كتاب الثاء
قال إسماعيل بن أحمد الضرير النيسابوري الحيري (ت: 431هـ): (كتاب الثاء
وهي خمسة أبواب
[الثمن. الثمار. ثلاثة أيام. الثواب. الثقال]
باب الثمار على وجهين
أحدهما: الولد، قوله: {ونقص من الأموال والأنفس والثمرات} (البقرة 155).
والثاني: الثمار بعينها، كقوله: {انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه} (الأنعام 99) وقوله: {وأحيط بثمره} (الكهف 42)، وقوله: {كلوا من ثمره إذا أثمر} (الأنعام 141)، وقوله: {ليأكلوا من ثمره} (يس 35).
باب ثلاثة أيام على أربعة أوجه
أحدها: في الحج المتمتع أن يحرم بعد هلال شوال ويدخل مكة، ويتحلل بعد إتيانه بالعمرة قبل فوت الحج، وكان معسرا، بحيث لم يجد الهدي، وأراد الحج من سنته تلك، فعليه أن يصوم ثلاثة أيام قبل يوم النحر وسبعة إذا رجع إلى أهله وتكون آخر أيام الثلاث التروية، لأن الأفضل في يوم عرفة الدعاء والفطر قوة على الدعاء لا سيما للحاج؛ لأنه يكون مسافرا في ذلك الوقت.
كقوله في البقرة {فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج}
والثاني: ثلاثة أيام في السنة سوى ستة أيام، وهو: يوم الشك ويوم الفطر ويوم الأضحى وثلاثة أيام بعد يوم الأضحى وهو في صوم الكفارة كقوله: في المائدة (الآية 89) {فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام}.
والثالث: ثلاثة أيام من الأيام الماضية، كقوله: {ثلاثة أيام إلا رمزا واذكر ربك} (آل عمران 41).
والرابع: في هلاك قوم صالح، كقوله: {فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام} (هود 65)، وهو يوم الأربعاء والخميس ويوم الجمعة، والتي تغيرت كل يوم منها ألوان، وجوه الكفار من قوم صالح محمرة ومصفرة ومسودة.
باب الثواب على ستة أوجه
أحدها: الفتح والغنيمة، كقوله: {فأتاهم اللّه ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة} (آل عمران 148)، وقوله: {وأثابهم فتحا قريبا} (الفتح 18).
الثاني: منفعة الدنيا، كقوله: {ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها} (آل عمران 145)، وقوله: {من كان يريد ثواب الدنيا فعند اللّه ثواب الدنيا والآخرة} (النساء 134).
الثالث: الزيادة كقوله: {فأثابكم غما} (آل عمران 153)، يعني فزادكم غما على غم.
الرابع: ثواب الآخرة، كقوله: {ثوابا من عند اللّه واللّه عنده حسن الثواب} (آل عمران 195)، وقوله: {ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند اللّه خير} (البقرة 103).
الخامس: العقوبة، كقوله: {هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند اللّه} (المائدة60)، يعني العقوبة.
السادس: الجزاء، كقوله: {هل ثوب الكفار ما} (المطففين 36).
باب الثقال على عشرة أوجه
أحدها: الثقال بعينه، كقوله: {حتى إذا أقلت سحابا ثقالا} (الأعراف 57)، وقوله: {وينشئ السحاب الثقال} (الرعد 12).
الثاني: اشتهاء الجلوس إلى الأرض، كقوله: {اثاقلتم إلى الأرض} (التوبة 38)، يعني: اشتهيتم الجلوس إلى الأرض.
الثالث: الشيوخ، كقوله: {انفروا خفافا وثقالا} (التوبة 41): وقيل: شبابا وشيوخا
وقيل: الفقراء والأغنياء، وقيل: عزابا وصاحب العيال.
والرابع: خفاء، كقوله: {ثقلت في السموات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة} (الأعراف 187).
الخامس: الأمتعة والزاد، كقوله: {وتحمل أثقالكم إلى} (النحل 7).
السادس: الذنوب، كقوله: {وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم} (العنكبوت 13).
السابع: الشديد، كقوله: {ويذرون وراءهم يوما ثقيلا} (الإنسان 27) وقوله: {إنا سنلقى عليك قولا ثقيلا} (المزمل 5)، أي شديد الأمر والنهي وقيل: حلالا وحراما، وقيل: وعدا ووعيدا، وقيل: ثقيل في الميزان، خفيف على اللسان، وقيل: خفيف قراءته، ثقيل معانيه، وقيل: ثقيل حمله على الكافرين والمنافقين.
الثامن: الوزن، كقوله: {وإن كان مثقال حبة} (الأنبياء 47)، وقوله: {ومن يعمل مثقال ذرة}.
التاسع: الرجحان، كقوله: {فمن ثقلت موازينه} (الأعراف 9)، (المؤمنون102).
العاشر: الإنس والجن، كقوله: {سنفرغ لكم أيها الثقلان} (الرحمن 31) ). [وجوه القرآن: 156-159]