فهرس مسائل باب قول الله تعالى: {ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي وما أظن الساعة قائمة}
مناسبة الباب للكتاب.
تفسير قوله تعالى {ليقولن هذا لي}.
تفسير قوله تعالى {إنما أوتيته على علم عندي}.
معنى حديث الثلاثة نفر من بني إسرائيل.
حقيقة الشكر الاعتراف بالنعمة للمنعم.
من أسباب ثبات النعمة.
مناسبة الباب للكتاب.
هذا الباب في بيان وجوب تعظيم الله في الألفاظ؛ وأن النعم تنسب إليه؛ وأن يُشكر عليها فتُعزى إليه.
والتحرز في ذلك من كمال التوحيد؛ لأنه لا يصدر التحرز إلا عن قلب معظم لله، مجل له، مخبت إليه.
تفسير قوله تعالى {ليقولن هذا لي}
قال مجاهد: " هذا بعملي وأنا محقوق به ".
وقال ابن عباس: " يريد من عندي"، يعني: نسب النعمة إلى نفسه.
تفسير قوله تعالى {إنما أوتيته على علم عندي}
فدخل في هذا الوصف الذي جاء في الآية، نوعان من الناس:
أ. من ينسب الشيء إلى نفسه ولا ينسبه إلى الله أصلاً. وهو كقول قتادة: " على علم مني بوجوه المكاسب ".
ب. والثاني: أن ينسبه إلى نفسه من جهة الاستحقاق، وأنه يرى نفسه مستحقَّاً لذلك الشيء على الله جل وعلا. وهو كقولهم: " على علم من الله أني له أهل ".
وقد علَم النبي -عليه الصلاة والسلام- أبا بكر أن يقول في آخر صلاته: "اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً،ولا يغفر الذنوب إلا أنت؛ فاغفر لي" فكيف بمن هم دون أبي بكر.
معنى حديث الثلاثة نفر من بني إسرائيل.
والدلالة منه ظاهرة؛ وأن الله جل وعلا عافى هؤلاء؛ ولكنه لما عافاهم نسب اثنان منهم النعمة إلى أنفسهم، وثالث نسبها إلى الله؛
فجزى الله الأخير خيراً، وأدام عليه النعمة، وعاقب ذينك الرجلين؛ وهذا فضل الله.
حقيقة الشكر الاعتراف بالنعمة للمنعم.
قال ابن القيم: "أصل الشكر هو الاعتراف بإنعام المنعم على وجه الخضوع له والذل والمحبة".
والواجب أن يتخلص العبد من رؤية نفسه، وأن يعلم أنه فقيرٌ، غير مستحق لشيء على الله جل وعلا.
وأن الله هو الرب المستحق أن يشكره العبد، وأن يذكره ويعظمه، وأن ينسب النعم جميعها إليه.
من أسباب ثبات النعمة:
أ. أن يُعظم العبدُ ربَّه.
ب. وأن يعلم أنَّ الفضل بيد الله.
ج. وأن النعمة هي نعمة الله.