دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15 صفر 1436هـ/7-12-2014م, 08:40 PM
سها حطب سها حطب غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 447
افتراضي

فهرسة مسائل أحكام المصاحف

المطلوب الثاني تلخيص درس:
ترتيب المصحف

1- ترتيب الآيات في المصحف
حكمه :أجمع أهل العلم على أن ترتيب الآيات في المصحف توقيفي وأنه متعين لا تحل مخالفته
- قاله مكى والقاضى عياض ونقله عنه الحافظ فى الفتح والزركشى فى البرهان والسيوطى فى الإتقان وأبو جعفر بن الزبير فى مناسباته والشيخ الزرقانى فى المناهل
- قال أبو بكر ابن الأنبارى : ( ومن أفسد نظم القرآن فقد كفر به ورد على محمد صلى الله عليه وسلم ما حكاه عن ربه تعالى)
- وقد ذكر ابن تيمية أن كتابة الآيات أو السور مقلوبة الحروف إنما هو من صنيع الكهنة المشركين يلتمسون به ما يرضى الشياطين


1- الدليل من السنة :
الأدلة القولية:
- عن عثمان بن أبى العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أتانى جبريل فأمرنى أن أضع هذه الآية هذا موضع من السورة :(إ ِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى) .
- عن ابن عباس قال : " آخر ما أنزل من القرآن : (وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيه ِإِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ)
فقال جبريل للنبى صلى الله عليه وسلم : يا محمد ضعها فى رأس ثمانين ومائتين من البقرة.
الأدلة الفعلية:
- قال السيوطى فى الإتقان : ومن النصوص الدالة على ذلك إجمالا ما ثبت من قوله صلى الله عليه وسلملسورة عديدة كسورة البقرة و آل عمران والنساء والأعراف وغيرها ، تدل على قراءته صلى الله عليه وسلم لها بمشهد من الصحابة وأن ترتيب آياتها توقيفى ,
- وما كان الصحابة ليرتبوا تريبا سمعوا النبى صلى الله عليه وسلم يقرأ على خلافه فبلغ ذلك مبلغ التواتر.


2- الدليل من الآثار :
عن زيد بن ثابت رضى الله عنه قال : (كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن من الرقاع .. الحديث ) . قال البيهقى : ( وهذا يشبه أن يكون المراد به تأليف ما نزل من الآيات المتفرقة فى سورها , وجمعها فيها بإشارة النبى صلى الله عليه وسلم).


شبهة وتفنيدها :
- قول عمر بن الخطاب رضب الله عنه عند جمع القرآن للآيتين الأخيرتين من سورة براءة : " لو كانت ثلاث آيات لجعلتها سورة على حدة , فانظروا آخر سورة من القرآن فألحقوها فى آخرها "
ظاهر هذا أنهم كانوا يؤلفون آيات السور باجتهادهم
قال السيوطى : (يعارضه قول أبي بن كعب:" إن رسول الله أقرأنى بعد هذا آيتين : " لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ .." إلى آخر السورة").
وهذا نص على كون الآيتين المذكورتين قد وضعتا فى مكانهما من سورة " براءة " وأن هذا الوضع إنما كان توقيفا لا اجتهادا.
- فندع الإشكال الناجم عما عارض الإجماع لكونه مضطربا ,ولأن ما عارض الإجماع معارض للقاطع , وما عارض القاطع كان ساقطا .



ترتيب الآيات حال القراءة وحكم التنكيس :
- لاخلاف بين علماء السلف فى وجوب مراعاة ترتيب الآيات فى القراءة وأن تنكسيها أمر محرم .
- قاله النووى فى التبيان و الإمام أحمد والقاضى فى التعليق والقرطبى وأبى الحسن بن بطال وأبى بكر الباقلانى ومكى بن أبى طالب والقاضى عياض وأبى العباس بن تيمية وابن كثير.
تنبيه :
بث المستشرقون دعوة إلى إعادة ترتيب القرآن حسب نزول الآيات كخطوة منهم فى سبيل إفساد النظم القرآنى ،ولجأوا إلى اتخاذ واسطة ممن ينتسب إلى الإسلام , ليقوم بنقل سمومهم من مثل صاحب كتاب ترتيب سور القرآن الكريم حسب التبليغ الإلهى بزعمه , والذى تصدت له غير جهة إسلامية كدار الإفتاء بلبان , ورابطة العالم الإسلامى وغيرهما.

2- ترتيب السور في المصحف :
اختلاف الأقوال فيه إلى ثلاثة أقوال
أ‌- أن ترتيب السور على ما هو عليه الآن لم يكن بتوقيف من النبى صلى الله عليه وسلم إنما كان باجتهاد من الصحابة رضوان الله عليهم.

القائلين به: أبى الحسين بن فارس وأبو بكر الباقلانى ومكى بن أبى طالب وابن تيميه وأبى جعفر بن الزبير والزركشى والحافظ بن حجر والقاضى بن عياض والرزقانى.

الأدلة على هذا القول :
1- أن مصاحف الصحابة كانت مختلفة فى ترتيب السور قبل أن يجمع القرآن فى عهد عثمان.
ونوقش هذا بأن هذا الاختلاف محمول على ما كان مكتوبا من المصاحف قبل أن يستقر الترتيب فى العرضة الأخيرة،ولما جمع عثمان القرآن على هذا الترتيب علموا ما لم يكونوا يعلمونه , وقد يهمل صاحب المصحف إثبات سورة لشهرتها وغناها بهذه الشهرة عن الإثبات , كما كما ورد أن مصحف ابن لم تكن به الفاتحة.
2- ما روي عن أبى محمد القرشى قال : ( أمرهم عثمان أن يتابعوا الطوال , فجعل سورة الأنفال وسورة التوبة فى السبع..)


ب‌- أن ترتيب السور كلها توقيفى بتعليم الرسول صلى الله عليه وسلم , كترتيب الآيات
القائلين به:
محى عن ربيعة بن فروخ التيمى شيخ الإمام مالك و الحسن ومحمد وأبى عبيد وأبى بكر الأنبارى وأبو جعفر النحاس وأحد قولى الباقلانى وبرهان الدين الكرمانى والقرطبى وأبى جعفر ابن الزبير الغرناطى وابن الحصار واحتمال للحافظ بن حجر والطيبى والشيخ أحمد شاكر والشيخ صبحى الصالح.



الأدلة على هذا القول :
الأدلة من السنة:
1- حديث أوس بن أبى أوس وفيه ( فقلنا لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قد حدثنا أنه قد طرأ عليه حزبه من القرآن فكيف تحزبون القرآن ؟ قالوا : تحزبه ثلاث سور , وخمس سور وبع سور , وتسع سور , وإحدى عشرة سورة , وثلاث عشرة سورة , وحزب المفصل ما بين " ق " فأسفل .
قال الحافظ بن حجر: ( فهذا يدل على أن ترتيب السور على ما هو عليه فى المصحف الآن كان على عهد النبى صلى الله عليه وسلم)
2- حديث معبد بن خالد أنه صلى الله عليه وسلم ( صلى بالسبع الطوال فى ركعة وأنه كان يجمع المفصل فى ركعه).


الأدلة من الآثار:
1- ماورى عن ابن مسعود وابن عمر : " أنهما كرها أن يقرأ القرآن منكوسا , وقالا : ذلك منكوس القلب.

الادلة العقلية:
1- توالى الحواميم وذوات " الر" والفصل بين المسبحات وتقديم " طس " على القصص مفصولا بها بين النظريتين " طسم الشعراء , طسم القصص " فى المطلع والطول وكذا الفصل بين الانفطار والانشقاق بالمطففين , وهما نظريتان فى المطلع والمقصد , وهما أطول منها , فدل أنه توقيفي لحكمة.
2- كون ذلك مقتضى نظم القرآن ومخالفة الترتيب تفضى إلى إفساد ذلك النظم. قال الأنبارى : ( فاتساق السور كاتساق الآيات والحروف )
3- عدم الدليل على كون الترتيب اجتهاديا .


جـ- أن ترتيب بعض السور كان بتوقيف من النبى صلى الله عليه وسلم , وترتيب بعضها الآخر كان باجتهاد من الصحابة .
القائلين به:
منهم من قصر الإجتهادى على سورتى الأنفال وبراءة كالبيهقى ومن تابعه كالسيوطى , ومنهم من خصه بما عدا السبع الطوال والحواميم والمفصل كعبد الحق بن عطية
ومنهم من خص الاجتهاد فى الأقل من سور القرآن , لكنه يتعدى الأنفال وبراءة إلى غيرهما من سور القرآن كالزهراوين مع النساء وهذا اختيار أبى جعفر بن الزبير.


