كتاب الغين
قال إسماعيل بن أحمد الضرير النيسابوري الحيري (ت: 431هـ): (كتاب الغين
على سبعة أبواب
غير. غيب. غنى. غرفة. غلام. غض. غفران.
باب غير على وجهين
أحدهما: سوى، كقوله: {غير المغضوب عليهم} (الفاتحة 7). ويقال: غير هاهنا بمعنى الاستثناء.
والثاني: بمعنى إلا، كقوله: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر} (النساء 95)، وقوله: {غير محلي الصيد وأنتم حرم} (المائدة 1)، وقوله: {من إله غير اللّه} (الأنعام 46).
باب غيب على خمسة عشر وجها
أحدها: اللّه تعالى، كقوله: {الذين يؤمنون بالغيب} (البقرة 3).
والثاني: السر، كقوله: {إني أعلم غيب السموات والأرض} (البقرة 33)، وقوله: {إنك أنت علام الغيوب} (المائدة 109)، وفي التوبة (الآية 78): {وأن اللّه علام الغيوب}. وهو ما غاب عن حواسهم.
والثالث: الفرج، كقوله: {حافظات للغيب بما حفظ اللّه} (النساء 34).
والرابع: نزول العذاب، كقوله: في الأنعام (الآية 50)، وهود (الآية 31): {ولا أعلم الغيب}.
والخامس: المطر، كقوله: {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو} (الأنعام 59).
والسادس: القحط والجدوبة، كقوله: {ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير} (الأعراف 188).
وقال الكلبي: الغيب هاهنا: الموت، وقيل: الغيب هاهنا: الجوع، ويقال: الغيب هاهنا: دفع المضرة وجلب المنفعة.
والسابع: الخزائن، كقوله: {وللّه غيب السموات والأرض}.
والثامن: ما غاب عنك، كقوله في آل عمران (الآية 44)، ويوسف (الآية 102): {ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك}.
والتاسع: الولد في بطن الأم، كقوله في الرعد (الآية 9): {عالم الغيب والشهادة}.
ويقال: الغيب هاهنا: ما يكون، والشهادة ما كان.
والعاشر: الظن، كقوله: {رجما بالغيب} (الكهف 23).
والحادي عشر: الشك، كقوله: {ويقذفون بالغيب} (سبأ 53).
والثاني عشر: اللوح المحفوظ، كقوله: {أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن} (مريم 78)، وقوله: {أعنده علم الغيب فهو يرى} (النجم 35).
والثالث عشر: الوحي، كقوله: (وما هو على الغيب بظنين) (التكوير 24).
والرابع عشر: موت سليمان عليه السلام، نحو: {لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين}.
والخامس عشر: كلام، كقوله: {وما من غائبة في السماء والأرض} (النمل 75).
باب الغنى على ثلاثة أوجه
أحدها: المستغني، كقوله: {سبحانه هو الغني} (لقمان 26)، وقوله: {واللّه الغني وأنتم الفقراء} (محمد 38)، وقوله: {فإن ربي غني كريم} (النمل 40).
والثاني: الرزق، كقوله: {وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم اللّه من فضله} (التوبة 28).
والثالث: الأقوياء، كقوله: {بين الأغنياء منكم} (الحشر 7).
باب غرفة على ثلاثة أوجه
أحدها: ملء الكف، كقوله: {إلا من اغترف غرفة بيده} (البقرة 249).
والثاني: الدرجة، كقوله: {أولئك يجزون الغرفة بما صبروا} (الفرقان 75)، وقوله: {وهم في الغرفات آمنون} (سبأ 37).
والثالث: العلالي، كقوله: {لهم غرف من فوقها غرف مبنية} (الزمر 20).
باب غلام على سبعة أوجه
أحدها: الابن، كقوله: {أنى يكون لي غلام} في آل عمران (الآية 40)، ومريم (الآية 8، 20).
والثاني: إسحاق النبي، كقوله: {فبشرناه بغلام حليم} (الصافات 101).
والثالث: حيسود، وفي رواية حشرد، كقوله: {فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله} (الكهف 74).
والرابع: أصرم وصريم، كقوله: {وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة} (الكهف 82).
والخامس: يحيى بن زكريا، كقوله: {إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى} (مريم 7).
والسادس: عيسى عليه السلام، كقوله: (قال إنما أنا رسول ربك ليهب لك غلاما زكيا) (مريم 19).
والسابع: غلمان الجنة، كقوله: {ويطوف عليهم غلمان لهم} (الطور 24).
باب غض على ثلاثة أوجه
أحدها: الكف، كقوله: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم}، {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن} (النور 30 و31).
والثاني: النقصان، كقوله: {واغضض من صوتك} (لقمان 19).
والثالث: الخفض والتواضع، كقوله: {إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول اللّه} (الحجرات 3).
باب غفران على ثلاثة أوجه
أحدها: الستر، كقوله: {واللّه غفور رحيم} (البقرة 218)، وقوله: {إن اللّه يغفر الذنوب جميعا} (الزمر 53)، وقوله: {غافر الذنب} (غافر 3).
والثاني: التجاوز، كقوله: {قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف}، نظيرها في الرعد.
والثالث: بمعنى: إزالة التكليف، كقوله في سورة محمد عليه الصلاة والسلام: (الآية 15): {ومغفرة من ربهم} ). [وجوه القرآن: 397-402]