55: حجاج بن محمد المصيصي الأعور(ت:206هـ)
من أوعية العلم الكبار، أصله من ترمذ، وسكن بغداد، ثم انتقل إلى المصيصة ونسب إليها، ثمّ رجع إلى بغداد في آخر حياته، والمَصيصة، بفتح الميم وتشديد الصاد الأولى مكسورة، وكانت في أقصى شمال الشام، قريب من أضنة حالياً، كانت تعدّ من الثغور، وقد رابط بها جماعة من الصالحين، ثمّ اندثرت.
وحجاج بن محمد ثقة ثبت، من تابعي التابعين، رأى يحيى بن سعيد الأنصاري، وحريز بن عثمان، ويونس بن أبي إسحاق، وهم من التابعين، وروى عن جماعة من كبار أتباع التابعين، وهو أثبت الرواة في ابن جريج، كتب عنه التفسير وغيره، وله روايات كثيرة جداً في كتب التفسير المسندة، ويروي أيضاً عن غير ابن جريج؛ كشعبة وحمزة الزيات وأبي جعفر الرازي.
وروى عنه: الحسين بن داوود المصيصي المعروف بسنيد، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأبو خيثمة زهير بن حرب، وغيرهم.
- قال أبو بكر الأثرم، عن أحمد بن حنبل: (ما كان أضبطه وأصحَّ حديثه!! وأشد تعاهده للحروف!!).
قال أبو بكر: ورفع أمره جداً، فقلت له: كان صاحب عربية؟
قال: (نعم).
- وقال أبو مسلم المستملي: خرج حجاج الأعور من بغداد إلى الثغر في سنة تسعين ومائة، وسألته في درب الحجارة وهو في السفينة، فقلت: يا أبا محمد هذا التفسير سمعته من ابن جريج؟ فرأيت عينه قد انقلبت، فقال: سمعت التفسير من ابن جريج، وهذه الأحاديث الطوال، وكلَّ شيء قلت: (حدثنا ابن جريج؛ فقد سمعته). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال أبو بكر الأثرم: قال أبو عبد الله: (الكتب كلها قرأها على ابن جريج إلا كتاب"التفسير"، فإنه سمعه إملاء من ابن جريج، ولم يكن مع ابن جريج كتاب التفسير فأملى عليه).
- وقال عبد الله بن الإمام أحمد: سمعت أبي يقول: (سمع حجاج الأعور التفسير من ابن جريج بالهاشمية، وهي التي دون الكوفة، سماعاً، سمع التفسيرين جميعاً).
وكان حجاج كثير الحديث جداً، قال أبو داوود: وقال أبوداود: (خرج أحمد ويحيى إلى الحجاج الأعور، وبلغني أن يحيى كتب عنه نحواً من خمسين ألف حديث).