الراشدين
اشتهر في كلّ مصر من الأمصار قرّاء ومفسّرون، اعتنوا بتعليم حروف القرآن وبيان معانيه، وتفقيه الناس فيه، وإجابة أسئلة السائلين عن مسائله وعلومه، وكانوا على ذلك أئمة يقتدى بهم في الهدْي والعمل والتأدّب بآداب القرآن.
وكان ولاة الأمصار في عهد الخلفاء الراشدين من الصحابة رضي الله عنهم، وكانوا أهل علم وعناية حسنة بتعليم الناس القرآن، وتفقيههم في الدين، وإمامتهم بالصلاة، وسياسة أمورهم على هدي النبي صلى الله عليه وسلم وإرشاد الخلفاء الراشدين، والقضاء بينهم، وإفتائهم في النوازل وغيرها.
ومنهم من ولّي على أمصار عدّة، ومنهم من انتدب للتعليم في أكثر من مِصْر؛ فلذلك قد يتكرر ذكر بعضهم في أمصار مختلفة وربما لم يمكث في بعضها سوى سنة أو نحوها.
وسأجمل ذكر أسماء أئمة الأمصار هنا ، وأحيل في التفصيل على الدروس القادمة بعون الله تعالى.
فكان في المدينة جماعة من أهل العلم بالقرآن والتفسير، منهم: عثمان، وأبيّ بن كعب، وزيد بن ثابت وعائشة، وحفصة، وأم سلمة، وأبو هريرة، وابن عمر، وجابر بن عبد الله، وأبو سعيد الخدري، وعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة، وغيرهم رضي الله عنهم وأرضاهم.
ومنهم من كان يقرئ ويعلّم ويجيب على أسئلة السائلين بالمدينة ثمّ انتقل إلى غيرها من الأمصار.
وفي مكة: عتّاب بن أسيد، وعبد الله بن السائب المخرومي، وعبد الرحمن بن أبزى، ثم ابن عباس، وابن الزبير، وغيرهم.
وفي الطائف: عثمان بن أبي العاص، وسفيان بن عبد الله الثقفي، وأبو رزين العقيلي، وعبد الله بن عمرو بن العاص انتقل إليها في آخر حياته، وابن عباس انتقل إليها في آخر حياته وتوفي فيها، رضي الله عنهم.
وفي الكوفة: ابن مسعود، ومجمّع بن جارية، وقرظة بن كعب الخزرجي، وأبو موسى الأشعري تولى إمارتها والإقراء بها سنة، ثمّ علي بن أبي طالب انتقل إليها في أول خلافته، وعمرو بن حُريث المخزومي، والمغيرة بن شعبة، وأبو قتادة الأنصاري، والبراء بن عازب، وجابر بن سمرة، وعبد الله بن أبي أوفى، وغيرهم رضي الله عنهم.
وفي البصرة: عثمان بن أبي العاص تولّى إمارتها مدّة، ثمّ أبو موسى الأشعري، وعبد الله بن مغفّل، وعمران بن الحصين، وأبو بكرة الثقفي، ثمّ ابن عباس في خلافة علي، ثم سمرة بن جندب، ومعقل بن يسار، وأنس بن مالك، وغيرهم رضي الله عنهم.
وفي الشام وأطرافها:أبو عبيدة عامر بن الجراح، ومعاذ بن جبل، وأبو الدرداء، وعبادة بن الصامت، وعمير بن سعد بن عبيد الأوسي، ومعاوية بن أبي سفيان، وفضالة بن عبيد الأوسي، وتميم الداري، وواثلة بن الأسقع، والنعمان بن بشير، وأبو أمامة الباهلي، وعبد الرحمن بن غنم الأشعري، وشداد بن أوس بن ثابت، والنواس بن سمعان الكلابي، وغيرهم رضي الله عنهم.
وفي مصر وإفريقية:عمرو بن العاص وابنه عبد الله، وعقبة بن عامر، ودحية الكلبي، وعبد الله بن سعد بن أبي السرح، وقيس بن سعد بن عبادة، والمستورد بن شداد الفهري، وعبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي، ومسلمة بن مخلد بن الصامت الخزرجي، وغيرهم رضي الله عنهم.
وفي اليمن: المهاجر بن أبي أمية المخزومي أخو أمّ المؤمنين أم سلمة، وزياد بن لبيد الأنصاري، وعبد الله بن أبي ربيعة المخزومي، ويعلى بن أمية التميمي، وسعيد بن سعد بن عبادة، وعبيد الله بن عباس بن عبد المطلب رضي الله عنهم.
وفي اليمامة والبحرين وعمان: العلاء بن الحضرمي، وثمامة بن أثال الحنفي، وطلق بن عليّ السحيمي الحنفي، وأبو هريرة مدة، وعثمان بن أبي العاص مدة، وأخوه الحكم بن أبي العاص، وقدامة بن مظعون، والمغيرة بن شعبة.
وفي فارس وخراسان: سعد بن أبي وقاص، وحذيفة بن اليمان، وسلمان الفارسي، ثم عبد الرحمن بن أبزى الخزاعي في خلافة عليّ، وأبو برزة الأسلمي.
وهؤلاء عامّتهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فتحوا الأمصار، وأقاموا فيها شرائع الدين، وعلّموا القرآن، وساسوا الناس بما تعلموه من النبي صلى الله عليه وسلم؛ ففتحت لهم القلوب والبلاد.