دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > جامع علوم القرآن > جمال القراء وكمال الإقراء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24 ربيع الأول 1431هـ/9-03-2010م, 03:17 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي الكتاب الأول: نثر الدرر في ذكر الآيات والسور

الكتاب الأول
نثر الدرر في ذكر الآيات والسور
ذكر أول ما نزل من القرآن:
أول ما نزل من القرآن في قول عائشة رضي الله عنها، ومجاهد، وعطاء بن يسار، وعبيد بن عمير، وأبي رجاء العطاردي: {اقرأ باسم ربك}. قالت عائشة رضي الله عنها: أول ما ابتدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة، كانت تجيء مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، فكان بحراء يتحنث فيه الليالي ذوات العدد قبل أن يرجع إلى أهله، ثم يرجع إلى أهله فيتزود لمثلها، حتى فجأه الحق فقال: يا محمد أنت رسول الله.
قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فجثوت لركبتي، ثم تزحفت يرجف فؤادي
[1/5]
فدخلت –يريد على خديجة- فقلت: زملوني، حتى ذهب عني الروع، ثم أتاني فقال: يا محمد أنت رسول الله، فلقد هممت أن أطرح نفسي من جبل، فتبدى لي حين هممت بذلك فقال: يا محمد، أنا جبريل وأنت رسول الله. فقال: اقرأ: فقلت ما أقرأ. فأخذني فغتني ثلاث مرات، حتى بلغ مني الجهد. فقال: {اقرأ باسم ربك الذي خلق} فقرأت. فأتيت خديجة فقلت: لقد أشفقت على نفسي، فأخبرتها خبري. فقالت: أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدا، والله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتؤدي الأمانة، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق.
ثم انطلقت بي إلى ورقة بن نوفل بن أسد، فقالت: اسمع من ابن أخيك، فسألني، فأخبرته، فقال: هذا الناموس الذي أنزل على موسى بن عمران، ليتني أكون فيها جذعا، ليتني أكون حيا حين يخرجك قومك. قلت: أمخرجي هم؟! قال: نعم، إنه لم يجئ رجل قط بما جئت به إلا عودي، ولئن أدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا)).
قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثم كان أول ما نزل علي من القرآن بعد {اقرأ باسم ربك}: {ن * والقلم وما يسطرون * ما أنت بنعمة ربك بمجنون} حتى قرأ إلى {فستبصر ويبصرون} و{يا أيها المدثر * قم فأنذر}، {والضحى والليل إذا سجى} )).
[1/6]
والعلماء على أنه إنما نزل عليه من {اقرأ باسم ربك} إلى قوله {علم الإنسان ما لم يعلم} ثم نزل باقيها بعد {يا أيها المدثر} و{يا أيها المزمل}. وقال جابر بن عبد الله: {يا أيها المدثر} أول القرآن نزولا، والأكثر على ما قدمته، وليس في قول جابر ما يناقضه لأن {المدثر} من جملة ما نزل أول القرآن.
وقال عطاء بن أبي مسلم الخراساني: نزلت {يا أيها المزمل} قبل {يا أيها المدثر} بعد {ن والقلم وما يسطرون} ثم نزلت {يا أيها المدثر} ثم {تبت يدا أبي لهب} ثم {إذا الشمس كورت} ثم {سبح اسم ربك الأعلى} ثم {والليل إذا يغشى} ثم {والفجر} ثم سورة الضحى، ثم {ألم نشرح} ثم {والعصر} ثم سورة العاديات، ثم الكوثر، ثم {ألهاكم التكاثر} ثم {أرأيت الذي} ثم {قل يا أيها الكافرون} ثم الفيل، ثم سورة الفلق، ثم سورة الناس، ثم {قل هو الله أحد} ثم سورة النجم، ثم {عبس وتولى} ثم {إنا أنزلناه في ليلة القدر}، ثم {والشمس وضحاها} ثم {والسماء ذات البروج} ثم {والتين والزيتون} ثم سورة قريش، ثم القارعة، ثم القيامة ثم {ويل لكل همزة} ثم {والمرسلات} ثم {ق * والقرآن المجيد} ثم {لا أقسم بهذا البلد} ثم الطارق، ثم الانشقاق، ثم {ص والقرآن ذي
[1/7]
الذكر} ثم سورة الأعراف، ثم سورة الجن، ثم {يس} ثم الفرقان، ثم {الحمد لله فاطر السموات والأرض} ثم سورة مريم عليها السلام، ثم سورة طه، ثم الواقعة، ثم الشعراء، ثم النمل، ثم القصص، ثم {سبحان الذي أسرى بعبده} ثم سورة يونس عليه السلام، ثم سورة هود عليه السلام، ثم سورة يوسف عليه السلام، ثم الحجر، ثم الأنعام، ثم {والصافات صفا} ثم سورة لقمان، ثم سورة سبأ، ثم الزمر، ثم المؤمن، ثم حم السجدة، ثم الشورى، ثم الزخرف، ثم الدخان، ثم الجاثية، ثم الأحقاف، ثم {والذاريات ذروا} ثم الغاشية، ثم الكهف، ثم النحل، ثم سورة نوح، ثم سورة إبراهيم، ثم سورة الأنبياء، ثم {قد أفلح المؤمنون}، ثم ألم السجدة، ثم سورة الطور، ثم سورة الملك، ثم الحاقة، ثم المعارج، ثم النبأ، ثم النازعات، ثم {إذا السماء انفطرت} ثم {إذا السماء انشقت} ثم {الم * غلبت الروم} ثم العنكبوت، ثم سورة المطففين.
ثم قال عطاء بن أبي مسلم: وكانوا إذا نزلت فاتحة سورة بمكة كتبت مكية، ويزيد الله عز وجل فيها ما شاء بالمدينة.
قال عطاء: ثم كان أول ما أنزل الله عز وجل بالمدينة سورة البقرة، ثم الأنفال، ثم آل عمران، ثم الأحزاب، ثم الامتحان، ثم النساء، ثم {إذا زلزلت الأرض زلزالها} ثم الحديد، ثم سورة محمد صلى الله عليه وسلم، وقال غير عطاء: هي مكية، وهي بالمدني أشبه، ثم الرعد، ثم الرحمن عز وجل، ثم {هل أتى} ثم الطلاق، ثم {لم يكن} ثم الحشر، ثم {إذا جاء نصر الله} ثم النور، ثم الحج. قال عطاء بن أبي مسلم وغيره: إنها مدنية، وقال بعضهم: فيها مدني ومكي وسفري.
[1/8]
قال عطاء بن أبي مسلم: ثم المنافقون، ثم المجادلة، ثم الحجرات، ثم التحريم، ثم الجمعة، ثم التغابن، ثم الصف، ثم الفتح. قال عطاء بن أبي مسلم وغيره إنها مدنية، وروي عن البراء بن عازب أنها نزلت بالحديبية. وقال الشعبي أيضا: نزلت بالحديبية، وأصاب صلى الله عليه وسلم في تلك الغزوة ما لم يصب في غيرها: بويع له بيعة الرضوان، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وظهرت الروم على فارس فسر المؤمنون بتصديق كتاب الله، وأطعموا نخل خيبر، وبلغ الهدي محله.
ولما رجع صلى الله عليه وسلم من الحديبية: بلغه عن رجل من أصحابه أنه قال: ما هذا بفتح، لقد صددنا عن البيت وصد هدينا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((بئس الكلام هذا، بل هو أعظم الفتوح: قد رضي المشركون أن يدفعوكم عن بلادهم بالراح، ويسألوكم القضية، ويرغبوا إليكم في الأمان وقد رأوا منكم ما كرهوا". وقيل: نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم {إنا فتحنا لك فتحا مبينا} مرجعه من الحديبية. حدثنا شيخنا أبو الفضل محمد بن يوسف الغزنوي رحمه الله، حدثنا عبد الملك بن أبي القاسم الهروي، عن أبي عامر محمود بن القاسم الأزدي، عن أبي محمد عبد الجبار بن محمد الجراحي، عن أبي العباس محمد بن أحمد المحبوبي، عن أبي عيسى الترمذي، حدثنا عبد بن حميد، حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، عن أنس قال: أنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر} مرجعه من الحديبية.
[1/9]
قال أبو عيسى الترمذي: وحدثنا محمد بن بشار، حدثنا محمد بن خالد بن عثمة، حدثنا مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن أبيه، قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، فكلمت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسكت، ثم كلمته فسكت ثم كلمته فسكت، فحركت راحلتي فتنحيت، فقلت: ثكلتك أمك يا ابن الخطاب، نزرت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات، كل ذلك لا يكلمك، ما أخلقك أن ينزل فيك قرآن. فما نشبت أن سمعت صارخا يصرخ، فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ((يا ابن الخطاب، لقد أنزل علي هذه الليلة سورة؛ ما أحب أن لي بها ما طلعت عليه الشمس: {إنا فتحنا لك فتحا مبينا} )). والحديثان صحيحان.
ومعنى نزرت رسول الله: لححت عليه، يقال: فلان لا يعطي حتى ينزر، أي يلح عليه. وقال المسور بن مخرمة: نزلت بين مكة والمدينة، قال عطاء بن أبي مسلم: نزلت سورة المائدة، ثم سورة التوبة.
وعن ابن عباس رحمه الله: أول شيء نزل من سورة التوبة {لقد نصركم الله في مواطن كثيرة} ثم أنزلت السورة كلها بعد ذلك، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى تبوك، وتلك آخر غزوة غزاها النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل آخر ما أنزل عليه صلى الله عليه وسلم {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} فبقي النبي صلى الله عليه وسلم بعدها تسعة أيام ثم قبض.
[1/10]
ونزلت: {اليوم أكملت لكم دينكم} في يوم عرفة، في يوم جمعة، وعاش النبي صلى الله عليه وسلم بعدها إحدى وثمانين ليلة.
وقال أبو هريرة، ومجاهد، والزهري، وعطاء بن يسار، وعبيد الله بن عبد الله بن عمر: نزلت فاتحة الكتاب بالمدينة، والأكثر على خلاف ذلك. قال أبو العالية: لقد أنزلت: {ولقد آتيناك سبعا من المثاني} وما أنزل من الطول شيء. يريد أن سورة الحجر نزلت قبل البقرة وآل عمران والنساء والمائدة.
وقال أبو ميسرة: أول ما أقرأ جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فاتحة الكتاب إلى آخرها. وقال ابن عباس: نزلت بمكة بعد: {يا أيها المدثر} ثم نزلت {تبت يدا أبي لهب}. وزعم مقاتل بن سليمان أن الأعراف، نزل منها بالمدينة قوله عز وجل: {واسألهم عن القرية} إلى قوله سبحانه: (من ظهورهم ذرياتهم) قال وباقيها مكي. وكذلك قال في الأنفال: {وإذ يمكر بك الذين كفروا} نزلت بمكة، وباقيها مدني.
[1/11]
وقال: "يونس" مكية إلا آيتين: {فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك} والتي تليها، نزلتا بالمدينة.
وقال الكلبي {ومنهم من يؤمن به} نزلت بالمدينة في قوم من اليهود، وباقيها مكي. وقيل: نزل من أولها إلى أربعين آية بمكة، وباقيها نزل بالمدينة. وقال ابن عباس وعبد الله بن الزبير: نزلت بمكة.
وقال مقاتل: في سورة هود ثلاث آيات نزلت بالمدينة وباقيها مكي: الأولى {فلعلك تارك} والثانية {أولئك يؤمنون به} نزلت في عبد الله بن سلام وأصحابه، وقوله: {إن الحسنات يذهبن السيئات} نزلت في نبهان التمار.
وقال في إبراهيم: {ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا} هذه الآية مدنية.
وقال الكلبي: النحل مكية غير أربع آيات: {ثم إن ربك للذين
[1/12]
هاجروا} والثانية {وإن عاقبتم} وما يليها إلى آخر السورة، ووافقه مقاتل وزاد خامسة {وضرب الله مثلا قرية}.
وقال الكلبي: في سورة سبحان آيات مدنيات: قوله عز وجل: {وإن كادوا ليستفزونك} نزلت حين جاءه وفد ثقيف، وحين قالت اليهود: ليست هذه بأرض الأنبياء. وقوله: {وقل رب أدخلني مدخل صدق} وزاد مقاتل {وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس} و{قل آمنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله}.
