6: أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي(ت:94هـ)
أحد الفقهاء السبعة وأئمة المسلمين، وكان من أشراف قريش وصالحيهم، كثير العبادة، وكان عالماً بالسير والمغازي، فقيهاً ورعاً، وأكثر ما يُروى عنه في التفسير ما له تعلّق بنزول القرآن وأحكامه.
- قال البخاري وابن أبي خيثمة: اسمه أبو بكر وكنيته أبو عبد الرحمن.
وأمّ أبي بكر هي الشريدة، واسمها فاختة بنت عتبة بن سهيل بن عمرو ، لُقّبت بالشريدة لقول عمر بن الخطاب: (زوّجوا الشريدَ الشريدةَ)
وذلك أنّ الحارث بن هشام وعتبة بن سهيل كانا قد خرجا متصاحبين للجهاد في الشام فقتلا، وأُتي بعبد الرحمن بن الحارث وفاختة بنت عتبة إلى المدينة، ولم يبق من ولد سهيل بن عمرو غيرها؛ فزوَّج عمرُ عبدَ الرحمن فاختةَ، وأقطعهما أرضاً بالمدينة وأوسع لهما، فقيل له: أوسعتهما يا أمير المؤمنين، قال: (لعل الله ينشرُ منهما).
- قال مصعب الزبيري: (فنشر الله منهما ولداً كثيراً رجالاً ونساءً). ذكره ابن أبي خيثمة.
وقد ولد أبو بكر في خلافة عمر، واستُصغر يوم الجمل، وردّ من الطريق، وهذا يدلّ على أنه لم يولد كفيفاً، ثمّ ابتلي بذهاب بصره بعد.
ونشأ في المدينة نشأة صالحة واجتهد في العلم والعبادة، وسمع من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أبي هريرة وزيد بن ثابت وجماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وقد عدّه علي بن المديني من العشرة الذين هم أعلم التابعين بعلم زيد بن ثابت، وكان صوّاماً قوّاماً، جواداً كريماً، جليل القدر يُجلّه الخلفاء والعلماء والعامّة.
اختلف في سنة وفاته فقيل سنة 93هـ، والأكثر على أنه توفي سنة 94هـ، وكانت تسمى سنة الفقهاء لكثرة من مات فيها منهم.
وروى عنه أولاده سلمة وعبد الله وعبد الملك، ومولاه سُميّ، وعمر بن عبد العزيز، وابن شهاب الزهري، ومجاهد بن جبر، وعكرمة بن خالد المخزومي، وعبد الله بن كعب الحميري مولى عثمان، وعراك بن مالك، وغيرهم.