دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > إدارة برنامج إعداد المفسر > البحوث التفسيرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 5 رمضان 1436هـ/21-06-2015م, 07:13 AM
مها الحربي مها الحربي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 461
افتراضي بحث في تفسير الآيتين 153//154 من سورة البقره

بحث في تفسير الآيتين {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154) )

أسباب النزول:
سبب نزول الأيه {يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين}


قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين}
أخرج عبد بن حميد من طريق شيبان بن قتادة قال: (لما احتج مشركو قريش بانصراف النبي إلى الكعبة فقالوا سيرجع إلى ديننا كما رجع إلى قبلتنا أنزل الله تعالى في ذلك كله {يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين}))

سبب نزول قول الله تعالى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154)}
1/قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وَلا تَقولوا لِمَن يُقتَلُ في سَبيلِ اللهِ أَمواتٌ} الآية.
نزلت في قتلى بدر من المسلمين، وكانوا بضعة عشر رجلاً؛ ثمانية من الأنصار، وستة من المهاجرين، وذلك أن الناس كانوا يقولون للرجل يقتل في سبيل الله مات فلان وذهب عنه نعيم الدنيا ولذتها؛ فأنزل الله هذه الآية). [أسباب النزول: 40-41]
2/قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات}
قال الواحدي: (نزلت في قتلى بدر من المسلمين، وكانوا بضعة عشر رجلاً؛ ثمانية من الأنصار، وستة من المهاجرين، وذلك أن الناس كانوا يقولون للرجل يقتل في سبيل الله مات فلان وذهب عنه نعيم الدنيا ولذتها؛ فنزلت).
قلت: كذا ذكره الثعلبي بغير إسناد، ووجدته في تفسير مقاتل بن سليمان به وزيادة أن سمى الستة من المهاجرين وهم عبيدة بن الحارث وعمير بن أبي وقاص وذو الشمالين بن عبد عمرو وعاقل بن البكير ومهجع مولى عمر وصفوان بن بيضاء وسمى الثمانية من الأنصار وهم سعد بن خيثمة ومبشر ابن عبد المنذر وحارثة بن سراقة وعوف ومعوذ ابنا عفراء وهي أمهما واسم أبيهما الحارث بن مالك ويزيد بن الحارث وعمير بن الحمام ورافع بن المعلى.
وذكره الماوردي مختصرا ولفظه: "وسبب ذلك أنهم كانوا يقولون لقتلى بدر وقتلى أحد مات فلان مات فلان فنزلت".
وحكى ابن عطية في سببها: أن المؤمنين صعب عليهم فراق إخوانهم وقراباتهم فنزلت مسلية لهم تعظم منزلة الشهداء فصاروا مغبوطين لا محزونا لهم.). [العجاب في بيان الأسباب: 1/403-405]
3/قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (قوله تعالى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ}
أخرج ابن منده في معرفة الصحابة من طريق السدي الصغير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: قتل تميم بن الحمام ببدر، وفيه وفي غيره نزلت {ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات} الآية
قال أبو نعيم: اتفقوا على أنه عمير بن الحمام، وأن السدي صحفه). [لباب النقول: 27]

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) }
تعلق الآيه بماقبلها :

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : لمّا فرغ تعالى من بيان الأمر بالشّكر شرع في بيان الصّبر، والإرشاد إلى الاستعانة بالصّبر والصّلاة، فإنّ العبد إمّا أن يكون في نعمةٍ فيشكر عليها، أو في نقمةٍ فيصبر عليها؛ كما جاء في الحديث: «عجبًا للمؤمن. لا يقضي اللّه له قضاءً إلّا كان خيرًا له: إن أصابته سرّاء، فشكر، كان خيرًا له؛ وإن أصابته ضرّاء فصبر كان خيرًا له».

