37: مالك بن دينار البصري (ت:127هـ)
- قال البخاري في التاريخ الكبير: (كنيته أبو يحيى البصريّ مولى بني ناجية بن سامة بن لؤي بن غالب القرشي).
كان من العلماء العبّاد بالبصرة، وكان يكتب المصاحف بالأجرة، فيتقوّت منها، وكان زاهداً شديد التقشّف والتقلل من الدنيا، مشتغلاً بالعبادة، مزرياً على نفسه، وكان حسن المنطق حكيماً، له وصايا مأثورة، وأخبار مشهورة.
روى عن أنس، وعن سعيد بن جبير، والأحنف بن قيس، والحسن، وابن سيرين، وقتادة، وأيوب السختياني، وثابت البناني، وغيرهم.
وروى عنه: سعيد بن أبي عروبة، وعبد الله بن شوذب، وجعفر بن سليمان، وعاصم الأحول، وغيرهم.
- قال سلم الخوّاص: قال مالك بن دينارٍ: (خرج أهل الدّنيا من الدّنيا ولم يذوقوا أطيب شيءٍ فيها).
قيل: وما هو؟
قال: (معرفة الله تعالى). رواه ابن عساكر.
- قال جعفر بن سليمان: سمعت مالك بن دينارٍ يقول: (إذا تعلّم العبد العلم ليعمل به كسره علمه، وإذا تعلم العلم لغير العمل زاده فخرًا). رواه ابن عساكر.
- وروى الأصمعيّ عن أبيه قال: مرّ المهلّب بن أبي صفرة على مالك بن دينارٍ وهو يتبختر في مشيته، فقال له مالكٌ: أما علمت أنّ هذه المشية تكره إلا بين الصّفّين؟
فقال له المهلّب: أما تعرفني؟
فقال له مالك: أعرفك أحسن المعرفة؛
قال: وما تعرف مني؟
قال: أما أوّلك فنطفةٌ مذرةٌ، وأما آخرك فجيفةٌ قذرةٌ، وأنت تحمل بينهما العذرة.
فقال المهلّب: (الآن عرفتني حقّ المعرفة). رواه ابن عساكر.
اختلف في سنة وفاته على أقوال.