أوّل نشأة تدوين التفسير:
وقد كانت بداية تدوين التفسير محضاً - فيما أعلم - ما أُثر عن بعض أصحاب ابن عبّاس رضي الله عنهما من كتابتهم التفسير عنه، وكان بعض ذلك من إملائه.
وممن ذكر أنه كان يكتب التفسير من أصحاب ابن عباس: مجاهد، وسعيد بن جبير، وأربدة التميمي، وأبو مالك الغفاري، وأبو صالح مولى أمّ هانئ وغيرهم.
وهؤلاء منهم من رويت عنهم صحفهم كأربدة، وأبي مالك، وأبي صالح، وهي صحف قد تداولها الرواة حتى أخرج منها أصحاب التفاسير المسندة كابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر وغيرهم بعض مروياتها.
ومنهم من لم نقف على أنهم رووا عن ابن عباس عينَ ما كتبوه كما هو حال مجاهد بن جبر، وسعيد بن جبير؛ وأبو الجوزاء الربعي، والأظهر أنهم إنما كتبوا لأنفسهم ثم أضافوا إلى ما كتبوه عن ابن عباس ما استفادوه من غيره، وما استخرجوه بفهمهم واستنباطهم.
ثمّ كتبوا تفاسير أو أملوها بعدما تصدّروا في التفسير.