دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الدورات العلمية > الدورات العلمية العامّة > علماء الأمصار في القرون الفاضلة

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #4  
قديم 26 ذو القعدة 1442هـ/5-07-2021م, 06:24 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,458
افتراضي

3: عثمان بن عفان بن أبي العاص الأموي القرشي (ت:35هـ)رضي الله عنه.
هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب القرشي، يلتقي نسبه بالنبي صلى الله عليه وسلم في عبد مناف.
وله صلة قرابة أخرى بالنبي صلى الله عليه وسلم من جهة أمّه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، وهي بنت أم حكيم واسمها البيضاء بنت عبد المطلب عَمّة النبي صلى الله عليه وسلم، والبيضاء هي توأم عبد الله بن عبد المطلب والد النبي صلى الله عليه وسلم.
وُلد عثمان بعد عام الفيل بستّ سنين، وكان من السابقين الأولين إلى الإسلام، أسلم قبل أن يدخل النبي صلى الله عليه وسلم دار الأرقم بن أبي الأرقم.
وزوّجه النبي صلى الله عليه وسلم ابنته رقيّة قبل الهجرة بعشر سنين، ولقي أذى من قومه في أوّل الإسلام؛ فصبر عليه، ثمّ أذن له النبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى الحبشة؛ فهاجر ومعه رقية في جماعة من المسلمين قبل جعفر وأصحابه.
ثمّ عاد إلى مكة، وهاجر إلى المدينة بأهله، وآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين أوس بن ثابت النجاري أخو حسان وزيد، ووالد شداد بن أوس وقد استشهد بأحد.
وكان بيت عثمان في وِجَاه بيوت النبي صلى الله عليه وسلم.
ولم يشهد بدراً لأن النبي صلى الله عليه وسلم خلَّفه على رقية لما اشتدّ بها مرضها، فضرب له النبي صلى الله عليه وسلم بسهمه، وأخبره أنّ له أجر من شهدها.
وزوّجه النبي صلى الله عليه وسلم بأمّ كلثوم بعد رقية فسُمّي ذا النورين.
وشهد عامّة المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا غزوتين فيما ذكر أهل السير لم يشهدهما استخلفه النبي صلى الله عليه وسلم فيهما على المدينة، وهما غزوة ذي أَمَرّ، وغزوة ذات الرقاع على خلاف فيها.
وكان هو سبب بيعة الرضوان لما أشيع خبر مقتله، وكان النبي صلى الله عليه وسلم أرسله إلى أهل مكة لما حصروهم عن البيت؛ فبايع الصحابةُ وأخذ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بيد نفسه وقال: هذه عن عثمان، فبايع عنه، فكانت بيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه منقبة من مناقبه، وله مناقب أخرى:
منها: أنه جهز جيش العُسرة من ماله، وفيها قال له النبي صلى الله عليه وسلم: (( ما ضرّ عثمان ما عمل بعد اليوم )).
ومنها: أنه اشترى مربداً مجاوراً لمسجد النبي صلى الله عليه وسلم وضمّه إلى المسجد ووسّعه، ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم بالمغفرة.
ومنها: أنه اشترى بئر رومة وكان ليهودي في المدينة يبيع ماءه، وليس في المدينة ماء يُستعذب غيره، فشقّ ذلك على المسلمين، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم لمن يشتريه ويجعل دلوه مع دلاء المسلمين، فاشتراه عثمان وجعله سقاية للمسلمين.
ومنها: أنه قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم، وجمع القرآن في عهده، وكان ممن يكتب الوحي، وهو أوّل من خطّ المفصّل.
ومنها: أنه جمعَ الناسَ على مصحف إمام عام 25ه، وبعث بالمصاحف إلى الأمصار ليقوّموا مصاحفهم عليها فاشتهرت المصاحف العثمانية، وألغي ما سواها.
وكان عثمان من أعلم الناس بالقرآن، وأكثرهم تلاوة له، وقد يُسّرت له تلاوة القرآن حتى كان ربما قرأ القرآن كلّه في ليلة.
تولّى الخلافة بعد عمر في آخر ليلة من سنة 23هـ، وكان الصحابة يرون أنهم ولوا أفضل من بقي منهم.
وقد اتّسعت مساحة بلاد الإسلام في عهده كثيراً، وفتحت خراسان وأفريقية، وتابع بعث المعلمين إلى الأمصار.
ثم أصابته البلوى التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم، فصبر صبراً عجيباً، وكفَّ الناسَ عن القتال، وأمر كلَّ من أراد أن ينصره أن يكفّ سلاحه ويده لئلا يراق بسببه دم امرئ مسلم، وناظر البغاة، ثمّ حاصروه في بيته، ثمّ قَتلوه مظلوماً وهو صائم، يوم الجمعة لثمان عشرة من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين من الهجرة.
وقد رثاه جماعة منهم حسان بن ثابت وكعب بن مالك رضي الله عنهما
- فقال حسان فيما قال:
ضحوا بأشمط عنوان السجود به ... يقطّع الليل تسبيحاً وقرآنــــــــــــــــــــــا
صبرا فدى لكم أمي وما ولدت ... قد ينفع الصبر في المكروه أحيانا
ليسمعن وشيكا في ديــــــــــــــارهم ...الله أكبر يا ثــــــــــارات عثمـــــــــــــــــــــــانا
- وقال كعب بن مالك:
فكـــــــــــــــــــــف يديه ثم أغلق بــــــــــــــــــابه ... وأيقن أن الله ليس بغافــــــــــــــــــــل
وقـــــــــال لأهل الدار لا تقتلوهــــــــــم ... عفا الله عن كل امرئ لم يقاتــــــل
فكيف رأيت الله صب عليهـم الـــــــــ ... عداوة والبغضاء بعد التواصـــــــل
وكيف رأيـــــت الخير أدبر بعـــــــــــــــده ... عن الناس إدبار النعام الجوافـــــــــــل
قرأ عليه: أبو الأسود الدؤلي، وأبو عبد الرحمن السلمي، والمغيرة بن أبي شهاب المخزومي، ويقال: قرأ عليه ابن عامر، ولا يصح.
وروى عنه جماعة منهم: ابن عمر، وابن عباس، ومحمود بن لبيد، وسعيد بن العاص، وقيس بن أبي حازم، وأبو عثمان النهدي، وأبو عبد الرحمن السلمي، وعبد الرحمن بن حاطب، وسعيد بن المسيب، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وأبو عيسى يحيى بن رافع الثقفي، وكنانة بن نعيم العدوي، ومولاه حمران بن أبان الفارسي.


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الثاني, الدرس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:52 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir