28: أبو رجاء عمران بن ملحان العطاردي(ت: 105هـ)
تابعي مخضرم من بني تميم، من كبار قراء البصرة، قرأ على أبي موسى الأشعري، وروى عنه وعن عمر وعلي وابن عباس وسمرة وعمران بن الحصين وعائشة وشهد معها يوم الجمل، وغيرهم.
ولد قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وأسلم بعد فتح مكة ولم ير النبي صلى الله عليه وسلم.
- قال الصلت بن محمد: حدثنا بكار بن سفيان، عن أبي رجاء العطاردي، وقد أدركته: (كنت أفرّ من النبي صلى الله عليه وسلم حتى عفا الناس حين فتح مكة؛ فأسلمت بعد ذلك). رواه البخاري في التاريخ الكبير.
- وقال حجاج بن نصير: حدثنا أبو خلدة قال: قلت لأبي رجاء: مثل من أنت حين بعث النبي صلى الله عليه وسلم؟
قال: «كنت أرعى الإبل لأهلي»
فقلت لأبي رجاء: فما فركم منه؟
قال: « قيل لنا: بُعث رجل من العرب يقتل - يعني الناس - إلا من أطاعه »
قال: « ولا أدري ما طاعته »
قال: « ففررنا حتى قطعنا رمل بني سعد» رواه ابن سعد.
- وقال وهب بن جرير بن حازم: حدثنا أبي قال: سمعت أبا رجاء العطاردي قال: «لما بلغَنا أمرُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم ونحن على ماء لنا يقال له سند، فخرجنا بعيالنا هرابا نحو الشجر» وذكر أنه أكل الدم، فقيل له: كيف طعمه؟ فقال: «حلو» رواه ابن سعد.
- وقال عمرو بن عاصم الكلابي: حدثنا سلم بن زرير قال: سمعت أبا رجاء يقول: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد رعيت على أهلي، كفيت مهنتهم، فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم خرجنا هرابا، فأتينا على فلاة من الأرض، وكنا إذا أمسينا بمثلها قال شيخنا: إنا نعوذ بعزيز هذا الوادي من الجن الليلة فقلنا ذاك.
قال: فذكر حديثا طويلا
قال أبو رجاء: فقيل لنا: «إنما سبيل هذا الرجل شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، فمن أقر بها أمن على دمه وماله، فرجعنا، فدخلنا في الإسلام»
قال: وربما قال أبو رجاء: (إني لأرى هذه الآية نزلت فيَّ وفي أصحابي: {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا}). رواه ابن سعد.
- وقال الأصمعي: أخبرنا أبو عمرو بن العلاء قال: قلت لأبي رجاء العطاردي: ما تذكر؟ قال: قتل بسطام بن قيس ثم أنشد بيتا رُثى به:
فخرَّ على الألاءة لم يوسد ... كأن جبينه سيف صقيل).
رواه ابن سعد.
- وقال أبو الحارث الكرماني، سمعت أبا رجاء العطاردي: كنت إمام الحي في رمضان، وقد أتى علي عشرون ومئة، وأدركت النبي صلى الله عليه وسلم وأنا شابّ أمرد، وإنما سمي بني عبد شمس، لأنهم كانوا يعبدون الشمس). رواه البخاري في التاريخ الكبير.
- وقال عمارة المعولي: سمعت أبا رجاء العطاردي يقول: (بُعث النبي صلى الله عليه وسلم وأنا خماسي، يدعو إلى الجنة وأنا أفر إلى النار). رواه ابن أبي خيثمة.
- وقال عمرو بن عاصم: حدثنا أبو الأشهب أن أبا رجاء «كان يختم في شهر رمضان، في كل عشر ليال مرة» رواه ابن سعد، ولعله يريد في صلاة التراويح فقد كان إمام مسجد قومه، وقد أمّ قومه أربعين سنة في البصرة، ومات سنة 105هـ وقد أتت عليه نحو مائة وثلاثين سنة، فيكون مولده قبل البعثة كما ذكر الفرزدق في قصيدته، وقد اجتمع الفرزدق والحسن البصري في جنازته؛ فقال الفرزدق للحسن: يا أبا سعيد يقول الناس: اجتمع في هذه الجنازة خير الناس وشر الناس، فقال الحسن: لستُ بخير الناس، ولستَ بشرهم، ولكن ما أعددت لهذا اليوم؟
قال: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله.
وقال الفرزدق قصيدته التي منها:
ألم تر أن الناس مات كبيرهم ... وقد كان قبل البعث بعث محمد
ولم يغن عنه عيشُ سبعين حجة ... وستين لما بات غير موســـــــــد
إلى حفرة غبراء يكره وردها ... سوى أنها مثوى وضيع وسيّـــــــد
إلى آخر ما قال.