الأدلة على هذا القول :
- ما روي عن عثمان بن عفان أنه قال : إن رسول الله كان مما يأتى عليه الزمان وهو ينزل عليه من السور ذوات العدد , فكان إذا نزلت عليه سورة يدعو بعض من يكتب فيقول : ( ضعوا هذه السورة فى الموضع الذى يذكر فيه كذا وكذا ) وكانت براءة من آخر القرآن نزولا , وكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة , وكانت قصتها شبيهة بقصتها , فظننتها منها , وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أمرها . قال : فلذلك قرنت بينهما ولم أجعل بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتها فى السبع الطول)

وقد نوقش هذا الأثر بأنه لا يعرف إلا من طريق عوف بن أبى جميلة الأعرابى عن يزيد الفارسى , وفى كل واحد منهما كلام لأئمة الجرح والتعديل , فالأول مبتدع والثانى مشتبه اشتباها يصيره فى عداد المجاهيل .


- التوفيق بين الأقوال فى رأى الزركشى:
قال الزركشي: والخلاف يرجع إلى اللفظ فقد قال الإمام مالك : إنما { الفوا } القرآن على ما كانوا يسمعونه من النبى صلى الله عليه وسلم مع قوله بأن ترتيب السور اجتهاد منهم.

الترتيب بين السور فى الصلاة والقراءة وحكم تنكسيها :
- صرح بعض أهل العلم كابن بطال والقاضى عياض بكون القول بعدم وجوب الترتيب بين السور فى الصلاة والتلاوة محل وفاق العلماء لكن القول بالاتفاق فيه نظر


الأقوال الواردة في ذلك:
1- التشديد فى أمر التنكيس حكاه أبو عبيد عن الحسن عن ابن سيرينوخص الرخصة فى ذلك بحال تعليم الصبيان للحاجة .
- ولم يقبل تاويل الآثار في النهي عن التنكيس أنها على الآيات لكونه غير معروف فى زمن من نقل عنهم النهى وفسره أبو عبيد بأن يقرأ فى الركعة الأولى سورة , ثم يقرأ فى الثانية سورة قبلها فى ترتيب المصحف .


2- كراهة التنكيس فى القراءة والصلاة هو مذهب الحنفية والمالكية ,والحنابلة , وروى ابن أبى داود عن الحسن : ( أنه كان يكره أن يقرأ القرآن إلا على تأليفه فى المصحف)
ونقل البيهقى فى مناقب الإمام الشافعى أن القراءة على غير تأليف المصحف خلاف الأولى، وإليه ميل متأخرى الشافعية.


3- جوازا لقراءة على غير ترتيب المصحف وهو رواية عن الإمام أحمد
وأدلتهم:
1- ما ثبت فى الصحيح من حديث حذيفة رضى الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم فى تنفله ذات ليله فقرأ البقرة ثم النساء ثم آل عمران .
2- وقرأ عمر رضى الله عنه فى صلاة الصبح بالكهف فى الأولى وفى الثانية بيوسف أو هود
3- وقرأ عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه: (إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ) فى أول ركعتي الفجر , وقرأ فى الثانية بالكوثر .
4- قال الأمام أحمد لما سئل عن مسألة التنكيس وقراءة المصحف من آخره إلى أوله : ( لا بأس به , أليس يعلم الصبى على هذا؟) وقال فى رواية مهنا : ( أعجب إلى أن يقرأ من البقرة إلى أسفل)



4- سنية القراءة على ترتيب المصحف
لكونه يتفق مع غالب قراءته صلى الله عليه وسلم وأصحابه فى الغالب من أحوالهم.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 1 ربيع الأول 1436هـ/22-12-2014م, 11:14 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سها مشاهدة المشاركة
فهرسة مسائل أحكام المصاحف

المطلوب الثاني تلخيص درس:
ترتيب المصحف

1- ترتيب الآيات في المصحف
حكمه :أجمع أهل العلم على أن ترتيب الآيات في المصحف توقيفي وأنه متعين لا تحل مخالفته
- قاله مكى والقاضى عياض ونقله عنه الحافظ فى الفتح والزركشى فى البرهان والسيوطى فى الإتقان وأبو جعفر بن الزبير فى مناسباته والشيخ الزرقانى فى المناهل
- قال أبو بكر ابن الأنبارى : ( ومن أفسد نظم القرآن فقد كفر به ورد على محمد صلى الله عليه وسلم ما حكاه عن ربه تعالى)
- وقد ذكر ابن تيمية أن كتابة الآيات أو السور مقلوبة الحروف إنما هو من صنيع الكهنة المشركين يلتمسون به ما يرضى الشياطين


1- الدليل من السنة :
الأدلة القولية:
- عن عثمان بن أبى العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أتانى جبريل فأمرنى أن أضع هذه الآية هذا موضع من السورة :(إ ِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى) .
- عن ابن عباس قال : " آخر ما أنزل من القرآن : (وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيه ِإِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ)
فقال جبريل للنبى صلى الله عليه وسلم : يا محمد ضعها فى رأس ثمانين ومائتين من البقرة.
الأدلة الفعلية:
- قال السيوطى فى الإتقان : ومن النصوص الدالة على ذلك إجمالا ما ثبت من قوله صلى الله عليه وسلملسورة عديدة كسورة البقرة و آل عمران والنساء والأعراف وغيرها ، تدل على قراءته صلى الله عليه وسلم لها بمشهد من الصحابة وأن ترتيب آياتها توقيفى ,
- وما كان الصحابة ليرتبوا تريبا سمعوا النبى صلى الله عليه وسلم يقرأ على خلافه فبلغ ذلك مبلغ التواتر.


2- الدليل من الآثار :
عن زيد بن ثابت رضى الله عنه قال : (كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن من الرقاع .. الحديث ) . قال البيهقى : ( وهذا يشبه أن يكون المراد به تأليف ما نزل من الآيات المتفرقة فى سورها , وجمعها فيها بإشارة النبى صلى الله عليه وسلم).
لو زدت في الأدلة، فإن الموضع يتسع لها ويحتاجها

شبهة وتفنيدها :
- قول عمر بن الخطاب رضب الله عنه عند جمع القرآن للآيتين الأخيرتين من سورة براءة : " لو كانت ثلاث آيات لجعلتها سورة على حدة , فانظروا آخر سورة من القرآن فألحقوها فى آخرها "
ظاهر هذا أنهم كانوا يؤلفون آيات السور باجتهادهم
قال السيوطى : (يعارضه قول أبي بن كعب:" إن رسول الله أقرأنى بعد هذا آيتين : " لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ .." إلى آخر السورة").
وهذا نص على كون الآيتين المذكورتين قد وضعتا فى مكانهما من سورة " براءة " وأن هذا الوضع إنما كان توقيفا لا اجتهادا.
- فندع الإشكال الناجم عما عارض الإجماع لكونه مضطربا ,ولأن ما عارض الإجماع معارض للقاطع , وما عارض القاطع كان ساقطا .



ترتيب الآيات حال القراءة وحكم التنكيس :
- لاخلاف بين علماء السلف فى وجوب مراعاة ترتيب الآيات فى القراءة وأن تنكسيها أمر محرم .
- قاله النووى فى التبيان و الإمام أحمد والقاضى فى التعليق والقرطبى وأبى الحسن بن بطال وأبى بكر الباقلانى ومكى بن أبى طالب والقاضى عياض وأبى العباس بن تيمية وابن كثير.
تنبيه :
بث المستشرقون دعوة إلى إعادة ترتيب القرآن حسب نزول الآيات كخطوة منهم فى سبيل إفساد النظم القرآنى ،ولجأوا إلى اتخاذ واسطة ممن ينتسب إلى الإسلام , ليقوم بنقل سمومهم من مثل صاحب كتاب ترتيب سور القرآن الكريم حسب التبليغ الإلهى بزعمه , والذى تصدت له غير جهة إسلامية كدار الإفتاء بلبان , ورابطة العالم الإسلامى وغيرهما.

2- ترتيب السور في المصحف :
اختلاف الأقوال فيه إلى ثلاثة أقوال
أ‌- أن ترتيب السور على ما هو عليه الآن لم يكن بتوقيف من النبى صلى الله عليه وسلم إنما كان باجتهاد من الصحابة رضوان الله عليهم.

القائلين به: أبى الحسين بن فارس وأبو بكر الباقلانى ومكى بن أبى طالب وابن تيميه وأبى جعفر بن الزبير والزركشى والحافظ بن حجر والقاضى بن عياض والرزقانى.

الأدلة على هذا القول :
1- أن مصاحف الصحابة كانت مختلفة فى ترتيب السور قبل أن يجمع القرآن فى عهد عثمان.
ونوقش هذا بأن هذا الاختلاف محمول على ما كان مكتوبا من المصاحف قبل أن يستقر الترتيب فى العرضة الأخيرة،ولما جمع عثمان القرآن على هذا الترتيب علموا ما لم يكونوا يعلمونه , وقد يهمل صاحب المصحف إثبات سورة لشهرتها وغناها بهذه الشهرة عن الإثبات , كما كما ورد أن مصحف ابن لم تكن به الفاتحة. أحسنت بارك الله فيك، لو فصلت مناقشة الأدلة في فقرة منفصلة

2- ما روي عن أبى محمد القرشى قال : ( أمرهم عثمان أن يتابعوا الطوال , فجعل سورة الأنفال وسورة التوبة فى السبع..)


ب‌- أن ترتيب السور كلها توقيفى بتعليم الرسول صلى الله عليه وسلم , كترتيب الآيات
القائلين به:
محى عن ربيعة بن فروخ التيمى شيخ الإمام مالك و الحسن ومحمد وأبى عبيد وأبى بكر الأنبارى وأبو جعفر النحاس وأحد قولى الباقلانى وبرهان الدين الكرمانى والقرطبى وأبى جعفر ابن الزبير الغرناطى وابن الحصار واحتمال للحافظ بن حجر والطيبى والشيخ أحمد شاكر والشيخ صبحى الصالح.



الأدلة على هذا القول :
الأدلة من السنة:
1- حديث أوس بن أبى أوس وفيه ( فقلنا لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قد حدثنا أنه قد طرأ عليه حزبه من القرآن فكيف تحزبون القرآن ؟ قالوا : تحزبه ثلاث سور , وخمس سور وبع سور , وتسع سور , وإحدى عشرة سورة , وثلاث عشرة سورة , وحزب المفصل ما بين " ق " فأسفل .
قال الحافظ بن حجر: ( فهذا يدل على أن ترتيب السور على ما هو عليه فى المصحف الآن كان على عهد النبى صلى الله عليه وسلم)
2- حديث معبد بن خالد أنه صلى الله عليه وسلم ( صلى بالسبع الطوال فى ركعة وأنه كان يجمع المفصل فى ركعه).


الأدلة من الآثار:
1- ماورى عن ابن مسعود وابن عمر : " أنهما كرها أن يقرأ القرآن منكوسا , وقالا : ذلك منكوس القلب.

الادلة العقلية:
1- توالى الحواميم وذوات " الر" والفصل بين المسبحات وتقديم " طس " على القصص مفصولا بها بين النظريتين " طسم الشعراء , طسم القصص " فى المطلع والطول وكذا الفصل بين الانفطار والانشقاق بالمطففين , وهما نظريتان فى المطلع والمقصد , وهما أطول منها , فدل أنه توقيفي لحكمة.
2- كون ذلك مقتضى نظم القرآن ومخالفة الترتيب تفضى إلى إفساد ذلك النظم. قال الأنبارى : ( فاتساق السور كاتساق الآيات والحروف )
3- عدم الدليل على كون الترتيب اجتهاديا .
تجب الإشارة إلى جميع الأدلة النقلية باختصار، ويمكنك إيراد الآثار بالمعنى مع الإشارة إلى من روى الأثر ومن خرجه

جـ- أن ترتيب بعض السور كان بتوقيف من النبى صلى الله عليه وسلم , وترتيب بعضها الآخر كان باجتهاد من الصحابة .
القائلين به:
منهم من قصر الإجتهادى على سورتى الأنفال وبراءة كالبيهقى ومن تابعه كالسيوطى , ومنهم من خصه بما عدا السبع الطوال والحواميم والمفصل كعبد الحق بن عطية
ومنهم من خص الاجتهاد فى الأقل من سور القرآن , لكنه يتعدى الأنفال وبراءة إلى غيرهما من سور القرآن كالزهراوين مع النساء وهذا اختيار أبى جعفر بن الزبير.


الأدلة على هذا القول :
- ما روي عن عثمان بن عفان أنه قال : إن رسول الله كان مما يأتى عليه الزمان وهو ينزل عليه من السور ذوات العدد , فكان إذا نزلت عليه سورة يدعو بعض من يكتب فيقول : ( ضعوا هذه السورة فى الموضع الذى يذكر فيه كذا وكذا ) وكانت براءة من آخر القرآن نزولا , وكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة , وكانت قصتها شبيهة بقصتها , فظننتها منها , وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أمرها . قال : فلذلك قرنت بينهما ولم أجعل بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتها فى السبع الطول)

وقد نوقش هذا الأثر بأنه لا يعرف إلا من طريق عوف بن أبى جميلة الأعرابى عن يزيد الفارسى , وفى كل واحد منهما كلام لأئمة الجرح والتعديل , فالأول مبتدع والثانى مشتبه اشتباها يصيره فى عداد المجاهيل .


- التوفيق بين الأقوال فى رأى الزركشى:
قال الزركشي: والخلاف يرجع إلى اللفظ فقد قال الإمام مالك : إنما { الفوا } القرآن على ما كانوا يسمعونه من النبى صلى الله عليه وسلم مع قوله بأن ترتيب السور اجتهاد منهم. تعليقك على كلام الزركشي مختصر فلم توضحي رأي الزركشي في مآل الخلاف بين القول بالتوقيف والقول بالاجتهاد، فراجعيه بارك الله فيك

الترتيب بين السور فى الصلاة والقراءة وحكم تنكسيها :
- صرح بعض أهل العلم كابن بطال والقاضى عياض بكون القول بعدم وجوب الترتيب بين السور فى الصلاة والتلاوة محل وفاق العلماء لكن القول بالاتفاق فيه نظر


الأقوال الواردة في ذلك:
1- التشديد فى أمر التنكيس حكاه أبو عبيد عن الحسن عن ابن سيرينوخص الرخصة فى ذلك بحال تعليم الصبيان للحاجة . يفهم من المسألة: المنع
- ولم يقبل تاويل الآثار في النهي عن التنكيس أنها على الآيات لكونه غير معروف فى زمن من نقل عنهم النهى وفسره أبو عبيد بأن يقرأ فى الركعة الأولى سورة , ثم يقرأ فى الثانية سورة قبلها فى ترتيب المصحف .
هنا نقطة مهمة تجب الإشارة إليها وفصلها في مسألة مستقلة، وهي مفهوم التنكيس في القراءة عند أهل العلم، فمنهم من يقصرها على السور فقط، ومنهم من يشملها الآيات والسور

2- كراهة التنكيس فى القراءة والصلاة هو مذهب الحنفية والمالكية ,والحنابلة , وروى ابن أبى داود عن الحسن : ( أنه كان يكره أن يقرأ القرآن إلا على تأليفه فى المصحف)
ونقل البيهقى فى مناقب الإمام الشافعى أن القراءة على غير تأليف المصحف خلاف الأولى، وإليه ميل متأخرى الشافعية.


3- جوازا لقراءة على غير ترتيب المصحف وهو رواية عن الإمام أحمد
وأدلتهم:
1- ما ثبت فى الصحيح من حديث حذيفة رضى الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم فى تنفله ذات ليله فقرأ البقرة ثم النساء ثم آل عمران .
2- وقرأ عمر رضى الله عنه فى صلاة الصبح بالكهف فى الأولى وفى الثانية بيوسف أو هود
3- وقرأ عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه: (إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ) فى أول ركعتي الفجر , وقرأ فى الثانية بالكوثر .
4- قال الأمام أحمد لما سئل عن مسألة التنكيس وقراءة المصحف من آخره إلى أوله : ( لا بأس به , أليس يعلم الصبى على هذا؟) وقال فى رواية مهنا : ( أعجب إلى أن يقرأ من البقرة إلى أسفل)



4- سنية القراءة على ترتيب المصحف لكنه ليس قولا رابعا، إنما هو أمثل ما يجب على المسلم اتباعه في مسألة ترتيب السور عند التلاوة حتى باعتبار القول بجواز التنكيس
لكونه يتفق مع غالب قراءته صلى الله عليه وسلم وأصحابه فى الغالب من أحوالهم.



أحسنت زادك الله توفيقا وسداد
مثبــت: شرح طريقة فهرسة المسائل العلمية

التقييم:
الشمول ( شمول التلخيص أهمَّ المسائل ) : 20 / 20
الترتيب ( ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا منطقيًّا ): 15 / 15
التحرير ( استيعاب الأقوال في المسألة واختصارها مع ذكر أدلتها ووجهها ومن قال بها ) : 18 / 20
الصياغة ( حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم ) : 10 / 10
العرض : ( حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه ) : 5 / 5
الدرجة: 68/70
وفقك الله

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
دراسة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:42 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir