دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > إدارة برنامج إعداد المفسر > سير المفسرين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 6 ربيع الثاني 1437هـ/16-01-2016م, 11:17 PM
عبدالعزيز ارفاعي عبدالعزيز ارفاعي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 173
افتراضي سيرة المفسًر الفاروق عمر.... رضي الله عنه وارضاه

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ,نبينا محمد ,وعلى آله وصحبه أجمعين , أمّا بعد:
فقد تمّ تكليفي من قبل إدارة معهد آفاق التفسير بإعداد سيرة مفسر ,وذلك كمتطلب لإتمام المستوى الأول,وقد وقع اختياري على ثاني رجل من الجيل الأول الذي اختاره الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم ,وهم أولى الناس بفهم القرآن وتفسيره ,والأخذ عنهم , إنه عمر بن الخطاب رضي الله عنه ,وقد وجدت أن هناك من أفرد أقواله في التفسير في رسالة أو كتاب مستقل, مثل كتاب ((التفسير المأثور عن عمر بن الخطاب)) للدكتور إبراهيم بن حسن , وأيضاً((أقوال الصحابي الجليل عمر بن الخطاب في التفسير)) لمحمود علي صالح السوسي, كلية أصول الدين ,القاهرة 2003م, وجاءهذا البحث وفق المنهج العلمي والمطلوب الالتزام به وفق إعداد سيرة المفسّر, على النحو التالي :
المقــدمــة :
شاء الله سبحانه وتعالى أن ينزّل كتابه الخالد على الأمّة الأمّية، فأكرمها بأن كان القرآن الكريم بلغتها، وزاد في ذلك بأن تكفّل سبحانه بحفظه وبيانه، ومصداق ذلك قوله تعالى: (إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ) سورة القيامه
وفي عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كان المفسّر للقرآن هو القرآن نفسه، و كان المرجع الوحيد للتفسير هو النبي صلى الله عليه وسلم ,وبعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى أصبح بعض الرموز من الصحابة الكرام هم المرجع في تفسير القرآن الكريم، وعلى رأسهم الخلفاء الراشدين،ومنهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه, وأبيّ بن كعب، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن مسعود، رضي الله عنهم أجمعين
ثم جاء من بعدهم التابعون وتابعوا التابعين، ولما دوّن علم التفسير, اعتمد تفسير الصحابة على أساس (المرفوع الذي شهد له الوحي)، أو في حكم الموقوف، وفي كلتا الحالتين يرجع إليه ,لكن أهم ما تميّز به تفسير الصحابة أنه لم يدوّن بشكل مستقل، إنما اتخذ شكل الحديث النبوي ورحم الله ابن مسعود عند ما قال في معرض اتخاذ الأسوة والقدوة:
""من كان منكم متأسّيا فليتأسّ بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنهم كانوا أبرّ هذه الأمّة قلوباً، وأعمقها علما، وأقلّها تكلّفا، وأقومها هديا، وأحسنها حالا، اختارهم الله لصحبة نبيّه صلى الله عليه وسلم وإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم، واتبعوهم في آثارهم""
ورحم الله الإمام الشافعي عند ما قال عن الصحابة: ""وهم فوقنا في كل علم واجتهاد، وورع وعقل، وأمر استدرك به علم، واستنبط به حكم، وآراؤهم لنا أحمد وأولى بنا من آرائنا عندنا لأنفسنا"

هكذا كانوا مع القرآن الكريم، تلاوة وفهما، يحلّون حلاله، ويحرّمون حرامه، لكن دار الزمن دورته، فاهتم المسلمون بشكليات القرآن فأخذوا يتفنّنون بطباعته وزخرفته، ولا أحد- إلا من رحم ربك- يهتمّ بجوهره وروحه، وكأن القرآن في هذه الأيام ينادي بلسان الحال:
الفرقان 30(وَقالَ الرَّسُولُ يا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً))
فالقرآن أنزله الله هداية وصلاحا، دستورا وشريعة، نورا وبرهانا، وتكفّل الله للناس أن يجدوا فيه ما يحتاجون إليه من أمور دينهم ودنياهم، مصداق ذلك قوله تعالى: (يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ)يونس 57
وكل بعد عن القرآن يعني الخسران المبين، لأن فيه النور والهداية والشفاء للأمراض، والحلول للمشكلات
قال تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَساراً) الاسراء 82
نسأل الله تعالى أن يعيد المسلمين إلى منهج القرآن والسنة، عسى أن تعمّ البركات كل المعمورة، كما قال الله تعالى: (كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ) ص 29
وصلى الله وسلم على خاتم الأنبياء محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
أولاً: اسمه ونسبه
هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان . وهو أبن عمّ زيد بن عمرو بن نفيل الموحد على دين إبراهيم.

أمه :حنتمة بنت هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان .

كنيته :فقد اشتهر ب أبي حفص , وقد ورد أخبار تفيد بأن من كنّاه بهذه الكنية هو النبي صلى الله عليه وسلم, ما روي من أنه صلى الله عليه وسلم قال يوم بدر (إني قد عرفت أن رجالًا من بني هاشم وغيرهم قد أخرجوا كرهًا, لا حاجة لهم بقتالنا, فمن لقي منكم أحدًا من بني هاشم فلا يقتله, ومن لقي العباس بن عبد المطلب عم`رسول الله فلا يقتله, فإنه إنما أخرج مستكرهًا),فقال أبو حذيفة:أنقتل آباءنا, وأبناءنا, وإخواننا, وعشيرتنا, ونترك العباس ! والله لئن لقيته لألحمنّه السيف , فبلغت رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال: لعمر بن الخطاب -يا أبا حفص,قال عمر: إنه لأول يوم كنّاني فيه رسول الله بأبي حفص− أيضرب وجه عم رسول الله بالسيف)

لقبه :الفاروق, وهو جدير بهذا اللقب, فإنه ممن فرق الله به بين الإسلام والكفر, بعد إسلامه, وبعد توليه الخلافة, وظهر به الإسلام, وخفقت راياته في أرجاء المعمورة, وقد اختلف فيمن لقّبه بهذا اللقب فقيل إن الذي لقّبه بذلك هم أهل الكتاب , وقيل أن النبي صلى الله عليه وسلم هو من لقّبه بذلك وأنه قال ((إن الله جعل الحقّ على لسان عمر وقلبه وهو الفاروق فرق الله به بين الحق والباطل))
قال محمد حامد :ولعل الصواب أن الذي لقبه بذلك هم المسلمون ,لأن الإسلام عزّ وظهر بإسلامه .

