أسفاره ورحلاته
رحل أبو هريرة إلى مكة مراراً، والبحرين مرتين، والعراق، وروي أنه رحل إلى الشام، وكان له في كل بلد رحل إليه أصحاب يحفظون حديثه ويروونه عنه.
أما البحرين فرحل إليها مرتين:
الأولى: في زمن النبي صلى الله عليه وسلم مع العلاء بن الحضرمي.
والأخرى: في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أميراً على البحرين.
وأما العراق فقد روي ذهابه إليه من طرق.
- قال عباد بن عباد، عن مجالد بن سعيد، عن قيس بن أبي حازم، قال: قدم علينا أبو هريرة فقال: (لقد صحبت رسول الله سنوات، ما كنت قطّ أكملَ عقلاً مني السنوات التي صحبته). رواه ابن أبي خيثمة.
- وقال سفيان بن عيينة: قال إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس [بن أبي حازم] قال: نزل علينا أبو هريرة بالكوفة، قال: وكان بينه وبين مولانا قرابة - قال سفيان: وهم موالي الأحمس - فاجتمعت أحمس قال: فأتيناه نسلم عليه - وقال سفيان مرة: فأتاه الحي – فقال له أبي: يا أبا هريرة! هؤلاء أنسباؤك أتوك ليسلموا عليك وتحدثهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم!
قال: مرحبا بهم وأهلاً، صحبتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين، لم أكن أحرص على أن أعيَ الحديث مني فيهن... الحديث). رواه أحمد، وابن عساكر.
- وقال عبد الواحد بن زياد العبدي: حدثنا عاصم بن كليب قال: حدثني أبي قال: كنت جالساً مع أبي هريرة رضي الله عنه في مسجد الكوفة؛ فأتاه رجلٌ فقال: أأنت القائلُ تصلّي مع عيسى ابن مريم؟!!
قال: يا أهل العراق! إني قد علمتُ أن سيكذبوني، ولا يمنعني ذلك أن أحدّث بما سمعتُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصادق المصدوق أنَّ الدجالَ يخرج من المشرق في حين فرقة من الناس...)ثم ذكر الحديث بطوله، وقد رواه إسحاق بن راهويه في مسنده.
- وقال ابن جوصا: سمعت ابن سميع يقول: (أبو هريرة قدم دمشق وحفظوا عنه). رواه ابن عساكر.
- وفي مختصر قيام الليل لمحمد بن نصر المروزي عن مكحول قال: «تواعد المسلمون ليلة بالجابية، فقام أبو هريرة يحدثهم حتى أصبح»