المسائل التفسيريه:
المراد من تخصيص هذا الأمر :
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : هذه الآية حضٌّ من اللّه تعالى ذكره على طاعته واحتمال مكروهها على الأبدان والأموال، فقال: يا أيّها الّذين آمنوا استعينوا بالصّبر والصّلاة على القيام بطاعتي وأداء فرائضي في ناسخ أحكامي والانصراف عمّا أنسخه منها إلى الّذي أحدثه لكم من فرائضي وأنقلكم إليه من أحكامي والتّسليم لأمري فيما آمركم به في حين إلزامكم حكمه والتّحوّل عنه بعد تحويلي إيّاكم عنه، وإن لحقكم في ذلك مكروهٌ من مقالة أعدائكم من الكفّار تحدل منهم لكم الباطل، أو مشقّةٍ على أبدانكم في قيامكم به أو نقصٍ في أموالكم وعلى جهاد أعدائكم وحربهم في سبيلي بالصّبر منكم لي على مكروه ذلك ومشقّته عليكم، واحتمال عبئه وثقله، وبالعزاء منكم عمن قتل فى سبيلى، ثمّ بالفزع منكم فيما ينوبكم من مفظّعات الأمور إلى الصّلاة لي، فإنّكم بالصّبر على المكاره تدركون مرضاتي، وبالصّلاة لي تستنجحون طلباتكم قبلي وتدركون حاجاتكم عندي، فإنّي مع الصّابرين على القيام بأداء فرائضي وترك معاصي أنصرهم وأرعاهم، وأكلؤهم حتّى يظفروا بما طلبوا وأمّلوا قبلي؛

المراد من قوله تعالى {واستعينوا بالصّبر والصّلاة}؟
1/قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : كما حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا آدم، قال: حدّثنا أبو جعفرٍ، عن الرّبيع، عن أبي العالية، في قوله: {واستعينوا بالصّبر والصّلاة} يقول: «استعينوا بالصّبر والصّلاة على مرضاة اللّه، واعلموا أنّهما من طاعة اللّه».
2/قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : حدّثت عن عمّارٍ، قال: حدّثنا ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع، قوله: «{يا أيّها الّذين آمنوا استعينوا بالصّبر والصّلاة} اعلموا أنّهما عونٌ على طاعة اللّه».
3/ قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): بالثبات على ما أنتم عليه, وإن نالكم فيه مكروه في العاجل، فإن الله مع الصابرين ومعنى: استعينوا بالصلاة، أي: أنكم إذا صليتم , تلوتم في صلاتكم ما تعرفون به فضل ما أنتم عليه, فكان ذلك لكم عوناً
4/ قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : أنهما رادعان عن المعاصي.
5/ قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : بيّن تعالى أنّ أجود ما يستعان به على تحمّل المصائب الصّبر والصّلاة، كما تقدّم في قوله: {واستعينوا بالصّبر والصّلاة وإنّها لكبيرةٌ إلا على الخاشعين}وفي الحديث كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا حزبه أمرٌ صلّى

معنى معية الله في قوله تعالى: {إنّ اللّه مع الصّابرين}؟
1/ قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : فإنّ اللّه ناصره وظهيره وراضٍ بفعله، كقول القائل: افعل يا فلان كذا وأنا معك، يعني إنّي ناصرك على فعلك ذلك ومعينك عليه)
2/قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): إن اللّه معهم أي يظهر دينه على سائر الأديان.
لأن من كان الله معه , فهو الغالب, كما قال عزّ وجلّ: {فإنّ حزب اللّه هم الغالبون}.
3/ قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : معناه بمعونته وإنجاده ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت: «اهجهم وروح القدس معك»، وكما قال: «ارموا وأنا مع بني فلان»، الحديث). [المحرر الوجيز: 1/ 385]

معنى الصبر:
1/قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): حدّثنا أبي، ثنا عبدة بن سليمان المروزيّ، أنبأ ابن المبارك، أنبأ ابن لهيعة، عن عطاء بن دينارٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: «الصّبر اعتراف العبد للّه بما أصاب منه، واحتسابه عند اللّه رجاء ثوابه، وقد يجزع الرّجل وهو متجلّدٌ لا يرى منه إلّا الصّبر» وكذا ذكره ابن كثير في تفسيره
2/ قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : «الصبر»: الصوم، ومنه قيل لرمضان: شهر الصبر

أنواع الصبر:
1/قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): حدّثنا عليّ بن الحسين بن الجنيد، ثنا هارون بن سعيدٍ الأيليّ، ثنا ابن وهبٍ، قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم يقول: «الصّبر في بابين، الصّبر للّه بما أحبّ وإن ثقل على الأنفس والأبدان، والصّبر للّه عمّا كره، وإن نازعت إليه الأهواء، فمن كان هكذا فهو من الصّابرين الّذين يسلّم عليهم إن شاء اللّه».
2/قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : الصّبر صبران، فصبرٌ على ترك المحارم والمآثم وصبرٌ على فعل الطّاعات والقربات. والثّاني أكثر ثوابًا لأنّه المقصود. كما قال عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم: «الصّبر في بابين، الصّبر للّه بما أحبّ، وإن ثقل على الأنفس والأبدان، والصّبر للّه عمّا كره وإن نازعت إليه الأهواء. فمن كان هكذا، فهو من الصّابرين الّذين يسلّم عليهم، إن شاء اللّه»

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154) }
تعلق الآيه بما قبلها:

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل اللّه أمواتٌ بل أحياءٌ ولكن لا تشعرون}:
يعني بذلك: يا أيّها الّذين آمنوا استعينوا بالصّبر على طاعتي في جهاد عدوّكم وترك معاصي وأداء سائر فرائضي عليكم، ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل اللّه هو ميّتٌ، فإنّ الميّت من خلقي من سلبته حياته وأعدمته حواسّه، فلا يلتذّ لذّةً ولا يدرك نعيمًا؛ فإنّ من قتل منكم ومن سائر خلقي في سبيلي أحياءٌ عندي في حبرةٍ ونعيمٍ وعيشٍ هنيٍّ ورزقٍ سنيٍّ، فرحين بما آتيتهم من فضلي وحبوتهم به من كرامتي.

المسائل التفسيريه:
من المقصود باللذين قتلوا في سبيل الله؟

1/ قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه بن بكيرٍ، حدّثني عبد اللّه بن لهيعة، حدّثني عطاء بن دينارٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، في قول اللّه تعالى: «{ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل اللّه} يعني: الّذين قتلوا في طاعةٍ اللّه في قتال المشركين» ). [تفسير القرآن العظيم: 1/ 262]
2/ قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن حبير في قوله: {لمن يقتل في سبيل الله} قال: «في طاعة الله في قتال المشركين».

كيف يكون الموت حياه للشهيد ونحن نراه جثه؟
1/قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): مثل ما يراه الإنسان في منامه، وجثته غير متصرفة على قدر ما يرى ,واللّه عزّ وجلّ قد توفى نفسه في نومه , فقال تعالى:
{اللّه يتوفّى الأنفس حين موتها والّتي لم تمت في منامها}, وينتبه المنتبه من نومه , فيدركه الانتباه , وهو في بقية من ذلك، فهذا دليل أن أرواح الشهداء جائز أن تفارق أجسامهم، وهم عند اللّه أحياء، فالأمر فيمن قتل في سبيل الله لا يجب أن يقال له : ميت , لكن يقال له: شهيد , وهو عند الله حي.
2/ قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): لا تقولوا هم أموات في دينهم، بل قولوا : إنهم أحياء في دينهم.
* قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): والقول الأول أشبه بالدين, وألصق بالتفسير

كيف تكون أرواح الشهداء؟
1/قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (نا معمر عن قتادة في قوله تعالى: {ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء} قال: «إن أرواح الشهداء في صور طير بيض»). [تفسير عبد الرزاق: 1/ 63]
2/قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر وقال الكلبي: «في صور طير خضر تأكل من ثمار الجنة وتأوي إلى قناديل تحت العرش»). [تفسير عبد الرزاق: 1/ 63]
3/قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (نا معمر عن الزهري عن ابن كعب بن مالك أن النبي قال: «إن نسمة المسلم طير يعلق في شجرة الجنة حتى يرجعها الله إلى جسده»). [تفسير عبد الرزاق: 1/ 63]
4/قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع، في قوله: {ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل اللّه أمواتٌ بل أحياءٌ} قال: «أحياءٌ في صور طيرٍ خضرٍ يطيرون في الجنّة حيث شاءوا منها يأكلون من حيث شاءوا»
5/قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحيم بن سليمان، وعبدة بن سليمان، عن محمّد بن إسحاق، عن الحارث بن فضيلٍ، عن محمود بن لبيدٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «الشّهداء على بارقٍ - نهرٍ بباب الجنّة - في قبّةٍ خضراء» وقال عبدة: «في روضةٍ خضراء، يخرج عليهم رزقهم من الجنّة بكرةً وعشيًّا».
6/ قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا جابر بن نوحٍ، عن الإفريقيّ، عن ابن يسارٍ السّلميّ أو أبي بشّارٍ، شكّ أبو جعفرٍ قال: «أرواح الشّهداء في قبابٍ بيضٍ من قباب الجنّة في كلّ قبّةٍ زوجتان، رزقهم في كلّ يومٍ طلعت فيه الشّمس ثورٌ، وحوتٌ، فأمّا الثّور ففيه طعم كلّ ثمرةٍ في الجنّة، وأمّا الحوت ففيه طعم كلّ شرابٍ في الجنّة»
7/ قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): حدّثنا أبو زرعة، ثنا هنّاد بن السّريّ، ثنا إسماعيل بن المختار، عن عطيّة العوفيّ، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «إنّ أرواح الشّهداء في طيرٍ خضرٍ، ثمّ يكون مأواها إلى قناديل معلّقةٍ بالعرش، فيقول الرّبّ تبارك وتعالى: هل تعلمون كرامةً أكرم من كرامةٍ أكرمتموها؟ فيقولون: لا. إلا أنّا وددنا أنّك أعدت أرواحنا في أجسادنا حتّى نقاتل مرّةً أخرى في سبيلك».
8/ قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : أخرج ابن أبي شيبة في المصنف، وابن جرير عن عكرمة في قوله تعالى: {ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات} الآية، قال: «أرواح الشهداء طير بيض فقاقيع في الجنة».
9/ قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : أخرج عبد الرزاق في المصنف عن عبد الله بن كعب بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أرواح الشهداء في صور طير خضر معلقة في قناديل الجنة حتى يرجعها الله يوم القيامة»
10/ قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك أن أرواح الشهداء في حواصل طير خضر تعلق من ثمر الجنة، وروي أنهم في قبة خضراء، وروي أنهم في قناديل من ذهب، إلى كثير من هذا، ولا محالة أنها أحوال لطوائف أو للجميع في أوقات متغايرة، وجمهور العلماء على أنهم في الجنة، ويؤيده قول النبي صلى الله عليه وسلم لأم حارثة: «إنه في الفردوس»، وقال مجاهد: «هم خارج الجنة ويعلقون من شجرها»،

المقصود بالرزق:
1/قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :كما حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {بل أحياءٌ عند ربّهم يرزقون} قال: «يرزقون من ثمر الجنّة ويجدون ريحها وليسوا فيها».
2/ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: «يقول هم أحياء عند ربهم يرزقون من ثمرة الجنة ويجدون ريحها وليسوا فيها»).[تفسير مجاهد: 92]

سبب تخصيص الخبر عن المقتول في سبيل اللّه الّذي لم يعمّ به غيره؟
1/قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :تظاهرت الأخبار عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه وصف حال المؤمنين والكافرين بعد وفاتهم، فأخبر عن المؤمنين أنّهم يفتح لهم من قبورهم أبوابٌ إلى الجنّة يتنسمّون منها روحها، ويستعجلون اللّه قيام السّاعة ليصيروا إلى مساكنهم منها ويجمع بينهم وبين أهاليهم وأولادهم فيها، وعن الكافرين أنّه يفتح لهم من قبورهم أبوابٌ إلى النّار ينظرون إليها ويصيبهم من نتنها ومكروهها، ويسلّط عليهم فيها إلى قيام السّاعة من يقمعهم فيها ويسألون اللّه فيها تأخير قيام السّاعة حذارًا من المصير إلى ما أعدّ اللّه لهم فيها من أشباه ذلك من الأخبار. فإذا كانت الأخبار بذلك متظاهرةً عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فما الّذي خصّ به القتيل في سبيل اللّه ممّا لم يعمّ به سائر البشر غيره من الحياة وسائر الكفّار والمؤمنين غيره أحياءٌ في البرزخ، أما الكفّار فمعذّبون فيه بالمعيشة الضّنك، وأمّا المؤمنون فمنعّمون بالرّوح والرّيحان ونسيم الجنان؟
قيل: إنّ الّذي خصّ اللّه به الشّهداء في ذلك وأفاد المؤمنين بخبره عنهم تعالى ذكره إعلامه إيّاهم أنّهم مرزوقون من مآكل الجنّة ومطاعمها في برزخهم قبل بعثهم، ومنعّمون بالّذي ينعم به داخلوها بعد البعث من سائر البشر من لذيذ مطاعمها الّتي لم يعطها اللّه أحدًا غيرهم في برزخه قبل مبعثه.
فذلك هو الفضيلة الّتي فضلّهم بها وخصّهم بها من غيرهم، والفائدة الّتي أفاد المؤمنين بالخبر عنهم، فقال تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: {ولا تحسبنّ الّذين قتلوا في سبيل اللّه أمواتًا بل أحياءٌ عند ربّهم يرزقون فرحين بما آتاهم اللّه من فضله}. وبمثل الّذي قلنا جاء الخبر عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وقال ابن كثير في هذه الآيه دلالةٌ لعموم المؤمنين أيضًا، وإن كان الشّهداء قد خصّصوا بالذّكر في القرآن، تشريفًا لهم وتكريمًا وتعظيمًا
2/قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :إنّ المقصود بذكر الخبر عن حياتهم إنّما هو الخبر عمّا هم فيه من النّعمة، ولكنّه تعالى ذكره لمّا كان قد أنبأ عباده عمّا قد خصّ به الشّهداء في قوله: {ولا تحسبنّ الّذين قتلوا في سبيل اللّه أمواتًا بل أحياءٌ عند ربّهم يرزقون} وعلموا حالهم بخبره ذلك، ثمّ كان المراد من اللّه تعالى ذكره في قوله: {ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل اللّه أمواتٌ بل أحياءٌ} نهى خلقه عن أن يقولوا للشّهداء أنّهم موتى، ترك إعادة ذكر ما قد بيّن لهم من خبرهم..

المراد من {ولكن لا تشعرون}؟
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :ولكنّكم لا ترونهم فتعلموا أنّهم أحياءٌ، وإنّما تعلمون ذلك بخبري إيّاكم به.

المسائل الاستطراديه:
خصال المجاهد في سبيل الله؟

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :حدّثنا بشر بن معاذٍ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: «{ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل اللّه أمواتٌ بل أحياءٌ ولكن لا تشعرون} كنّا نحدّث أنّ أرواح الشّهداء تعارف في طير بيضٍ يأكلن من ثمار الجنّة، وأنّ مساكنهم السدرة، وأنّ للمجاهد في سبيل اللّه ثلاث خصلات من الخير: من قتل في سبيل اللّه منهم صار حيًّا مرزوقًا، ومن غلب آتاه اللّه أجرًا عظيمًا، ومن مات رزقه اللّه رزقًا حسنًا».وكذا قال السيوطي في تفسيره

أمنية الشهيد بعد مايرى النعيم الذي أعد له؟
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : أخرج النسائي والحاكم وصححه عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يؤتى بالرجل من أهل الجنة فيقول الله له: يا ابن آدم كيف وجدك منزلك فيقول: أي رب خير منزل، فيقول: سل وتمن، فيقول: وما أسألك وأتمنى أسألك أن تردني إلى الدنيا فأقتل في سبيل الله عشر مرات لما يرى من فضل الشهادة»). [الدر المنثور: 2/ 69- 72]

المسائل اللغويه:
نوع {يا أيّها} ؟

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): نداء مفرد مبهم

موضع (الذين)؟
1/ {الذين} في موضع رفع صفة لـ{أيّها}, هذا مذهب الخليل, وسيبويه
2/أما مذهب الأخفش, فالذين صلة لأي , وموضع الذين رفع بإضمار الذكر العائد على أي , كأنّه على مذهب الأخفش بمنزلة قولك: يا من الذين، أي: يا من هم الذين.
و " ها " لازمة لأي عوض عما حذف منها للإضافة، وزيادة في التنبيه.

الرفع في (أموات):
لا يجوز في الأموات النصب؛ لأن القول لا يقع على الأسماء إذا أضمرت وصوفها , أو أظهرت

نوع( لا ) في (لاتقولوا )؟
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): لا تقولوا هم أموات، فنهاهم اللّه أن يسمّوا من قتل في سبيل الله ميتاً, وأمرهم بأن يسموهم شهداء فقال:{بل أحياء عند ربّهم يرزقون}, فأعلمنا أن من قتل في سبيل اللّه حي.


الأثار والأحاديث:
*نا معمر عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أمه أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط وكانت من المهاجرات الأول في قوله: {استعينوا بالصبر والصلاة} قال: «غشي على عبد الرحمن بن عوف عشية ظنوا أن نفسه فيها، فخرجت امرأته أم كلثوم إلى المسجد تستعين بما أمرت أن تستعين من الصبر والصلاة قال: فلما أفاق قال: أغشي علي؟، قالوا: نعم، قال: صدقتم، إنه أتاني ملكان في غشيتي هذه فقالا انطلق نحاكمك إلى العزيز الأمين، قال: فانطلقا بي فلقيهما ملك آخر فقال: أين تريدان؟، قالا: نحاكمه إلى العزيز الأمين، قال: فأرجعاه فإن هذا ممن كتبت لهم السعادة وهم بطون أمهاتهم وسيمتع الله به بنيه ما شاء الله قال: فعاش شهرا ثم مات»). [تفسير عبد الرزاق: 1/ 62-63]
*حدّثنا سعيدٌ، قال: نا هشيم، نا خالد بن صفوان، قال حدّثني زيد بن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قال: «نعي إليه ابنٌ له وهو يسير في سفرٍ، فنزل فصلّى ركعتين، ثمّ استرجع، ثمّ قال: فعلنا كما أمرنا اللّه عزّ وجلّ، ثمّ تلا هذه الآية: {استعينوا بالصّبر والصّلاة}»). [سنن سعيد بن منصور: 2/ 632-634]
*حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا الهيثم بن يمان، ثنا بن هارون، ثنا أبو حمزة الثّماليّ، عن عليّ بن الحسين قال: «إذا جمع اللّه الأوّلين والآخرين، ينادي منادٍ: أين الصّابرون، ليدخلوا الجنّة قبل الحساب، قال: فيقوم عنقٌ من النّاس، فتلقّاهم الملائكة فيقولون: إلى أين يا بني آدم؟، فيقولون: إلى الجنّة، قالوا: وقبل الحساب؟، قالوا نعم، قالوا: ومن أنتم؟، قالوا: الصّابرون، قالوا: وما كان صبركم؟، قالوا: صبرنا على طاعة اللّه، وصبرنا عن معصية اللّه، حتّى توفّانا اللّه، قالوا: أنتم كما قلتم ادخلوا الجنّة فنعم أجر العاملين».
*أخبرني إسماعيل بن محمّد بن الفضل بن محمّدٍ، ثنا جدّي، ثنا عمرو بن عونٍ الواسطيّ، ثنا هشيمٌ، أنبأ خالد بن صفوان، عن زيد بن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: «جاءه نعي بعض أهله، وهو في سفرٍ، فصلّى ركعتين، ثمّ قال: فعلنا ما أمر اللّه: {استعينوا بالصّبر والصّلاة}». هذا حديثٌ صحيح الإسناد، ولم يخرّجاه ). [المستدرك: 2/ 296] (م)
*قال عليّ بن الحسين زين العابدين: «إذا جمع اللّه الأوّلين والآخرين ينادي منادٍ: أين الصّابرون ليدخلوا الجنّة قبل الحساب؟ قال: فيقوم عنق من النّاس، فتتلقّاهم الملائكة، فيقولون: إلى أين يا بني آدم؟ فيقولون: إلى الجنّة. فيقولون: وقبل الحساب؟ قالوا: نعم، قالوا: ومن أنتم؟ قالوا: الصّابرون، قالوا: وما كان صبركم؟ قالوا: صبرنا على طاعة اللّه، وصبرنا عن معصية اللّه، حتّى توفّانا اللّه. قالوا: أنتم كما قلتم، ادخلوا الجنّة، فنعم أجر العاملين».تفسير ابن كثير
*«إنّ أرواح الشّهداء في حواصل طيرٍ خضرٍ تسرح في الجنّة حيث شاءت ثمّ تأوي إلى قناديل معلّقة تحت العرش، فاطّلع عليهم ربّك اطّلاعة، فقال: ماذا تبغون؟ فقالوا: يا ربّنا، وأيّ شيءٍ نبغي، وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدًا من خلقك؟ ثمّ عاد إليهم بمثل هذا، فلمّا رأوا أنّهم لا يتركون من أن يسألوا، قالوا: نريد أن تردّنا إلى الدّار الدّنيا، فنقاتل في سبيلك، حتّى نقتل فيك مرّةً أخرى؛ لما يرون من ثواب الشّهادة -فيقول الرّبّ جلّ جلاله: إنّي كتبت أنّهم إليها لا يرجعون». تفسير ابن كثير

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تجب, في


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:36 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir