القارئ: "ومن قال: لا ريب لا شك , فهذا تقريب , وإلا فالريب فيه اضطراب وحركة كما قال: ((دع ما يريبك إلى ما لا يريبك)) وفي الحديث أنه مر بظبي حاقف فقال: ((لا يريبه أحد)) فكما أن اليقين ضمن السكون والطمأنينة فالريب ضده .
ولفظ الشك وإن قيل إنه يستلزم هذا المعنى لكن لفظه لا يدل عليه , وكذلك إذا قيل:{ذلك الكتاب} هذا القرآن , فهذا تقريب؛ لأن المشار إليه وإن كان واحداً فالإشارة لجهة الحضور غير الإشارة لجهة البعد والغيبة , ولفظ الكتاب يتضمن من كونه مكتوباً مضموماً ما لا يتضمنه لفظ القـرآن من كونه مقروءاً مظهراً بادياً , فهذه الفروق موجودة في القـرآن , فإذا قال أحدهم...".
الشيخ: أفاد المؤلف رحمه الله أن.. في هذا الكلام أن العلماء قد يفسرون اللفظ بما يقاربه لا بما يطابقه تقريباً للأذهان, فمثل {ذلك الكتاب} إذا قال: أي هذا القرآن فهذا التفسير (هه)؟ تقريبي كيف؟ لأن إبداله ذلك بهذا نعم يختلف به المعنى , فالإشارة بالبعد تتضمن من المعنى ما لا يتضمنه الإشارة بالقرب , والكتاب يتضمن ما لا يتضمنه القرآن من كون الكتاب مجموعاً , نعم , هذا معنى قول المؤلف مضموماً , فإن الكتاب من الكَتْبِ بمعنى الجمع , ومنه الكتيبة لجماعة الخيل لأنها مجتمعة , أي نعم
القارئ: "فإذا قال أحدهم: {أن تبسل} أي تحبس , وقال الآخر: ترتهن ونحو ذلك , لم يكن من اختلاف التضاد , وإن كان المحبوس قد يكون مرتهناً وقد لا يكون , إذ هذا تقريب للمعنى كما تقدم, وجمع عبارات السلف في مثل هذا نافع جداً , فإن مجموع عباراتهم أدل على المقصود من عبارة أو عبارتين , ومع هذا فلابد من اختلاف.....".
الشيخ: نعم , لأن عباراتهم المختلفة باللفظ توجب للإنسان أن يحيط بكل ما تحتمله الكلمة من معنى قاله السلف. ومن أجمع من يكون في ذلك تفسير ابن حرير رحمه الله فإنه جمع من ألفاظهم ما لم يجتمع في غيره , وتفسير ابن كثير كالمختصر له؛ لأنه إذا قال معنى الآية كذا أو كذا قال هكذا قال فلان وفلان وفلان وعدد المفسرين القائلين بذلك الذين أتى بهم ابن حرير بالسند. شيخ الإسلام رحمه الله يقول جمع العبارات في هذا نافع؛ لأن مجموع عباراتهم أدل على المقصود من عبارة أو عبارتين.نعم.