4: أبو عياض عمرو بن الأسود العنسي(ت:55هـ تقريباً):
من العلماء العبّاد، والحكماء الزهّاد، سكن داريا، وتولى القضاء، ويقال: له: عُمير، وبه اشتهر ابنه حكيم بن عُمير.
روى عن: عمر، ومعاذ بن جبل، وابن مسعود، وأبي الدرداء، وعبادة بن الصامت، وعائشة، وأمّ حرام بنت ملحان، وأبي هريرة، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن عباس، والعرباض بن سارية، وشرحبيل بن السمط، وغيرهم.
وروى عنه: ابنه حكيم بن عمير، ويونس بن سيف العنسي، وخالد بن معدان، وأبو راشد الحبراني، وعبد الله بن بريدة، ومجاهد، وعطاء بن السائب، وإبراهيم بن مسلم الهجري، وغيرهم.
- قال أبو عبد الله الذهبي: (وهو مخضرم أدرك الجاهلية).
- قال إسماعيل بن عياش: حدثني ابن أبي مريم عن ضمرة بن حبيب عن عمرو بن الأسود العنسي قال: مررتُ على عمر سائراً إلى الشام؛ فدخلت على عمر، فلما خرج من عند عمر.
قال: (من أحبَّ أن ينظرَ إلى هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فلينظر إلى هدي عمرو بن الأسود). رواه يعقوب بن سفيان.
ورواه أحمد من طريق أبي بكر ابن ابي مريم عن ضمرة بن حبيب وحكيم بن عُمير مرسلاً.
- وقال موسى بن عيسى بن المنذر الحمصي: حدثنا أبي، حدثنا بقية بن الوليد، حدثنا صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير قال: حج عمرو بن الأسود، فلما انتهى إلى المدينة نظر إليه عبد الله بن عمر وهو قائمٌ يصلّي، فسأل عنه، فقيل: رجل من أهل الشام يقال له: عمرو بن الأسود.
فقال ابن عمر: (ما رأيتُ فتىً أشبهَ صلاةً ولا هدياً ولا خشوعاً ولا لبسةً برسول الله صلى الله عليه وسلم، من هذا الرجل). رواه الطبراني في مسند الشاميين، وابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال عبد الوهاب بن نجدة الحوطي: حدثني بقية بن الوليد، عن أرطاة بن المنذر قال: حدثنا رزيق أبو عبد الله الألهاني، أن عمرو بن الأسود قدم المدينة فرآه عبد الله بن عمر يصلّي فقال: (من سرَّه أن ينظر إلى أشبه الناس صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم فلينظر إلى هذا).
ثم بعث إليه ابن عمر بقرى وعلف ونفقة؛ فقبل القرى والعلف، ورد النفقة.
فقال ابن عمر: «قد ظننت أنه سيفعل ذلك». رواه الطبراني في مسند الشاميين، وابن عساكر في تاريخه، وقد تصحّفت العبارة في مسند الشاميين
- وقال إبراهيم بن العلاء الحمصي: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن عمرو بن الأسود العنسي: أنه كان إذا خرج إلى المسجد قبض بيمينه على شماله؛ فسئل عن ذلك فقال: (مخافة أن تنافق يدي).رواه أبو بكر الفريابي في "صفة النفاق"، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق، وأبو عبد الله الذهبي في تاريخ الإسلام، وزادا: (يعني لئلا يخطر بها في مشيته، فيكون ذلك نفاقاً).
- وقال إسماعيل بن عياش: حدثني شرحبيل بن مسلم قال: لما بُعث بحجر بن عدي بن الأدبر وأصحابه من العراق إلى معاوية بن أبي سفيان استشار الناس في قتلهم؛ فمنهم المشير، ومنهم الساكت؛ فدخل معاوية إلى منزله؛ فلما صلَّى الظهرَ قام في الناس خطيباً؛ فحمد الله وأثنى عليه، ثم جلس على منبره؛ فقام المنادي؛ فنادى: أين عمرو بن الأسود العنسي؟
فقام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: (ألا إنا بحصن من الله حصين، لم نؤمر بتركه، وقولك يا أمير المؤمنين في أهل العراق، ألا وأنت الراعي ونحن الرعية، ألا وأنت أعلمنا بدائهم، وأقدرنا على دوائهم، وإنما علينا أن نقول: {سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير}).
فقال معاوية: (أما عمرو بن الأسود؛ فقد تبرأ إلينا من دمائهم، ورمى بها ما بين عينيَّ). رواه صالح ابن الإمام أحمد في مسائل أبيه.
- وقال أبو داود السجستاني: «عمرو بن الأسود ولي القضاء»
- وقال محمد بن نصر المروزي: (اشترى عمرو بن الأسود رحمه الله حلة بثمانين وصبغها بدينار، وكان يخمرها النهار كله ويقوم فيها الليل كله).
- وقال ابن حبان: (عمرو بن الأسود العنسي، أبو عياض، كان يقسم على الله فيبرّه).