النَّوْعُ السَّادِسُ وَالأَرْبَعُونَ: مَعْرِفَةُ رِوَايَةِ السَّابِقِ وَاللَّاحِقِ
وَقَدْ أَفْرَدَ لَهُ الخَطِيبُ كِتَابًا. وَهَذَا إِنَّمَا يَقَعُ عِنْدَ رِوَايَةِ الأَكَابِرِ عَنِ الأَصَاغِرِ، ثُمَّ يَرْوِي عَنِ المَرْوِيِّ عَنْهُ مُتَأَخِّرٌ.
كَمَا رَوَى الزُّهْرِيُّ عَنْ تِلمِيذِهِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ, وَقَدْ تُوُفِّيَ الزُّهْرِيُّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ, وَمِمَّنْ رَوَى عَنْ مَالِكٍ زَكَرِيَّا بْنُ دُوَيْدٍ الكِنْدِيُّ, وَكَانَتْ وَفَاتُهُ بَعْدَ وَفَاةِ الزُّهْرِيِّ بِمِائَةٍ وَسَبْعٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً أَوْ أَكْثَرَ. قَالَهُ ابْنُ الصَّلَاحِ.
وَهَكَذَا رَوَى البُخَارِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ السَّرَّاجِ, وَرَوَى عَنِ السَّرَّاجِ أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الخَفَّافُ النَّيْسَابُورِيُّ, وَبَيْنَ وَفَاتَيْهِمَا مِائَةٌ وَسَبْعٌ وَثَلَاثُونَ سَنَةً, فَإِنَّ البُخَارِيَّ تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ, وَتُوُفِّيَ الخَفَّافُ سَنَةَ أَرْبَعٍ أَوْ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ كَذَا قَالَ ابْنُ الصَّلَاحِ.
قلت: وَقَدْ أَكْثَرَ مِنَ التَّعَرُّضِ لِذَلِكَ شَيْخُنَا الحَافِظُ الكَبِيرُ أَبُو الحَجَّاجِ المِزِّيُّ فِي كِتَابِهِ (التَّهْذِيبِ). وَهُوَ مِمَّا يَتَحَلَّى بِهِ كَثِيرٌ مِنَ المُحَدِّثِينَ, وَلَيْسَ مِنَ المُهِمَّاتِ فِيهِ.