30: عبد الرحمن بن مهدي بن حسان البصري(ت:198هـ)
قيل: العنبري، وقيل: مولى الأزد، يقال له: صاحب اللؤلؤ، أحد الأئمة الأعلام، والعبّاد الصالحين.
روى عن: شعبة، وسفيان الثوري، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، ومالك بن أنس، وعبد العزيز الماجشون، وهشام الدستوائي، ووهيب بن خالد، ويزيد بن زريع، وجرير بن حازم، وعبد الله بن المبارك، وسفيان بن عيينة، ومهدي بن ميمون، وغيرهم.
وأخذ عن محمد بن إدريس الشافعي فقه الحديث، وكان هو سبب تأليف الشافعي للرسالة.
وروى عنه: عبد الله بن المبارك، وعبد الله بن وهب، وأحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين، وإسحاق بن راهويه، وأبو عبيد القاسم بن سلام، وأبو خيثمة زهير بن حرب، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو ثور الكلبي، وغيرهم.
- قال البخاري: (ولد سنة خمس وثلاثين ومائة ومات سنة ثمان وتسعين ومائة).
- وقال الخطيب البغدادي: (وهو بصري قدم بغداد، وحدث بها، وكان من الربانيين في العلم، وأحد المذكورين بالحفظ، وممن برع في علم الأثر، وطرق الروايات، وأحوال الشيوخ).
- وقال حنبل بن إسحاق: قال أبو عبد الله [أحمد بن حنبل]: (ما رأيت بالبصرة مثل يحيى بن سعيد، وبعده عبد الرحمن، وعبد الرحمن أفقه الرجلين).
- وقال أبو الحسن هارون بن سليمان الأصبهاني: سمعت محمد بن النعمان بن عبد السلام، يقول: قال معاذ بن معاذ: (ليس بالبصرة أحد يصلح للقضاء إلا رجلٌ واحد، قلت: من هو؟
قال: عبد الرحمن بن مهدي وله عيب.
قلت: ما هو؟
قال: (ليس له عشيرة إنْ حكم على رجل من الكبار منعوه منه). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال أبو عبد الله المقدمي: حدثني أبي، قال: سمعت علي ابن المديني، يقول: (إذا اجتمع يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي على ترك رجل لم أحدث عنه، فإذا اختلفا أخذت بقول عبد الرحمن لأنه أقصدهما، وكان في يحيى تشدد). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال أبو بكر الأثرم: سمعت أحمد بن حنبل، يقول: (إذا حدث عبد الرحمن بن مهدي عن رجل فهو حجة).
- وقال أبو حاتم الرازي: (عبد الرحمن بن مهدي أثبت أصحاب حماد بن زيد، وهو إمام ثقة أثبت من يحيى بن سعيد، وأتقن من وكيع، وكان عرض حديثه على سفيان الثوري).
- وقال محمد بن عثمان بن أبي صفوان: سمعت علي ابن المديني، يقول غير مرة: (والله لو أخذت فحلّفت بين الركن والمقام، لحلفت بالله أني لم أر أحداً قط أعلم بالحديث من عبد الرحمن بن مهدي). رواه الخطيب البغدادي في تاريخه.
- وقال علي بن المديني: قلت له: قد كتبت حديث الأعمش، وكنت عند نفسي أني قد بلغت فيها، فقلت: ومن يفيدنا عن الأعمش؟
قال: فقال لي: من يفيدك عن الأعمش؟
قلت: نعم.
قال: فأطرقَ ثم ذكر ثلاثين حديثاً ليست عندي، قال: (وتتبع أحاديث الشيوخ الذين لم ألقهم أنا، ولم أكتب حديثهم عن رجل). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال القاسم بن نصر المخرمي: سمعت علي بن المديني يقول: قدمت الكوفة فعنيت بحديث الأعمش فجمعتها، فلما قدمت البصرة لقيت عبد الرحمن فسلمت عليه؛ فقال: هات يا علي ما عندك.
فقلت: ما أحد يفيدني عن الأعمش شيئاً!
قال: فغضب؛ فقال: (هذا كلام أهل العلم، ومن يضبط العلم، ومن يحيط به؟ مثلك يتكلم بهذا؟!! أمعك شيء تكتب فيه؟).
قلت: نعم.
قال: اكتب.
قلت: ذاكرني فلعله عندي.
قال: (اكتب، لست أملي عليك إلا ما ليس عندك).
قال: (فأملى علي ثلاثين حديثاً لم أسمع منها حديثاً).
ثم قال: (لا تعد)
قلت: (لا أعود).رواه الخطيب البغدادي.
- وقال نعيم بن حماد: قلت لعبد الرحمن بن مهدي: كيف تعرف صحيح الحديث من خطئه؟
قال: (كما يَعرفُ الطبيبُ المجنونَ). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال أحمد بن سنان القطان: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: «لا يكون إماماً أبداً رجلٌ يحدّث عن كلّ أحد، ولا يكون إماماً أبداً رجلٌ لا يعرف مخارج الحديث». رواه الخطيب البغدادي في الجامع.
- وقال محمد بن إسحاق بن راهويه: كان أبي يحكي عن عبد الرحمن بن مهدي، أنه كان يقول: «إذا روينا في الثواب والعقاب وفضائل الأعمال، تساهلنا في الأسانيد والرجال، وإذا روينا في الحلال والحرام والأحكام تشددنا في الرجال» رواه الخطيب البغدادي في الجامع.
- وقال جعفر بن أحمد الساماني: سمعت جعفر ابن أخي أبي ثور يقول: سمعت عمي يقول: (كتب عبد الرحمن بن مهدي إلى الشافعي وهو شابّ أن يضع له كتاباً فيه معاني القرآن ويجمع قبول الأخبار فيه وحجة الإجماع وبيان الناسخ والمنسوخ من القرآن والسنة فوضع كتاب الرسالة).
قال عبد الرحمن بن مهدي: (ما أصلي صلاة إلا وأنا أدعو للشافعي فيها). رواه البيهقي في معرفة السنن والآثار والخطيب البغدادي في كتاب "الاحتجاج بالشافعي".
- وقال عثمان بن سعيد الدارمي: حدثنا محمد بن بشار، قال: قال عبد الرحمن بن مهدي: (لو استقبلت من أمري ما استدبرت لكتبت بجنب كل حديث تفسيره). رواه الخطيب البغدادي في الجامع.
- وقال أحمد بن سنان القطان: «كان عبد الرحمن بن مهدي لا يُتحدَّث في مجلسه، ولا يُبرى فيه قلم، ولا يبتسم أحد، فإن تحدّث أو برى قلماً، صاح ولبس نعليه ودخل، وكذا يفعل ابن نمير، وكان من أشدّ الناس في هذا، وكان وكيع أيضاً في مجلسه كأنهم في صلاة، فإن أنكر من أمرهم شيئاً انتعل ودخل). رواه الخطيب البغدادي في الجامع.
- وقال عبد الرحمن بن عمر رسته: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: (إن كنا لنأتي الرجل ما نريد علمه وحديثه، إنما نأتي لنتعلم من هديه وسمته ودله). رواه البيهقي في شعب الإيمان.
- وقال أبو إسماعيل بن الصلت بن أبي مريم مستملي علي ابن المديني: حدثنا علي ابن المديني، قال: (كان عبد الرحمن بن مهدي يختم في كل ليلتين، كان ورده في كل ليلة نصف القرآن). رواه الخطيب البغدادي في تاريخه.
- وقال أبو عبيد القاسم بن سلام: دخلت البصرة لأسمع من حماد بن زيد فقدمت فإذا هو قد مات؛ فشكوت ذلك إلى عبد الرحمن بن مهدي فقال: (مهما سُبقتَ به، فلا تسبقنّ بتقوى الله عز وجل). رواه الخطيب البغدادي في "الرحلة في طلب الحديث".