دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج الإعداد العلمي العام > المتابعة الذاتية في برنامج الإعداد العلمي > منتدى المستوى السابع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21 جمادى الآخرة 1439هـ/8-03-2018م, 06:35 PM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس العاشر: مجلس مذاكرة القسم الخامس من كتاب التوحيد

مجلس مذاكرة القسم الخامس من كتاب التوحيد

اختر إحدى المجموعتين التاليتين وأجب على أسئلتها إجابة وافية.

المجموعة الأولى: أجب على الأسئلة التالية:

س1: بيّن دلالة شدة خوف الملائكة من الله تعالى وأنّهم لا يشفعون إلا لمن ارتضى على بطلان دعاء الصالحين من دون الله عزّ وجل.
س2: بيّن خطورة لبس الحق بالباطل وأثره في تضليل الناس وصدّهم عن سبيل الله.

س3: عدد أنواع شفاعات النبي صلى الله عليه وسلم.
س4: فسّر قول الله تعالى: {إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} وبيّن دلالته على بطلان طلب الشفاعة من الرسول صلى الله عليه وسلم.
س5: بيّن خطر الغلوّ في الصالحين.
س6: بيّن خطر بناء المساجد على قبور الصالحين، وكيف تردّ على من يفعل ذلك؟
س7: بيّن حرص النبيّ صلى الله عليه وسلم على تحذير أمّته من وسائل الشرك.

المجموعة الثانية: أجب على الأسئلة التالية:
س1: دلّل على مسارعة كثير من الناس إلى التصديق بالباطل، وما أسباب ذلك؟
س2: بيّن معنى الشفاعة واذكر أقسامها وشروطها.
س3: فسّر قول الله تعالى: {قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللهِ لاَ يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ(22) وَلاَ تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} وبيّن دلالته على قطع حجج المشركين.
س4: بيّن أنواع الهداية مع الاستدلال وكيف تردّ بهذا البيان على من تعلّق بالصالحين.
س5: بيّن خطر الابتداع في الدين.
س6: ما سبب وقوع قوم نوح في الشرك؟ وهل يمكن أن يقع في ذلك بعض هذه الأمّة؟
س7: ما معنى اتّخاذ القبور مساجد؟ وما حكم الصلاة في المسجد الذي فيه قبر؟

تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم السبت القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22 جمادى الآخرة 1439هـ/9-03-2018م, 07:45 AM
ايمان ضميرية ايمان ضميرية غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 220
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الإجابة على أسئلة المجموعة الثانية ؟
س1):دلل على مسارعة كثير من الناس إلى التصديق بالباطل وما أسباب ذلك ؟
جاء في الحديث قوله عليه الصلاة والسلام:"إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعاناً لقوله كأنه سلسلة على صفوان ينفذهم ذلك، حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا: الحق، وهو العلي الكبير. فيسمعها مسترق السمع، ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض -وصفه سفيان بكفه، فحرفها وبدد بين أصابعه- فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته، ثم يلقيها الآخر إلى من تحته، حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن، فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها، وربما ألقاها قبل أن يدركه، فيكذب معها مائة كذبة، فيقال: أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا كذا وكذا؟ فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء".
والشاهد من الحديث قوله:"فيقال: أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا كذا وكذا؟ فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء", فمن أجل كلمة واحدة صادقة يسارع الكثير من الناس إلى تصديق جميع ما يقال من أكاذيب, وحجتهم هذه الكلمة, ولايضع اعتبارا لمئات المرات التي كذب بها عليه, وأخبره بما لم يحصل أو سيكون.
ومن أسباب مسارعة الناس بتصديق الباطل:
- قلة العلم, والجهل, والسفه, فمن كان متمكن من العلم, وله دراية بنصوص الوحي, وفهمها كما فهمها السلف رضوان الله عليهم, لا نروج عليه الأباطيل المزخرفة بالحق.
- تلبيس الحق بالباطل, فعادة من يروج الأباطيل أن يخلط بعض الحق بباطله, حتى يروج على الناس, ولو كان ما يروجه جميعه باطل ما قبله احد, كما قال تعالى:"يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون".
س2):بين معنى الشفاعة واذكر أقسامها وشروطها ؟
الشفاعة لغة :من الشفع وهو جعل الشيئ إثنين وهو الزوج
اصطلاحاً :هو طلب الدعاء ،وهي التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة
تقسم الى قسمان :
1-شفاعة منفية :نفاها القرآن وهي الشفاعة للكافر والمشرك كما في قوله تعالى :(من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة )
2-شفاعة مثبتة :وهي الشفاعة التي أثبتها القرآن ،قال تعالى (ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع فالشفيع في الحقيقة هو الله عزوجل ،وجاءت في القرآن مثبتة بأمرين
1-أذن الله للشافع أن يشفع .قال تعالى :(من ذَا الذي يشفع عنده إلا بإذنه )
2-رضاه عن قول الشافع وعن المشفوع له ،قال تعالى (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى )
س3):فسر قول الله تعالى :(قل ادعو الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السموات والأرض ومالهم فيها من شرك وماله منهم من ظهير (22)ولا تنفعهم الشفاعة عنده إلا لمن أذن له ،
وبين دلالته على قطع حجيج المشركين
اي ادعو من زعمتم كونهم آلهة من دون الله ثم انظروا هل يملكون مثقال ذرة في السموات والأرض وبذلك نفى الله تعالى عن تلك الآلهة الملك الاستقلالي كما في قوله (لا يملكون مثقال ذرة في السموات والأرض )
ومالهم فيها من شرك )وهذا نفي أن تكون تلك الآلهة شريكة لله في ملكه وفِي تدبيره وملكه للسموات والأرض
(وماله منهم من ظهير )وهذا نفي أن يكون الله تعالى قد اتخذ من تلك الآلهة معاوناً أو وزيراً أو مساعداً ممن لا يردهم الله حال شفاعتهم لهؤلاء المشركين
(ولا تنفعهم الشفاعة عنده إلا لمن أذن له )أي أنها لا تملك الشفاعة ولا يملكها مخلوق ولا يمكن منها إلا بإذن الله ورضاه فالشفاعة ملك له وحده )فنفى الله تعالى ملكية تلك الآلهة للشفاعة وحصولها بدون إذن الله عزوجل
س4):بين أنواع الهداية مع الاستدلال وكيف ترد بهذا البيان على من تعلق بالصالحين
أنواع الهداية هي
1-هداية الدلالة والإرشاد والبيان وهذه ثابتة لكل نبي ورسول ومن باب أولى ،ثابتة للنبي صلى الله عليه وسلم وهداية الأنبياء من أبلغ أنواع الإرشاد لاقترانها بالآيات والبراهين الدالة على صدقهم عليهم السلام
وهي المقصودة في قوله تعالى وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم ،صراط الله ،فهو عليه الصلاة والسلام المبين عن الله والدال على دينه وهي ثابتة لكل داعٍ الى الله ،قال تعالى(إنما أنت منذر ولكل قوم هاد )
2-هداية التوفيق والإلهام :وهي أن يجعل الله في قلب العبد الإعانة والتوفيق لقبول الهدى والعمل به ،مالا يجعله في قلب غيره وهذا النوع لا يقدر عليه إلا الله جل وعلا ،فالقلوب بيده سبحانه يقلبها كيف يشاء
وهذا النوع هو المقصود في قوله تعالى :(إنك لا تهدي من أحببت )وهو مايدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستطع هداية عمه أبي طالب الى الإسلام والتوحيد إلا ان حكمة الله تعالى اقتضت أن يموت على الكفر ليبين ان هداية التوفيق ليست لأحد من خلقه .
س5):بين خطر الابتداع في الدين ؟
الابتداع هو تكذيب القرآن وله مخاطر عامة مثل ما يستلزمه ذلك من اعتقاد أن الدين لم يكتمل
فالله يقول (اليوم أكملت لكم دينكم )أو اعتقاد أن تلك البدعة هي أفضل وأحسن مما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم
ومن مخاطر الابتداع أيضاً أن الشيطان يزين للمبتدع بدعة فيعتقد أنه على خير وهدى فيكون فيكون بعيداً
عن الرجوع والتوبة الى الله تعالى بعكس العاصي المذنب الذي يعلم قبح فعله
ومن مخاطر الابتداع أنها تفتح باباً للشرك والكفر مع مرور الزمن ونسيان العلم وانتشار الجهل مثل أن يتدرج في غواية قوم ما ،واتخاذ الأصنام وصور لهم ثم اتخاذهم شفعاء وتعظيم قبورهم
والابتداع كذلك سبب في اندثار السنن فكل بدعة يحدثها الإنسان تضيع مقابلها سنة لأن المتعبد لله بالبدعة
يزهد في السنة وينشط في بدعته فيتعبد الله بالبدع وبما لا يرضى من القول والعمل .
س6):ما سبب وقوع قوم نوح في الشرك ؟وهل يمكن أن يقع في ذلك بعض هذه الأمة ؟
قال تعالى: {وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا}، وهذه أسماء لرجال صالحين من قوم نوح، وبعد موتهم جاء الشيطان لأتباعهم من جهة أرواح هؤلاء الصالحين، موحيا لهم بأن من تعلق به فإنهم يشفعون له، وزين الشيطان لأتباعهم تصويرهم واتخاذ أصنام لهم، فعكفوا على قبورهم، وجعلوا الأصنام في مجالسهم ليتذكروهم وينشطون في متابعتهم في العبادة. ولما مات هؤلاء الأتباع، وذهب العلم وانتشر الجهل فيمن خلفهم، زين لهم إبليس بأن من كان قبلهم كانوا يعبدون تلك الأصنام وبهم يسقون المطر، فاتبعوا إبليس واتخذوها شفعاء وعبدوها من دون الله، وهم بذلك عبدوا إبليس بطاعته، وذلك كما قال تعالى: {ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين (60) وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم (61) ولقد أضل منكم جبلا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون}. وبذا يتبين أن سبب وقوع هؤلاء في الشرك هو مغالاتهم في الصالحين، والمبالغة في محبتهم، والابتداع في الدين واتباع خطوات الشياطين. وهذا مما وقع في بعض هذه الأمة بالفعل، فهيأ لهم الشيطان ما يقعون فيه من بدع وغلو في الصالحين، وأظهره لهم في هيئة تعظيم للصالحين ومحبتهم، بحيث يوهمهم بأن ذلك مما يرضي الله تعالى ويُتقرب به إليه، فأصبحوا يتبركون بقبورهم، ويتخذونهم شفعاء لقضاء حوائجهم، وغير ذلك من صور الشرك بالله عز وجل. ومن هذه الأمة من جعل للنبي نصيبا من خصائص الألوهية، كما ادعى البعض علمه صلى الله عليه وسلم للغيب، وقد نهانا عليه الصلاة والسلام عن ذلك في الحديث: "لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم، إنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله"
س7):ما معنى اتخاذ القبور مساجد ؟وما حكم الصلاة في المسجد الذي فيه قبر ؟
قال عليه الصلاة والسلام:"لعن الله اليهود والنصارى, اتخذوا قبور أنبـيائهم مساجد, يحذر ما صنعوا" متفق عليه.
والمسجد يطلق على كل موضع يصلى فيه, وإن لم يكن هناك بناء لمسجد.
واتخاذ القبور مساجد يكون بأحد هذه الصور:
الأولى: أن يسجد على القبر، فيجعل القبر مكان سجوده, فيكون المسجود له هو المقبور, وهو من أقبح الصور.
الثانية: أن يصلي إلى القبر،فيكون القبر أمامه بينه وبين القبلة, يجعله قبلة له ومعبودا, فيحصل منه من التذلل والخضوع ما لا يجوز صرفه إلا لله, وقد نهى النبي عليه الصلاة والسلام, عن ذلك فقال:"لا تصلوا إلى القبور ، ولا تجلسوا عليها "رواه مسلم
الثالثة:أن يتخذ القبر مسجدا، بأن يبني المسجد على القبر, فيكون مكانا للصلاة والتعبد.
أما حكم الصلاة في المسجد المبني على قبر, فهي صلاة باطلة لا تصح, لأن الصلاة في هذا المسجد تعارض قوله عليه الصلاة والسلام:"ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك", وقال:" إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء والذين يتخذون القبور مساجد" رواه ابن حبان في صحيحه, وقال: "الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام" رواه أصحاب السنن, والنهي في الحديث متوجه لبقعة ومكان الصلاة, فبطلت, لهذا لا تصح الصلاة في مسجد بني على قبر.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 2 رجب 1439هـ/18-03-2018م, 09:22 AM
كمال بناوي كمال بناوي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
الدولة: ايطاليا
المشاركات: 2,169
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايمان ضميرية مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
الإجابة على أسئلة المجموعة الثانية ؟
س1):دلل على مسارعة كثير من الناس إلى التصديق بالباطل وما أسباب ذلك ؟
جاء في الحديث قوله عليه الصلاة والسلام:"إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعاناً لقوله كأنه سلسلة على صفوان ينفذهم ذلك، حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا: الحق، وهو العلي الكبير. فيسمعها مسترق السمع، ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض -وصفه سفيان بكفه، فحرفها وبدد بين أصابعه- فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته، ثم يلقيها الآخر إلى من تحته، حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن، فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها، وربما ألقاها قبل أن يدركه، فيكذب معها مائة كذبة، فيقال: أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا كذا وكذا؟ فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء".
والشاهد من الحديث قوله:"فيقال: أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا كذا وكذا؟ فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء", فمن أجل كلمة واحدة صادقة يسارع الكثير من الناس إلى تصديق جميع ما يقال من أكاذيب, وحجتهم هذه الكلمة, ولايضع اعتبارا لمئات المرات التي كذب بها عليه, وأخبره بما لم يحصل أو سيكون.
ومن أسباب مسارعة الناس بتصديق الباطل:
- قلة العلم, والجهل, والسفه, فمن كان متمكن من العلم, وله دراية بنصوص الوحي, وفهمها كما فهمها السلف رضوان الله عليهم, لا نروج عليه الأباطيل المزخرفة بالحق.
- تلبيس الحق بالباطل, فعادة من يروج الأباطيل أن يخلط بعض الحق بباطله, حتى يروج على الناس, ولو كان ما يروجه جميعه باطل ما قبله احد, كما قال تعالى:"يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون".
س2):بين معنى الشفاعة واذكر أقسامها وشروطها ؟
الشفاعة لغة :من الشفع وهو جعل الشيئ إثنين وهو الزوج
اصطلاحاً :هو طلب الدعاء ،وهي التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة
تقسم الى قسمان[قسمين] :
1-شفاعة منفية :نفاها القرآن وهي الشفاعة للكافر والمشرك كما في قوله تعالى :(من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة )
2-شفاعة مثبتة :وهي الشفاعة التي أثبتها القرآن ،قال تعالى (ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع فالشفيع في الحقيقة هو الله عزوجل ،وجاءت في القرآن مثبتة بأمرين
1-أذن الله للشافع أن يشفع .قال تعالى :(من ذَا الذي يشفع عنده إلا بإذنه )
2-رضاه عن قول الشافع وعن المشفوع له ،قال تعالى (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى )
س3):فسر قول الله تعالى :(قل ادعو الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السموات والأرض ومالهم فيها من شرك وماله منهم من ظهير (22)ولا تنفعهم الشفاعة عنده إلا لمن أذن له ،
وبين دلالته على قطع حجيج المشركين
اي ادعو من زعمتم كونهم آلهة من دون الله ثم انظروا هل يملكون مثقال ذرة في السموات والأرض وبذلك نفى الله تعالى عن تلك الآلهة الملك الاستقلالي كما في قوله (لا يملكون مثقال ذرة في السموات والأرض )
ومالهم فيها من شرك )وهذا نفي أن تكون تلك الآلهة شريكة لله في ملكه وفِي تدبيره وملكه للسموات والأرض
(وماله منهم من ظهير )وهذا نفي أن يكون الله تعالى قد اتخذ من تلك الآلهة معاوناً أو وزيراً أو مساعداً ممن لا يردهم الله حال شفاعتهم لهؤلاء المشركين
(ولا تنفعهم[تنفع] الشفاعة عنده إلا لمن أذن له )أي أنها لا تملك الشفاعة ولا يملكها مخلوق ولا يمكن منها إلا بإذن الله ورضاه فالشفاعة ملك له وحده )فنفى الله تعالى ملكية تلك الآلهة للشفاعة وحصولها بدون إذن الله عزوجل [لم تجيبي على الشق الثاني من السؤال. وذلك أن سبب عبادة المشرك لآلهته يترتب على اعتقاده بقدرتها في جلب النفع له ودفع الضر عنه، وهذا لا يقدر عليه إلا من كان مالكا لذلك، أو شريكا للمالك، أو معينا وظهيرا للمالك، أو شفيعا مقربا عند المالك، فنفى الله تعالى عن تلك الآلهة هذه المراتب الأربع.]
س4):بين أنواع الهداية مع الاستدلال وكيف ترد بهذا البيان على من تعلق بالصالحين
أنواع الهداية هي
1-هداية الدلالة والإرشاد والبيان وهذه ثابتة لكل نبي ورسول ومن باب أولى ،ثابتة للنبي صلى الله عليه وسلم وهداية الأنبياء من أبلغ أنواع الإرشاد لاقترانها بالآيات والبراهين الدالة على صدقهم عليهم السلام
وهي المقصودة في قوله تعالى {وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم ،صراط الله }،فهو عليه الصلاة والسلام المبين عن الله والدال على دينه وهي ثابتة لكل داعٍ الى الله ،قال تعالى(إنما أنت منذر ولكل قوم هاد )
2-هداية التوفيق والإلهام :وهي أن يجعل الله في قلب العبد الإعانة والتوفيق لقبول الهدى والعمل به ،مالا يجعله في قلب غيره وهذا النوع لا يقدر عليه إلا الله جل وعلا ،فالقلوب بيده سبحانه يقلبها كيف يشاء
وهذا النوع هو المقصود في قوله تعالى :(إنك لا تهدي من أحببت )وهو مايدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستطع هداية عمه أبي طالب الى الإسلام والتوحيد إلا ان حكمة الله تعالى اقتضت أن يموت على الكفر ليبين ان هداية التوفيق ليست لأحد من خلقه .[وفي بيان أنواع الهداية رد واضح على بطلان سعي من تعلق بالصالحين؛ لأنه إنما تعلق بهم من أجل تحصيل خيري الدنيا والآخرة، وهذا الخير لا يتأتى إلا بهداية القلب للتي هي أقوم، وتوفيقه لما يرضي الله عز وجل عنه، وهذا النوع من الهداية لا يملكه إلا الله سبحانه وتعالى.]
س5):بين خطر الابتداع في الدين ؟
الابتداع هو تكذيب[للقرآن] القرآن وله مخاطر عامة مثل ما يستلزمه ذلك من اعتقاد أن الدين لم يكتمل
فالله يقول (اليوم أكملت لكم دينكم )أو اعتقاد أن تلك البدعة هي أفضل وأحسن مما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم
ومن مخاطر الابتداع أيضاً أن الشيطان يزين للمبتدع بدعة فيعتقد أنه على خير وهدى فيكون فيكون بعيداً
عن الرجوع والتوبة الى الله تعالى بعكس العاصي المذنب الذي يعلم قبح فعله
ومن مخاطر الابتداع أنها تفتح باباً للشرك والكفر مع مرور الزمن ونسيان العلم وانتشار الجهل مثل أن يتدرج في غواية قوم ما ،واتخاذ الأصنام وصور لهم ثم اتخاذهم شفعاء وتعظيم قبورهم
والابتداع كذلك سبب في اندثار السنن فكل بدعة يحدثها الإنسان تضيع مقابلها سنة لأن المتعبد لله بالبدعة
يزهد في السنة وينشط في بدعته فيتعبد الله بالبدع وبما لا يرضى من القول والعمل .
س6):ما سبب وقوع قوم نوح في الشرك ؟وهل يمكن أن يقع في ذلك بعض هذه الأمة ؟
قال تعالى: {وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا}، وهذه أسماء لرجال صالحين من قوم نوح، وبعد موتهم جاء الشيطان لأتباعهم من جهة أرواح هؤلاء الصالحين، موحيا لهم بأن من تعلق به فإنهم يشفعون له، وزين الشيطان لأتباعهم تصويرهم واتخاذ أصنام لهم، فعكفوا على قبورهم، وجعلوا الأصنام في مجالسهم ليتذكروهم وينشطون في متابعتهم في العبادة. ولما مات هؤلاء الأتباع، وذهب العلم وانتشر الجهل فيمن خلفهم، زين لهم إبليس بأن من كان قبلهم كانوا يعبدون تلك الأصنام وبهم يسقون المطر، فاتبعوا إبليس واتخذوها شفعاء وعبدوها من دون الله، وهم بذلك عبدوا إبليس بطاعته، وذلك كما قال تعالى: {ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين (60) وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم (61) ولقد أضل منكم جبلا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون}. وبذا يتبين أن سبب وقوع هؤلاء في الشرك هو مغالاتهم في الصالحين، والمبالغة في محبتهم، والابتداع في الدين واتباع خطوات الشياطين. وهذا مما وقع في بعض هذه الأمة بالفعل، فهيأ لهم الشيطان ما يقعون فيه من بدع وغلو في الصالحين، وأظهره لهم في هيئة تعظيم للصالحين ومحبتهم، بحيث يوهمهم بأن ذلك مما يرضي الله تعالى ويُتقرب به إليه، فأصبحوا يتبركون بقبورهم، ويتخذونهم شفعاء لقضاء حوائجهم، وغير ذلك من صور الشرك بالله عز وجل. ومن هذه الأمة من جعل للنبي نصيبا من خصائص الألوهية، كما ادعى البعض علمه صلى الله عليه وسلم للغيب، وقد نهانا عليه الصلاة والسلام عن ذلك في الحديث: "لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم، إنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله"
س7):ما معنى اتخاذ القبور مساجد ؟وما حكم الصلاة في المسجد الذي فيه قبر ؟
قال عليه الصلاة والسلام:"لعن الله اليهود والنصارى, اتخذوا قبور أنبـيائهم مساجد, يحذر ما صنعوا" متفق عليه.
والمسجد يطلق على كل موضع يصلى فيه, وإن لم يكن هناك بناء لمسجد.
واتخاذ القبور مساجد يكون بأحد هذه الصور:
الأولى: أن يسجد على القبر، فيجعل القبر مكان سجوده, فيكون المسجود له هو المقبور, وهو من أقبح الصور.
الثانية: أن يصلي إلى القبر،فيكون القبر أمامه بينه وبين القبلة, يجعله قبلة له ومعبودا, فيحصل منه من التذلل والخضوع ما لا يجوز صرفه إلا لله, وقد نهى النبي عليه الصلاة والسلام, عن ذلك فقال:"لا تصلوا إلى القبور ، ولا تجلسوا عليها "رواه مسلم
الثالثة:أن يتخذ القبر مسجدا، بأن يبني المسجد على القبر, فيكون مكانا للصلاة والتعبد.
[وينبغي التنبيه إلى أنه إذا قصد بالصلاة عند هذه القبور السجود لأصحابها، أو سؤالهم الشفاعة، أو سؤالهم الحوائج؛ فإن هذا من الشرك الأكبر.]
أما حكم الصلاة في المسجد المبني على قبر, فهي صلاة باطلة لا تصح, لأن الصلاة في هذا المسجد تعارض قوله عليه الصلاة والسلام:"ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك", وقال:" إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء والذين يتخذون القبور مساجد" رواه ابن حبان في صحيحه, وقال: "الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام" رواه أصحاب السنن, والنهي في الحديث متوجه لبقعة ومكان الصلاة, فبطلت, لهذا لا تصح الصلاة في مسجد بني على قبر.
الدرجة: أ
أحسنتِ، واحرصي لاحقا على حسن العرض والتنسيق.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 17 رجب 1439هـ/2-04-2018م, 10:40 PM
إنشاد راجح إنشاد راجح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 732
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

المجموعة الأولى: أجب على الأسئلة التالية:
س1: بيّن دلالة شدة خوف الملائكة من الله تعالى وأنّهم لا يشفعون إلا لمن ارتضى على بطلان دعاء الصالحين من دون الله عزّ وجل.
يقول الله سبحانه وتعالى: ( حتى أذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير)
فالملائكة وهم خلق عظيم من خلق الله وقد صعقوا عند سماع الله عز وجل يتكلم، وهذا في كل مرة يتكلم الله فيها بالوحي، وأول من يستفيق هو جبريل عليه السلام،
فيسألوا :ماذا قال ربكم ؟، يقال :الحق، والله عز وجل لا يتكلم إلا بالحق، فذلك الخلق العظيم_ وهم الملائكة_ تصيبهم الرعدة والرجفة ويصعقون عند سماع الوحي،
فكيف يُتقرب إليهم وهم لا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا، بل هم على عظمة خلقهم فإنهم يخشون خالقهم، ولا يملكون أن يشفعوا لأحد إلا بإذن الله عز وجل المتصرف في أمورهم.
فكيف بعاقل يعلم ما يصيب الملائكة من صعق، أن يتوجه لمن هو دونهم ويطلب الشفاعة، فضلا على التوجه إليهم وهم لا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا.


س2: بيّن خطورة لبس الحق بالباطل وأثره في تضليل الناس وصدّهم عن سبيل الله.
لبس الحق بالباطل يفضي إلى قبول البدع ومخالفة الفطر السوية السليمة،
ولبس الحق بالباطل يكون بسبب محبة الصالحين، وظن بعض الناس بمن سبقهم إراداتهم شيئا بفعلهم فعل معين، والسابقون في الأصل قد أرادوا شيئا آخر.
و إن أحب شيء للشيطان أن يقع الناس في البدع، إذ لا توبة منها بخلاف المعصية التي يُعلم تحريمها وأثمها، فالبدعة باطل يُصور للناس إرادة الحق بها،
وقد قيل أن ود وسواع ويعوق ونسرا كانوا عبًادا صالحين لما ماتوا اتخذ قومهم تصاوير صنعت لهم ليذكروهم بالعبادة، فأوحى الشيطان لمن خلفهم من ذريتهم أنها كانت
تتخذ للعبادة، فوقعوا في الشرك من حيث أرادوا الخير، وهكذا فإن شياطين الإنس والجن يزينوا الباطل ويصوروه حقا، وإلا فإن الناس بالفطرة تعلم الحق من الباطل،
فحتى يقبلوا الباطل ولا يأنفوا منه، يُزين لهم أنه حق وأنه خير، ولا سبيل للنجاة من ذلك إلا بالعلم الشرعي والتمسك بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.



س3: عدد أنواع شفاعات النبي صلى الله عليه وسلم.
1.الشفاعة الكبرى وهى خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم حيث يشفع في بدء الحساب لأهل الموقف جميعا، وهذه المنزلة له وحده، وهذ المقام يتأخر عنه الأنبياء جميعا إلا هو صلى الله عليه وسلم.
2.شفاعته لأهل الجنة أن يدخلوها.
3. شفاعته في بعض الكفار من أهل النار أن يخفف الله عنهم العذاب، كشفاعته في عمه أبي طالب.


س4: فسّر قول الله تعالى: {إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} وبيّن دلالته على بطلان طلب الشفاعة من الرسول صلى الله عليه وسلم.
يخبر الله تعالى النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يهدي من احب، فليس له ذلك، فإنما عليه البلاغ، وأن الهداية لقبول الحق بيد الله وحده، فهو الهادي يهدي من يشاء،
ولا يعني ذلك أن النبي صلى الله عليه منفي عنه الهداية مطلقا، بل هو يهدي الناس ويدلهم على الحق، ويبلغهم ما نزل الله عز وجل، وهذه هداية الدلالة،
أما دلالة قبول الحق واتباعه بيد الله وحده، الذي يملك النفع والضر.

أما دلالة ذلك على بطلان طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يملك هداية من أحب من قرابته إلى الحق، وقد مات عمه أبو طالب ولم يسلم،
وفي ذلك أظهر دلالة على أن الذي بيده النفع والضر هو الله، وفيه دلالة على بطلان التوجه للنبي بطلب الشفاعة منه وهو لا يملك من الأمر شيء، فهو لم يملك أن يهدي عمه إلى الحق وقبول الإسلام،
فكيف بمن هو دونه، بل أن في ذلك دلالة أخرى على بطلان طلب الشفاعة بمن هو دون النبي صلى الله عليه وسلم، فالنبي وهو أفضل خلق الله ، وأفضل الرسل لا يملك لنفسه شيئا فضلا على أن يملك لمن سواه
فكيف بمن ذهب وطلب الشفاعة ممن هم دونه في المرتبة.


س5: بيّن خطر الغلوّ في الصالحين.
الغلو في الصالحين من الأمور المنهي عنها لأنها تفضي إلى الشرك، وهو أعظم الذنوب.
فالمبالغة بإنزال الصالحين منزلة تفوق منزلة البشر لا شك أنه من المنهي عنه، الباطل شرعا،
فإن الله عز وجل يعظم ويألهه ولا يجوز أن يعبد غيره، ولا أن يعظم سواه، والأنبياء جميعا لهم من التعظيم والتوقير ما لا يرقى لدرجة العبادة،
أما الصالحون فإنهم لا شك أدنى مرتبة من الأنبياء، فإن كان الغلو في محبتهم وتعظيمهم فإنه يؤدي ذلك اتخاذهم أربابا من دون الله،
وإن زعم من زعم انهم شفعاء أو وسطاء لهم عند الله.


س6: بيّن خطر بناء المساجد على قبور الصالحين، وكيف تردّ على من يفعل ذلك؟
من محاسن الشريعة ( سد الذرائع) ولذا فقد حُرم بناء المساجد على القبور، والعلة في التحريم أن الفتنة بالقبور فتنة عظيمة تفضي إلى الشرك، والشرك أقرب لنفوس الناس بالقبر من الشرك بشجر أو حجر.
وقد كان اليهود والنصارى يسجدون لقبور الأنبياء تعظيما لهم، وقد جعلوها قبلة يتوجهون لها وجعلوها أوثانا تعبد فلعنهم النبي صلى الله عليه وسلم وحرم البناء على القبور،
وقد قال صلى الله عليه وسلم:( اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)،
فكيف بمن يخالف أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ويظن أنه بمنأى عن الشرك، فإن النفوس ضعيفة، والقلوب يقلبها خالقها كيف شاء،
ومن لزم أمر ربه واتبع نبيه سلم من الوقوع في الفتن.


س7: بيّن حرص النبيّ صلى الله عليه وسلم على تحذير أمّته من وسائل الشرك.
لم يترك النبي صلى الله عليه وسلم بابا مفضيا إلى الشرك أو كان وسيلة يمكن أن تؤدي إلى الشرك إلا وحرمها حفاظا على دين أمته،
ومن الأمور التي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنها:
1. بناء المساجد على القبور، وتحريم الصلاة في المساجد التي بنيت على القبور.
2.النهي عن إطرائه كما فعلت النصارى مع عيسى عليه الصلاة.
3.الغلو في الأنبياء والصالحين، وتعظيمهم.
4.الصلاة على القبور.


الحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 21 شعبان 1439هـ/6-05-2018م, 12:50 PM
كمال بناوي كمال بناوي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
الدولة: ايطاليا
المشاركات: 2,169
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنشاد راجح مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

المجموعة الأولى: أجب على الأسئلة التالية:
س1: بيّن دلالة شدة خوف الملائكة من الله تعالى وأنّهم لا يشفعون إلا لمن ارتضى على بطلان دعاء الصالحين من دون الله عزّ وجل.
يقول الله سبحانه وتعالى: ( حتى أذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير)
فالملائكة وهم خلق عظيم من خلق الله وقد صعقوا عند سماع الله عز وجل يتكلم، وهذا في كل مرة يتكلم الله فيها بالوحي، وأول من يستفيق هو جبريل عليه السلام،
فيسألوا :ماذا قال ربكم ؟، يقال :الحق، والله عز وجل لا يتكلم إلا بالحق، فذلك الخلق العظيم_ وهم الملائكة_ تصيبهم الرعدة والرجفة ويصعقون عند سماع الوحي،
فكيف يُتقرب إليهم وهم لا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا، بل هم على عظمة خلقهم فإنهم يخشون خالقهم، ولا يملكون أن يشفعوا لأحد إلا بإذن الله عز وجل المتصرف في أمورهم.
فكيف بعاقل يعلم ما يصيب الملائكة من صعق، أن يتوجه لمن هو دونهم ويطلب الشفاعة، فضلا على التوجه إليهم وهم لا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا.


س2: بيّن خطورة لبس الحق بالباطل وأثره في تضليل الناس وصدّهم عن سبيل الله.
لبس الحق بالباطل يفضي إلى قبول البدع ومخالفة الفطر السوية السليمة،
ولبس الحق بالباطل يكون بسبب محبة الصالحين، وظن بعض الناس بمن سبقهم إراداتهم شيئا بفعلهم فعل معين، والسابقون في الأصل قد أرادوا شيئا آخر.
و إن أحب شيء للشيطان أن يقع الناس في البدع، إذ لا توبة منها بخلاف المعصية التي يُعلم تحريمها وأثمها، فالبدعة باطل يُصور للناس إرادة الحق بها،
وقد قيل أن ود وسواع ويعوق ونسرا كانوا عبًادا صالحين لما ماتوا اتخذ قومهم تصاوير صنعت لهم ليذكروهم بالعبادة، فأوحى الشيطان لمن خلفهم من ذريتهم أنها كانت
تتخذ للعبادة، فوقعوا في الشرك من حيث أرادوا الخير، وهكذا فإن شياطين الإنس والجن يزينوا الباطل ويصوروه حقا، وإلا فإن الناس بالفطرة تعلم الحق من الباطل،
فحتى يقبلوا الباطل ولا يأنفوا منه، يُزين لهم أنه حق وأنه خير، ولا سبيل للنجاة من ذلك إلا بالعلم الشرعي والتمسك بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

[وكان يحسن بكِ أيضا ذكرخبر استراق الشياطين للسمع، وخلط كلمة الحق التي يسمعونها بالأكاذيب، وإيصالها لأوليائهم من الكهان؛ ليضلوا الناس ويصدوهم عن سبيل الله.]

س3: عدد أنواع شفاعات النبي صلى الله عليه وسلم.
1.الشفاعة الكبرى وهى خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم حيث يشفع في بدء الحساب لأهل الموقف جميعا، وهذه المنزلة له وحده، وهذ المقام يتأخر عنه الأنبياء جميعا إلا هو صلى الله عليه وسلم.
2.شفاعته لأهل الجنة أن يدخلوها.
3. شفاعته في بعض الكفار من أهل النار أن يخفف الله عنهم العذاب، كشفاعته في عمه أبي طالب.
[وشفاعته لقوم من العصاة من أُمته قد استوجبوا النار، وشفاعته في العصاة من أَهل التوحيد الذين دخلوا النار بذُنوبهم. كما كان يحسن بكِ الاستدلال لما ذكرتيه.]


س4: فسّر قول الله تعالى: {إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} وبيّن دلالته على بطلان طلب الشفاعة من الرسول صلى الله عليه وسلم.
يخبر الله تعالى النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يهدي من احب، فليس له ذلك، فإنما عليه البلاغ، وأن الهداية لقبول الحق بيد الله وحده، فهو الهادي يهدي من يشاء،
ولا يعني ذلك أن النبي صلى الله عليه منفي عنه الهداية مطلقا، بل هو يهدي الناس ويدلهم على الحق، ويبلغهم ما نزل الله عز وجل، وهذه هداية الدلالة،
أما دلالة[هداية التوفيق إلى] قبول الحق واتباعه بيد الله وحده، الذي يملك النفع والضر.

أما دلالة ذلك على بطلان طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يملك هداية من أحب من قرابته إلى الحق، وقد مات عمه أبو طالب ولم يسلم،
وفي ذلك أظهر دلالة على أن الذي بيده النفع والضر هو الله، وفيه دلالة على بطلان التوجه للنبي بطلب الشفاعة منه وهو لا يملك من الأمر شيء، فهو لم يملك أن يهدي عمه إلى الحق وقبول الإسلام،
فكيف بمن هو دونه، بل أن في ذلك دلالة أخرى على بطلان طلب الشفاعة بمن هو دون النبي صلى الله عليه وسلم، فالنبي وهو أفضل خلق الله ، وأفضل الرسل لا يملك لنفسه شيئا فضلا على أن يملك لمن سواه
فكيف بمن ذهب وطلب الشفاعة ممن هم دونه في المرتبة.


س5: بيّن خطر الغلوّ في الصالحين.
الغلو في الصالحين من الأمور المنهي عنها لأنها تفضي إلى الشرك، وهو أعظم الذنوب.
فالمبالغة بإنزال الصالحين منزلة تفوق منزلة البشر لا شك أنه من المنهي عنه، الباطل شرعا،
فإن الله عز وجل يعظم ويألهه ولا يجوز أن يعبد غيره، ولا أن يعظم سواه، والأنبياء جميعا لهم من التعظيم والتوقير ما لا يرقى لدرجة العبادة،
أما الصالحون فإنهم لا شك أدنى مرتبة من الأنبياء، فإن كان الغلو في محبتهم وتعظيمهم فإنه يؤدي ذلك اتخاذهم أربابا من دون الله،
وإن زعم من زعم انهم شفعاء أو وسطاء لهم عند الله.

[ولو عضدتِ إجابتك بذكر خبر الرجال الصالحين من قوم نوح (ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر) وكيف أفضى بقومهم تعظيمهم إلى الشرك، لو ذكرتِ ذلك لكان الجواب أتم.]
س6: بيّن خطر بناء المساجد على قبور الصالحين، وكيف تردّ على من يفعل ذلك؟
من محاسن الشريعة ( سد الذرائع) ولذا فقد حُرم بناء المساجد على القبور، والعلة في التحريم أن الفتنة بالقبور فتنة عظيمة تفضي إلى الشرك، والشرك أقرب لنفوس الناس بالقبر من الشرك بشجر أو حجر.
وقد كان اليهود والنصارى يسجدون لقبور الأنبياء تعظيما لهم، وقد جعلوها قبلة يتوجهون لها وجعلوها أوثانا تعبد فلعنهم النبي صلى الله عليه وسلم وحرم البناء على القبور،
وقد قال صلى الله عليه وسلم:( اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)،
فكيف بمن يخالف أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ويظن أنه بمنأى عن الشرك، فإن النفوس ضعيفة، والقلوب يقلبها خالقها كيف شاء،
ومن لزم أمر ربه واتبع نبيه سلم من الوقوع في الفتن.

[إجابة مختصرة بعض الشيء.]
س7: بيّن حرص النبيّ صلى الله عليه وسلم على تحذير أمّته من وسائل الشرك.
لم يترك النبي صلى الله عليه وسلم بابا مفضيا إلى الشرك أو كان وسيلة يمكن أن تؤدي إلى الشرك إلا وحرمها حفاظا على دين أمته،
ومن الأمور التي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنها:
1. بناء المساجد على القبور، وتحريم الصلاة في المساجد التي بنيت على القبور.
2.النهي عن إطرائه كما فعلت النصارى مع عيسى عليه الصلاة.
3.الغلو في الأنبياء والصالحين، وتعظيمهم.
4.الصلاة على القبور.


الحمد لله رب العالمين
الدرجة: ب
[تم خصم نصف درجة للتأخر في الأداء.]

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 13 شوال 1439هـ/26-06-2018م, 11:56 PM
الصورة الرمزية رنان مولود
رنان مولود رنان مولود غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Feb 2015
المشاركات: 502
Post أداء مجلس مذاكرة القسم الخامس من كتاب التوحيد

بسم الله الرحمن الرحيم
مجلس مذاكرة القسم الخامس من كتاب التوحيد

المجموعة الثانية: أجب على الأسئلة التالية:
س1: دلّل على مسارعة كثير من الناس إلى التصديق بالباطل، وما أسباب ذلك؟
ففي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله، كأنه سلسلة على صفوان، ينفذهم ذلك حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا: الحق وهو العلي الكبير، فيسمعها مسترق السمع، ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض، وصفه سفيان بكفه، فحرفها وبدد بين أصابعه، فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته، ثم يلقيها الآخر إلى من تحته، حتى يلقيها على الساحر أو الكاهن، فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها، وربما ألقاها قبل أن يدركه، فيكذب معها ماءة كذبة، فيقال: أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا: كذا وكذا؟ فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء"
فالإخبار بما سيقع، مع الاستناد إلى سبب، وهو استراق السمع فتنة، بحيث يسترق الجني الكلمة من كلام الملائكة، فيلقيها في أذن الكاهن، فيكذب معها مئة كذبة فيصدقه الناس بسبب تلك الكذبة؛ كله من الكهانة وادعاء علم الغيب.
فمن أسباب التصديق بالباطل:
-تلك الكلمة الحق التي استرقتها الشياطين من الملائكة.
-ظهور بعض الكهان بمظهر الطبيب الذي يداوي المرض، وهو في الحقيقة مفسد للعقائد.
-وظهور بعضهم بمظهر المخبر عن المغيبات وأماكن الأشياء المفقودة فيفتن الناس.
-وظهور بعضهم بمظهر الولي الذي له خوارق وكرامات.

س2: بيّن معنى الشفاعة واذكر أقسامها وشروطها.
*معنى الشفاعة:
الشفاعة لغة: الوسيلة والطلب، وقيل: هي من الشفع الذي ضد الوتر؛ قال تعالى: {والشفع والوتر}، فكأن الشافع ضم سؤاله إلى سؤال المشفوع له.
واصطلاحا: التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة،
فمثال جلب المنفعة: شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الجنة بدخولها.
ومثال دفع المضرة: شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لمن استحق النار أن لا يدخلها.
*أقسام الشفاعة:
ليست كل شفاعة تقبل، فهناك شفاعة تقبل بشروط، وترد أيضا بأوصاف.
فالشفاعة في الكتاب والسنة قسمان:
-شفاعة منفية وشفاعة مثبتة.
أما الشفاعة المنفية: ما كانت تطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الضالمون}، فقد نفاها الله جل وعلا عن أهل الإشراك؛ قال تعالى: {وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه وليُّ ولا شفيع}، فذه شفاعة منفية عن الجميع.
وأما الشفاعة المثبتة: هي التي تطلب من الله والشافع مكرم بالشفاعة والمشفوع له من رضي الله قوله وعمله بعد الإذن؛ كما قال تعالى: {من ذا الذي يشفع عنده إلا باذنه}.
*فالشفاعة حق إذا تحققت شروطها، وهي أن تكون بإذن الله تعالى للشافع ورضاه عن المشفوع له؛ قال تعالى: {وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى}.
ففي هذه الآية الكريمة بيان أن الشفاعة لا تنفع إلا بشرطين:
الأول: إذن الله جل وعلا للشافع أن يشفع؛ لأن الشفاعة ملكه سبحانه، قال تعالى: {قل لله الشفاعة جميعا}.
الثاني: رضاه عن المشفوع فيه بأن يكون من أهل التوحيد؛ لأن المشرك لا تنفعه الشفاعة؛ كما قال تعالى: {فما تنفعهم شفاعة الشافعين}.

س3: فسّر قول الله تعالى: {قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللهِ لاَ يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ(22) وَلاَ تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} وبيّن دلالته على قطع حجج المشركين.
{قل ادعو الذين زعمتم من دون الله} ليكشفوا عنكم الضر الذي نزل بكم، ثم أجاب سبحانه عز وجل عنهم؛ فقال: {لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض} أي: ليس لهم قدرة على خير ولا شر في أي أمر من الأمور مهما صغرت في السماء أو في الأرض.
{وما لهم فيهما من شرك} أي: كذلك ليس للأصنام في السماوات والأرض مشاركة، لا بخلق ولا بملك، ولا بتصرف أو تدبير.
{وما له منهم من ظهير} أي: نفى الله جل وعلا عن نفسه منهم معين يعينه على شيء من أمر السماوات والأرض ومن فيهما.
{ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له} أي: لا تنفع في حال من الأحوال إلا لمن أذن الله له أن يشفع من الملائكة والنبيين وأهل الإيمان والعلم والعمل، وهؤلاء لا يشفعون إلا يستحق الشفاعة، لا للكافرين المشركين بالله جل وعلا.
ففي هذه الآية الكريمة بيان أن الشفاعة لا تكون إلا بإذن الله تعالى للشافع ورضاه عن المشفوع له؛ فتبين بذلك بطلان ما عليه المشركون وأهل القبور؛ الذين يطلبون الشفاعة من الأصنام أو الأموات، يتقربون إليهم بأنواع العبادات؛ كما قال تعالى: {ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله}.

س4: بيّن أنواع الهداية مع الاستدلال وكيف تردّ بهذا البيان على من تعلّق بالصالحين.
الهداية نوعان:
-هداية البيان والإرشاد والدلالة: قال تعالى: {وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم}، فأثبتها الله جل وعلا للنبي صلى الله عليه وسلم؛ فهو المبين عن الله، والدال على دينه وشرعه.
وقال تعالى:{إنما أنت منذر ولكل قوم هاد}، فهذه الهداية ثابته للنبي صلى الله عليه وسلم ولكل داع من بعده، ولكل رسول ونبي من قبله.
-هداية التوفيق والالهام: وهو خلق الهدى في القلب وإيثاره وذلك لله وحده، وهو القادر عليه، كقوله تعالى: {ليس عليك هداهم * ولكن الله يهدي من يشاء}، وقوله: {فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد}، وقوله: {الله يهدي من يشاء}الآية،
ففي ما سبق بيانه رد على عباد القبور؛ الذين يعتقدون في في الأنبياء والصالحين النفع والضر، فيسألونهم من أنواع المطالب الدنيوية والأخروية، لأن الله جل وعلا نفى عن النبي صلى الله عليه وسلم هداية التوفيق حيث قال: {إنك لا تهدي من أحببت * ولكم الله يهدي من يشاء}، وسبب نزول هذه الآية موت أبي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم، وكان قد حرص -صلوات ربي وسلامه عليه- على هدايته عند موته، لم يتيسر له ذلك، ودعا له بعد موته، ثم نُهي عن ذلك، وذكر الله أنه لا يقدر على هداية من أحب هدايته لقرابته ونصرته؛ فتبين أعظم بيان، ووضح أوضح برهان أنه صلى الله عليه وسلم لا يملك ضرا ولا نفعا، ولا عطاءا ولا منعا، وأنه صلى الله عليه لا يقدر إلا على ما أقدره الله عليه، وأن الأمر كله بيد الله جل وعلا، فبطلت عبادته من دون الله، وإذا بطلت عبادته وهو أشرف الخلق فعبادة غيره أولى بالبطلان.

س5: بيّن خطر الابتداع في الدين.
كل بدعة في الدين من أي نوع كانت فهي محرمة وضلالة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة"، وقوله: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه؛ فهو رد"، وفي رواية: "من عمل عملا ليس عليه أمرنا؛ فهو رد"، فدل الحديث على أن كل محدث في الدين؛ فهو بدعة، وكل بدعة ضلالة مردودة.
ومعنى ذلك أن البدع في العبادات والاعتقادات محرمة.
ولكن التحريم يتفاوت بحسب نوعية البدعة؛ فمنها ما هو كفر بواح؛ كالطواف بالقبور تقربا إلى أصحابها، وتقديم الذبائح والنذور لها، ودعاء أصحابها، والاستغاثة بهم، وكمقالات غلاة الجهمية والمعتزلة.
ومنها ما هو من وسائل الشرك؛ كالبناء على القبور، والصلاة والدعاء عندها.
ومنها ما هو فسق اعتقادي؛ كبدعة الخوارج والقدرية والمرجئة في أقوالهم واعتقاداتهم المخالفة للأدلة الشرعية.
ومنها ما هو معصية كبدعة التبتل، والصيام قائما في الشمس والخصاء بقصد قطع شهوة الجماع.
وختاما نقول:
إن البدع بريد الكفر، وهي زيادة دين لم يشرعه الله جل وعلا ولا رسوله صلى الله عليه وسلم، والبدعة شر من المعصية الكبيرة، فالشيطان يفرح بها أكثر مما يفرح بالمعاصي الكبيرة؛ لأن العاصي يفعل المعصية وهو يعلم أنها معصية؛ فيتوب منها، والبدع تقضي على السنن، وتكره إلى أصحابها فعل السنن وأهل السنة، والبدعة تباعد عن الله جل وعلا، وتوجب غضبه وعقابه، وتسبب زيغ القلوب وفسادها.

س6: ما سبب وقوع قوم نوح في الشرك؟ وهل يمكن أن يقع في ذلك بعض هذه الأمّة؟
*سبب وقوع قوم نوح في الشرك الغلو في الصالحين، ففي الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنها في قوله تعالى: {وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوثا ويعوق ونسرا}، قال: "هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم: أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابا، وسموا بأسمائها ففعلوا ولم تعبد، حتى إذا هلك أولئك ونُسي العلم عُبدت" نُقل مختصرا،
قال ابن القيم: قال غير واحد من السلف: لما ماتوا عكفوا على قبورهم، ثم صوروا تماثيلهم، ثم طال عليهم الأمد فعبدوهم.
فكان هؤلاء أهل دين وفضل وخير، وماتوا في زمن متقارب، فأسفوا عليهم، واروا يترددون على قبورهم، فأتاهم الشيطان فوسوس لهم أن يصوروا صورهم، ليكون لهم أسهل عليهم من المجيء إلى قبورهم، ولم يكونوا قصدوا عبادتهم، إنما قصدوا التذكر بهم، ليكون أدعى لهم على الخير، والتأسي بهم.
فلما كان العكوف عبادة صار عكوفهم على القبور -تعظيما ومحبة- عبادة لها لما يعتقدون فيها من البركة، فلما طال عليهم الزمن ونسوا ما قصده الأولون عبدوهم من دون الله، فتبين أن مبدأ الشرك الغلو في الصالحين، وأن سبب تلك العبادة ما جرى من الأولين من التعظيم بالعكوف على قبورهم، ونصب صورهم في مجالسهم، فصارت بذلك أوثانا تعبد من دون الله، وهذا أول شرك حدث في الأرض.
*وهل يمكن أن يقع في ذلك بعض هذه الأمّة؟
نعم يقع وقد وقع بعض هذه الأمة في الغلو في الصالحين والأنبياء مما جرّهم إلى الشرك بالله جل وعلا، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم، فعن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد الله ورسوله" أخرجه الشيخان.
فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الغلو في مدحه، كما غلت النصارى في عيسى ابن مريم، حتى ادعوا فيه الإلهية، بل أمرهم بقول: عبد الله ورسوله ونهاهم عن مجاوزة ذلك، فأبى المشركون إلا مجاوزة أمره، وارتكاب نهيه، وعظموه بما نهاهم عنه، وضاهوا النصارى في غلوهم وشركهم، وناقضوا أمره أعظم مناقضة، وأظهر لهم الشيطان هذا الشرك في قالب التعظيم للنبي صلى الله عليه وسلم ومحبته، والتوحيد والإخلاص في قالب التنقص، حتى جوزوا الاستغاثة به في كل ما يستغاث فيه بالله، ومنهم من يقول نحن نعبد الله ورسوله، وارتكبوا ما نهوا عنه، وشاقوا الله ورسوله.

س7: ما معنى اتّخاذ القبور مساجد؟ وما حكم الصلاة في المسجد الذي فيه قبر؟
اتخاذ القبور مساجد: يكون على أحد ثلاث صور:
الصورة الأولى: أن يسجد للقبر.
يعني: أن يجعل القبر مكان سجوده، وهذا أفظع أنواع الاتخاذ، وهي تدل على أعظم وسيلة من وسائل الشرك والغلو بالقبر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد"
الصورة الثانية: أن يصلي إلى القبر، أن يتخذ القبر مسجدا أي مكانا للتذلل.
يعني: أن يكون أمام القبر يصلي، فأنه اتخذ القبر –وما حوله له حكمه- اتخذه مكانا للتذلل والخضوع، فاتخذوا قبورهم مساجد بأن جعلوها قبلة لهم بأن جعلوا القبر بينهم وبين القبلة، ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلى إلى القبر؛ لأجل أن الصلاة إليه وسيلة من وسائل التعظيم.
الصورة الثالثة: أن يتخذ القبر مسجدا بأن يجعل القبر في داخل بناء، وذلك البناء هو المسجد، فإذا دفن النبي قام أولئك بالبناء عليه، فجعلوا حول قبره مسجدا، واتخذوا ذلك المكان للتعبد وللصلاة فيه.
وحكم الصلاة في المسجد الذي فيه قبر:
لا تصح الصلاة في مسجد فيه قبر، سواء بُني القبر في المسجد، أو بُني المسجد على القبر.
لأن ذلك مناف لنهي النبي صلى الله عليه وسلم، وبما أن النهي توجه إلى بقعة الصلاة فبطلت الصلاة، فالذي يصلي في مسجد أُقيم على القبر صلاته باطلة لا تصح؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك"، إما بالبناء عليها أو بالصلاة حولها.
وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم في آخر حياته، فلا صلاة عند القبور لا تجوز سواء صلى إليها أو صلى عندها، رجاء بركة ذلك المكان، أو لم يرج بركة ذلك المكان، سواء صلى فرضا أو نفلا –غير صلاة الجنازة-، سواء كان بناء على القبر أو لا، كل ذلك لا يجوز.
ولهذا جاء في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تجعلوها قبورا"،
وجاء في البخاري أيضا معلقا من كلام عمر رضي الله عنه: "أنه رأى أنسا يصلي عند قبر، فقال له: القبر القبر"، يعني احذر القبر وهذا أيضا يدل على أن الصلاة عند القبور لا تجوز؛ لأنها وسيلة من وسائل الشرك الأكبر.


وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 14 شوال 1439هـ/27-06-2018م, 08:01 PM
كمال بناوي كمال بناوي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
الدولة: ايطاليا
المشاركات: 2,169
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رنان مولود مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
مجلس مذاكرة القسم الخامس من كتاب التوحيد

المجموعة الثانية: أجب على الأسئلة التالية:
س1: دلّل على مسارعة كثير من الناس إلى التصديق بالباطل، وما أسباب ذلك؟
ففي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله، كأنه سلسلة على صفوان، ينفذهم ذلك حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا: الحق وهو العلي الكبير، فيسمعها مسترق السمع، ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض، وصفه سفيان بكفه، فحرفها وبدد بين أصابعه، فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته، ثم يلقيها الآخر إلى من تحته، حتى يلقيها على الساحر أو الكاهن، فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها، وربما ألقاها قبل أن يدركه، فيكذب معها ماءة كذبة، فيقال: أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا: كذا وكذا؟ فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء"
فالإخبار بما سيقع، مع الاستناد إلى سبب، وهو استراق السمع فتنة، بحيث يسترق الجني الكلمة من كلام الملائكة، فيلقيها في أذن الكاهن، فيكذب معها مئة[مائة] كذبة فيصدقه الناس بسبب تلك الكذبة؛ كله من الكهانة وادعاء علم الغيب.
فمن أسباب التصديق بالباطل:
-تلك الكلمة الحق التي استرقتها الشياطين من الملائكة.
-ظهور بعض الكهان بمظهر الطبيب الذي يداوي المرض، وهو في الحقيقة مفسد للعقائد.
-وظهور بعضهم بمظهر المخبر عن المغيبات وأماكن الأشياء المفقودة فيفتن الناس.
-وظهور بعضهم بمظهر الولي الذي له خوارق وكرامات.
[ومن الأسباب كذلك قلة العلم.]

س2: بيّن معنى الشفاعة واذكر أقسامها وشروطها.
*معنى الشفاعة:
الشفاعة لغة: الوسيلة والطلب، وقيل: هي من الشفع الذي ضد الوتر؛ قال تعالى: {والشفع والوتر}، فكأن الشافع ضم سؤاله إلى سؤال المشفوع له.
واصطلاحا: التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة،
فمثال جلب المنفعة: شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الجنة بدخولها.
ومثال دفع المضرة: شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لمن استحق النار أن لا يدخلها.
*أقسام الشفاعة:
ليست كل شفاعة تقبل، فهناك شفاعة تقبل بشروط، وترد أيضا بأوصاف.
فالشفاعة في الكتاب والسنة قسمان:
-شفاعة منفية وشفاعة مثبتة.
أما الشفاعة المنفية: ما كانت تطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أنفقوا[مِمَّا رَزَقْنَاكُم] من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الضالمون[الظالمون]}، فقد نفاها الله جل وعلا عن أهل الإشراك؛ قال تعالى: {وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه وليُّ ولا شفيع}، فذه شفاعة منفية عن الجميع.
وأما الشفاعة المثبتة: هي التي تطلب من الله والشافع مكرم بالشفاعة والمشفوع له من رضي الله قوله وعمله بعد الإذن؛ كما قال تعالى: {من ذا الذي يشفع عنده إلا باذنه}.
*فالشفاعة حق إذا تحققت شروطها، وهي أن تكون بإذن الله تعالى للشافع ورضاه عن المشفوع له؛ قال تعالى: {وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى}.
ففي هذه الآية الكريمة بيان أن الشفاعة لا تنفع إلا بشرطين:
الأول: إذن الله جل وعلا للشافع أن يشفع؛ لأن الشفاعة ملكه سبحانه، قال تعالى: {قل لله الشفاعة جميعا}.
الثاني: رضاه عن المشفوع فيه بأن يكون من أهل التوحيد؛ لأن المشرك لا تنفعه الشفاعة؛ كما قال تعالى: {فما تنفعهم شفاعة الشافعين}.

س3: فسّر قول الله تعالى: {قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللهِ لاَ يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ(22) وَلاَ تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} وبيّن دلالته على قطع حجج المشركين.
{قل ادعو الذين زعمتم من دون الله} ليكشفوا عنكم الضر الذي نزل بكم، ثم أجاب سبحانه عز وجل عنهم؛ فقال: {لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض} أي: ليس لهم قدرة على خير ولا شر في أي أمر من الأمور مهما صغرت في السماء أو في الأرض.
{وما لهم فيهما من شرك} أي: كذلك ليس للأصنام في السماوات والأرض مشاركة، لا بخلق ولا بملك، ولا بتصرف أو تدبير.
{وما له منهم من ظهير} أي: نفى الله جل وعلا عن نفسه منهم معين يعينه على شيء من أمر السماوات والأرض ومن فيهما.
{ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له} أي: لا تنفع في حال من الأحوال إلا لمن أذن الله له أن يشفع من الملائكة والنبيين وأهل الإيمان والعلم والعمل، وهؤلاء لا يشفعون إلا يستحق الشفاعة، لا للكافرين المشركين بالله جل وعلا.
ففي هذه الآية الكريمة بيان أن الشفاعة لا تكون إلا بإذن الله تعالى للشافع ورضاه عن المشفوع له؛ فتبين بذلك بطلان ما عليه المشركون وأهل القبور؛ الذين يطلبون الشفاعة من الأصنام أو الأموات، يتقربون إليهم بأنواع العبادات؛ كما قال تعالى: {ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله}.
[فسبب عبادة المشرك لآلهته يترتب على اعتقاده بقدرتها في جلب النفع له ودفع الضر عنه، وهذا لا يقدر عليه إلا من كان مالكا لذلك، أو شريكا للمالك، أو معينا وظهيرا للمالك، أو شفيعا مقربا عند المالك، فنفى الله تعالى عن تلك الآلهة هذه المراتب الأربع، مفندا بذلك حجج المشركين.]


س4: بيّن أنواع الهداية مع الاستدلال وكيف تردّ بهذا البيان على من تعلّق بالصالحين.
الهداية نوعان:
-هداية البيان والإرشاد والدلالة: قال تعالى: {وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم}، فأثبتها الله جل وعلا للنبي صلى الله عليه وسلم؛ فهو المبين عن الله، والدال على دينه وشرعه.
وقال تعالى:{إنما أنت منذر ولكل قوم هاد}، فهذه الهداية ثابته للنبي صلى الله عليه وسلم ولكل داع من بعده، ولكل رسول ونبي من قبله.
-هداية التوفيق والالهام: وهو خلق الهدى في القلب وإيثاره وذلك لله وحده، وهو القادر عليه، كقوله تعالى: {ليس عليك هداهم * ولكن الله يهدي من يشاء}، وقوله: {فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد}، وقوله: {الله يهدي من يشاء}الآية،
ففي ما سبق بيانه رد على عباد القبور؛ الذين يعتقدون في في الأنبياء والصالحين النفع والضر، فيسألونهم من أنواع المطالب الدنيوية والأخروية، لأن الله جل وعلا نفى عن النبي صلى الله عليه وسلم هداية التوفيق حيث قال: {إنك لا تهدي من أحببت * ولكم الله يهدي من يشاء}، وسبب نزول هذه الآية موت أبي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم، وكان قد حرص -صلوات ربي وسلامه عليه- على هدايته عند موته، لم يتيسر له ذلك، ودعا له بعد موته، ثم نُهي عن ذلك، وذكر الله أنه لا يقدر على هداية من أحب هدايته لقرابته ونصرته؛ فتبين أعظم بيان، ووضح أوضح برهان أنه صلى الله عليه وسلم لا يملك ضرا ولا نفعا، ولا عطاءا ولا منعا، وأنه صلى الله عليه لا يقدر إلا على ما أقدره الله عليه، وأن الأمر كله بيد الله جل وعلا، فبطلت عبادته من دون الله، وإذا بطلت عبادته وهو أشرف الخلق فعبادة غيره أولى بالبطلان.
[وفي بيان أنواع الهداية رد واضح على بطلان سعي من تعلق بالصالحين؛ لأنه إنما تعلق بهم من أجل تحصيل خيري الدنيا والآخرة، وهذا الخير لا يتأتى إلا بهداية القلب للتي هي أقوم، وتوفيقه لما يرضي الله عز وجل عنه، وهذا النوع من الهداية لا يملكه إلا الله سبحانه وتعالى.]


س5: بيّن خطر الابتداع في الدين.
كل بدعة في الدين من أي نوع كانت فهي محرمة وضلالة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة"، وقوله: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه؛ فهو رد"، وفي رواية: "من عمل عملا ليس عليه أمرنا؛ فهو رد"، فدل الحديث على أن كل محدث في الدين؛ فهو بدعة، وكل بدعة ضلالة مردودة.
ومعنى ذلك أن البدع في العبادات والاعتقادات محرمة.
ولكن التحريم يتفاوت بحسب نوعية البدعة؛ فمنها ما هو كفر بواح؛ كالطواف بالقبور تقربا إلى أصحابها، وتقديم الذبائح والنذور لها، ودعاء أصحابها، والاستغاثة بهم، وكمقالات غلاة الجهمية والمعتزلة.
ومنها ما هو من وسائل الشرك؛ كالبناء على القبور، والصلاة والدعاء عندها.
ومنها ما هو فسق اعتقادي؛ كبدعة الخوارج والقدرية والمرجئة في أقوالهم واعتقاداتهم المخالفة للأدلة الشرعية.
ومنها ما هو معصية كبدعة التبتل، والصيام قائما في الشمس والخصاء بقصد قطع شهوة الجماع.
وختاما نقول:
إن البدع بريد الكفر، وهي زيادة دين لم يشرعه الله جل وعلا ولا رسوله صلى الله عليه وسلم، والبدعة شر من المعصية الكبيرة، فالشيطان يفرح بها أكثر مما يفرح بالمعاصي الكبيرة؛ لأن العاصي يفعل المعصية وهو يعلم أنها معصية؛ فيتوب منها، والبدع تقضي على السنن، وتكره إلى أصحابها فعل السنن وأهل السنة، والبدعة تباعد عن الله جل وعلا، وتوجب غضبه وعقابه، وتسبب زيغ القلوب وفسادها.

س6: ما سبب وقوع قوم نوح في الشرك؟ وهل يمكن أن يقع في ذلك بعض هذه الأمّة؟
*سبب وقوع قوم نوح في الشرك الغلو في الصالحين، ففي الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنها في قوله تعالى: {وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوثا ويعوق ونسرا}، قال: "هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم: أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابا، وسموا بأسمائها ففعلوا ولم تعبد، حتى إذا هلك أولئك ونُسي العلم عُبدت" نُقل مختصرا،
قال ابن القيم: قال غير واحد من السلف: لما ماتوا عكفوا على قبورهم، ثم صوروا تماثيلهم، ثم طال عليهم الأمد فعبدوهم.
فكان هؤلاء أهل دين وفضل وخير، وماتوا في زمن متقارب، فأسفوا عليهم، واروا يترددون على قبورهم، فأتاهم الشيطان فوسوس لهم أن يصوروا صورهم، ليكون لهم أسهل عليهم من المجيء إلى قبورهم، ولم يكونوا قصدوا عبادتهم، إنما قصدوا التذكر بهم، ليكون أدعى لهم على الخير، والتأسي بهم.
فلما كان العكوف عبادة صار عكوفهم على القبور -تعظيما ومحبة- عبادة لها لما يعتقدون فيها من البركة، فلما طال عليهم الزمن ونسوا ما قصده الأولون عبدوهم من دون الله، فتبين أن مبدأ الشرك الغلو في الصالحين، وأن سبب تلك العبادة ما جرى من الأولين من التعظيم بالعكوف على قبورهم، ونصب صورهم في مجالسهم، فصارت بذلك أوثانا تعبد من دون الله، وهذا أول شرك حدث في الأرض.
*وهل يمكن أن يقع في ذلك بعض هذه الأمّة؟
نعم يقع وقد وقع بعض هذه الأمة في الغلو في الصالحين والأنبياء مما جرّهم إلى الشرك بالله جل وعلا، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم، فعن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد الله ورسوله" أخرجه الشيخان.
فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الغلو في مدحه، كما غلت النصارى في عيسى ابن مريم، حتى ادعوا فيه الإلهية، بل أمرهم بقول: عبد الله ورسوله ونهاهم عن مجاوزة ذلك، فأبى المشركون إلا مجاوزة أمره، وارتكاب نهيه، وعظموه بما نهاهم عنه، وضاهوا النصارى في غلوهم وشركهم، وناقضوا أمره أعظم مناقضة، وأظهر لهم الشيطان هذا الشرك في قالب التعظيم للنبي صلى الله عليه وسلم ومحبته، والتوحيد والإخلاص في قالب التنقص، حتى جوزوا الاستغاثة به في كل ما يستغاث فيه بالله، ومنهم من يقول نحن نعبد الله ورسوله، وارتكبوا ما نهوا عنه، وشاقوا الله ورسوله.

س7: ما معنى اتّخاذ القبور مساجد؟ وما حكم الصلاة في المسجد الذي فيه قبر؟
اتخاذ القبور مساجد: يكون على أحد ثلاث صور:
الصورة الأولى: أن يسجد للقبر.
يعني: أن يجعل القبر مكان سجوده، وهذا أفظع أنواع الاتخاذ، وهي تدل على أعظم وسيلة من وسائل الشرك والغلو بالقبر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد"
الصورة الثانية: أن يصلي إلى القبر، أن يتخذ القبر مسجدا أي مكانا للتذلل.
يعني: أن يكون أمام القبر يصلي، فأنه اتخذ القبر –وما حوله له حكمه- اتخذه مكانا للتذلل والخضوع، فاتخذوا قبورهم مساجد بأن جعلوها قبلة لهم بأن جعلوا القبر بينهم وبين القبلة، ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلى إلى القبر؛ لأجل أن الصلاة إليه وسيلة من وسائل التعظيم.
الصورة الثالثة: أن يتخذ القبر مسجدا بأن يجعل القبر في داخل بناء، وذلك البناء هو المسجد، فإذا دفن النبي قام أولئك بالبناء عليه، فجعلوا حول قبره مسجدا، واتخذوا ذلك المكان للتعبد وللصلاة فيه.
وحكم الصلاة في المسجد الذي فيه قبر:
لا تصح الصلاة في مسجد فيه قبر، سواء بُني القبر في المسجد، أو بُني المسجد على القبر.
لأن ذلك مناف لنهي النبي صلى الله عليه وسلم، وبما أن النهي توجه إلى بقعة الصلاة فبطلت الصلاة، فالذي يصلي في مسجد أُقيم على القبر صلاته باطلة لا تصح؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك"، إما بالبناء عليها أو بالصلاة حولها.
وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم في آخر حياته، فلا صلاة عند القبور لا تجوز سواء صلى إليها أو صلى عندها، رجاء بركة ذلك المكان، أو لم يرج بركة ذلك المكان، سواء صلى فرضا أو نفلا –غير صلاة الجنازة-، سواء كان بناء على القبر أو لا، كل ذلك لا يجوز.
ولهذا جاء في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تجعلوها قبورا"،
وجاء في البخاري أيضا معلقا من كلام عمر رضي الله عنه: "أنه رأى أنسا يصلي عند قبر، فقال له: القبر القبر"، يعني احذر القبر وهذا أيضا يدل على أن الصلاة عند القبور لا تجوز؛ لأنها وسيلة من وسائل الشرك الأكبر.


وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الدرجة: أ
تم خصم نصف درجة للتأخر في الأداء

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, العاشر

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:16 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir