(4) (وأَمَّا) الواوُ حرفُ عطفٍ، أمَّا: حرفُ شَرْطٍ وتَفصيلٍ.
(ما يُخْفَضُ) ما اسمٌ موصولٌ مبتدأٌ مَبْنِيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ رَفْعٍ.
ويُخْفَضُ: فعلٌ مُضَارِعٌ مَبْنِيٌّ للمجهولِ.
ونائبُ الفاعلِ ضميرٌ مُسْتَتِرٌ عائدٌ على الموصولِ.
والجملةُ صِلَتُهُ لا مَحَلَّ لها مِن الإعرابِ.
(بالإضافةِ) جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بِـ يُخْفَضُ.
(فَنَحْوُ قولِكَ:) الفاءُ واقعةٌ في جوابِ أَمَّا، نحوُ: خبرٌ لمبتدأٍ محذوفٍ؛ أيْ: وذلكَ نحوُ، ونحوُ مُضَافٌ.
وقولِ: مُضَافٌ إليهِ، وقَوْلِ مُضَافٌ،
والكافُ: مُضَافٌ إليهِ مَبْنِيٌّ على الفتحِ في مَحَلِّ جرٍّ.
(غلامُ) مُضَافٌ.
و(زيدٍ) مُضَافٌ إليهِ مجرورٌ بإضافةِ
غُلامُ إليهِ، أوْ بهِ نَفْسِهِ على القولَيْنِ السابقَيْنِ.
وقيلَ: إنَّ الجَرَّ بالحرفِ الْمُقَدَّرِ، والأصَلُ:(غلامٌ لزَيْدٍ).
(5) (وهوَ) الواوُ للاستئنافِ، هوَ ضميرٌ مُنْفَصِلٌ مبتدأٌ مَبْنِيٌّ على الفتحِ في مَحَلِّ رفعٍ.
(على قسمَيْنِ) جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بمحذوفٍ خبرٍ، والتقديرُ: كَائِنٌ على قسمَيْنِ.
(ما) اسمٌ موصولٌ بمعنى: الذي مَبْنِيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ جرٍّ بَدَلٌ مِنْ قِسمَيْنِ.
(يُقَدَّرُ) فعلٌ مضارِعٌ مَبْنِيٌّ للمفْعُولِ.
ونائبُ الفاعلِ ضميرٌ مُسْتَتِرٌ، والجملةُ صِلَةُ ما.
(باللاَّمِ) جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بِـ يُقَدَّرُ.
(نحوُ) خبرٌ لمبتدأٍ محذوفٍ؛ أيْ: وذلكَ نحوُ.
و(غُلامُ) مُضَافٌ.
و(زيدٍ) مُضَافٌ إليهِ مجرورٌ.
(وما) اسمٌ موصولٌ بمعنى: الذي مَبْنِيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ جرٍّ معطوفٌ على ما الأُولى.
(يُقَدَّرُ) صِلَةُ ما على نَسَقِ مَا قَبْلَهُ.
(بِمِنْ) الباءُ حرفُ جَرٍّ، ومِنْ مَبْنِيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ جرٍّ.
وذلكَ(نحوُ) قولِكَ:
(ثَوْبُ) مُضَافٌ.
و(خَزٍّ) مُضَافٌ إليهِ مجرورٌ.
(و) كَذَا (بابُ سَاجٍ) مُضَافٌ ومضافٌ إليهِ.
(وخاتَمُ حديدٍ) كذلكَ.
(وما أَشْبَهَ ذلكَ)
مِنْ أمثلةِ هذَيْنِ القسمَيْنِ.
يَعْنِي أنَّ الإضافةَ:-
قدْ تكونُ على معنى اللامِ:
-المفيدةِ للمِلْكِ: الواقعةِ بينَ ذاتَيْنِ إحدَاهُما تَمْلِكُ، نحوُ: (غلامُ زيدٍ)؛ أي: المملوكُ لهُ.
-أو المفيدةِ للاختصاصِ: الواقعةِ بيْنَ ذاتيْنِ لا مِلْكَ لأحدِهما، نحوُ: (جُلُّ الفرسِ)؛ أي: المُخْتَصُّ بهِ.
-أو المفيدةِ للاستحقاقِ: الواقعةِ بينَ معنًى وذَاتٍ، نحوُ: (حَمْدُ اللهِ)؛ أيْ: مُسْتَحَقٌّ لَهُ.
-وقدْ تكونُ على معنى (مِن) الْمُبَيِّنَةِ للجنْسِ، نحوُ: (ثوبُ خَزٍّ)، و(بابُ ساجٍ)؛ أيْ: مِنْ جنْسِهِ.
والسَّاجُ نوعٌ مِن الخشبِ.
-وقدْ تكونُ على معنى في: المفيدةِ للظَرفيَّةِ، كما أفادَهُ ابنُ مالِكٍ، نحوُ: {مَكْرُ اللَّيْلِ}؛ أيْ: فيهِ.
وأمَّا المخفوضُ بالتَّبَعِيَّةِ فقدْ تَقَدَّمَ في المرفوعاتِ.
وبَقِيَ من المجروراتِ المجرورُ بالمجاوَرَةِ:
-في النعْتِ، نحوُ: (هذا جُحْرُ ضَبٍّ خَرِبٍ).
فالهاءُ للتنبيهِ، وذا: اسمُ إشارةٍ مَبْنِيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ رفعٍ مبتدأٌ.
وجُحْرُ: خبرٌ مرفوعٌ.
وجُحْرُ مُضَافٌ، وضَبٍّ: مُضَافٌ إليهِ مجرورٌ.
وخَرِبٍ: بالجَرِّ نعتٌ لِـ جُحْرُ، فكان حَقُّهُ الرَّفعَ، إلاَّ أنَّهُ جُرَّ لِمُجاوَرَتِهِ للمجرورِ، فهوَ مرفوعٌ بضَمَّةٍ مُقَدَّرَةٍ على آخِرِهِ مَنَعَ مِنْ ظُهورِها اشتغالُ المَحَلِّ بحركةِ المُجَاوَرَةِ.
- وفي التأكيدِنحوُ قولِهِ:
يــاصــاحِ بـَلـِّغْ ذَوِي الــزوجـاتِ كـُلــِّهِمُ أنْ ليسَ وَصْلٌ إذا انْحَلَّتْ عُرَى الذَّنَبِ
فَـ كُلِّهِم بالجَرِّ تأكيدٌ للمُضافِ المنصوبِ على المفعوليَّةِ، فكانَ حقُّهُ النصبَ، ولكنْ جُرِّ لِمُجاوَرَتِهِ المضافَ إليهِ،
وإلاَّ لقالَ: كُلَّهُنَّ، فهوَ منصوبٌ بفتحةٍ مُقَدَّرَةٍ على آخِرِهِ مَنَعَ مِنْ ظُهورِها اشتغالُ المَحَلِّ بحركةِ المجاوَرةِ.
-وفي العطفِ: نحوُ قولِهِ تعالى: {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ}في قراءةِ الجرِّ؛ فإنَّ الأرجُلَ مَغْسُولَةٌ لا مَمْسُوحَةٌ، فكانَ حَقُّهُ النصبَ كما هوَ القراءةُ الثانيَةُ، لكنْ جُرَّ لِمُجاوَرَتِهِ للرُّءُوسِ.
واسْتَظْهَرَ بعضُ فُقَهَائِنا الشافعيَّةِ أنَّ الجرَّ بالعطفِ على لفظِ الرُّءُوسِ لا بالمجاوَرَةِ؛ لأنَّهُ شاذٌّ، فيَنبغِي صَوْنُ القرآنِ عنهُ، ولأَنَّ حَرْفَ العطفِ حاجزٌ بينَ الاسمَيْنِ مانعٌ مِن المُجَاوَرَةِ.
والمرادُ بالْمَسْحِ بالنِّسْبَةِ للأرْجُلِ الغَسْلُ، وخَصَّ الأرْجُلَ بذلكَ مِنْ بينِ سائرِ الْمَغسولاتِ لِيُقْتَصَدَ في صَبِّ الماءِ؛ إذْ كانَتْ مَظِنَّةَ الإسرافِ، أوْ أنَّ المرادَ بالمسْحِ بالنِّسْبَةِ للأرجُلِ المسحُ على الْخُفِّ، وإسنادُ المسحِ إلى الأرجُلِ مَجازٌ.
وَقِرَاءَةُ النصبِ بالعطْفِ على مَحَلِّ الجارِّ والمجرورِ، لا بالعطفِ على الوُجُوهِ.
والمجرورُ بالتوَهُّمِ:نحوُ: (لَسْتُ قَائِمًا ولا قَاعِدٍ)، بالجَرِّ تَوَهُّمًا لدخولِ حُرُوفِ الجرِّ على خَبَرِ ليسَ، وكأنَّهُ قيلَ: (لَسْتُ بقائمٍ)، واللهُ أعلَمُ.