بحث المراد بأولي العزم من الرسل
عناصر البحث:
-معنى أولو العزم:
-ما يتضمنه الآية من معنى لدخول النبي صلى الله عليه تحت هذه الصفة :
-نوع ( من ) في قوله (أولوا العزم من الرسل) :
-من هم أولو العزم ؟
اختلف العلماء في بيان من هم أولوا العزم من الرسل اختلافا كثيرًا , ولبيان خلافهم وأقوالهم نقسم أقوالهم على قسمين :
-قول من قال بأن من في الآية للتبعيض اختلفوا على قسمين :
· القسم الأول من جعل التعيين بالصفة :
· القسم الثاني من جعل تعيينهم بأسمائهم :
- قول من قال بـأن من لبيان الجنس .
-الترجيح.
-التفسير الإجمالي للآية.
-وقفات يسيرة مع الآية.
-معنى أولو العزم:
وَأولُوا الْعَزْمِ: أَصْحَابُ الْعَزْمِ، أَيِ الْمُتَّصِفُونَ بِهِ. وَالْعَزْمُ: نِيَّةٌ مُحَقَّقَةٌ عَلَى عَمَلٍ أَوْ قَوْلٍ دُونَ تَرَدُّدٍ[1].
قال ابن عبّاس: ذوو الحزم. ضحّاك: ذوو الجدّ والصّبر. القرظي: ذوو الرأي الصواب . ذكره الثعلبي في تفسيره [2]. وقال ابن الجوزي في تفسيره أي ذووا الحَزْم والصَّبْر [3].
قال الألوسي : والعزم يطلق على الجد والاجتهاد في الشيء وعلى الصبر عليه[4].
-ما يتضمنه الآية من معنى لدخول النبي صلى الله عليه تحت هذه الصفة :
وَهَذِهِ الْآيَةُ اقْتَضَتْ أَن مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أُولِي الْعَزْمِ لِأَنَّ تَشْبِيهَ الصَّبْرِ الَّذِي أُمِرَ بِهِ بِصَبْرِ أُولِي الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ يَقْتَضِي أَنَّهُ مِثْلُهُمْ لِأَنَّهُ ممتثل أَمر رَبِّهِ، فَصَبْرُهُ مَثِيلٌ لِصَبْرِهِمْ، وَمَنْ صَبَرَ صَبْرَهُمْ كَانَ مِنْهُمْ لَا مَحَالَةَ , ذكره ابن عاشور في تفسيره [5].
-نوع ( من ) في قوله (أولوا العزم من الرسل) :
القول الأول : أن من تبعيضية .
القول الثاني : أن من لبيان الجنس.
-من هم أولو العزم ؟
اختلف العلماء في بيان من هم أولوا العزم من الرسل اختلافا كثيرًا , ولبيان خلافهم وأقوالهم نقسم أقوالهم على قسمين :
-من قال بأن من في الآية للتبعيض اختلفوا على قسمين :
· القسم الأول من جعل التعيين بالصفة :
القول الأول: أنهم من امتحن في ذات الله في الدنيا بالمحن ولم تزدهم المحن إلا جدًا في أمر الله , كنوح وإبراهيم وموسى ومن أشبههم , قاله ابن جرير رحمه الله[6] .
القول الثاني : هم الّذين أمروا بالقتال، فأظهروا المكاشفة، وجاهدوا الكفرة بالبراءة، وجاهدوهم , ذكره الثعلبي عن الكلبي [7] وذكره الماوردي وابن الجوزي عن السدي والكلبي[8].
القول الثالث: أنهم العرب من الأنبياء , ذكره الماوردي وابن الجوزي عن مجاهد والشعبي[9].
القول الرابع: من لم تصبه فتنة من الأنبياء , ذكره الماوردي وابن الجوزي عن الحسن[10].
القول الخامس : من أصابه منهم بلاء بغير ذنب , ذكره الماوردي عن ابن جريج[11] .
القول السادس: أنهم أولوا الصبر الذين صبروا على أذى قومهم فلم يجزعوا , ذكره الماوردي[12].
فقد روي عن عائشة رضي الله عنها قوله صلى الله عليه وسلم :" يا عائشةُ إنَّ اللهَلميرضَمنأوليالعزمِمن الرُّسلِ إلَّا الصَّبرَ على مكروهِها والصَّبرَعنمحبوبِها , ثمَّلميرضَإلَّا أن كلَّفني ما كلَّفهم فقال تعالَى : فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوالْعَزْمِمِنَ الرُّسُلِ"[13]
· القسم الثاني من جعل تعيينهم بأسمائهم :
القول الأول : أنهم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم. رواه ابن جرير عن يونس قال: أخبرنا ابن وهب، قال: ثنى ثوابة بن مسعود، عن عطاء الخُراساني[14] وذكره عنه ابن عطية [15], وذكره الثعلبي في تفسيره [16] وذكره الماوردي عن ابن عباس ولم يذكر محمد صلى الله عليه وسلم [17] , وقال ابن الجوزي رواه الضحاك عن ابن عباس، وبه قال مجاهد، وقتادة، وعطاء الخراساني، وابن السائب[18].
القول الثاني : كلّ الأنبياء (عليهم السّلام) أولوا عزم، إلّا يونس، ألا ترى إنّ نبيّنا صلّى الله عليه وسلّم نهى عن أن يكون مثله، لخفّة وعجلة ظهرت منه حين ولّى من قومه مغاضبا. ذكره الثعلبي في تفسيره [19] وقال ابن عطية حكي عن أبي القاسم الحكيم[20].
القول الثالث : هم نجباء الرّسل المذكورون في سورة الأنعام وهم ثمانية عشر، وهو اختيار الحسين بن الفضل، قال: لقوله في عقبه: (أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ) ذكره الثعلبي في تفسيره [21] وذكره عنه ابن عطية [22].
القول الرابع : أُولُوا الْعَزْمِ ستّة: نوح صبر على أذى قومه فكانوا يضربونه حتّى يغشى عليه، وإبراهيم صبر على النّار، وإسحاق صبر على الذبح، ويعقوب صبر على فقد ولده وذهاب بصره، ويوسف صبر في البئر وفي السجن، وأيّوب صبر على ضرّه , ذكره الثعلبي وابن عطية عن مقاتل[23] .
القول الخامس :هم أربعة: إبراهيم، وموسى، وداود، وعيسى. ذكره الثعلبي عن الحسن البصري[24].
قال الحسن البصري: هم أربعة: إبراهيم، وموسى، وداود، وعيسى. فقال: إبراهيم فعزمه قيل له: أَسْلِمْ، قالَ: أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ. ثمّ ابتلي في ماله، وولده، ووطنه، ونفسه، فوجد صادقا وافيا في جميع ما أبتلي به، وأمّا موسى، فعزمه قوله حين قال له قومه: (إِنَّا لَمُدْرَكُونَ) قال:( كَلَّا إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ).
وأمّا داود، فعزمه أنّه أخطأ خطيئة، فنبّه عليها، فبلي أربعين سنة على خطيئته حتّى نبتت من دموعه شجرة، وقعد تحت ظلّها، وأمّا عيسى فعزمه أنّه لم يضع في الدّنيا لبنة على لبنة، وقال: إنّها معبر فاعبروها، ولا تعمروها. فكان الله تعالى يقول لرسوله صلّى الله عليه وسلّم: فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ أي كن صادقا فيما ابتليت به مثل صدق إبراهيم، واثقا بنصرة مولاك مثل ثقة موسى، مهتمّا لما سلف من هفواتك مثل اهتمام داود، زاهدا في الدنيا مثل زهد عيسى (عليه السّلام) [25].
القول السادس : عن أبي العالية في قوله: فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ، قال: كانوا ثلاثة: نوح، وإبراهيم، وهود، ومحمّد رابعهم، أمر أن يصبر كما صبروا, ذكره الثعلبي[26] والماوردي [27] وابن الجوزي [28].
القول السابع : أنهم إبراهيم وموسى وداود وسليمان وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم ,وذكره الماوردي وابن الجوزي عن السدي [29].
القول الثامن : أن منهم إسماعيل ويعقوب وأيوب , وليس منهم يونس ولا سليمان ولا آدم ,ذكره الماوردي وابن الجوزي عن ابن جريج [30].
-أما من قال بـأن من لبيان الجنس :
قالوا بأن المراد بأولي العزم من الرسل كل الرسل , فلم يتخذ الله رسولا إلا كان ذو عزم , وهذا قول ابن زيد رواه ابن جرير عن يونس عن ابن وهب عن ابن زيد [31] وذكره الثعلبي وقال هو اختيار علي بن مهدي الطبري والأنباري وقال به ابن زيد [32] وذكره الماوردي في تفسيره عن ابن زيد [33] وكذلك ابن عطية وقال : قال ابن زيد : . قال: والرسل كلهم أُولُوا الْعَزْمِ، ولكن قوله: كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ يتضمن رسلا وغيرهم، فبين بعد ذلك جنس الرسل خاصة تعظيما لهم، ولتكون القدوة المضروبة لمحمد عليه السلام أشرف[34] .
قال الألوسي : ومِنَ بيانية كما في قوله :( فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ )[35]. والجار والمجرور في موضع الحال من الرُّسُلِ فيكون أولو العزم صفة جميعهم، وإليه ذهب ابن زيد والجبائي وجماعة أي فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ الرسل المجدون المجتهدون في تبليغ الوحي الذين لا يصرفهم عنه صارف ولا يعطفهم عنه عاطف والصابرون على أمر الله تعالى فيما عهده سبحانه إليهم أو قضاه وقدره عز وجل عليهم بواسطة أو بدونها.
قال القاضي أبو محمد: وانظر أن النبي عليه السلام قال في موسى: «يرحم الله موسى، أوذي بأكثر من هذا فصبر»[36] ، ولا محالة أن لكل نبي ورسول عزما وصبرا[37].
الترجيح :
الراجح والله أعلم هو قول من قال بأن أولوا العزم خمسة وهم : نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام.
قال الشيخ الشنقيطي رحمه الله [38]:
اختلف العلماء في المراد بأولي العزم من الرسل اختلافًا كثيرًا , وأشهر الأقوال في ذلك أنهم خمسة وهم : نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام.
واعلم أن القول بأن المراد بأولي العزم جميع الرسل عليهم السلام , وأن لفظة من في قوله : ( من الرسل ) بيانية يظهر أنه خلاف التحقيق , كما دل على ذلك بعض الآيات القرآنية كقوله تعالى : ( فاصبر لحكم ربك ولاتكن كصاحب الحوت ) الآية .... , فأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم في آية القلم هذه بالصبر , ونهاه عن أن يكون مثل يونس لأنه هو صاحب الحوت , وكقوله (
وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا )
فآية القلم وطه المذكورتان كلتاهما تدل على أن أولي العزم من الرسل الذين أمر النبي صلى الله عليه وسلم بان يصبر كصبرهم ليسوا جميع الرسل , والعلم عند الله .
التفسير الإجمالي للآية :
قال الطبري رحمه الله في تفسيره [39]:
يقول الله تعالى لنبيه محمد صلّى الله عليه وسلّم مثبته على المضي لما قلّده من عبء الرسالة، وثقل أحمال النبوة صلّى الله عليه وسلّم، وآمره بالائتساء في العزم على النفوذ لذلك بأولي العزم من قبله من رسله الذين صبروا على عظيم ما لقوا من قومهم من المكاره، ونالهم فيه من الأذى والشدائد (فاصبر) يا محمد على ما أصابك في الله من أذى مكذبيك من قومك الذين أرسلناك إليهم بالإنذار (كما صبر أولو العزم) على القيام بأمر الله والانتهاء إلى طاعته من رسله الذين لم ينههم عن النفوذ لأمره ما نالهم فيه من شدة.
وقفات يسيرة مع الآية :
1- أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه بالصبر على ما يلاقيه من الأذى من كفار قريش وذكره بصبر الرسل عليهم السلام وبيان عاقبة الصابرين وهو الفوز والعزة والتمكين لكل من صبر لأجل الله .
2- في الآية درس لكل مؤمن يقوم بالدعوة إلى الله وتثبيت له على طريق الدعوة والصبر عليها لينال الأجر من الله سبحانه .
3- في قوله تعالى :(كما صبر أولوا العزم) تسلية لقلب رسول الله صلى الله عليه وقلب كل من كان على طريق الدعوة لأن مآل صبرهم وثباتهم كان النصر والفوز برضا الله وجناته .
[1] تفسير ابن عاشور (26 / 67) .
[2] تفسير الثعلبي (9 /24)
[3] زاد المسير (4 /114) .
[4]تفسير الألوسي (13 / 191).
[5] تفسير ابن عاشور (26 / 67) .
[6] تفسير الطبري (22/ 145)
[7] تفسير الثعلبي (9 / 25)
[8] تفسير الماوردي (5 / 288) , زاد المسير (4 / 114) .
[9] تفسير الماوردي (5 / 288) , زاد المسير (4 / 114) .
[10] تفسير الماوردي (5 / 288) , زاد المسير (4 / 114) .
[11] تفسير الماوردي (5 / 288).
[12] تفسير الماوردي (5 / 288).
[13] تخريج الإحياء الصفحة أو الرقم: 4/273 | خلاصة حكم المحدث : فيه مجالد مختلف في الاحتجاج به
[14] تفسير الطبري (22/ 145)
[15] تفسير ابن عطية ( 5 / 107) .
[16] تفسير الثعلبي (9 / 25)
[17] تفسير الماوردي (5 / 288).
[18] زاد المسير (4 /114) .
[19] تفسير الثعلبي (9 /24)
[20] تفسير ابن عطية ( 5 / 107) .
[21] تفسير الثعلبي (9 / 25)
[22] تفسير ابن عطية ( 5 / 107) .
[23] تفسير الثعلبي (9 / 25) , تفسير ابن عطية ( 5 / 107) .
[24] تفسير الثعلبي (9 / 25)
[25]تفسير الثعلبي (9 / 26)
[26] تفسير الثعلبي (9 / 26)
[27] تفسير الماوردي (5 / 288).
[28] زاد المسير (4 / 114) .
[29] تفسير الماوردي (5 / 288) , زاد المسير (4 / 114) .
[30] تفسير الماوردي (5 / 288) زاد المسير (4 / 114) .
[31] تفسير الطبري (22/ 145)
[32] تفسير الثعلبي (9 / 24) , زاد المسير (4 / 114) .
[33] تفسير الماوردي (5 / 288).
[34] تفسير ابن عطية (5 / 107) .
[35]سورة الحج (30)
[36]صحيح البخاري .
[37] تفسير ابن عطية (5 / 107)
[38] أضواء البيان (7 / 241) .
[39]تفسير الطبري (22 / 145).
ماكان باللون الأحمر لم أجد تصحيحًا ولا تضعيفًا لنسبة القول إلى الحسن البصري رحمه الله .
قائمة المراجع:
-القرآن الكريم
-أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن , محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي (المتوفى : 1393هـ), دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع بيروت – لبنان, 1415 هـ - 1995 مـ
-ا لتحرير والتنوير «تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد», محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي (المتوفى : 1393هـ) , الدار التونسية للنشر – تونس , 1984 هـ
-تفسير الماوردي = النكت والعيون , أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن حبيب البصري البغدادي، الشهير بالماوردي (المتوفى: 450هـ) , ت:السيد ابن عبد المقصود بن عبد الرحيم , دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان
-جامع البيان في تأويل القرآن , محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري (المتوفى: 310هـ), ت: أحمد محمد شاكر , مؤسسة الرسالة , الأولى، 1420 هـ - 2000 م.
-روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني , شهاب الدين محمود بن عبد الله الحسيني الألوسي (المتوفى: 1270هـ) , ت: علي عبد الباري عطية , دار الكتب العلمية – بيروت , الأولى، 1415 هـ
-زاد المسير في علم التفسير , جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ) ,ت:عبد الرزاق المهدي , دار الكتاب العربي – بيروت , الأولى - 1422 هـ
-صحيح البخاري , محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي ,ت: محمد زهير بن ناصر الناصر , دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي), الأولى، 1422هـ
-الكشف والبيان عن تفسير القرآن , أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي، أبو إسحاق (المتوفى: 427هـ) , ت: الإمام أبي محمد بن عاشور , دار إحياء التراث العربي، بيروت – لبنان , الطبعة: الأولى 1422، هـ - 2002 م
-المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز , أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن بن تمام بن عطية الأندلسي المحاربي (المتوفى: 542هـ , ت:عبد السلام عبد الشافي محمد , دار الكتب العلمية – بيروت , الأولى - 1422 هـ