فهرسة مسائل رفع القرآن آخر الزمان
.
1. معنى رفع القرآن في آخر الزمان .
.
· المعنى الأول :ذهاب الوحي و رجوعه إلى مُنزله جل وعلا فهو كلام الله ليس بباين منه . وهذا المعنى مفهوم من قول السلف:"إليه يعود" ، كما قال الإمام أحمد -رحمه الله- : (مِنْهُ بَدَأَ وَإِلَيْهِ يَعُودُ) أَيِ اللَّهُ المُتَكَلِّمُ بِالقُرْآنِ ابْتِدَاءً حَقِيقَةً وَإِلَيْهِ يَعُودُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ.
رواه الفياض في الروضة الندية شرح العقيدة الواسطية ،و أورده اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ، وذكر نحوه ابن بطة الحنبلي في الإبانة الكبرى والشيباني في السنة .
[ لا يلزمكِ عزو أثر الإمام أحمد ، ولكن إذا علمت مصدر قوله فيمكننا قول : قال الإمام أحمد في كتاب كذا ..
بالنسبة للعزو ، أرجو أن تراجعي تاريخ وفاة من أوردتهم في العزو ، تجدينه في موضوع الجمهرة بجانب الاسم ( ت : ... ) وسأبين لكِ أدناه التفصيل بإذن الله ].
· المعنى الثاني : أن يسرى على القرآن في ليلةٍ فلا يبقى في الأرض منه آيةٌ حيث يرفع من المصاحف و الصدور ، كما يبعث الله ريحا طيبة تقبض أرواح المؤمنين .واستُدلّ لذلك بأثر ابن مسعود رضي الله عنه حيث قال :"يسرى عليه ليلا فيذهب ما في قلوبكم ، ويرفع ما في المصاحف ، ثم قرأ عبد الله" :{ولئن شئنا لنذهب بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك به عليناوكيلا }. و زاد فيروايةقال:" يبعث اللّه ريحًا طيّبةً فتكفت كلّ مؤمنٍ".
رواه ابن أبي شيبة في مصنفه . و أورد نحوه سعيد بن منصور في سننه و ابن مَنْدَهْ العَبْدي في كتاب التوحيد و اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعةو ابن بطة الحنبلي في الإبانة الكبرى و الرشيد في التنبهيات السنية على العقيدة الواسطية و الفياض في الروضة الندية.
[ كلا المعنيين متلازمين ، فهو يسرى به ليلا فيرفع من الصدور والمصاحف ، وبهذا يعود إلى الله عز وجل ]
.
2. الأدلة على رفع القرآن في آخر الزمان .
.
ورد في ذلك أدلة كثيرة نذكر أهمها :
· عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((يسرى على كتاب الله في ليلةٍ فلا يبقى في الأرض منه آيةٌ، ويبقى طوائف من النّاس الشّيخ الكبير، والعجوز الكبيرة، يقولون: أدركنا آباءنا على هذه الكلمة لا إله إلاّ الله،فنحن نقولها)).رواه ابن مَنْدَهْ العَبْدي في كتاب التوحيد .
.
· ما روي عن عبد الله بن مسعود يقول: "أول ما تفقدون من دينكم الأمانة , وآخر ما يبقى الصلاة , وإن هذا القرآن الذي بين أظهركم أوشك أن يرفع".
قالوا: وكيف وقد أثبتهالله في قلوبنا , وأثبتناه في المصاحف.
قال: "يسرى عليه ليلا فيذهب ما في قلوبكم , ويرفع ما في المصاحف , ثم قرأ عبد الله:{ولئن شئنا لنذهب بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلا}" ). [
رواه سعيد بن منصور في سننه وابن أبي شبية ذكره -من طريق أخرى- في مصنفه . وذكر نحوه ابن مَنْدَهْ العَبْدي في كتاب التوحيد و اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ، و ابن بطة الحنبلي في الإبانة الكبرى ، و الرشيد في التنبهيات السنية على العقيدة الواسطية ، و الفياض في الروضة الندية.
[ الأدلة أنواع :
1: الآيات القرآنية
2: الأحاديث النبوية
3: الآثار عن الصحابة
4: الآثار عن التابعين
5: الإجماع
في هذا الموضوع وردت أدلة من كل نوع تقريبًا ومن تمام التلخيص ترتيبها بهذه الطريقة وتوضيحها ]
.
3. الإيمان برفع القرآن آخر الزمان .
- الإيمان برفع القرآن في آخر الزمان من الإيمان بالله وكتبه ، كما قال ابن تيمية في العقيدة الواسطية:"ومِن الإِيمانِ باللهِ وكُتُبِهِ الإِيمانُ بأَنَّ القرآنَ: كَلامُ اللهِ، مُنَزَّلٌ، غَيْرُ مَخْلوقٍ،منهُ بَدَأَ، وإِليهِ يَعودُ" . ذكر نحوه الفياض في الروضة الندية شرح العقيدة الواسطية .
[ الفياض يشرح العقيدة الواسطية ، والواسطية لابن تيمية ، فلست بحاجة لقول ذكر نحوه ... ؛ لأنه أمر طبيعي أن يبين في شرحه على كلام ابن تيمية نفس المعنى ]
.
4. رفع القرآن آخر الزمان من أشراط الساعة .
.
-لا تقوم الساعة حتى يعود القرآن إلى الله عزوجل في آخر الزمان وهذا أشراط الساعة الكبار.روي عَن ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَرْجِعَ القُرْآنُ مِن حَيْثُ جَاءَ فَيَكُونُ لهُ دَوِيٌّ حَوْلَ العَرْشِ كَدَوِيِّ النَّحْلِ فَيَقُول ُالرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: مَا لكَ ؟ فَيَقُولُ: مِنْكَ خَرَجْتُ وَإِلَيْك عُدْتُ،أُتْلَى فَلا يُعْمَلُ بِي عِنْدَ ذَلكَ رُفِعَ القُرْآنُ" .رواه الفياض في الروضة الندية شرح العقيدة الواسطية .
.
5. أسباب رفع القرآن آخر الزمان .
.
· بسبب أنه في آخر الزمان يبلى الإسلام كما يبلى الثّوب الخلق حتى ما يدرى ما صلاة وما صيام و ما صدقة ، و لا يُعمل بالقرآن و يقرأ النّاس القرآن لا يجدون له حلاوة -نسأل الله السلامة-.
- فعن حذيفة رضي الله عنه قال: "يوشك أن يبلى الإسلام كما يبلى الثّوب الخلق، ويقرأ النّاس القرآن لا يجدون له حلاوةً فيبيتون ليلةً ويصبحون وقد أسري بالقرآن، وما كان قبله من كتابٍ حتّى ينزع من قلب شيخٍ وعجوزٍ كبيرةٍ، فلا يعرفون وقت صلاةٍ، ولا صيامٍ، ولا نسكٍ، ولا شيءٍ ممّا كانوا عليه".رواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة .
.
-وأَخْرَجَ ابْنُ مَاجَةَ بِسَنَدٍ قَوِيٍّ وَالحَاكِمُ والبَيْهقيُّ وَالضِّيَاءُ عَن حُذَيْفَةَ": يَدْرُسُ الإِسْلامُ كَمَا يَدْرُسُ وَشْيُ الثَّوْبِ حَتَّىمَا يُدْرَى مَا صِيَامٌ وَلا صَلاةٌ وَلا صَدَقَةٌ وَلا نُسُكٌ، وَيُسْرَى عَلَى كِتَابِ اللَّهِ فِي ليْلَةٍ فَلا يَبْقَى فِي الأَرْضِ مِنْهُ آيَةٌ وَتَبْقَى طَوَائِفُ مِن النَّاسِ الشَّيْخُ الكَبِيرُ وَالعَجُوزُ يَقُولُونَ أَدْرَكْنَا آبَاءَنَا عَلَى هَذِهِ الكَلمَةِ فَنَحْنُ نَقُولُهَا." رواه الفياض في الروضة الندية شرح العقيدة الواسطية . [ ومن الأسباب ما ذكرته في العنصر السابق : " أُتلى فلا يُعمل بي فعند ذلك رفع القرآن " ]
.
6. آثار رفع القرآن في آخر الزمان .
.
· تبقى طوائف من الشيوخ لا تذكر منه شيئاً إلا كلمة التوحيد . واستُدلّ لذلك بأثر ابن مسعود وأبي هريرة وغيرهما.
- فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((يسرى على كتاب الله في ليلةٍ فلا يبقى في الأرض منه آيةٌ، ويبقى طوائف من النّاس الشّيخ الكبير، والعجوز الكبيرة، يقولون: أدركنا آباءنا على هذه الكلمة لا إله إلاّ الله،فنحن نقولها)).رواه ابن مَنْدَهْ العَبْدي في كتاب التوحيد .
.
- وروى محمد بن الحسين بن يعقوب: عن عليٌّ: "يذهب النّاس حتّى لا يبقى أحدٌ يقول لا إله إلّا اللّه، فإذا فعلوا ذلك ضرب يعسوب الدّين ذنبه فيجتمعون إليه من أطراف الأرض كما يجمع قرع الخريف. ثمّ قال عليٌّ: إنّي لأعرف اسم أميرهم ومناخ ركابهم، يقولون: القرآن مخلوقٌ. وليس بخالقٍ ولا مخلوقٍ، ولكنّه كلام اللّه، منه بدأ وإليه يعود. رواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة .وذكر نحوه الفياض في الروضة الندية شرح العقيدة الواسطية .
.
· يصبح الناس منه فقراء كما جاء في أثر ابن مسعود رضي الله عنه.
· يصبح الناس كأمثال البهائم لا يعرفون ما صلاة وما صيام وما نسك.كما جاء في أثر حذيفة رضي الله عنه حيث قال: "يوشك أن يبلى الإسلام كمايبلى الثّوب الخلق، ويقرأ النّاس القرآن لا يجدون له حلاوةً فيبيتون ليلةً ويصبحون وقد أسري بالقرآن، وما كان قبله من كتابٍ حتّى ينزع من قلب شيخٍ وعجوزٍ كبيرةٍ، فلايعرفون وقت صلاةٍ، ولا صيامٍ، ولا نسكٍ، ولا شيءٍ ممّا كانوا عليه".رواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة .
.
· يتسافد الناس تسافد الحمير ولا يصدقون حديثاً ، وهذا ما رواه إبراهيم رحمه الله فقد قال :
"يسرى بالقرآن ليلا فيرفع من أجواف الرجال فيصبحون : ولا يصدقون حديثا , ولا يصدقون النساء , يتسافدون تسافد الحمير , فيبعث الله ريحا فتقبض روح كل مؤمن".
.
رواه سعيد بن منصور في سننه .