المجموعة الثانية:
س1: ما هي أبواب أصول التفسير؟
س2: اذكر أنواع البيان الإلهي للقرآن مع البيان والتمثيل.
س3: هل فسّر النبي صلى الله عليه وسلم جميع آيات القرآن؟
س4: بيّن مكانة الصحابة رضي الله عنهم وإمامتهم في علم التفسير.
إجابة السؤال الأول:
أبواب أصول التفسير هي كالتالي:
الباب الأول: مقدّمات التفسير وتشمل:
- التعريف بعلم التفسير.
- نشأة علم التفسير.
- بدايات التدوين في علم التفسير.
- تدرّج التأليف في علم التفسير.
- مصادر التفاسير .
- أنواع مصادر التفاسير.
- مناهج المفسّرين في مصادر التفاسير .
معرفة هذه المسائل يكون على وجه الإجمال، وأمّا التفصيل والبسط فخارج عن حدّ أصول ذلك العلم إلى تاريخه وطبقات أئمته.
الباب الثاني: طرق التفسير:
يبحث فيه:
- تفسير القرآن بالقرآن.
- تفسير القرآن بالسنة.
- تفسير القرآن بأقوال السلف من الصحابة والتابعين لهم بإحسان.
- تفسير القرآن بلغة العرب.
- التفسير بالاجتهاد.
- الخلاف في التفسير بالإسرائيليات.
الباب الثالث: أدوات المفسّر:
وهي المعارف والمهارات التي يستعين بها المفسّر على دراسة مسائل التفسير.
ويدخل في ذلك:
- التعريف والتمثيل لما يحتاجه المفسّر من العلوم الأخرى .
- طرق الاستفادة من العلوم الأخرى على وجه الاقتصاد دون البسط والتطويل.
الباب الرابع: الإجماع في التفسير:
يدرس فيه:
- ضوابط الإجماع في التفسير.
- مصادر معرفة الإجماع في التفسير.
- طرق تقرير الإجماع في التفسير.
- التنبيه على علل دعاوى الإجماع في التفسير.
الباب الخامس: الخلاف في التفسير:
- أنواع الخلاف في التفسير.
- مراتب الخلاف في التفسير.
- طرق الجمع والترجيح والإعلال.
الباب السادس: الكليات التفسيرية:
المراد بها أن يفسر اللفظ القرآني بمعنى كلي واحد في جميع موارده في القرآن الكريم.
طريقته: الاستقراء.
ولذلك أمثلة:
- قول ابن عباس: كل سلطان في القرآن فهو حجة.
- قول ابن عيينة : ما سمى الله مطراً في القرآن إلا عذاباً.
- قول الضحاك بن مزاحم: كل كأس في القرآن فهو خمر.
- قول أبي العالية الرياحي: الأيم: الموجع، في القرآن كله.
- قول قتادة: كل قنوت في القرآن طاعة.
من المفسرين من يسميها عادات القرآن
فائدة جمعها ومعرفتها: أنها تفيد الطالب في ضبط معاني تلك الألفاظ وما يراد بها في القرآن الكريم، فلا يحتاج إلى تكلف البحث عن تفسير هذا اللفظ في كل موضع ورد في القرآن ليعرف معناه.
الباب السابع: أصول دراسة مسائل التفسير:
يبحث فيه:
- أنواع المسائل التفسيرية.
- مصادر بحث كلّ نوع منها.
- طرق اختيار المراجع .
- كيفية استخلاص الأقوال.
- مراتب التحقق من صحة نسبة الأقوال المنسوبة إلى الصحابة والتابعين.
- تخريج الأقوال اللغوية.
- الفرق بين الأقوال المنصوصة والأقوال المستخرجة.
- طرق جمع الأدلة والمرجّحات وتمييزها.
- تحرير المسألة التفسيرية.
- التنبيه على بعض علل التفسير.
الباب الثامن: مسائل الخلاف القوي:
يتم فيه عرض وشرح مسائل الخلاف القوي.
المؤلفات فيه: كرسالة شيخ الإسلام ابن تيمية "تفسير آيات أشكلت على كثير من العلماء"، وقد أفرد في بعض تلك المسائل مصنفات مستقلة.
والباب التاسع: أساليب التفسير:
وهي طريقة تبليغ معاني القرآن للمتلقّين، وتقريبها لهم بما يناسب حال المخاطبين ومقام الحديث.
والباب العاشر: شروط المفسّر وآدابه:
ويبحث في هذا الباب:
- شروط تصدّر المفسّر.
- الآداب الواجبة والمستحبة التي ينبغي للمفسّر أن يحسن معرفتها ويفقه مسائلها.
إجابة السؤال الثاني:
أنواع البيان الإلهي للقرآن العظيم أربعة:
النوع الأول:تفسير القرآن للقرآن:
ينقسم باعتبار دلالته إلى قسمين:
- صريح: وهو ما يدلّ على المعنى دلالة قطعية، كما في قول الله تعالى: "والسماء والطارق . وما أدراك ما الطارق . النجم الثاقب".
ففسّر الله تعالى المراد بالطارق بأنه النجم الثاقب. وهذا النوع هو الذي يعدُّ من التفسير الإلهي.
- اجتهادي: دلالته ظنية؛ إن وافق مراد الله في نفس الأمر فهو من التفسير الإلهي، وإلا فلا.
ينقسم باعتبار طريقته إلى أقسام:
- تفسير إحدى القراءات لغيرها، وقد قال مجاهد بن جبر رحمه الله: " لو كنت قرأت قراءة ابن مسعودٍ لم أحتج أن أسأل ابن عباسٍ عن كثيرٍ من القرآن مما سألت".
- تفسير اللفظ بلفظ أشهر منه وأوضح.
- بيان المجمل.
- تقييد المطلق.
- تخصيص العام.
النوع الثاني: تفسير القرآن بالحديث القدسي:
وهو بيان مراد الله تعالى في القرآن بما يرد في حديث قدسي.
ومن أمثلته ما ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في هذه الآية:"هو أهل التقوى وأهل المغفرة"قال: قال الله عز وجل:"أنا أهل أن أتقى؛ فمن اتقاني فلم يجعل معي إلها فأنا أهل أن أغفر له". مختلف في تصحيحه وتضعيفه.
النوع الثالث: ما نزل من الوحي على النبيّ صلى الله عليه وسلم لبيان تفسير بعض ما أنزل الله في القرآن:
كالبيان النبوي للغيبيات، ينسب للنبي صلى الله عليه وسلم؛لأنه هو الذي أداه بلفظه، وإن كان منشؤه من الله تعالى.
النوع الرابع: البيان القدري لبعض معاني القرآن:
ما يقدر الله تعالى من أمور واقعية تُصَدِّق تنزيله سبحانه وتعالى، ولو بعد فترة من الزمن.
كما في مسند الإمام أحمد وسنن النسائي الكبرى من حديث الحسن البصري عن الزبير بن العوام، قال: " لما نزلت هذه الآية"واتقوا فتنةً لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصةً "الآية، قال: ونحن يومئذٍ متوافرون، قال: فجعلت أتعجب من هذه الآية: أي فتنةٍ تصيبنا؟ ما هذه الفتنة؟ حتى رأيناها ".
وفي مسند الإمام أحمد من حديث مطرف بن عبد الله بن الشخير قال: قلنا للزبير: يا أبا عبد الله، ما جاء بكم؟ ضيعتم الخليفة حتى قتل، ثم جئتم تطلبون بدمه؟
فقال الزبير: " إنا قرأناها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبي بكرٍ، وعمر، وعثمان:"واتقوا فتنةً لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصةً"لم نكن نحسب أنا أهلها حتى وقعت منا حيث وقعت".
إجابة السؤال الثالث:
هل فسّر النبي صلى الله عليه وسلم جميع آيات القرآن؟
النبي صلى الله عليه وسلم كان منوطًا به بيان ما أنزله الله للناس من كتاب؛ حيث قال جل شأنه: "وأنزَّلنا إليك الذكر؛ لتبين للناس ما نُزِّل إليهم، ولعلهم يتفكرون"، فوظيفة رسول الله صلى الله عليه وسلم هي البيان التام للقرآن الكريم، وهذا البيان قد حصل بالفعل منه صلى الله عليه وسلم بمجموع طرق تختلف بحسب ما يقتضيه الحال، فتلاوته صلى الله عليه وسلم لآي القرآن بلسان عربي مبين= صورة من صور البيان، ودعوته للناس بالقرآن أيضا من صور البيان، وتطبيقه الفعلي لأحكام القرآن العملية من الصور البليغة لذاك البيان، وتفسيره ابتداء لبعض الآيات القرآنية هو أيضا من البيان، ودحضه للشبه التي يوردها الكفار والمشركون والمنافقون كذلك، ثم جوابه على سؤالات المسلمين ممن أشكلت عليهم بعض المعاني القرآنية أو التبست، كل هذه الصور هي من البيان الذي قام به النبي صلى الله عليه وسلم أداء لرسالته وإتماما لوظيفته على أكمل وجه صلوات ربي وسلامه عليه. أما ما ورد من روايات تفيد أنه عليه الصلاة والسلام لم يفسر من القرآن إلا القليل المعدود، فهي روايات معلولة لا تصح، وإن صحت فلا تنهض أن تعارض الواقع المتواتر المعلوم من حاله صلى الله عليه وسلم؛ فتُحمل حينئذ على ما استأثر الله تعالى بعلمه من غيبيات قضى أن يُخفيَ حقائقها عن عباده.
إجابة السؤال الرابع:
مكانة الصحابة رضي الله عنهم وإمامتهم في علم التفسير:
الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم جميعا تميَّزوا عن سائر الأمة أنهم استمدُّوا نور الوحي من مصدره مباشرة بلا واسطة؛ فقد عاصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم حال اتصاله بالله تعالى عن طريق جبريل عليه السلام، وكانوا يتعلمون ألفاظ القرآن مباشرة من رسول الله بما تميَّزوا به من فصاحة اللسان، فلا يتجاوزون العشر آيات حتى يتعلموا ما اشتملت عليه تلك الآيات من العلم، ثم يطبقون ما يقتضيه ذلك العلم من العمل، فكانت استفادتُهم من الرسول صلى الله عليه وسلم مركبةً من العلم اللفظي، والعلم المعنوي، ثم التطبيق العملي؛ فكان تحمُّلهم لعلم التفسير في أعلى مقاماته، فلا غروَ أن يكون أداؤهم له في أعلى وأسمى المقامات.
ولقد ظهر هذا جليا في هؤلاء الصحابة؛ حيث برعوا في علوم القرآن كلها؛ فمنهم:
- من تخصص في تلاوته وضبط ألفاظه على الوجه الأكمل، وقد نبغ فيه العديد من الصحابة من أمثال أبي بن كعب، وسالم مولى أبي حذيفة، و أبي موسى الأشعري رضي الله عنهم جميعا.
- كذلك تميَّزوا في ضبط الوقائع التي نزل القرآن بسببها؛ حيث إنهم قد عاصروها وشاركوا فيها، وبخاصة الصحابة الذين لازموا رسول الله صلى الله عليه وسلم كالخلفاء الأربعة والعشرة المبشرين بالجنة رضي الله عنهم، وكذلك أزواجه صلى الله عليه وسلم اللائي اطَّلعن على أخصِّ أحواله عليه الصلاة والسلام، ثم من كانت منهم خدمةٌ للنبي صلى الله عليه وسلم كأنس بن مالك، وبلال بن رباح، رضي الله عنهم جميعا.
- وأيضا البراعة والتميز في فقه حلاله وحرامه كما كان عليه معاذ بن جبل رضي الله عنه، ثم إن الصحابة فيهم من اشتغل بالفقه، ومن اشتغل بالقضاء، ومن اشتغل بالدعوة إلى الله، كل هذا كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وبعده.
- ثم النبوغ في فقه المعاني القرآنية وتأويل آيات القرآن العظيم، وفي هذا الميدان سطع نجم العديد من الصحابة أبرزهم: عبدالله بن مسعود، وعبد الله بن عباس رضي الله عنهم جميعا.