34: حميد بن هلال بن هبيرة العدوي(ت:117هـ تقريباً )
أبو نصر، من بني عديّ بن عبد مناة بن أدّ بن طابخة، ومن قال: من عدي تميم؛ فهو تجوّز، وإنما هم أبناء عمومة، فتميم بن مرّ بن أدّ بن طابخة.
روى عن: أبي رفاعة العدوي وكان رجلاً فاضلاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو من قرابته، وروى عن أنس بن مالك، وعبد الله بن مغفل، وعن مطرف بن عبد الله، وربعي بن حراش، ونصر بن عاصم، وأبي بردة الأشعري، وأبي صالح السمان، وغيرهم.
وروى عنه: قتادة، وأيوب، وابن عون، وشعبة، وخالد الحذاء، وجرير بن حازم، وحبيب بن الشهيد، وسليمان بن المغيرة، وغيرهم كثير.
وهو ثقة ثبت روى له الجماعة، وكان ابن سيرين لا يرضاه لأنه دخل في بعض عمل السلطان، وهذا لا يطعن في حديثه.
- قال موسى بن إسماعيل: سمعت أبا هلال الراسبي، يقول: سمعت قتادة، يقول: «ما كان بالمصر رجل أعلم من حميد بن هلال ما أستثنى محمداً ولا الحسن» رواه ابن سعد في الطبقات والبخاري في التاريخ الكبير، وابن أبي حاتم.
زاد ابن سعد: (غير أن التناءة أضرَّت به يعني أنه كان تانئاً بدولاب بالأهواز).
يقال: تنأ بالبلد إذا قطن به، والتانئ القاطن، والتناءة مصدر، وهو لا يكاد يطلق إلا على من نزل منزلاً بعيداً.
فيكون المعنى: أنّ بُعْده عن أصحابه أضرّ به لقلّة من يحمل عنه العلم.
وقال أبو منصور الأزهري في تهذيب اللغة، وقال: (قال الأصمعي: إِنَّمَا هِيَ التِّناوَةُ أيْ أَنه تَركَ المذاكرة، وَكَانَ ينزل قَرْيَة على طَرِيق الأهواز).
وهذا القول فيه نظر، لأنه لو كان المراد ترك المذاكرة لظهر أثر ذلك في حديثه بضعف الضبط، وحميد بن هلال ثقة ضابط لم يُطعن عليه في ضبطه وروايته.
وقد فسّر بعض أهل اللغة التناوة بالفلاحة، أي أنّ عمل الفلاحة أشغله.