ثانياً:مولده ونشأته
ولد بعد عام الفيل, وبعد مولد الرسول بثلاث عشرة سنة, فعلى هذا يكون النبي صلى الله عليه وسلم أسنّ من عمر بثلاثة عشر عامًا, وهذا يشهد له ما ثبت في الصحيح من أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر ماتوا وهم أبناء ثلاث وستين, حيث أن عمر مكث بعد النبي ثلاثة عشر عامًا ,فيكون عمره يوم وفاته مساويًا لعمر النبي صلى الله عليه وسلم عند وفاته. ,وقيل: ولد عمر قبل حرب الفِجار الأعظم بأربع سنين, وحرب الفجار وقعت في الجاهلية وكان عمر النبي صلى الله عليه وسلم عشرين سنة.

نشأ في قريش وبين أبناء عشيرته بني عدّي بن كعب , وامتاز عن معظمهم بتعلم القراءة,وقد حمل المسؤولية صغيراً، ونشأ نشأة غليظة شديدة، لم يعرف فيها ألوان الترف، ولا مظاهر الثروة, ودفعه أبوه الخطاب في غلظة وقسوة إلى المراعي يرعى إبله، وتركت هذه المعاملة القاسية من أبيه أثراً في نفس عمر رضي الله عنه، فظل يذكرها طيلة حياته، فهذا عبد الرحمن بن حاطب يحدثنا عن ذلك فيقول: كنت مع عمر بن الخطاب بضجنان( )، فقال: كنت أرعى للخطاب بهذا المكان، فكان فظاً غليظاً فكنت أرعى أحياناً وأحتطب أحياناً.. ( )

وتعلم المصارعة وركوب الخيل والفروسية، والشعر, فحذق المصارعة، وركوب الخيل والفروسية، وتذوق الشعر ورواه( )، وكان يحضر أسواق العرب,وسوق عكاظ ومجنة وذي المجاز، فتعلم بها التجارة, واشتغل بها , وربح منها ما جعله من أغنياء مكة، وكسب معارف متعددة من البلاد التي زارها للتجارة، فرحل إلى الشام صيفاً وإلى اليمن شتاءً( ) واحتل مكانةً بارزة في المجتمع المكي ّالجاهلي، وأسهم بشكل فعَّال في أحداثه.

مظهره وشكله:
كان عمر بن الخطاب أبيض البشرة تعلوه حمرة,طويل ,أصلع أشيب ، وقيل أنه صار أسمر في عام الرمادة, حيث أصابته مع المسلمين مجاعة شديدة, وكان حسن الخدين، كث الللحية, كان طويلاً جسيماً تصل قدماه إلى الأرض إذا ركب الفرس يظهر كأنه واقف ,وكان أعسراً سريع المشي. وكان قوياً شجاعاً ذا هيبة, قال الشعبي "كان عمر رجلاً ضخماً".

اسلامه:

أسلم عمر رضي الله عنه في ذي الحجة من السنة السادسة من النبوة، وهو ابن سبع وعشرين سنة( )، وكان إسلامه بعد إسلام حمزة رضي الله عنه بثلاثة أيام( )، وكان المسلمون يومئذ تسعة وثلاثين, قال عمر رضي الله عنه: لقد رأيتني وما أسلم مع رسول الله إلا تسعة وثلاثون رجلاً فكملتهم أربعين.
أثر إسلامه على الدعوة:
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر، ولقد رأيتنا وما نستطيع أن نطوف بالبيت ونصلي حتى أسلم عمر، فلما أسلم قاتلهم حتى تركونا، فصلينا وطفنا( ), وقال أيضاً: كان إسلام عمر فتحاً، وكانت هجرته نصراً، وكانت إمارته رحمة، لقد رأيتنا وما نستطيع أن نصلي ونطوف بالبيت حتى أسلم عمر،فلما أسلم قاتلناهم حتى تركونا نصلي( ) وقال صهيب بن سنان:
لما أسلم عمر بن الخطاب، ظهر الإسلام، ودعي إليه علانية، وجلسنا حول البيت حلقاً، وطفنا بالبيت وانتصفنا ممن غلظ علينا ورددنا عليه( ).

الأقوال الواردة فيه:

الأحاديث الواردة في فضله:
أخرج الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي عليه الصلاة والسلام (( بينما أنا نائم في الجنة ، فإذا امرأة تتوضأ من جانب قصر ، قلت : لمن هذا القصر ؟ قالوا : لعمر ، فذكرت غيرتك ، فوليت مدبرا )) فبكى عمر ، وقال : أعليك أغار يا رسول الله ؟ )) .
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال((لقد كان فيما قبلكم من الأمم ناس محدثون, فإن يك في أمتي أحد فإنه عمر)) .
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ,عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((بينما أنا نائم ,إذ رأيت قدحا أتيت به فيه لبن,فشربت منه حتى إني لأرى الريّ يجري في أظفاري,ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب, قالوا فما أولت ذلك يا رسول الله ؟ قال :العلم)) .
وعن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال((بينما أنا نائم رأيت الناس عرضوا عليّ وعليهم قُمص, فمنها ما يبلغ الثدي ,ومنها ما يبلغ دون ذلك, فعرض عليّ عمر وعليه قميصٌ اجتره, قالوا فما أولته
يا رسول الله؟!! قال: الدين))
عن عبد الله بن عمر قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه )) . وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام لعمر بن الخطاب: (( والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكاً فجّاً إلا سلك فجّاً غير فجّك)) .
أقوال الصحابة والسلف فيه :
أخرج ابن عساكر قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : ما على ظهر الأرض رجل أحب إليَّ من عمر ,وقيل لأبي بكر في مرضه : ماذا تقول لربك وقد ولَّيت عمر ؟ قال : أقول له ولَّيت عليهم خيرهم .
ومن شهادة الصحابة رضوان الله عليهم له بالعلم ,قول عبد الله ابن مسعود رصي الله عنه : لو وضع علم الناس في كفة ميزان, وعلم عمر في كفة لرجح علم عمر.
وقال: إن عمر كان أعلمنا بالله, وأقرأنا لكتاب الله, وأفقهنا في دين الله
وروي عنه أنه قال: إن كنا نحسب أن عمر قد انفرد بتسعة أعشار العلم.
وقال حذيفة : كأن علم الناس مدسوس في حجر مع علم عمر.
وقال قبيصة بن جابر : ما رأيت رجلًا أعلم بالله, ولا أقرأ لكتاب الله وأفقه في دين الله من عمر.

طلبه للعلم:
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه حريصًا على حضور مجالس العلم بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم , لا يترك واحدة منها تفوته, قال عمر: "كنت أنا وجار لي من الأنصار من بني أمية بن زيد وهي من عوالي المدينة وكنا نتناوب النزول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ,ينزل يومًا وأنزل يومًا، فإذا نزلت جئت بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره، وإذا نزل فعل مثل ذلك".
لقد بذل الفاروق جهدا مضنيا حتى يحصل هذا الكم الكبير من العلوم ,و كان على علم بأسباب النزول, حفظ عمر القرآن كله, في الفترة التي بدأت بإسلامه، وانتهت بوفاة الرسول ، وقد حفظه مع أسباب التنزيل إلا ما سبق نزوله قبل إسلامه، فذلك مما جمعه جملة، ولا مبالغة إذا قلنا إن عمر كان على علم كثير بأسباب النزول، لشدة اتصاله بالتلقي عن رسول الله ، ثم هو قد حفظ منه ما فاته، فإنه كان ملماً بأسباب النزول والقرآن بداية التنزيل، فالحوادث لا تزال تترى, وقد كان عمر سببًا في التنزيل لأكثر من آية بعضها متفق على مكيته وبعضها مدني، بل كان بعض الآيات يحظى من عمر بمعرفة زمانه ومكانه على وجه دقيق قال عن هذه الآية: {اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا} المائدة 3, قال الفاروق عمر: والله إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه على رسول الله ، والساعة التي نزلت فيها على رسول الله ، عشية عرفة في يوم جمعة.
تميز عمر بن الخطاب بكثرة العلم ,بالإضافة أنه كان أحد سبعة عشر رجلا في قريش يعرفون القراءة والكتابة , مما جعله مؤهلا لحمل هذا الكم الكبير من العلوم والمعارف.
ولم يتمتع عمر بالعلم والفقه إلا بعد أن كابد في سبيل هذا العلم والفقه، وتجرع آلام تحصيله، وترك فراش نومه كثيرًا، ولازم رسول الله كثيرًا، فلا ينال العلم إلا من مصاحبة العلماء، وخير من تميز بهذه الصفة هو الفاروق عمر بن الخطاب الذي لازم الرسول طيلة حياته، وكان يشاركه الآراء، وهو مما ساعده أيضًا على تحصيل العلم, فقد لازم الفاروق رسول الله في مكة بعد إسلامه، كما لازمه كذلك في المدينة المنورة -حيث سكن العوالي- وهي ضاحية من ضواحي المدينة ,وفي هذه الضاحية نظم عمر نفسه، وحرص على أن يتعلم في مدرسة النبوة في فروع شتى من المعارف والعلوم على يدي معلم البشرية وهاديها، وقد كان لا يفوته علم من قرآن أو حديث، أو أمر أو حدث أو توجيه، قال عمر: "كنت أنا وجار لي من الأنصار من بني أمية بن زيد -وهي من عوالي المدينة- وكنا نتناوب النزول على رسول الله ينزل يومًا وأنزل يومًا، فإذا نزلت جئت بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره، وإذا نزل فعل مثل ذلك", وهذا الخبر يوقفنا على الينبوع المتدفق، الذي استمد منه عمر علمه وتربيته، وثقافته، وهو كتاب الله الحكيم، الذي كان ينزل على رسول الله منجمًا على حسب الوقائع والأحداث، وكان الرسول يقرأه على أصحابه الذين وقفوا على معانيه وتعمقوا في فهمه، وتأثروا بمبادئه، وكان له عميق الأثر في نفوسهم وعقولهم وقلوبهم وأرواحهم، وكان عمر من هؤلاء الذين تأثروا بالمنهج القرآني في التربية والتعليم، وعلى كل دارس ومحب لتاريخ عمر أن يقف وقفة متأملة أمام هذا الفيض الرباني الصافي، الذي غذّى المواهب وفجر العبقريات.
وقد حرص الفاروق منذ إسلامه على حفظ القرآن الكريم وفهمه وتأمله, وظل ملازمًا للرسول يتلقى عنه ما أنزل عليه، حتى تم له حفظ جميع آياته وسوره وقد أقرأه الرسول بعضه, وحرص على الرواية التي أقرأه بها الرسول , وكان لعمر كثير من الأوقات فضل السبق إلى سماع بعض آياته فور نزوله.
قال أبو عبدارحمن السلمي: حدثنا من كان يقرئنا من أصحاب رسول الله, أنهم كانوا يأخذون من رسول الله عشر آيات، فلا يأخذون في العشر الأخرى حتى يعلموا ما في هذه من العلم والعمل, قالوا :فتعلمنا العلم والعمل جميعا, وقد كان اهتمامهم رضي الله عنهم بفهم كتاب الله وتفسيره مقدم عندهم على حفظه ,قال عمر رضي الله عنه: تعلموا إعراب القرآن كما تعلمون حفظه , وعن ابن عمر قال: "تعلم عمر بن الخطّاب رضي الله عنه سورة البقرة في ثنتي عشرة سنة، فلما ختمها نحر جزوراً" .
وكان مجلس عمر يغصّ بالقرّاء شبابا وكهولا، يقرءون عنده القرآن، ويتدارسونه معه، فيحاورهم ويثير معهم المسائل فيه، ويستشيرهم صغارا وكبارا، قال الزهري: 'كان مجلس عمر مغتصا بالقراء - شبابا كانوا أو كهولا - فربما استشارهم, فيقول: لا يمنع أحدكم حداثة سنه أن يشير برأيه ,فإن العلم ليس على حداثة السن ولا قدمه، ولكن الله يضعه حيث يشاء, وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : كان عمر إذا صلى السبحة وفرغ, دخل مربداً له ,فأرسل إلى فتيان قد قرءوا القرآن - منهم ابن عباس، وبن أخي عيينة - قال: فيأتون فيقرءون القرآن ويتدارسونه، فإذا كانت القائلة انصرف, وربما اختلف عمر وبعض جلسائه في وجه قراءة لآية من كتاب الله تعالى, فيحضر لهم عمر رجلاً من الأعراب وأهل البوادي, فيحتج عليهم بكلامه، قال أبو الصلت الثقفي: قرأ عمر هذه الآية:((و من يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجا)) بنصب الراء, وقراء بعض من عنده من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بكسر الراء (حرٍجا), فقال عمر: ابغوني رجلاً من كنانة، واجعلوه راعياً، وليكن مدلجيأ - وفي رواية البيهقي فإنهم العرب - قال: فأتوا به ، فقال له عمر: يافتى! ما الحرحة؟ قال: الحرجة - فينا الشجرة - تكون بين الأشجار - التي لا تصل إليها راعية، ولا وحشية، ولا شيء، وقال عمر: كذلك قلب المنافق لا يصل إليه شيء من الخير".

نبذة من اخباره:
عن يحيى بن جعدة قال: قال عمر بن الخطّاب رضي الله عنه: "لولا أن أسير في سبيل الله، أو أضع جنبي لله في التراب أو أجالس قوماً يلتقطون طيب القول كما يلتقط طيب الثمر، لأحببت أن أكون قد لحقت بالله".
وعن الزّهري قال: "كان جلساء عمر أهل القران كهولاً كانوا أوشُبَّاناً"
وعن أبي عمران الجوني، قال: "مرّ عمر بن الخطّاب رضي الله عنه بدير راهب، فناداه: يا راهب، قال: فأشرف عليه، فجعل عمر رضي الله عنه ينظر إليه ويبكي، فقيل له: "يا أمير المؤمنين ما يبكيك، من هذا؟ "، قال: "ذكرتُ قول الله عزوجل: {عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ تَصْلَى نَاراً حَامِيَةٌ} الغاشية3-4, فذلك الذي أبكاني".
وروي أنه كان في وجه عمر بن الخطّاب رضي الله عنه خطان أسودان من البكاء"
وعن سويد بن غفلة قال: "كان عمر رضي الله عنه يغلّس بالفجر، وينوّر، ويصلي بين ذلك، ويقرأ سورة هود وسورة يوسف ومن قاصر المثاني من المفصل" .
وعن يوسف بن يعقوب الماجشون، قال: "قال لي ابن شهاب ولأخ لي، ولابن عم لي، ونحن صبيان أحداث: "لا تحقروا أنفسكم لحداثة أسنانكم، فإن عمر رضي الله عنه كان إذا نزل به الأمر دعا الصبيان فاستشارهم، يبتغي حدة عقولهم"
وعن عبد الله بن بريد، قال: "ربما أخذ عمر رضي الله عنه بيد الصبي فيجيء به فيقول: "ادع لي فإنك لم تذنب بعد".
وعن محمّد بن سيرين قال: "كان عمر رضي الله عنه يشاور حتى المرأة"
وقال مَعْمَر بن رشد: "عامة علم ابن عباس من ثلاثة؛ من عمر، وعليّ، وأبي بن كعب" .
بذل عمر بن الخطاب وتضحيته ,فقد تصدّق عمر رضي الله عنه بِنصف ماله ,قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أَمَرَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما أن نتصدق فوافق ذلك مالاً عندي ، فقلت : اليوم أسبق أبا بكر ، إن سبقته يوما ، فجئت بنصف مالي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أبقيت لأهلك ؟ قلت : مثله, قال : وأتى أبو بكر رضي الله عنه بِكُلّ ما عنده ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أبقيت لأهلك ؟ قال : أبقيت لهم الله ورسوله . قلت : لا أسابقك إلى شيء أبدا . رواه أبو داود .

آثاره:

إن إسلامه فتحًا على المسلمين، وفرجًا لهم من الضيق، وكانت هجرته نصرًا، وكانت إمارته رحمة,

ظهر أثر عمر الفاروق في الإسلام من أول إسلامه ,قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : ما زلنا أعِزّة منذ أسلم عمر , رواه البخاري .
قال سعيد بن المسيب : أسلم عمر بعد أربعين رجلا وعشر نسوة ، فما هو إلا أن أسلم عمر فظهر الإسلام بمكة. .
ومن أثره الواضح حسمه لأمر البيعة يوم السقيفة .
ففي حديث عائشة رضي الله عنها :
واجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة فقالوا : منا أمير ومنكم أمير ، فذهب إليهم أبو بكر وعمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح ، فذهب عمر يتكلم فأسكته أبو بكر ، وكان عمر يقول : والله ما أردت بذلك إلا أني قد هيأت كلاما قد أعجبني خشيت أن لا يبلغه أبو بكر ، ثم تكلم أبو بكر فتكلم أبلغ الناس ، فقال في كلامه : نحن الأمراء ، وأنتم الوزراء فقال حباب بن المنذر : لا والله لا نفعل ، منا أمير ومنكم أمير فقال أبو بكر :لا ، ولكنا الأمراء وأنتم الوزراء ، هم أوسط العرب دارا ، وأعربهم أحسابا ، فبايعوا عمر أو أبا عبيدة بن الجراح فقال عمر : بل نبايعك أنت ، فأنت سيدنا ، وخيرنا ، وأحبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخذ عمر بيده فبايعه وبايعه الناس .
وقالت عائشة رضي الله عنها : شخص بصر النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال : في الرفيق الأعلى ثلاثا ... قالت : فما كانت من خطبتهما من خطبة إلا نفع الله بها ، لقد خوّف عمر الناس وإن فيهم لنفاقا فردّهم الله بذلك ، ثم لقد بصّر أبو بكر الناس الهدى وعرّفهم الحق الذي عليهم وخرجوا به يَتْلُون : ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ) إلى ( الشاكرين ) . رواه البخاري .

من آثاره جمع القرآن:

روى البخاري عن زيد بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه - وكان ممن يكتب الوحي – قال : أرسل إليَّ أبو بكر مقتل أهل اليمامة وعنده عمر ، فقال أبو بكر : إن عمر أتاني ، فقال : إن القتل قد استحرّ يوم اليمامة بالناس ، وإني أخشى أن يستحرّ القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن إلا أن تجمعوه ، وإني لأرى أن تَجْمَع القرآن , قال أبو بكر : قلت لِعُمَر : كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال عمر : هو والله خير ، فلم يزل عمر يراجعني فيه حتى شرح الله لذلك صدري ، ورأيت الذي رأى عمر .
فهذه أول مشورة لِجمع القرآن الكريم ، أشار بها عمر رضي الله عنه على الخليفة الصِّدِّيق الصَّادِق ، فحفظ الله كتابه بهؤلاء الأخيار .
من آثاره اعتماد مبدأ الشورى
وهو ليس تشريعا من عُمر ، وإنما أبرزه عمر رضي الله عنه وأظهره وعمِل به .
روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قَدِم عيينة بن حصن بن حذيفة فَنَزَل على بن أخيه الحرّ بن قيس ، وكان من النفر الذين يُدنِيهم عمر ، وكان القراء أصحاب مجالس عمر ومشاورته كهولاً كانوا أو شبانا .
فالشاهد أن القرّاء أصحاب القرآن كانوا هم أصحاب مشورة عمر .
وعمر رضي الله عنه لما حضرته الوفاة جَعَل الأمور شورى في الستة .
ومن مأثور قوله : لا خير في أمرٍ أُبرِم من غير شُورى .
أوّل من دوّن الدواوين وجنّد الجند ,ووضع جيشاً للمسلمين.
قال ابن الجوزي :
ومن الحوادث في سنة خمس عشرة فرض العطاء وعمل الدواوين . أن عمر فَرَض الفروض ودوّن الدواوين ، وأعطى العطاء على مقدار السابقة في الإسلام .
وقال أيضا :
وفرض لأزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة آلاف عشرة آلاف.
الفتوحات واتساع رقعة البلاد الإسلامية
وفُتِحت الفتوحات في عهد أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه ، ومن أعظمها وأهمّها فتح بيت المقدس ( إيلياء).
ومن الفتوحات التي تمّت في عهده رضي الله عنه فتح دمشق والقادسية وعامة فتوح الشام
وكثير من فتوح العراق وفتوحات المشرق كانت في زمن أمير المؤمنين عمر .
ففتوح أذربيجان وجُرجان وقندهار وكرمان وسجستان وخراسان كلها فُتحت في عهد عمر رضي الله عنه .
وكسَر الله الأكاسرة بِعمر بن الخطاب ، وأطفأ الله به نار المجوس ,وفي عهده سقطت دولتي فارس والروم.
.
أول من سنّ التاريخ الهجري الذي أصبح مبداء إسلامي قائما إلى يوم القيامة.
أول من سمّي بأمير المؤمنين,

فمن مثل عمر رضي الله عنه وأثره في الإسلام ؟

من روى عنه:
روى عن عمر بن الخطاب عدد كبير من الصحابة رضوان الله عليهم ,وكذلك خلق كثير من التابعين. من أهمهم عبد الله بن مسعود الذي انتقل للكوفة ,وأسس مدرسة الرأي هناك, وكان له تلاميذ كثر , وعبد الله بن عباس, حبر هذه الأمة ,ومؤسس مدرسة المأثور في الحجاز, وكان له تلاميذ كثر , وهذا إن دل فإنما يدل على عظمة علم عمر بن الخطاب, الذي أخذت عنه كلا المدرستين, أيضا ممن روى عنه عبد الله بن عمرو بن العاص ,جابر بن عبد الله الأنصاري , والبراء بن عازب الأنصاري , جابر بن سمرة , أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما, أنس بن مالك , قال الذهبي: "روى عنه أولاده: أم المؤمنين حفصة، وعبد الله، وعاصم، ومولاه أسلم، وعليّ، وعثمان، وابن عباس، والمسور بن مخرمة، وعدي بن حاتم، وعبد الرحمن بن عوف، وعلقمة بن وقاص، وعلقمة بن قيس، ومسروق، ومالك بن أوس بن الحدثان، وقيس بن أبي حازم، وأنس ابن مالك، والسائب بن يزيد، وسعيد بن المسيب، وسويد بن غفلة، وطارق بن شهاب، وعبيد بن عمير، وأبو الأسود الدِّيلي، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو عثمان النهدي، وخلق كثير من الصحابة وكبار التابعين".
منهجه في التفسير:
كان منهج أصحاب رسول الله جميعا واحدا في تفسير كتاب الله تعالى، وهو يقوم على ثلاثة أسس وهي كالتالي: -
أولاً - تفسر القرآن بالقرآن: لا يخفى أن القرآن الكريم يفسر بعضه بعضاً، فما أُجمل في موضع فصّل في موضع آخر، وما كان عاما أو مطلقا في آية، خصص أو قيد في آية أخرى، ومراعاة ذلك وسيره من أعوز ما يكون على فهم وتفسير كلام الله تعالى، بل هو أعظم وأحسن طرق التفسير
كما قال شيخ الإسلام ابن تيميه في مقدمته في أصول التفسير," فإنه لا احد أعلم بمراد الله تعالى منه سبحانه وتعالى" , ومن أمثلة ذلك عند عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما يلي:
1- روى ابن جرير الطبري في تفسيره بسنده عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قوله (إذا النفوس زوجت ) التكوير 7
قال عمر : الضرباء ,كل رجل مع كل قوم كانوا يعلون عمله، وذلك أن الله يقول(فأصحاب الميمنة مآ أصحاب الميمنة * وأصحاب المشئمة مآ أصحاب المشئمة *والسابقون السابقون).
2- قال الزهري: بلغنا أن عمر قال في قوله تعالى(وأتمّوا الحج والعمرة لله) البقرة 196
قال: من تمامها أن يفرد كل واحد منهما عن الآخر، وأن يعتمر في غير أشهر الحج، إن الله يقول (الحجّ أشهر معلومات)البقرة 197
ثانيا - تفسير القرآن بالسنّة النبوية:
لا يخفى أن العمل بكتاب الله تعالى وفهمه متوقف على العلم بسنة النبيّ صلى الله عليه وسلم، فكلاهما وحيان منزلان لا يمكن فصلهما عن بعضهما, قال تعالى (وأنزلنا إليك الذّكر لتُبين للنّاس مآ نُزّل إليهم) النحل 44
وهذا ما كان عليه منهج أصحاب رسول الله, ومن الأمثلة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما رواه مالك في الموطأ أن عمر بن الخطاب سئل عن قوله تعالى (وإذ أخذ ربك من بني ءادم من ظهورهم ذُريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا )الأعراف 172
فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يُسأل عنها، فقال رسول الله: إن الله تبارك وتعالى خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية، فقال: خلقت هؤلاء للحنة وبعمل أهل الجنة يعملون، ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية، فقال: خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون... الحديث.
ثالثا - الاجتهاد والاستنباط:
الصحابة رضوان الله عليهم أهل الاجتهاد،وفي مقدّهم عمر رضي الله عنه, وإن لم يكونوا هم أهله فليس بعدهم من هو أهل لذلك، فكل عوامل الاجتهاد وأدواته متوفرة فيهم، واجتهادهم رضي الله عنهم في التفسير مبني على العوامل التالية:

أ - معرفتهم بمقاصد الشريعة وأصولها وكلياتها العامة.
ب - معرفتهم بأسباب نزول الآيات.
ج- معرفتهم بلغة العرب ولهجاتها.
د- معرفة عادات العرب وأساليبها.
هـ - قوة الفهم ودقة الاستنباط.

وكان لعلمهم واجتهادهم في فهم كتاب الله مميزات ظهرت جليّة, من خلال ما روى عنهم ومنها: -

١ - بعدهم عن التكلف والتعمق.فقد روي عن عمر رضي الله عنه , أنه قراء على المنبر قوله تعالى (فأنبتنا فيها حبّاً ) إلى قوله (وفاكهة وأبّا) , فقال: كل هذا قد عرفناه، فما الأبّ؟ ثم رفع عصاً في يده , فقال: لعمر الله هو التكلّف, فما عليك ألاّ تدري ما الأبّ!!, "اتبعوا ما بيّن لكم هداه من الكتاب فاعملوا به".
2- بحثهم فيما ينفع ويكون له مردود عملي ,وابتعادهم عن الخوض فيما لا ثمرة من البحث فيه, ولا يخفى قصة عمر رضي الله عنه مع صبيغ , أخرج ابن جرير عن عمر رضي الله عنه، أن رجلا سأله عن آية، فكره ذلك وضربه بالدرّة، فسأله آخر عن هذه الآية (وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً) فقال: عن مثل هذا فسلوا، ثم قال: هذه المرأة تكون عند الرجل، قد خلا من سنّها، فيتزوّج المرأة الثانية يلتمس ولدها، فما اصطلحا عليه من شيء فهو جائز.

3- نفرتهم من الجدال والاختلاف ، وحبهم الشديد للائتلاف والاجتماع , روي أن عمر رضي الله عنه قال :لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في وجوب الغسل من غير إنزال - "هذا وأنتم أصحاب بدر قد اختلفتم , فمن بعدكم أشد اختلافا.....لا أسمع برجل فعل ذلك - يعني ترك الغسل منه- إلا أوجعته ضرباً.

٤ - عدم أنفتهم من الرجوع عن اجتهادهم إذا تبين لهم خطأه أو رجحانه.
5- أنّ تعلمهم وتعليمهم لكتاب الله لم يكن مقتصراً على حلق العلم فقط ,بل أكثره مبني على المذاكرة والمدارسة, ومرتبط بالأحداث والمناسبات التي تقع.
6- ندرة الإسرائيليات في تفاسيرهم ,ولم يسجل عن عمر ن الخطاب إلا أثرا صحيحا واحداً فقط,والباقي إمًا مكذوب أو ضعيف وقد جاء في شرعنا ما يؤيد ذلك الأثر , وفيه أن عمر سأل رجلاً من اليهود عن شيء فصدقه , فقال إنيّ بلوت منك صدقاً, فأخبرني عن الدجال؟! فقال :وإله يهود ليقتلّنه ابن مريم باب لُدّ"

نماذج من تفسيره:
قول الله تعالى: (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ واسِعٌ عَلِيمٌ) البقرة 105

أخرج ابن أبي شيبة، والبيهقي، عن عمر رضي الله عنه قال :ما بين المشرق والمغرب قبلة إذا توجّهت قبل البيت.

في قول الله تعالى: (وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ)البقرة 126
أخرج ابن أبي شيبة، والبيهقي في شعب الإيمان، عن عمر رضي الله عنه أنه قال :يا أهل مكة! اتقوا الله في حرمكم هذا، أتدرون من كان ساكن حرمكم هذا من قبلكم؟ كان فيه بنو فلان، فأحلّوا حرمته، فهلكوا، وبنو فلان فأحلّوا حرمته فهلكوا، حتى عدّ ما شاء الله، ثم قال والله لأن أعمل عشرة خطايا بغيره، أحبّ إليّ من أن أعمل واحدة بمكة


في قول الله تعالى:(فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ)ال عمران7
أخرج الدارمي في مسنده، ونصر المقدسي في الحجة، عن سليمان بن يسار أن رجلا يقال له (صبيغ) قدم المدينة، فجعل يسأل عن متشابه القرآن، فأرسل إليه عمر وقد أعدّ له عراجين النخل، فقال:
من أنت؟ فقال: أنا عبد الله صبيغ، فقال: وأنا عبد الله عمر!!
فأخذ عمر عرجوناً من تلك العراجين، فضربه حتى دمّى رأسه، فقال: يا أمير المؤمنين! حسبك قد ذهب الذي كنت أجد في رأسي!!


في قول الله تعالى: (سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ) المائدة 42
أخرج ابن المنذر، عن مسروق قال:قلت لعمر بن الخطاب أرأيت الرشوة في الحكم، أمن السحت هي؟
قال: لا، ولكن كفر، إنما السحت أن يكون للرجل عند السلطان جاه ومنزلة، ويكون إلى السلطان ويكون إلى السلطان حاجة، فلا يقضي حاجته حتى يهدي إليه هدية.


في قول الله تعالى(وَلَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ ما خَوَّلْناكُمْ وَراءَ ظُهُورِكُمْ وَما نَرى مَعَكُمْ شُفَعاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ ما كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ)الأنعام 94
أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد، عن عكرمة قال: لما تزوج عمر رضي الله عنه أم كلثوم بنت عليّ رضي الله عنهما، اجتمع عليه أصحابه، فباركوا له، ودعوا له، فقال: بنت عليّ تزوّجتها وما بي حاجة إلى النساء، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:((إن كل نسب وسبب ينقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي)) فأحببت أن يكون بيني وبين رسول الله نسب .

في قوله تعالى:(هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ)الأنعام158
أخرج سعيد بن منصور، والبيهقي، عن ابن عباس قال: خطبنا عمر فقال: أيها الناس! سيكون قوم من هذه الأمة يكذبون بالرجم، ويكذبون بالدجّال، ويكذبون بطلوع الشمس من مغربها، ويكذبون بعذاب القبر، ويكذبون بالشفاعة، ويكذبون بقوم يخرجون من النار بعد ما امتحشوا.

في قوله تعالى (لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا إِذا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)المائدة 93.

استعمل عمر رضي الله عنه قدامة بن مظعون على البحرين، فقدم الجارود على عمر فقال: إن قدامة شرب فسكر،فقال عمر: من يشهد على ما تقول؟
قال الجارود: أبو هريرة يشهد على ما أقول.
فقال عمر: يا قدامة إني جالدك !
قال: والله لو شربت كما يقول ما كان لك أن تجلدني.
قال عمر: ولم؟
قال: لأن الله يقول: (لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا إِذا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)المائدة 93.
فأنا من الذين آمنوا وعملوا الصالحات، ثم اتقوا وآمنوا،ثم اتقوا وأحسنوا،شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا وأحدا والخندق والمشاهد.
فقال عمر رضي الله عنه: ألا تردون عليه قوله؟
فقال ابن عباس رضي الله عنه: إن هذه الآيات أنزلت عذرا للماضين
وحجّة على الباقين ،لأن الله يقول: (ياأَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَل الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُم تُفْلِحُونَ)المائدة 90.
فقال عمر: صدقت.
في قوله تعالى (إذا النفوس زوجت ) التكوير 7
- عن الشعبي قال : سمعت عمر رضي الله عنه وهو على المنبر يقول (إذا النفوس زوجت ) تزويجهم أن تؤلف كل قوم إلى شبههم.
في قوله تعالى (إِذا جاءَ نَصْر اللَّهِ وَالْفَتْحُ * ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً* فسبّح بحمد ربك واستغفره * إنه كان تواباً)
ما أخرج البخاري من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان عمر رضي الله عنه يدخلني مع أشياخ بدر, فكأن بعضهم وجد في نفسه ,وقال: لم يدخل هذا معنا وإن لنا أبناء مثله؟
فقال عمر: إنه من أعلمكم، فدعاهم ذات يوم ,فأدخلني معهم، فما رأيت أنه دعاني فيهم إلا ليريهم،فقال: ما تقولون في قوله تعالى:
(إِذا جاءَ نَصْر اللَّهِ وَالْفَتْحُ ... ) النصر 1،
فقال بعضهم وبعضهم الآخر لم يقل شيئا, فقال لي: أكذلك تقول يا ابن عباس؟
فقلت: لا.
فقال: ما تقول؟
قلت: هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم له،قال: (إِذا جاءَ نَصْر اللَّهِ وَالْفَتْحُ) فذلك علامة أجلك: (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كان تَوَّاباً) النصر 3.
فقال عمر رضي الله عنه: لا أعلم منها إلا ما تقول .

وفاته:
قال أبو بنعيم "حدثنا أَبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أُسامة، ثنا عبد الله بن بكر السهمي، ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أَبي طلحة،أن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه صعد المنبر فحمد الله وأَثنى عليه، ثم ذكر نبي الله صلى الله عليه وسلم وقال: «إِني رأَيت كأن ديكًا نقرني نقرة أَو نقرتين، وإِنِي لا أَرى ذلك إِلا لحضور أَجلي» فمات يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجة
خرج عمر إلى صلاة الفجر يوم الأربعاء 26 ذي الحجة سنة 23 هـ يؤمّ الناس، فتربص به غلام مجوسي اسمه فيروز, وهو عبد للمغيرة بن شعبة, ويكنى أبا لؤلؤة، وهو في الصلاة وانتظر حتى سجد، ثم طعنه ثلاث طعنات بخنجر مسموم كان معه، فقال عمر: "قتلني -أو أكلني- الكلب"، ثم جعل يطعن كل من دنا إليه من الرجال حتى طعن ثلاثة عشر رجلا، مات منهم سبعة، فألقى عليه أحدهم ثوباً، ولما رأى أن قد تقيّد وتعثر فيه قتل أبو لؤلؤة نفسه بخنجره, ثم تناول عمر يد عبد الرحمن بن عوف فقدمه حتى يكمل الصلاة بالناس، وبعد الصلاة حمل المسلمون عمراً إلى داره, وعندما سأل عمر عمن طعنه قيل له أنه أبو لؤلؤة فقال: "الحمد لله الذي لم يجعل منيّتي بيد رجل يدعي الإسلام"، ثم قال لابنه: "يا عبد الله انظر ما عليّ من الدُّين" فحسبوه فوجدوه ستة وثمانين ألف درهم، فقال: "إن وفّى مال آل عمر فأدّه من أموالهم، وإلا فاسأل في بني عديّ، فإن لم تفِ أموالهم، فاسأل في قريش"، ثم قال: "اذهب إلى أم المؤمنين عائشة، فقل: يستأذن عمر أن يدفن مع صاحبيه" فذهب إليها، فقالت: "كنت أريده -المكان- لنفسي، ولأوثرنّه اليوم على نفسي"، فلما رجع وأخبر بذلك عمر، حمد الله, فدفن بجانب النبي صلى الله عليه وسلم ، وأبو بكر كما أراد. وقد استمرت خلافته عشر سنين وستة أشهر، وقبل أن يموت اختار ستة من الصحابة؛ ليكون أحدهم خليفة على أن لا يمر ثلاثة أيام إلا وقد اختاروا من بينهم خليفة للمسلمين,
وعن الشعبي قال" قبض أبا بكر وهو ابنُ ثلاث وستين وقبض عمر وهو ابن ثلاث وستين"
قال الذهبي: استشهد يوم الأربعاء لأربع أو ثلاث بقين من ذي الحجة، سنة ثلاث وعشرين من الهجرة، وهو ابن ثلاث وستين سنة على الصحيح( )، وكانت خلافته عشر سنين ونصفاً وأياماً( )، وجاء في تاريخ أبي زرعة عن جرير البجلي, قال: كنت عند معاوية فقال: توفي رسول الله وهو ابن ثلاث وستين، وتوفي أبو بكر –رضي الله عنه- وهو ابن ثلاث وستين وقتل عمر –رضي الله عنه- وهو ابن ثلاث وستين( ).

