السلام عليكم ورحمة الله
بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الأولى:
1: معنى قوله تعالى: {ألا يعلم من خلق} تبارك.
ورد في معنى من خلق قولان:
الأول: ألا يعلم الخالق خلقه ذكره ابن كثير ورجحه على القول الثاني وكذلك ذكره السعدي والسمعاني والأشقر
القول الثاني: ألا يعلم المخلوق خالقه ,ذكره السمعاني وابن كثير.
2: المراد بالقلم في قوله تعالى: {ن والقلم وما يسطرون} القلم.
ورد فيها أربعة أقوال:
الأول وهو اسمُ جِنْسٍ شاملٌ للأقلامِ التي تُكتبُ بها ذكره بن كثير السعدي والأشقر , ونقله ابن كثير عن ابن جرير واستدل بقوله تعالى {اقرأ وربّك الأكرم الّذي علّم بالقلم علّم الإنسان ما لم يعلم} [العلق: 3 -5].
الثاني القلَمُ الذي كُتِبَ به الذكْرُ في السماءِ. وقال ابن أبي نجيح، عن مجاهدٍ: {والقلم} يعني: الّذي كتب به الذّكر ذكره ابن كثير ,و السمعاني.
الثالث:القلَمُ الذي يَكتُبُ به بنو آدم ذكره السمعاني.
الرابع القلم الذي كتب مقادير الخلق ذكره ابن كثير ونقل أن القلم الّذي أجراه اللّه بالقدر حين كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرضين بخمسين ألف سنةٍ
واستدل بأحاديث كثيرة
1-ما أورد بن جريرٍ:عن ابن عبّاسٍ قال: أوّل ما خلق اللّه القلم قال: اكتب. قال: وما أكتب؟ قال: اكتب القدر. فجرى بما يكون من ذلك اليوم إلى يوم قيام السّاعة. ثمّ خلق "النّون" ....الحديث).
وكذا رواه ابن أبي حاتمٍ عن الأعمش، به. وهكذا رواه شعبة، ومحمّد بن فضيل، ووكيع، عن الأعمش، به. وزاد شعبة في روايته: ثمّ قرأ: {ن والقلم وما يسطرون} ,وقد رواه شريكٌ، عن ابن عبّاسٍ، فذكر نحوه. ورواه معمر، أنّ ابن عبّاسٍ قال = فذكره، ثمّ قرأ: {ن والقلم وما يسطرون}
وذكر ابن جرير عن ابن عبّاسٍ قال: إنّ أوّل شيءٍ خلق ربّي، عزّ وجلّ، القلم، ثمّ قال له: اكتب. فكتب ما هو كائنٌ إلى أن تقوم السّاعة. ثمّ خلق "النّون" فوق الماء، ثمّ كبس الأرض عليه.
3-وقد روى الطّبرانيّ ذلك مرفوعًا ، عن ابن عبّاسٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ أوّل ما خلق اللّه القلم والحوت، قال للقلم: اكتب، قال: ما أكتب، قال: كلّ شيءٍ كائنٍ إلى يوم القيامة". ثمّ قرأ: {ن والقلم وما يسطرون} فالنّون: الحوت. والقلم: القلم.
4-عن أبي هريرة: سمعت رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم يقول: "إنّ أوّل شيءٍ خلقه اللّه القلم، ثمّ خلق "النّون" وهي: الدّواة. ثمّ قال له: اكتب. قال وما أكتب؟ قال: اكتب ما يكون -أو: ما هو كائنٌ-من عملٍ أو رزقٍ أو أثرٍ أو أجلٍ. فكتب ذلك إلى يوم القيامة، فذلك قوله: {ن والقلم وما يسطرون} ثمّ ختم على القلم فلم يتكلّم إلى يوم القيامة، ...... الحديث".. رواه ابن عساكر ,ورواه البخاريّ من طرقٍ عن حميد، ورواه مسلمٌ أيضًا وله من حديث ثوبان -مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم-نحو هذا.
.
5-عن معاوية بن قرّة، عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " {ن والقلم وما يسطرون} لوحٌ من نورٍ، وقلمٌ من نورٍ، يجري بما هو كائنٌ إلى يوم القيامة" وهذا مرسلٌ غريبٌ. رواه ابن جريرٍ
وقال ابن جريج أخبرت أنّ ذلك القلم من نورٍ طوله مائة عامٍ.
6-عن ابن عبّاسٍ قال: إنّ اللّه خلق النّون -وهي الدّواة-وخلق القلم، فقال: اكتب. قال: وما أكتب؟ قال: اكتب ما هو كائنٌ إلى يوم القيامة من عملٍ معمولٍ، به برٍّ أو فجورٍ، أو رزقٍ مقسومٍ حلالٍ أو حرامٍ. ثمّ ألزم كلّ شيءٍ من ذلك، شأنه: دخوله في الدّنيا، ومقامه فيها كم؟ وخروجه منها كيف؟ ثمّ جعل على العباد حفظةً، وللكتاب خزّانًا، فالحفظة ينسخون كلّ يومٍ من الخزّان عمل ذلك اليوم، فإذا فني الرّزق وانقطع الأثر وانقضى الأجل، أتت الحفظة الخزنة يطلبون عمل ذلك اليوم، فتقول لهم الخزنة: ما نجد لصاحبكم عندنا شيئًا فترجع الحفظة فيجدونهم قد ماتوا. قال: فقال ابن عبّاسٍ: ألستم قومًا عربا تسمعون الحفظة يقولون: {إنّا كنّا نستنسخ ما كنتم تعملون} [الجاثية: 29]؟ وهل يكون الاستنساخ إلا من أصل. رواه ابن جريرٍ.
7-عن عبادة بن الصّامت قال: دعاني أبي حين حضره الموت فقال: إنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "إنّ أوّل ما خلق اللّه القلم، فقال له: اكتب. قال: يا ربّ وما أكتب؟ قال: اكتب القدر [ما كان] وما هو كائنٌ إلى الأبد رواه ابن أبي حاتمٍ.
وهذا الحديث قد رواه الإمام أحمد من طرقٍ، عن الوليد بن عبادة، عن أبيه، به وأخرجه التّرمذيّ من حديث أبي داود الطّيالسيّ، به وقال: حسنٌ صحيحٌ غريبٌ. ورواه أبو داود في كتاب "السّنّة" من سننه، عن جعفر بن مسافرٍ.
8-عن ابن عبّاسٍ: أنّه كان يحدّث أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم قال: "إنّ أوّل شيءٍ خلقه اللّه القلم فأمره فكتب كلّ شيءٍ". غريبٌ من هذا الوجه، ولم يخرّجوه رواه ابن جرير.
والله أعلم