33: آدم بن أبي إياس العسقلاني(ت:221هـ):
اختلف في اسم أبيه؛ فقال البخاري: عبد الرحمن، وقال الخطيب البغدادي: اسم أبي إياس ناهية.
روى عن: حريز بن عثمان، وابن أبي ذئب، وشعبة بن الحجاج، وحماد بن سلمة، وشيبان النحوي، وأبي جعفر الرازي، وأبي معشر المدني، والليث بن سعد، وعبد الله بن المبارك، وورقاء بن عمر اليشكري، وبقية بن الوليد، وإسرائيل بن يونس، وغيرهم.
وروى عنه: ابنه عبيد، ومحمد بن إسماعيل البخاري، وأبو محمد الدارمي، وأبو عيسى الترمذي، وأبو حاتم الرازي، ويعقوب بن سفيان، وأبو زرعة الدمشقي، وغيرهم كثير.
- قال الخطيب البغدادي: (أصله من خراسان، ومنشؤه بغداد، وبها طلب العلم، وكتب عن شيوخها، ثم رحل إلى الكوفة والبصرة والحجاز والشام، ولقي الشيوخ وسمع منهم، واستوطن عسقلان فعرف بالعسقلاني).
- وقال أبو مسلم صالح بن أحمد العجلي: حدثني أبي، قال: (آدم بن أبي إياس يكنى بأبي الحسن خراساني، نشأ ببغداد، سكن عسقلان، ثقة، يقال: إنه كان ممن يكتب عند شعبة، وكان يقرئ القرآن).
- وقال ابن سعد: (آدم بن أبي إياس، يكنى أبا الحسن، وكان من أبناء أهل خراسان، من أهل مرو الروذ، طلب الحديث ببغداد، وسمع من شعبة سماعاً كثيراً صحيحاً، ثم انتقل فنزل عسقلان، فلم يزل هناك حتى مات بها في خلافة أبي إسحاق بن هارون في جمادى الآخرة سنة عشرين ومائتين، وهو ابن ثمان وثمانين سنة).
- وقال أبو داوود السجستاني: سمعت أحمد بن حنبل، يقول: (زعموا أن آدم كان مكيناً عند شعبة).
- وقال أبو العباس بن عقدة، عن القاسم بن عبد الله بن عامر: سمعت يحيى بن معين: سئل عن آدم بن أبي إياس، فقال: (ثقة، ربما حدَّث عن قوم ضَعْفَى). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال محمد بن إسحاق الثقفي السراج، عن إبراهيم بن الهيثم البلدي قال: (بلغ آدم نيفاً وتسعين سنة، وكان لا يخضب، كان أشغل من ذلك؛ يعني من العبادة). ذكره أبو الحجاج المزي.
- وقال ابن أبي حاتم: سئل أبي عن آدم بن أبي إياس فقال: (ثقة مأمون متعبد، من خيار عباد الله).
- وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: حضرت آدم بن أبي إياس العسقلاني وقال له رجل: سمعت أحمد بن محمد بن حنبل وسئل عن شعبة كان يملى عليهم ببغداد أو يقرأ؟
قال: (كان يقرأ وكان أربعة أنفس يكتبون: آدم، وعلي النسائي،..).
فقال آدم: (صدقَ، كنت سريع الخط، وكنت أكتب، وكان الناس يأخذون من عندي، وقدم شعبة بغداد فحدّث فيها أربعين مجلساً، في كل مجلس مائة حديث؛ فحضرت أنا منها عشرين مجلساً سمعت ألفي حديث، وفاتني عشرون مجلساً).
- وقال أبو يحيى مكي بن عبد الله الثقفي: حدثنا أبو بكر الأعين، قال: أتيتُ آدم العسقلاني، فقلت له: عبد الله بن صالح كاتب الليث يقرئك السلام، قال: لا تقرئه مني السلام، فقلت له: لم؟
قال: لأنه قال: القرآن مخلوق.
قال: فأخبرته بعذره، وأنه أظهر الندامة، وأخبر الناس بالرجوع.
قال: فأقرئه السلام.
فقلت له بعد: إني أريد أن أخرج إلى بغداد فلك حاجة؟
قال: نعم، إذا أتيت بغداد فائت أحمد بن حنبل فأقرئه مني السلام، وقل له: (يا هذا اتق الله وتقرب إلى الله بما أنت فيه، ولا يستفزنَّك أحد، فإنك إن شاء الله مشرف على الجنة).
وقل له: حدثنا الليث بن سعد، عن محمد بن عجلان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أرادكم على معصية الله فلا تطيعوه)).
فأتيت أحمد بن حنبل في السجن؛ فدخلت عليه؛ فسلّمت عليه وأقرأته السلام، وقلت له هذا الكلام والحديث، فأطرق أحمد إطراقةً، ثم رفع رأسه، فقال: (رحمه الله حيّاً وميتاً، فلقد أحسن النصيحة). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال أبو علي الحسين بن القاسم الكوكبي: حدثني أبو علي المقدسي، قال: لما حضرت آدم بن أبي إياس الوفاة ختم القرآن وهو مسجى، ثم قال: (بحبي لك إلا رفقتَ بي لهذا المصرع، كنت أؤملك لهذا اليوم، كنت أرجوك، ثم قال: لا إله إلا الله، ثم قضى). رواه الخطيب البغدادي.
اختلف في سنة وفاته:
- فقال ابن سعد، ومطين: مات سنة 220هـ.
- وقال: أبو زرعة الدمشقي: مات سنة 221هـ.