وقال بعضهم: في الكهف، مدني، قوله عز وجل: {الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب} إلى قوله: {ولا لآبائهم} وقوله عز وجل {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا}. وقال ابن عباس: نزلت الكهف بمكة بين {هل أتاك حديث الغاشية} والنحل، وكذلك قال الحسن وعكرمة.
[1/13]
وقيل في مريم هي مكية غير آية السجدة.
وقال مقاتل: نزل من سورة الحج {يا أيها الناس اتقوا ربكم} إلى قوله: {ولكن عذاب الله شديد} نزل في غزوة بني المصطلق ليلا، قال: ونزل بالمدينة منها أيضا {من كان يظن} الآية، و{سواء العاكف فيه والباد} نزلت في عبد الله بن أنس بن خطل. و{أذن للذين يقاتلون}، {ولولا دفع الله}، {وليعلم الذين أوتوا العلم} نزلت في أهل التوراة، {والذين هاجروا في سبيل} والتي بعدها. وعن ابن عباس: كلها مكية إلا السجدتين، و{أذن للذين يقاتلون} والتي بعدها.
وقال ابن عباس وقتادة: الفرقان مكية إلا قوله: {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر} إلى آخر الثلث.
[1/14]
وقيل في الشعراء: هي مكية إلا قوله عز وجل: {والشعراء يتبعهم الغاوون} إلى آخرها، قال مقاتل: وإلا قوله: {أو لم يكن لهم آية} الآية. وقال مقاتل في القصص {الذين آتيناهم الكتاب من قبله} إلى قوله عز وجل {لا نبتغي الجاهلين} مدني. وقوله {إن الذي فرض عليك القرآن} نزلت بالجحفة قبل الهجرة.
وقال قتادة: من أول العنكبوت إلى قوله عز وجل {وليعلمن الله الذين آمنوا وليعلمن المنافقين} مدني، وباقيها مكي.
وقيل: إن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة أتاه اليهود فقالوا: يا محمد، بلغنا أنك تقول: {وما أوتيتم من العلم إلا قليلا} أفعنيتنا أم عنيت قومك؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ((عنيت الجميع)). فقالوا: يا محمد، أما تعلم أن الله عز وجل أنزل التوراة على موسى عليه السلام، وخلفها موسى فينا، وفي التوراة أنباء كل شيء؟! فقال صلى الله عليه وسلم: ((التوراة وما فيها من الأنباء قليل في علم الله تعالى)). فأنزل الله عز وجل: {ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام} إلى آخر الآيات الثلاث، وباقيها مكي.
[1/15]
وفي السجدة ثلاث آيات نزلن بالمدينة، لما قال الوليد بن عقبة لعلي رضي الله عنه: أنا أذرب منك لسانا – يعني أحد لسانا – وأحد سنانا، وأرد للكتيبة. فقال له علي عليه السلام: اسكت، فإنك فاسق. فأنزل الله عز وجل: {أفمن كان مؤمنا} الآيات. وقال آخرون: إلا خمس آيات، من قوله عز وجل: {تتجافى جنوبهم} إلى قوله: {الذي كنتم به تكذبون}. وقال مقاتل: قوله عز وجل في سبأ: {ويرى الذين أوتوا العلم} هذه الآية منها مدنية.
وفي الزمر أربع آيات نزلت فيما قيل بالمدينة: الأولى: {قل يا عبادي الذين آمنوا اتقوا ربكم} والثلاث الباقية نزلت في وحشي فيما ذكروا {يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم} إلى قوله: {وأنتم لا تشعرون}.
وقال ابن عباس وقتادة في المؤمن: هي مكية، غير آيتين نزلنا بالمدينة {إن الذين يجادلون في آيات الله} والتي تليها.
وكذلك قالا: في الشورى آيات غير مكية.
قال ابن عباس لما نزل: {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى} قال رجل من الأنصار: والله ما أنزل الله هذا في القرآن قط. فأنزل الله عز وجل: {أم يقولون افترى على الله كذبا فإن يشأ الله يختم على قلبك} قال، ثم إن
[1/16]
الأنصاري تاب وندم. فأنزل الله تعالى {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده} إلى قوله {لهم عذاب شديد}. فهذه الآيات على قوله مدنيات.
وقال قتادة في الجاثية، في قوله عز وجل {قل للذين آمنوا يغفروا} هذه الآية وحدها مدنية.
وفي الأحقاف {قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به} الآية، نزلت في عبد الله بن سلام. وقوله عز وجل {فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل} وباقيها مكي. وسورة القتال مدنية، وقد سبق القول فيها. وقيل هي مدنية إلا قوله عز وجل {وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم} قيل إن النبي صلى الله عليه وسلم، لما توجه مهاجرا إلى المدينة، وقف ونظر إلى مكة وبكى، فنزلت هذه الآية.
وقال ابن عباس وقتادة: قوله عز وجل في سورة ق {ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب} نزلت هذه الآية بالمدينة، وباقي السورة بمكة. وقالا في سورة النجم {الذين يجتنبون كبائر الإثم} الآية نزلت بالمدينة، وباقيها مكي.
واختلف في تنزيل سورة الرحمن عز وجل، فقالت عائشة رضي الله عنها
[1/17]
والحسن وعكرمة وعطاء بن يسار وسفيان بن عيينة ومقاتل: هي مكية، وقال ابن عباس وقتادة: هي مكية إلا آية واحدة {يسأله من في السموات} فإنها نزلت بالمدينة. وقال عطاء بن أبي مسلم عن ابن عباس ونافع بن أبي نعيم وكريب: هي مدنية.
وقال ابن عباس والكلبي وقتادة: الواقعة مكية إلا آية واحدة {وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون}.
وقيل في سورة المجادلة: هي مدنية إلا قوله {ما يكون من نجوى ثلاثة} الآية. وقيل في الصف والجمعة: هما مدنيتان، وقيل مكيتان، وكذلك التغابن. وقال ابن عباس وقتادة في سورة (ن): من أولها إلى قوله {على الخرطوم} مكي، ثم إلى قوله: {أكبر لو كانوا يعلمون} مدني، ثم إلى قوله: {فهم يكتبون} مكي ثم إلى قوله: {من الصالحين} مدني ثم إلى آخرها مكي.
[1/18]
والمرسلات مكية كلها، وقد روي عن ابن مسعود أنها نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن، قال: ونحن بحراء. ويقال إن فيها من المدني {وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون}.
واختلف في المطففين، فقيل هي أول ما نزل بالمدينة، وعن ابن عباس أنها مكية. وسورة القدر مدنية، وقيل مكية نزلت بين عبس والشمس.
وقال قتادة وكريب: وجدنا في كتاب ابن عباس: {لم يكن} مكية، وكذا روي عن مجاهد، وقال ابن الزبير وعطاء بن يسار هي مدنية. وقال مجاهد وكذلك القول في {إذا زلزلت} هي مكية، وغيره يقول مدنية. وكذلك القول في {العاديات} و{أرأيت} مكية، وقال جويبر عن الضحاك مدنية، وقال قوم: هي مكية إلا قوله عز وجل: {فويل للمصلين} نزلت في المنافقين.
واختلف في سورة الإخلاص، وقد سبق قول عطاء بن أبي مسلم إنها مكية، وهو يروي جميع ما ذكره عن ابن عباس، وكذلك قال كريب ونافع بن أبي نعيم، وقال مجاهد، ومحمد بن كعب القرظي، وأبو العالية، والربيع وغيرهم: إنها
[1/19]
مدنية، وهو الصحيح إن شاء الله. والفلق والناس من المدني، وقيل من المكي.
فهذا جميع المختلف في تنزيله ذكرته، وما لم أذكره من السور فلا خلاف فيه، وهو على ما ذكره عطاء الخراساني في المكي والمدني.


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأول, الكتاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الدرس الأول: التعرف على مقاصد الكتاب عبد العزيز الداخل القراءة المنظمة 47 17 ذو الحجة 1437هـ/19-09-2016م 01:34 AM
لرفع الملفات والصور من جهازك إلينا .:: لكم ولكل الدعاة إلى الله ::. م. صفاء جعيدي المنتدى التقني 1 4 رجب 1430هـ/26-06-2009م 10:52 PM


الساعة الآن 03:40 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir