8: عمران بن الحصين بن عبيد الخزاعي(ت:52هـ)
أبو نجيد، من فضلاء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وفقهائهم، أسلم قديماً هو وأبوه وأخته، وكان يقيم ببلاد قومه، ويتردد إلى المدينة كثيراً؛ فيصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم ويسمع منه، وغزا معه غزوات.
وكان يقول: (ما مسست ذكري بيميني منذ بايعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم).
ثمّ انتقل إلى البصرة، وكان من المعلّمين بها، وتولى القضاء بها مدة، ثمّ ابتلي بمرض البطن ثلاثين سنة، وكانت الملائكة تسلم عليه، وكان يُعرض عليه أن يكتوي فيأبى حتى كان قبل موته بسنتين اكتوى ففقد تسليم الملائكة فاشتدّ ذلك عليه؛ فترك الاكتواء فعاد إليه التسليم.
- قال روح بن عبادة: حدثنا هشام، عن الحسن، عن عمران بن حصين أنه سقى بطنه فنقب له سرير، فأمسى عليه ثلاثين سنة، فدخل عليه رجل فقال: يا أبا نجيد، والله ليمنعني كثيراً من عيادتك ما أرى بك، فقال: يا أخي، فلا تحبس فوالله إنَّ أحبَّ ذاك إليَّ أحبُّه إلى الله.
قال: حتى اكتوى قبل وفاته بسنتين، قال: وكان يُسَلَّمُ عليه فلما اكتوى فقد التسليم، ثم عاد إليه، وكان يقول: (قد اكتوينا فما أفلحن) يعني المكاوي. رواه أبو نعيم في معرفة الصحابة.
- وقال حماد بن زيد، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين قال: «ما قدم البصرة أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يفضل على عمران بن الحصين» رواه الطبراني في المعجم الكبير والحاكم في المستدرك.
وكان عمران ممن اعتزل الفتنة وذمّها.