2- العددُ الْمُرَكَّبُ:
1- حُكْمُهُ تَذْكِيراً وتَأْنِيثاً.
2- إعرابُهُ.
729- وَأَحَدَ اذْكُرْ وَصِلَنْهُ بِعَشَرْ = مُرَكَّباً قَاصِدَ مَعْدُودٍ ذَكَرْ
730- وَقُلْ لَدَى التَّأْنِيثِ إِحْدَى عَشْرَهْ = وَالشِّينُ فِيهَا عَنْ تَمِيمٍ كَسْرَهْ
731- وَمَعَ غَيْرِ أَحَدٍ وَإِحْدَى = مَا مَعْهُمَا فَعَلْتَ فَافْعَلْ قَصْدَا
732- وَلِثَلاثَةٍ وَتِسْعَةٍ وَمَا = بَيْنَهُمَا إِنْ رُكِّبَا مَا قُدِّمَا
733- وَأَوْلِ عَشْرَةَ اثْنَتَيْ وَعَشْرَا = إِثْنَيْ إِذَا أُنْثَى تَشَا أَوْ ذَكَرَا
734- وَالْيَا لِغَيْرِ الرَّفْعِ وَارْفَعْ بِالأَلِفْ = وَالفَتْحُ فِي جُزْأَيْ سِوَاهُمَا أُلِفْ
لَمَّا ذَكَرَ ابنُ مالِكٍ رَحِمَهُ اللَّهُ القِسْمَ الأوَّلَ، وهوَ العددُ الْمُفْرَدُ أو الْمُضافُ، ذَكَرَ العددَ الْمُرَكَّبَ، فتُرَكَّبُ (عَشَرَةٌ) معَ ما دُونَها إلى وَاحِدٍ، ويَلْحَقُ بذلكَ كلمةُ (بِضْعٍ وبِضْعَةٍ).
والعددُ الْمُرَكَّبُ يَتألَّفُ مِنْ جُزءَيْنِ:
الأوَّلُ: (الصَّدْرُ)، وهوَ العددُ واحدٌ وتسعةٌ وما بينَهما، وما أُلْحِقَ بهِ. والثاني: (العَجُزُ)، وهوَ كلمةُ (عَشَرَةٍ).
وحُكْمُ الأعدادِ المرَكَّبَةِ مِنْ حيثُ التذكيرُ والتأنيثُ، أنَّ العَجُزَ وهوَ (عَشَرَةٌ) يُطَابِقُ المعدودَ في التذكيرِ والتأنيثِ، وأمَّا الصدْرُ فإنْ كانَ كلمةَ (أحَدٍ أوْ إِحْدَى أو اثْنَيْ أو اثْنَتَيْ) فإنَّهُ يُطَابِقُ المعدودَ.
وإنْ كانَ (ثلاثةً وتِسعةً وما بينَهما)، فإنَّ حُكْمَهُ بعدَ التركيبِ كحُكْمِهِ قَبْلَهُ، فيُذَكَّرُ معَ المؤنَّثِ، ويُؤَنَّثُ معَ الْمُذَكَّرِ، تقولُ: حَضَرَ أحدَ عَشَرَ طالباً، كتَبْتُ إِحْدَى عَشْرَةَ وَرَقةً، عندي اثْنَا عَشَرَ كِتاباً، واثنتا عَشْرَةَ كُرَّاسةً، نَجَحَ ثلاثةَ عَشَرَ طالباً، أَقَمْتُ في مَكَّةَ تِسْعَ عَشْرَةَ ليلةً، وفي المدينةِ بِضْعَةَ عَشَرَ يوماً، قالَ تعالى عنْ يُوسُفَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ: {إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً}.
وحُكْمُ العددِ الْمُرَكَّبِ أنَّهُ يُبْنَى على فتْحِ الجُزْأَيْنِ، فلا يَتَغَيَّرُ آخِرُهُ بتغَيُّرِ العواملِ، تقولُ: جاءَ ثلاثةَ عشرَ طالباً، رَأَيْتُ ثلاثةَ عشرَ طالباً، مَرَرْتُ بثلاثةَ عشرَ طالباً، فـ(ثلاثةَ عَشَرَ): فاعلٌ مَبْنِيٌّ على فَتْحِ الجُزْأَيْنِ في مَحَلِّ رفْعٍ، وفي الْمِثالِ الثاني مفعولٌ بهِ في مَحَلِّ نَصْبٍ، وفي الْمِثالِ الثالثِ في مَحَلِّ جَرٍّ.
ويُسْتَثْنَى مِنْ ذلكَ (اثْنَا عَشَرَ)، فإنَّ صَدْرَهُ يُعْرَبُ إعرابَ الْمُثَنَّى؛ فيُرْفَعُ بالألِفِ، ويُنْصَبُ ويُجَرُّ بالياءِ، ويَبْقَى جُزْؤُهُ الثاني مَبْنِيًّا على الفتْحِ لا مَحَلَّ لهُ، قالَ تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً}، فـ(اثْنَا): خَبَرُ (إِنَّ) مرفوعٌ بالألِفِ؛ لأنَّهُ مُلْحَقٌ بالْمُثَنَّى، و(عَشَرَ): مَبْنِيٌّ على الفتْحِ لا مَحَلَّ لهُ.
وقالَ تعالى: {وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً أُمَماً}، فـ(اثْنَتَيْ): مفعولٌ بهِ منصوبٌ بالياءِ؛ لأنَّهُ ملْحَقٌ بالْمُثَنَّى، و(عَشْرَةَ): مَبْنِيٌّ على الفَتْحِ لا مَحَلَّ لهُ.
ويَحتاجُ العددُ الْمُرَكَّبُ إلى تمييزٍ مُفْرَدٍ مَنصوبٍ كما في الأمثلةِ. وسيَذْكُرُ ابنُ مالِكٍ رَحِمَهُ اللَّهُ ذلكَ، وإنَّما ذَكَرْتُهُ هنا لإِتْمَامِ الكلامِ على العددِ الْمُرَكَّبِ.
يقولُ ابنُ مالِكٍ: (وَأَحَدَ اذْكُرْ وَصِلَنْهُ بِعَشَرْ.. إلخ)؛ أيْ: إذا قَصَدْتَ العددَ المذَكَّرَ فاذْكُرْ لفْظَ (أَحَدَ) معَ لفْظِ (عَشَرَ) مُرَكِّباً لَهُمَا، فَتَقُولُ: أحدَ عشرَ رَجُلاً. وإذا قَصَدْتَ العَدَدَ المؤنَّثَ فاذْكُرْ لَفْظَ (إِحْدَى) معَ لفْظِ (عَشْرَةَ)، فتَقُولُ: إحدى عَشْرةَ امرأةً، بسُكُونِ الشينِ وزياةِ التاءِ، هذهِ هيَ اللغةُ المشهورةُ، ولُغَةُ تميمٍ كَسْرُ الشينِ.
ثمَّ أرادَ أنْ يُبَيِّنَ أنَّ مُطابَقَةَ العشرةِ للمعدودِ لَيْسَتْ خاصَّةً بـ(أحَدَ وإِحْدَى) بلْ هيَ عامَّةٌ، فقالَ:
وَمَعَ غَيْرِ أَحَدٍ وَإِحْدَى = مَا مَعْهُمَا فَعَلْتَ فَافْعَلْ قَصْدَا
أيْ: ما فَعَلْتَ في (عَشَرَةٍ) معَ (أَحَدَ وإِحْدَى) مِنْ إسقاطِ التاءِ في المُذَكَّرِ وإثباتِها في الْمُؤَنَّثِ، افْعَلْهُ فيما فوقَهما مِنْ غيرِهما مِن الأعدادِ التي تُرَكَّبُ معَ (العَشَرَةِ).
ولَمَّا ذَكَرَ حُكْمَ العَجُزِ مِن الْمُرَكَّبِ وهوَ (العَشَرَةُ) بَيَّنَ أنَّ حُكْمَ الصدْرِ مِنْ (ثلاثةٍ) إلى (تسعةٍ) وما بينَهما في التركيبِ كحُكْمِهِ قبلَ التركيبِ؛ مِنْ أنَّ التاءَ تَثْبُتُ معَ الْمُذَكَّرِ، وتَسْقُطُ معَ الْمُؤَنَّثِ.
ثمَّ نَصَّ على (اثْنَيْ واثْنَتَيْ)، فقالَ: (وأَوْلِ عَشْرَةَ اثْنَتَيْ)؛ أيْ: أَتْبِعْ كلمةَ (عَشْرَةٍ) المُؤَنَّثَةَ (اثْنَيْ)، ولفْظَ (عَشَرٍ) المذكَّرَ (اثْنَيْ) إذا أَرَدْتَ المعدودَ المذَكَّرَ أو الْمُؤَنَّثَ. وقولُهُ: (إذا أُنْثَى تَشَا) بالقصْرِ لضَرُورةِ الوَزْنِ، وهذا راجعٌ للأَوَّلِ، (أوْ ذَكَرَا) وهذا راجعٌ للثَّانِي، ثمَّ بَيَّنَ أنَّ (اثْنَيْ واثْنَتَيْ) يُعْرَبانِ إعرابَ الْمُثَنَّى، فَيُرْفَعَانِ بالألِفِ، ويُنْصَبَانِ ويُجَرَّانِ بالياءِ، وما سِوَاهُما مِن الجُزْأَيْنِ الْمُرَكَّبَيْنِ يُفْتَحُ آخِرُ الصدْرِ وآخِرُ العَجُزِ منهُ في القولِ المألوفِ الشائعِ.