9: أبو بكرة نفيع بن مسروح الحبشي(ت:52هـ)
طليق الله وطليق رسوله، اختلف في اسم أبيه؛ فقال أحمد بن حنبل وجماعة: نفيع بن الحارث بن كلدة الثقفي.
وقال الزهري وزهير بن حرب: هو نفيع بن مسروح الحبشي، وفي اسم أبيه أثر عن الشعبي.
- قال الحسن بن صالح، عن أبيه عن الشعبي، قال: أرادوا أبا بكرة على الدعوة فأبى، وقال لبنيه عند الموت: (أبي مسروح الحبشي). رواه ابن أبي خيثمة كما في الاستيعاب لابن عبد البر.
نشأ أبو بكرة في الطائف، وكان عبداً للحارث بن كلدة الثقفي فاستلحقه، وهو أخو زياد بن أبيه لأمّه، وأمّهما سمية مولاة للحارث بن كلدة؛ فلما حاصر النبيُّ صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم الطائف نزل إليه متدلياً ببكرة حتى جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم؛ فأعتقه النبي صلى الله عليه وسلم، ولُقّب بأبي بكرة يومئذٍ.
- وقد روى الحجاج بن أرطأة وأبو شيبة الواسطي عن الحكم بن عتيبة، عن مقسم، عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نازل أهل الطائف فنادى مناديه: «أن من خرج إلينا من عبد فهو حر؛ فخرج إليه نافع ونفيع فأعتقهما» رواه أحمد والشافعي والطبراني بألفاظ مختلفة.
الحجاج بن أرطأة مدلس وأبو شيبة ضعيف، لكن خبر عتق أبي بكرة وتسوّره من الحصن صحيح مشهور، وكان عدة العبيد الذين أعتقهم النبي صلى الله عليه وسلم يوم الطائف ثلاثة وعشرون.
- قال عاصم بن سليمان الأحول: سمعت أبا عثمان، قال: سمعت سعداً وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله، وأبا بكرة وكان تسور حصن الطائف في أناس فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالا: سمعنا النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من ادّعى إلى غير أبيه وهو يعلم فالجنة عليه حرام» رواه البخاري في صحيحه.
- وقال مغيرة عن شباك الضبي عن عامر الشعبي عن رجل من ثقيف من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سألناه أن يردّ إلينا أبا بكرة فأبى، وقال: ((هو طليق الله وطليق رسوله)) وكان أبو بكرة خرج إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين حاصر الطائف فأسلم. رواه أحمد.
وكان أبو بكرة يقول: أنا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال مسدد: مات أبو بكرة والحسن بن علي في سنة واحدة، وقد مات الحسن سنة 49هـ.
وقال خليفة بن خياط وجماعة: مات سنة 52ه، وصلى عليه أبو برزة الأسلمي.
وكان رجلاً صالحاً فاضلاً، اعتزل القتال يوم الجمل، وله عقب بالبصرة لهم ذكر وشرف.