مواعظه ووصاياه وأقواله السائرة
كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه فصيحاً نصوحاً، له مواعظ حسنة، ووصايا قيّمة، وأقوال سائرة، ومنها:
1. قال عمرو بن قيس، عن أبي إسحاق السبيعي قال: قال علي: (خمس كلمات احفظوهن، لو رحلتم المطي فيهن لأنضيتموهنّ قبل أن تدركوا مثلهن: لا يرجُ عبد إلا ربه، ولا يخف إلا ذنبه، ولا يستحيي من لا يعلم أن يتعلم، ولا يستحيي عالمٌ إذا سئل عما لا يعلم أن يقول: "الله أعلم"، واعلموا أنَّ منزلة الصبر من الإيمان كمنزلة الرأس من الجسد؛ فإذا ذهب الرأس ذهب الجسد، وإذا ذهب الصبر ذهب الإيمان). رواه ابن أبي شيبة، وابن مروان الدينوري في المجالسة.
ورواه أبو نعيم في الحلية من طريق معمر عن ابن طاووس عن عكرمة بن خالد عن عليّ.
ورواه الزبير بن عدي في نسخته عن الحارث الأعور عن علي.
ورواه عبد الرزاق في مصنفه، والبيهقي في شعب الإيمان، وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله، من طريق معمر عن الحكم بن أبان العدني عن عكرمة عن عليّ.
2. وقال إسماعيل بن أبي خالد، عن زبيد، عن المهاجر العامري، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: (إنما أخاف عليكم اثنتين: طول الأمل، واتباع الهوى؛ فإنَّ طول الأمل ينسي الآخرة، وإنَّ اتباع الهوى يصدّ عن الحق، وإنَّ الدنيا قد ترحّلت مدبرة، وإنَّ الآخرة مقبلة، ولكل واحدة منهما بنون؛ فكونوا من أبناء الآخرة؛ فإنَّ اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل). رواه أحمد في فضائل الصحابة وابن أبي شيبة.
ورواه البيهقي في شعب الإيمان من طريق وكيع، عن سفيان، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السلمي، وعلّقه البخاري في صحيحه.
3. وقال محمد بن طلحة، عن، زبيد، قال: قال علي: «خيرُ الناس هذا النمط الأوسط يلحق بهم التالي، ويرجع إليهم الغالي». رواه ابن أبي شيبة.
4. وقال معروف بن خربوذ المكي عن أبي الطفيل رضي الله عنه، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: «حدثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يكذَّب الله ورسوله»رواه البخاري، والبيهقي في المدخل إلى السنن.
5. وقال موسى بن أيّوب الغافقي: سمعت عمّي إياس بن عامرٍ، يقول: أخذ عليّ بن أبي طالبٍ، بيدي، ثمّ قال: (إنّك إن بقيت سيقرأ القرآن ثلاثة أصنافٍ: فصنفٌ للّه، وصنفٌ للجدال، وصنفٌ للدّنيا، ومن طلب به أدرك). رواه الدارمي.
6. وقال سفيان بن عيينة، عن عمران بن ظبيان، عن أبي يحيى حكيم بن سعد قال: سمعت علياً يقول: (لا تكونوا عُجُلاً مذاييعَ بُذُراً، فإنَّ من ورائكم بلاءً مبرّحاً مُكْلِحاً، وأموراً متماحلةً رُدُحاً). رواه البخاري في الأدب المفرد.
- قال أبو منصور الأزهري: (المتماحلة: المتطاولة، والرُّدُح: العظيمة، يعني الفتن، جمع رَدَاح)
وقال في موضع آخر: (أراد فتناً يطول أيامها، ويعظم خطرها، ويشتد كَلَبُها).