اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايمان ضميرية
بسم الله الرحمن الرحيم
الإجابة على أسئلة المجموعة الثانية ؟
س1):دلل على مسارعة كثير من الناس إلى التصديق بالباطل وما أسباب ذلك ؟
جاء في الحديث قوله عليه الصلاة والسلام:"إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعاناً لقوله كأنه سلسلة على صفوان ينفذهم ذلك، حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا: الحق، وهو العلي الكبير. فيسمعها مسترق السمع، ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض -وصفه سفيان بكفه، فحرفها وبدد بين أصابعه- فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته، ثم يلقيها الآخر إلى من تحته، حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن، فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها، وربما ألقاها قبل أن يدركه، فيكذب معها مائة كذبة، فيقال: أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا كذا وكذا؟ فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء".
والشاهد من الحديث قوله:"فيقال: أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا كذا وكذا؟ فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء", فمن أجل كلمة واحدة صادقة يسارع الكثير من الناس إلى تصديق جميع ما يقال من أكاذيب, وحجتهم هذه الكلمة, ولايضع اعتبارا لمئات المرات التي كذب بها عليه, وأخبره بما لم يحصل أو سيكون.
ومن أسباب مسارعة الناس بتصديق الباطل:
- قلة العلم, والجهل, والسفه, فمن كان متمكن من العلم, وله دراية بنصوص الوحي, وفهمها كما فهمها السلف رضوان الله عليهم, لا نروج عليه الأباطيل المزخرفة بالحق.
- تلبيس الحق بالباطل, فعادة من يروج الأباطيل أن يخلط بعض الحق بباطله, حتى يروج على الناس, ولو كان ما يروجه جميعه باطل ما قبله احد, كما قال تعالى:"يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون".
س2):بين معنى الشفاعة واذكر أقسامها وشروطها ؟
الشفاعة لغة :من الشفع وهو جعل الشيئ إثنين وهو الزوج
اصطلاحاً :هو طلب الدعاء ،وهي التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة
تقسم الى قسمان[قسمين] :
1-شفاعة منفية :نفاها القرآن وهي الشفاعة للكافر والمشرك كما في قوله تعالى :(من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة )
2-شفاعة مثبتة :وهي الشفاعة التي أثبتها القرآن ،قال تعالى (ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع فالشفيع في الحقيقة هو الله عزوجل ،وجاءت في القرآن مثبتة بأمرين
1-أذن الله للشافع أن يشفع .قال تعالى :(من ذَا الذي يشفع عنده إلا بإذنه )
2-رضاه عن قول الشافع وعن المشفوع له ،قال تعالى (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى )
س3):فسر قول الله تعالى :(قل ادعو الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السموات والأرض ومالهم فيها من شرك وماله منهم من ظهير (22)ولا تنفعهم الشفاعة عنده إلا لمن أذن له ،
وبين دلالته على قطع حجيج المشركين
اي ادعو من زعمتم كونهم آلهة من دون الله ثم انظروا هل يملكون مثقال ذرة في السموات والأرض وبذلك نفى الله تعالى عن تلك الآلهة الملك الاستقلالي كما في قوله (لا يملكون مثقال ذرة في السموات والأرض )
ومالهم فيها من شرك )وهذا نفي أن تكون تلك الآلهة شريكة لله في ملكه وفِي تدبيره وملكه للسموات والأرض
(وماله منهم من ظهير )وهذا نفي أن يكون الله تعالى قد اتخذ من تلك الآلهة معاوناً أو وزيراً أو مساعداً ممن لا يردهم الله حال شفاعتهم لهؤلاء المشركين
(ولا تنفعهم[تنفع] الشفاعة عنده إلا لمن أذن له )أي أنها لا تملك الشفاعة ولا يملكها مخلوق ولا يمكن منها إلا بإذن الله ورضاه فالشفاعة ملك له وحده )فنفى الله تعالى ملكية تلك الآلهة للشفاعة وحصولها بدون إذن الله عزوجل [لم تجيبي على الشق الثاني من السؤال. وذلك أن سبب عبادة المشرك لآلهته يترتب على اعتقاده بقدرتها في جلب النفع له ودفع الضر عنه، وهذا لا يقدر عليه إلا من كان مالكا لذلك، أو شريكا للمالك، أو معينا وظهيرا للمالك، أو شفيعا مقربا عند المالك، فنفى الله تعالى عن تلك الآلهة هذه المراتب الأربع.]
س4):بين أنواع الهداية مع الاستدلال وكيف ترد بهذا البيان على من تعلق بالصالحين
أنواع الهداية هي
1-هداية الدلالة والإرشاد والبيان وهذه ثابتة لكل نبي ورسول ومن باب أولى ،ثابتة للنبي صلى الله عليه وسلم وهداية الأنبياء من أبلغ أنواع الإرشاد لاقترانها بالآيات والبراهين الدالة على صدقهم عليهم السلام
وهي المقصودة في قوله تعالى {وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم ،صراط الله }،فهو عليه الصلاة والسلام المبين عن الله والدال على دينه وهي ثابتة لكل داعٍ الى الله ،قال تعالى(إنما أنت منذر ولكل قوم هاد )
2-هداية التوفيق والإلهام :وهي أن يجعل الله في قلب العبد الإعانة والتوفيق لقبول الهدى والعمل به ،مالا يجعله في قلب غيره وهذا النوع لا يقدر عليه إلا الله جل وعلا ،فالقلوب بيده سبحانه يقلبها كيف يشاء
وهذا النوع هو المقصود في قوله تعالى :(إنك لا تهدي من أحببت )وهو مايدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستطع هداية عمه أبي طالب الى الإسلام والتوحيد إلا ان حكمة الله تعالى اقتضت أن يموت على الكفر ليبين ان هداية التوفيق ليست لأحد من خلقه .[وفي بيان أنواع الهداية رد واضح على بطلان سعي من تعلق بالصالحين؛ لأنه إنما تعلق بهم من أجل تحصيل خيري الدنيا والآخرة، وهذا الخير لا يتأتى إلا بهداية القلب للتي هي أقوم، وتوفيقه لما يرضي الله عز وجل عنه، وهذا النوع من الهداية لا يملكه إلا الله سبحانه وتعالى.]
س5):بين خطر الابتداع في الدين ؟
الابتداع هو تكذيب[للقرآن] القرآن وله مخاطر عامة مثل ما يستلزمه ذلك من اعتقاد أن الدين لم يكتمل
فالله يقول (اليوم أكملت لكم دينكم )أو اعتقاد أن تلك البدعة هي أفضل وأحسن مما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم
ومن مخاطر الابتداع أيضاً أن الشيطان يزين للمبتدع بدعة فيعتقد أنه على خير وهدى فيكون فيكون بعيداً
عن الرجوع والتوبة الى الله تعالى بعكس العاصي المذنب الذي يعلم قبح فعله
ومن مخاطر الابتداع أنها تفتح باباً للشرك والكفر مع مرور الزمن ونسيان العلم وانتشار الجهل مثل أن يتدرج في غواية قوم ما ،واتخاذ الأصنام وصور لهم ثم اتخاذهم شفعاء وتعظيم قبورهم
والابتداع كذلك سبب في اندثار السنن فكل بدعة يحدثها الإنسان تضيع مقابلها سنة لأن المتعبد لله بالبدعة
يزهد في السنة وينشط في بدعته فيتعبد الله بالبدع وبما لا يرضى من القول والعمل .
س6):ما سبب وقوع قوم نوح في الشرك ؟وهل يمكن أن يقع في ذلك بعض هذه الأمة ؟
قال تعالى: {وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا}، وهذه أسماء لرجال صالحين من قوم نوح، وبعد موتهم جاء الشيطان لأتباعهم من جهة أرواح هؤلاء الصالحين، موحيا لهم بأن من تعلق به فإنهم يشفعون له، وزين الشيطان لأتباعهم تصويرهم واتخاذ أصنام لهم، فعكفوا على قبورهم، وجعلوا الأصنام في مجالسهم ليتذكروهم وينشطون في متابعتهم في العبادة. ولما مات هؤلاء الأتباع، وذهب العلم وانتشر الجهل فيمن خلفهم، زين لهم إبليس بأن من كان قبلهم كانوا يعبدون تلك الأصنام وبهم يسقون المطر، فاتبعوا إبليس واتخذوها شفعاء وعبدوها من دون الله، وهم بذلك عبدوا إبليس بطاعته، وذلك كما قال تعالى: {ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين (60) وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم (61) ولقد أضل منكم جبلا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون}. وبذا يتبين أن سبب وقوع هؤلاء في الشرك هو مغالاتهم في الصالحين، والمبالغة في محبتهم، والابتداع في الدين واتباع خطوات الشياطين. وهذا مما وقع في بعض هذه الأمة بالفعل، فهيأ لهم الشيطان ما يقعون فيه من بدع وغلو في الصالحين، وأظهره لهم في هيئة تعظيم للصالحين ومحبتهم، بحيث يوهمهم بأن ذلك مما يرضي الله تعالى ويُتقرب به إليه، فأصبحوا يتبركون بقبورهم، ويتخذونهم شفعاء لقضاء حوائجهم، وغير ذلك من صور الشرك بالله عز وجل. ومن هذه الأمة من جعل للنبي نصيبا من خصائص الألوهية، كما ادعى البعض علمه صلى الله عليه وسلم للغيب، وقد نهانا عليه الصلاة والسلام عن ذلك في الحديث: "لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم، إنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله"
س7):ما معنى اتخاذ القبور مساجد ؟وما حكم الصلاة في المسجد الذي فيه قبر ؟
قال عليه الصلاة والسلام:"لعن الله اليهود والنصارى, اتخذوا قبور أنبـيائهم مساجد, يحذر ما صنعوا" متفق عليه.
والمسجد يطلق على كل موضع يصلى فيه, وإن لم يكن هناك بناء لمسجد.
واتخاذ القبور مساجد يكون بأحد هذه الصور:
الأولى: أن يسجد على القبر، فيجعل القبر مكان سجوده, فيكون المسجود له هو المقبور, وهو من أقبح الصور.
الثانية: أن يصلي إلى القبر،فيكون القبر أمامه بينه وبين القبلة, يجعله قبلة له ومعبودا, فيحصل منه من التذلل والخضوع ما لا يجوز صرفه إلا لله, وقد نهى النبي عليه الصلاة والسلام, عن ذلك فقال:"لا تصلوا إلى القبور ، ولا تجلسوا عليها "رواه مسلم
الثالثة:أن يتخذ القبر مسجدا، بأن يبني المسجد على القبر, فيكون مكانا للصلاة والتعبد.
[وينبغي التنبيه إلى أنه إذا قصد بالصلاة عند هذه القبور السجود لأصحابها، أو سؤالهم الشفاعة، أو سؤالهم الحوائج؛ فإن هذا من الشرك الأكبر.]
أما حكم الصلاة في المسجد المبني على قبر, فهي صلاة باطلة لا تصح, لأن الصلاة في هذا المسجد تعارض قوله عليه الصلاة والسلام:"ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك", وقال:" إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء والذين يتخذون القبور مساجد" رواه ابن حبان في صحيحه, وقال: "الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام" رواه أصحاب السنن, والنهي في الحديث متوجه لبقعة ومكان الصلاة, فبطلت, لهذا لا تصح الصلاة في مسجد بني على قبر.
|
الدرجة: أ
أحسنتِ، واحرصي لاحقا على حسن العرض والتنسيق.