المصـــادر والمـــــــراجع
- أسد الغابة في معرفة الصحابة ،عز الدين ابن الأثير (المتوفى: 630هـ) ، تحقيق : علي محمد معوض - عادل أحمد عبد الموجود، دار الكتب العلمية (ط1) ، بيروت.
- أخبار عمر بن الخطاب وأخبار عبد الله بن عمر , علي الطنطاوي وناجي الطنطاوي, دار المنارة ودار بن حزم.
- الإدارة الإسلامية في عهد عمر بن الخطاب, فاروق مجدلاوي ,2003م ,روائع مجدلاوي للنشر والتوزيع.
- الإصابة في تمييز الصحابة ، أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (المتوفى: 852هـ) ، موقع صحابة رسول الله .
- الأوسط في السنن والإجماع والاختلاف, أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري المتوفي 319هـ, دار طيبة ,الرياض , 1405 هـ
- التاريخ الإسلامي العام , علي إبراهيم حسن,2005م ,مكتبة النهضة المصرية.
- الدر المنثور في التفسير بالمأثور,عبد الرحمن أبي بكر جلال الدين السيوطي المتوفي 911هـ ,دار الفكر , بيروت
- الزهد لوكيع, أبو سفيان وكيع بن الجراح المتوفي 179هـ, مكتبة الدار ,المدينة المنورة,ط1 , 1404 هـ
- الطبقات الكبرى ، محمد بن سعد بن منيع أبو عبدالله البصري الزهري (المتوفى : 230هـ ) ، تحقيق: إحسان عباس ،دار صادر - بيروت.
- المرويات الموقوفة المسندة للخلفاء الراشدين الثلاثة الأول وبقية العشرة رضي الله عنهم في التفسير , جمع ودراسة فيصل عابد اللحياني,رسالة ماجستير مقدمة في جامعة أم القرى بمكة المكرمة ,1422هـ.
- المستدرك على الصحيحين ,أبو عبد الله الحاكم محمد بن عبد الله بن حمدويه النيسابوري والمعروف بابن البيع والمتوفي 405هـ, دار الكتب العلمية, بيروت , ط1 ,1411هــ
-المصنف ، عبد الله بن محمد بن أبي شيبة (المتوفى : 235) ،دار الفكر .
الموطأ , للإمام أنس بن مالك المدني المتوفي 179هـ , دار إحياء التراث ,بيروت, 1406هـ.
- تاريخ الخلفاء, عبد الرحمن أبي بكر جلال الدين السيوطي المتوفي 911هـ ,مكتبة
نزار الباز ,ط1 , 1425هـ.
- تاريخ دمشق , ابو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن عساكر المتوفي 571هـ,دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع , 1415هـ
- تثبيت الإمامة وترتيب الخلافة, أبو نعيم الأصبهاني المتوفي 430هـ , مكتبة العلوم والحكم, المدينة المنورة,ط1, 1407هـ.
- تذهيب تهذيب الكمال في أسماء الرجال تأليف : الإمام الذهبي.
- تفسير القرآن العظيم,للإمام الجليل عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي المتوفي 774هـ, من إصدارات وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية.
-جامع الآثار القولية والفعلية الصحيحة لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب ،عاطف عبد الوهاب حماد ، دار الهدي النبوي ، مصر ، دار الفضيلة ،السعودية.
- جامع البيان في تأويل القرآن,محمد بن جرير بن يزيد ابو جعفرالطبري التوفي 310هـ, مؤسسة الرسالة ط1, 1420هـ.
- جامع بيان العلم وفضله, يوسف بن عبدالله بن عبدالبر المالكي القرطبي, المتوفي 463هـ, دار بن الجوزي ,المملكة العربية السعودية ,ط1 , 1414هـ
- حلية الأولياء وطبقات الأصفياء ,أبو نعيم الأصبهاني ,دار الفكر بيروت.
- سنن سعيد بن منصور ,أبو عثمان سعيد بن منصور الجوزجاني, المتوفي 227هـ, الدار السلفية , الهند ,ط1 , 1403هــ
- سير السلف الصالحين,إسماعيل بن محمد الأصبهاني الملقب بقوام السنة المتوفي535هـ,دار الراية للنشر والتوزيع الرياض.
- سيرة ومناقب عمر بن الخطاب, محمد حامد محمد.
- صحيح البخاري, للإمام أبي عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري الجعفي , المتوفي 256هـ , من إصدارات وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية.
- صحيح سنن الترمذي، مكتبة التربية العربي لدول الخليج، الرياض، الطبعة الأولى، 1408هـ/
- صحيح مسلم, للإمام أبي الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم النيسابوري المتوفي 261هـ , من إصدارات وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية.
- صحيح وضعيف سنن الترمذي , محمد ناصر الدين الألباني المتوفي 1420هـ.
- صفوة الصفوة, جمال الدين ابو الفرج بن محمد الجوزي,المتوفي 597هـ, دار الحديث , القاهرة, 1421هـ.
- عمر بن الخطاب, محمد أحمد أبو النصر, دار الجيل ,بيروت, ط1 ,1411هـ
- فضائل الصحابة , أحمد بن حنبل الشيباني المتوفي 241هـ, مؤسو الرسالة, بيروت
-محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، جمال الدين، ابن المبرد الحنبلي (المتوفى: 909هـ) ، تحقيق :عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن ،عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية، المدينة النبوية، المملكة العربية السعودية
- معرفة الصحابة , أبو نعيم أحمد بن عبدالله بن إسحاق الأصبهاني ت 430هـ, دار الوطن, ط1 1419هـ.
- معرفة أنواع علوم الحديث, ابو عمرو عثمان بن عبدالرحمن بن الصلاح المتوفي 643هـ,دار الكتب العلمية ط1, 1423هـ.
- مقدمة أصول التفسير , لشيخ الإسلام احمد بن عبدالحليم ابن تيميةالحرانيّ المتوفي 728هـ. شرح صالح آل الشيخ , مكتبة دار المنهاج ط1 ,1432هـ
- مناقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب, جمال الدين ابو الفرج بن محمد الجوزي,المتوفي 597هـ, دار الكتاب العربي, بيروت , 1405هـ.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المفسًر, سيرة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:07 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir