41: عبد الملك بن قريب بن عبد الملك الأصمعي(ت:216هـ)
وهو عبد الملك بن قُريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع بن مظهر من بني قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس عيلان.
قال ابن حزم الأندلسي: (أدرك أصمع النبيَّ صلّى الله عليه وسلم وكذلك أبوه مظهّر، وأسلما جميعا).
وذكر أن الأصمعي كان يقول: (لست من باهلة، لأن قتيبة بن معن لم تلده باهلة قط).
وباهلة هي بنت صعب بن سعد العشيرة تزوّجها مالك بن أعصر، ثم خلف عليها ابنه من غيرها معن بن مالك على نكاح الجاهلية؛ فولدت له أولاداً وحضنت سائر ولده من غيرها فنسبوا كلّهم إلى باهلة.
روى الأصمعي عن: عبد الله بن عون، وسليمان التيمي، وشعبة بن الحجاج، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، ومسعر بن كدام، وسليمان بن المغيرة، والخليل بن أحمد، وغيرهم.
وروى عنه: ابن أخيه عبد الرحمن بن عبد الله، وأبو عبيد القاسم بن سلام، وأبو حاتم السجستاني، ونصر بن علي الجهضمي، ويحيى بن معين، وغيرهم.
ولد الأصمعي نحو سنة 128هـ، ونشأ بالبصرة، وأخذ عن جماعة من علماء التابعين وتابعي التابعين، وشافه بعض الأعراب، وكان سريع الحفظ، لا يكاد ينسى ما حفظ، فخزن في قلبه شيء كثير من كلام العرب وأشعارهم وأخبارهم فاق به أقرانه، واتّسعت معرفته بلسان العرب؛ حتى عدّ من أعلم أهل زمانه باللغة والغريب، وكان حسن الصوت بالإنشاد، راوية للأشعار والملح والأخبار، حسن العبارة، حلو المحادثة، وكان يتقي القول في تفسير القرآن والحديث، وهو صاحب سنة وفضل.
له كتب كثيرة طبع منها نحو عشرين كتاباً، منها: الأصمعيات وهي قصائد مختارة من أجود قصائد العرب، وفحولة الشعراء، وكتاب الفرق، وخلق الإنسان، والإبل، والشاء، والوحوش، والنبات والشجر، والدارات، وما اختلفت ألفاظه واتفقت معانيه، والأضداد، والاشتقاق، وغيرها.
- قال الربيع بن سليمان: سمعت الشافعي يقول: (ما عبّر أحد عن العرب بأحسن من عبارة الأصمعي). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال نصر بن علي الجهضمي: سمعت الأصمعي يقول لعفان وجعل يعرض عليه شيئاً من الحديث، فقال: (اتق الله يا عفّان! ولا تغيّر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بقولي).
قال نصر: (وكان الأصمعي يتقي أن يفسّر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يتقي أن يفسر القرآن). رواه الخطيب البغدادي وابن عساكر.
- وقال أبو أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي: (سمعت أحمد بن حنبل ويحيى بن معين يثنيان على الأصمعي في السنة). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال أبو معين الحسين بن الحسن الرازي: سألت يحيى بن معين، عن الأصمعي فقال: (لم يكن ممن يكذب، وكان من أعلم الناس في فنه).
- قال محمد بن يزيد النحوي: كان أبو زيد الأنصاري صاحب لغة، وغريب ونحو، وكان أكثر من الأصمعي في النحو، وكان أبو عبيدة أعلم من أبي زيد والأصمعي بالأنساب، والأيام، والأخبار، وكان الأصمعي بحرا في اللغة لا يعرف مثله فيها وفي كثرة الرواية، وكان دون أبي زيد في النحو). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال العباس بن الفرج الرياشي: سمعت الأخفش، يقول: (ما رأينا أحداً أعلم بالشعر من الأصمعي وخلف).
فقلت له: فأيهما كان أعلم؟
فقال: (الأصمعي، لأنه كان معه نحو). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال أبو عبد الله الذهبي: (كان إمام زمانه في علم اللسان).
وقال ثعلب: قيل للأصمعي: كيف حفظت ونسي أصحابك؟
قال: (درستُ وتركوا). رواه ابن عساكر.
وقال عمر بن شبة: سمعت الأصمعي يقول: (أحفظ ستة عشر ألف أرجوزة). رواه ابن عساكر.
- وقال أبو العيناء محمد بن القاسم: أخبرني الدعلجي غلام أبي نواس قال: قيل لأبي نواس: قد أُشخص أبو عبيدة والأصمعي إلى الرشيد؛ فقال: (أما أبو عبيدة فإنهم إن مكّنوه من سِفْرِه قرأ عليهم أخبارَ الأولين والآخرين، وأما الأصمعي؛ فبلبل يطربهم بنغماته). رواه ابن عساكر.