دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج الإعداد العلمي العام > المتابعة الذاتية في برنامج الإعداد العلمي > منتدى المستوى السابع

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #12  
قديم 4 شعبان 1440هـ/9-04-2019م, 02:27 PM
عبدالحميد أحمد عبدالحميد أحمد غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 729
افتراضي

بَابُ مَا جَاءَ فِي ذِمَّةِ اللهِ وَذِمَّةِ نَبِيِّهِ

العناصر
ما المقصود من الترجمة
سبب ذكر الإمام هذا الباب في كتاب التوحيد :
مناسبة هذا إيراد هذا الباب بالأبواب التي قبله
أنواع تعظيم الله جل وعلا
تفسير العهد بالعقد :
تفسير العهد باليمين :
تفسير آية {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلاَ تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ}:
-الجمع بين قوله تعالى {وَلاَ تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لأَِيْمَانِكُمْ} وبينَ قولِهِ: {ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ} وقَوْلُهُ: {وَلاَ تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا}
-تفسير قوله تعالى {إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ}
-ترجمة الصحابي
-الدليل من الحديث على تأمير الأمراء ووصيتهم
-الفرق بين السرية والجيش
-معنى قوله تقوى الله
-المراد من قوله صلى الله عليه وسلم (وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسلِمينَ خَيْرًا)
-المراد من قوله (اغزوا بِسْمِ اللهِ)
-معنى الباء في قوله (بِسْمِ اللهِ)
-العموم من قوله (قاتِلوا مَنْ كفَرَ باللهِ) وتخصيصه بقوله (وَلاَ تَقْتُلُوا وَلِيدًا) :
-معنى قوله (وَلاَ تَغُلُّوا، وَلاَ تَغْدِرُوا، وَلاَ تُمَثِّلُوا)
-معنى الخلال والخصال واحد
-أوجه نصب أيتهن :
-الصواب في زيادة (ثم )
-المراد من قولُهُ: (ثُمَّ ادْعُهُم إِلَى التَّحَوُّلِ مِنْ دَارِهِم إِلَى دَارِ الْمُهَاجِرِينَ)
أهمية علم التوحيد لأهل التوحيد وطلبة العلم
-المراد من قولُهُ: (فَإِنْ أَبَوْا أَنْ يَتَحَوَّلُوا) وأقوال الفقهاء في ذلك
-اختلاف الفقهاء في القَدْرِ المفروضِ من الْجِزْيَةِ
-اقوال الفقهاء هلْ يُنْقَصُ منها الضعيفُ أوْ لا؟
-المراد من قولُهُ: (وَإِذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فَأَرَادُوكَ أَنْ تَجْعَلَ لَهُم ذِمَّةَ اللهِ) :
-قول مالك في الجمع بينَ الأحاديثِ في الدَّعوةِ قبلَ القِتالِ :
سبب نهيه صلى الله عليه وسلم بأن لا يجعل لهم ذمة الله وذمة رسوله
(1) قَالَ المُصَنِّفُ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: (بابُ ما جاءَ في ذِمَّةِ اللهِ وذِمَّةِ رَسولِهِ) وقولِ اللهِ تعالَى: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلاَ تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ}[النحل:91].
ما المقصود من الترجمة
المقصودُ مِن هذه التَّرْجَمَةِ البُعْدُ والحَذَرُ مِن التعرُّضِ للأَحْوالِ الَّتي يُخشَى مِنها نَقْضُ العهودِ، والإِخلالُ بها، بعدَمَا يُجْعلُ للأعداءِ المعاهَدِين ذِمَّةُ اللهِ وذِمَّةُ رسولِه؛ فإنَّه مَتَى وَقَعَ النَّقْضُ في هذه الحالِ كانَ انْتِهَاكًا مِن المسلمين لذمَّةِ اللهِ وذمَّةِ نبِيِّهِ، وتَرْكًا لتعظيمِ اللهِ، وارْتِكَابًا لأكبرِ المفسدَتَيْنِ كما نبَّه عليْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وفي ذلِكَ أيضًا تهوينٌ للدينِ والإِسلامِ،
وتزهيدٌ للكفَّارِ بِهِ، فإنَّ الوَفَاءَ بالعهودِ خصوصًا المُؤَكَّدَةَ بأَغْلَظِ المواثيقِ مِن مَحَاسِنِ الإِسلامِ الداعِيَةِ للأعداءِ المُنْصِفِين إلى تفضيلِهِ واتِّباعِهِ.
سبب ذكر الإمام هذا الباب في كتاب التوحيد :
وذِكرُ الإمام رحمه الله لهذا الباب؛ لأجل حديث بُريدة الذي ساقه وفيه: ((وإذا حاصرت أهل حصنٍ فأرادوك أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه فلا تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أصحابك، فإنكم أنْ تخفروا ذممكم وذمة أصحابكم أهون من أن تخفروا ذمة الله وذمة نبيه)) وهذا لأجل تعظيم الربِّ جل وعلا، وتعظيم رسوله صلى الله عليه وسلم.
مناسبة هذا إيراد هذا الباب بالأبواب التي قبله
هذا كله من كمال التوحيد، وهذا الباب من جهة التعامل مع الناس، كما جاء في الباب الذي قبله؛ فالباب الذي قبله وهو
(باب ما جاء في كثرة الحلف) متعلق بتعظيم الله جل وعلا، حين التعامل مع الناس، و(باب ما جاء في ذمة الله وذمة نبيه) متعلق بالتعامل مع الناس، في الحالات العسرة الصعبة، وهي حال الجهاد، فنبّه بذلك على أنَّ تعظيم الرب جل وعلا، يكون في التعامل، ولو كان ذلك التعامل في أعصب الحالات وهي الجهاد، فإن العبد يكون موقراً لله، مجلاًّ لله معظماً؛ لأسمائه وصفاته.
ومن ذاك أن يعظم ذمة الله، وذمة نبيه، والذمة بمعنى العهد، وذمة الله يعني عهد الله وعهد نبيه، فإنه إذا كان يعطي بعهد الله، ثم يخفر؛ فقد خفر عهد الله جل وعلا، وفَجَرَ في ذلك، وهذا مناف لكمال التوحيد الواجب؛ لأن الواجب على العبد:
- أنْ يُعظم الله جل جلاله.
- وأنْ لا يخفر عهده وذمته.
لأنه إذا أعطى بذمة الله؛ فإنه يجب عليه أن يوفي بهذه الذمة مهما كان، حتى لا يُنسب النقص لعدم تعظيم ذمة الله جل جلاله من أهل الإسلام.
لهذا كان إعطاء مثل هذه الكلمة مثل: كثرة الحلف، فلا يجوز أنْ تجعل في العهد ذمة الله، وذمة نبيه صلى الله عليه وسلم، كما لا يجوز كثرة الأيمان؛ لأن في كل منهما نقصاً في تعظيم الرب جل جلاله.
أنواع تعظيم الله جل وعلا
فإن تعظيم الله جل وعلا في:
- مناجاته.
- وفي سؤاله.
- وفي العبادة له جل وعلا.
- وفي التعامل مع الناس.
تفسير آية {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلاَ تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ}:
قالَ العِمادُ ابنُ كثيرٍ: (وهذا مِمَّا يَأْمُرُ اللهُ تعالَى بهِ وهوَ الوَفاءُ بالعُهودِ والْمَوَاثِيقِ؛ والْمُحافَظَةُ علَى الأَيْمانِ الْمُؤَكَّدَةِ؛ ولهذا قالَ: {وَلاَ تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا}،
تفسير العهد بالعقد :
قال: وقوله تعالى: {وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها} العهد في قوله: {وأوفوا بعهد الله}فُسِّر بالعقد، وفسر باليمين، فالعهد بمعنى العقد، كما قال جل وعلا: {وأوفوا بالعهد إنَّ العهد كان مسؤولاً}.
- وقال جل وعلا: {يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود} فالعقد والعهد بمعنى، فلهذا فسر: {وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم} بأنها العقود التي تكون بين الناس.
تفسير العهد باليمين :
وفسر العهد هنا بأنه اليمين، ودل عليه قوله بعدها: {ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها} فيجب الوفاء بالعقد، ويجب الوفاء باليمين تعظيماً لحق الله جل وعلا؛ لأن من أعطى اليمين بالله؛ فإن معناه أنه أكد وفاءه بهذا الشيء الذي تكلم به، أكد ذلك بالله جل جلاله؛ فإذا خالف وأخّر؛ فمعنى ذلك أنه لم يعظم الله جل جلاله تعظيماً خاف بسببه منْ أنْ لا يقيم ما يجب لله جل وعلا من الوفاء باليمين.
ولهذا قال: {ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً} حين استشهدتم الله جل جلاله، أو حين حلفتم بالله جل جلاله، ولهذا كفارة اليمين واجبة على ما هو مفصّل في موضعه من كتب الفقه، والحديث ظاهر الدلالة على ما ذكرنا، ففيه تعظيم الله جل جلاله، بأن لا يُعْطَي العبد الناس بذمة الله، وذمة نبيه، صلى الله عليه وسلم ، بل أن يعطي بذمته هو.
الجمع بين قوله تعالى {وَلاَ تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لأَِيْمَانِكُمْ} وبينَ قولِهِ: {ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ} وقَوْلُهُ: {وَلاَ تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا}
ولا تَعَارُضَ بينَ هذا وقولِهِ: {وَلاَ تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لأَِيْمَانِكُمْ}[البقرة: 224]، وبينَ قولِهِ: {ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ}[المائدة: 89]، أيْ: لا تَتْرُكوها بلا تَكفيرٍ، وبينَ قولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الصحيحين: ((إِنِّي وَاللهِ إنْ شَاءَ اللهُ لاَ أَحْلِفُ عَلَى يَمينٍ فَأَرَى غَيْرَها خَيْرًا إِلاَّ أَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيرٌ مِنْهَا وَتَحَلَّلْتُها - وفي روايَةٍ: وَكَفَّرْتُ عَنْ يَمِينِي))، لا تَعارُضَ بينَ هذا كُلِّهِ وبينَ الآيَةِ المذكورةِ هنا وهيَ قَوْلُهُ: {وَلاَ تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا}؛ لأنَّ هذه الأيمانَ المرادُ بها الداخلةُ في العُهودِ والْمَواثيقِ، لا الأيْمانُ الواردةُ علَى حثٍّ أوْ مَنْعٍ، ولهذا قالَ مُجاهِدٌ في الآيَةِ: يَعْنِي الْحَلْفَ أيْ حَلْفَ الجاهليَّةِ، ويُؤَيِّدُهُ ما رواهُ الإِمامُ أحمدُ، عنْ جُبيرِ بنِ مُطْعِمٍ قالَ: قال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لاَ حِلْفَ فِي الإِسْلاَمِ؛ وَأَيُّمَا حِلْفٍ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ لَمْ يَزِدْهُ الإِسْلاَمُ إِلاَّ شِدَّةً))، وكذا رواهُ مسلِمٌ، ومعناهُ: أنَّ الإِسلامَ لا يُحتاجُ معه إلَى الْحِلْفِ الذي كان أهلُ الجاهليَّةِ يَفعلونه؛ فإنَّ في التَّمَسُّكِ بالإِسلامِ حِمَايَةً وكِفايَةً عَمَّا كانوا فيهِ.
تفسير قوله تعالى {إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ}
وقولُهُ: {إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} تَهديدٌ ووَعيدٌ لِمَنْ نَقَضَ الأيْمَانَ بعدَ تَوْكِيدِها).
(2) قَالَ المُصَنِّفُ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: وعَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إذا أَمَّرَ أميرًا عَلَى جَيْشٍ أوْ سَرِيَّةٍ أوْصاهُ في خَاصَّتِهِ بِتقْوَى اللهِ، وبِمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسلِمينَ خَيْرًا، فَقَالَ: ((اغْزُوا بِسْمِ اللهِ، قاتِلُوا في سَبيلِ اللهِ مَنْ كفَرَ باللهِ، اغْزُوا وَلاَ تَغُلُّوا، وَلاَ تَغْدِرُوا، وَلاَ تُمَثِّلُوا، وَلاَ تقْتُلُوا وَلِيدًا، وإِذَا لَقِيتَ عَدُوَّكَ مِنَ الْمُشرِكِينَ فادْعُهُمْ إلَى ثَلاَثِ خِصَالٍ - أَوْ خِلاَلٍ - فأَيَّتَهُنَّ مَا أَجَابُوكَ فاقبَلْ منهُمْ، وكُفَّ عنْهُم، ثُمَّ ادْعُهُمْ إلَى الإِسْلاَمِ، فإِنْ أَجَابُوكَ فاقْبَلْ مِنْهُمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى التَّحْوُّلِ مِنْ دَارِهِمْ إِلَى دَارِ الْمُهَاجِرِينَ، وأَخْبِرْهُمْ أنَّهُم إِنْ فَعَلُوا ذَلِكَ فَلَهُمْ مَا لِلْمُهَاجِرِينَ، وَعَلَيْهِمْ مَا عَلَى الْمُهَاجِرِينَ، فَإِنْ أبَوْا أنْ يَتَحَوَّلُوا مِنْهَا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهُمْ يَكُونُونَ كَأَعْرَابِ الْمُسلِمِينَ، يَجْرِي عَلَيْهِمْ حُكْمُ اللهِ تَعَالَى، وَلاَ يَكُونُ لَهُمْ فِي الْغَنِيمَةِ وَالْفَيْءِ شَيْءٌ، إِلاَّ أَنْ يُجَاهِدُوا مَعَ الْمُسْلِمِينَ، فَإِنْ هُمْ أَبَوْا فاسْأَلْهُمْ الْجِزْيَةَ، فَإِنْ هُمْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وكُفَّ عَنْهُمْ، فَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَقَاتِلْهُمْ، وَإِذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فَأَرَادُوكَ أَنْ تَجْعَلَ لَهُمْ ذِمَّةَ اللهِ وذِمَّةَ نَبِيِّهِ فَلاَ تَجْعَلْ لَهُمْ ذِمَّةَ اللهِ وذِمَّةَ نَبِيِّهِ، وَلَكِنِ اجْعَلْ لَهُمْ ذِمَّتَكَ وَذِمَّةَ أَصْحَابِكَ، فَإِنَّكُمْ إنْ تَخْفِرُوا ذِمَمَكُمْ وذِمَّةَ أَصْحَابِكُمْ أَهْونُ مِنْ أنْ تَخْفِرُوا ذِمَّةَ اللهِ وَذِمَّةَ نَبِيِّهِ، وَإِذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فَأَرَادُوكَ أَنْ تُنْزِلَهُمْ عَلَى حُكْمِ اللهِ فَلاَ تُنْزِلْهُمْ عَلَى حُكْمِ اللهِ، ولَكِنْ أَنْزِلْهُمْ عَلَى حُكْمِكَ، فَإنَّكَ لاَ تَدْرِي أَتُصِيبُ فِيهِمْ حُكْمَ اللهِ أمْ لاَ))رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
ترجمة الصحابي
قولُهُ: (عَنْ بُرَيدةَ) هوَ ابنُ الْحُصيبِ الأَسْلَمِيُّ، وهذا الحديثُ منْ روايَةِ ابنِهِ سُليمانَ عنه، قالَهُ في (الْمُفْهِمِ).
الدليل من الحديث على تأمير الأمراء ووصيتهم
قولُهُ: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَمَّرَ أَمِيرًا عَلَى جَيْشٍ أَوْ سَرِيَّةٍ أَوْصَاهُ في خَاصَّتِهِ بِتَقْوَى اللهِ تَعَالَى) فيهِ من الفِقهِ تأميرُ الأمراءِ ووَصِيَّتُهم.
الفرق بين السرية والجيش
قالَ الحربيُّ: (السَّرِيَّةُ: الخيلُ تَبلغُ أربعَمائةٍ ونحوَها، والجيْشُ ما كان أكثرَ منْ ذلكَ).
معنى قوله تقوى الله
(وتَقْوَى اللهِ) التَّحَرُّزُ بطَاعتِهِ منْ عُقوبتِهِ.
قلتُ: وذلكَ بالعملِ بما أَمَرَ اللهُ بهِ، والانتهاءِ عَمَّا نَهَى اللهُ عنه.
المراد من قوله صلى الله عليه وسلم (وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسلِمينَ خَيْرًا)
قولُهُ: (وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسلِمينَ خَيْرًا) أيْ: ووَصَّاهُ بمَنْ معه منهم أن يَفعلَ معهم خيرًا: مِنَ الرِّفْقِ بهم، والإِحسانِ إليهم، وخَفْضِ الْجَناحِ لهم؛ وتَرْكِ التعاظُمِ عليهم.
المراد من قوله (اغزوا بِسْمِ اللهِ)
وقولُهُ: (اغزوا بِسْمِ اللهِ) أي: اشْرَعُوا في فِعْلِ الغزْوِ مُستعينينَ باللهِ مُخْلِصِينَ لهُ.
معنى الباء في قوله (بِسْمِ اللهِ)
قلتُ: فتكونُ الباءُ في (بِسْمِ اللهِ) هنا للاستعانةِ والتوَكُّلِ علَى اللهِ.
العموم من قوله (قاتِلوا مَنْ كفَرَ باللهِ) وتخصيصه بقوله (وَلاَ تَقْتُلُوا وَلِيدًا) :
وقولُهُ: (قاتِلوا مَنْ كفَرَ باللهِ) هذا العُمومُ يَشمَلُ جميعَ أهلِ الكُفْرِ المحارِبينَ وغيرَهم، وقدْ خُصِّصَ منهم مَنْ لهُ عَهْدٌ والرُّهْبَانُ والنِّسْوَانُ، ومَنْ لم يَبْلُغ الْحُلُمَ، وقدْ قالَ مُتَّصِلاً بهِ: (وَلاَ تَقْتُلُوا وَلِيدًا) وإنما نَهَى عنْ قَتْلِ الرُّهبانِ والنِّسوانِ؛ لأنَّهُ لا يكونُ منهم قِتالٌ غالبًا، وإنْ كان منهم قِتالٌ أوْ تَدبيرٌ قُتِلوا.
قلتُ: وكذلكَ الذَّرَارِيُّ والأولادُ.
معنى قوله (وَلاَ تَغُلُّوا، وَلاَ تَغْدِرُوا، وَلاَ تُمَثِّلُوا)
قولُهُ: (وَلاَ تَغُلُّوا، وَلاَ تَغْدِرُوا، وَلاَ تُمَثِّلُوا) الغُلولُ: الأخْذُ من الغَنيمةِ منْ غيرِ قِسْمَتِها.
والغَدْرُ : نَقْضُ العهدِ، والتمثيلُ هنا: التشويهُ بالقتيلِ، كقَطْعِ أَنْفِهِ وأُذُنِهِ، والعَبَثِ بهِ، ولا خِلافَ في تَحريمِ الغُلولِ والْغَدْرِ، وفي كَراهيَةِ الْمُثْلَةِ.
معنى الخلال والخصال واحد
وقولُهُ: (وَإِذَا لَقِيتَ عَدُوَّكَ مِنَ الْمُشرِكينَ فَادْعُهُمْ إِلَى ثَلاَثِ خِلاَلٍ - أَوْ خِصَالٍ)) الروايَةُ بـ(أوْ) للشَّكِّ، وهوَ منْ بَعضِ الرُّواةِ، ومعنَى الْخِلالِ والْخِصالِ واحدٌ.
أوجه نصب أيتهن :
وقولُهُ: (فَأَيَّتَهُنَّ مَا أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ) قَيَّدْنَاهُ عَمَّنْ يُوثَقُ بعِلْمِهِ، وتَقييدُهُ بنَصْبِ (أَيَّتَهُنَّ) علَى أن يَعْمَلَ فيها (أَجَابُوكَ)، لا علَى إسقاطِ حَرْفِ الْجَرِّ، و(مَا) زائدةٌ، ويكونُ تقديرُ الكلامِ: فإلَى أَيَّتِهِنَّ أَجابُوكَ فاقْبَلْ منهم، كما تَقولُ: أجَبْتُكَ إلَى كذا أوْ في كذا، فيُعَدَّى إلَى الثاني بحَرْوفِ الجَرِّ.
قلتُ: فيكونُ في ناصبِ (أَيَّتَهُنَّ) وَجهان: ذَكَرَهما الشارحُ.
الأَوَّلُ: مَنصوبٌ علَى الاشتغالِ.
والثاني: علَى نَزْعِ الخافِضِ.
الصواب في زيادة (ثم )
قولُهُ: (ثُمَّ ادْعُهُم إِلَى الإِسْلامِ) كذا وَقَعَت الروايَةُ في جَميعِ نُسَخِ كِتابِ
(مسلمٍ) (ثُمَّ ادْعُهُمْ) بزيادةِ (ثُمَّ)، والصوابُ إسقاطُها، كما رُوِيَ في غيرِ كِتابِ (مسلمٍ) كمُصَنَّفِ أبي دَاوُدَ، وكتابِ (الأموالِ)لأبي عُبيدٍ؛ لأنَّ ذلكَ هوَ ابتداءُ تفسيرِ الثلاثِ الْخِصالِ.
المراد من قولُهُ: (ثُمَّ ادْعُهُم إِلَى التَّحَوُّلِ مِنْ دَارِهِم إِلَى دَارِ الْمُهَاجِرِينَ)
وقولُهُ: (ثُمَّ ادْعُهُم إِلَى التَّحَوُّلِ مِنْ دَارِهِم إِلَى دَارِ الْمُهَاجِرِينَ) يعني المدينةَ، وكان هذا في أَوَّلِ الأمْرِ وَقْتِ وُجوبَ الْهِجرةِ إلَى المدينةِ علَى كلِّ مَنْ دَخَلَ في الإسلامِ، وهذا يَدُلُّ علَى أنَّ الْهِجرةَ واجبةٌ علَى كلِّ مَنْ آمَنَ مِنْ أهلِ مَكَّةَ وغيرِها.
أهمية علم التوحيد لأهل التوحيد وطلبة العلم
وفي هذا تنبيه عظيم لأهل التوحيد، وطلبة العلم الذين يهتمون بهذا العلم، ويعرف الناس منهم أنهم يهتمون بهذا العلم، أن لا يَبْدُر منهم ألفاظ، أو أفعال تدل على عدم تمثلهم بهذا العلم، فإن التوحيد هو مقام:
- الأنبياء والمرسلين.
- ومقام أولياء الله الصالحين.
فأنْ يتعلم طالب العلم مسائل التوحيد، ثم لا تظهر على لسانه، أو على جوارحه، أو على تعامله، لا شك أن هذا يرجع ولو لم يشعر، يرجع إلى اتهام ذلك الذي حمله من التوحيد، أو من العلم الذي هو علم الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام.
المراد من قولُهُ: (فَإِنْ أَبَوْا أَنْ يَتَحَوَّلُوا) وأقوال الفقهاء في ذلك
قولُهُ: (فَإِنْ أَبَوْا أَنْ يَتَحَوَّلُوا) يعني: أنَّ مَنْ أَسْلَمَ ولم يُجَاهِدْ ولم يُهاجِرْ لا يُعْطَى من الْخُمُسِ ولا مِن الْفَيْءِ شيئًا، وقدْ أَخَذَ الشافعيُّ بالحديثِ في الأعرابِ، فلم يَرَ لهم من الفَيْءِ شيئًا، وإنما لهم الصَّدَقَةُ المأخوذةُ منْ أغنيائِهم فَتُرَدُّ علَى فُقرائِهم، كما أنَّ أهلَ الْجِهادِ وأَجنادَ المسلمينَ لا حَقَّ لهم في الصَّدَقَةِ عندَهُ؛ ومَصْرِفُ كلِّ مالٍ في أَهْلِهِ.
وسَوَّى مالِكٌ وأبو حَنيفةَ بينَ المالَيْنِ، وجَوَّزَ صَرْفَهما للضعيفِ.
وقولُهُ: (فَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَاسْأَلْهُم الجِزْيَةَ) فيهِ حُجَّةٌ لمالِكٍ وأصحابِهِ والأوزاعيِّ في أَخْذِ الْجِزْيَةِ منْ كلِّ كافرٍ، عَربيًّا كان أوْ غيرَهُ، كِتابيًّا كان أوْ غيرَهُ.
وذَهَبَ أبو حَنيفةَ إلَى أنَّها تُؤْخَذُ من الجميعِ إلاَّ مِنْ مُشْرِكِي العرَبِ ومَجُوسِهم، وقالَ الشافعيُّ: (لا تُؤخَذُ إلاَّ مِنْ أهلِ الكِتابِ عَرَبًا كانوا أوْ عَجَمًا) وهوَ قولُ الإمامِ أحمدَ في ظاهِرِ مَذهبِهِ، وتُؤْخَذُ من الْمَجُوسِ.
قلتُ: لأنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَها منهم، وقالَ: ((سُنُّوا بِهِمْ سُنَّةَ أَهْلِ الْكِتَابِ)).
اختلاف الفقهاء في القَدْرِ المفروضِ من الْجِزْيَةِ
وقد اخْتُلِفَ في القَدْرِ المفروضِ من الْجِزْيَةِ، فقالَ مالِكٌ: (أربعةُ دنانيرَ علَى أهلِ الذهَبِ، وأربعونَ دِرهمًا علَى أهلِ الوَرِقِ).
اقوال الفقهاء هلْ يُنْقَصُ منها الضعيفُ أوْ لا؟
قولانِ: وقالَ الشافعيُّ: (فيهِ دِينارٌ علَى الْغَنِيِّ والفقيرِ).
وقالَ أبو حَنيفةَ والكوفِيُّونَ: (علَى الغَنِيِّ ثمانيَةٌ وأربعون دِرهمًا، والوَسَطِ أربعةٌ وعِشرون دِرهمًا، والفقيرِ اثنا عَشَرَ دِرْهَمًا) وهوَ قولُ أحمدَ بنِ حَنْبَلٍ.
قالَ يَحْيَى بنُ يُوسُفَ الصرصريُّ الحنبليُّ:
وقـاتـِلْ
يـَهـودًا والـنَّصـارَى وعـُصـْبَةَ الْ مـَجُوسِ فإنْهُمْ سَلَّمـوا الْجِزْيَةَ اصْدُدِ
علَى الأدْوَنِ اثنَيْ عشْرَ دِرْهمًا افْرُضَنْ وأربــعــةًمــنْ بــــعــــدِ عــــِشـرين زَيِّدِ
لأَوْســَطـِهـمحـالاً ومـَنْ كـان مــُوســِرًا ثـمـــانـــيـــَةٌ مـــــَعْ أَربــعــيــــنَ لـتُنـــــْقَدِ
وتــَسـْقـُطُعـنْ صـِبـيـانـِهـم ونــِسـائِهـم وشــيــخٍ لــهــم فـانٍ وأَعـْمـًى ومــُقْعـَدِ
وذي الفـَقـْرِ والــمَجنونِ أوْ عبدِ مُسْلــِمٍ ومـَنْ وَجـَبـَتْمــِنـهـم عـلـيـهِ فيَهـْتـَدِي
وعندَ مالِكٍ وكافَّةِ العُلماءِ علَى الرِّجالِ الأحرارِ البالغينَ العُقلاءِ دونَ غيرِهم ؛ وإنما تُؤْخَذُ مِمَّنْ كان تَحْتَ قَهْرِ المسلمينَ لا مِمَّنْ نَأَى بِدَارِهِ، ويَجِبُ تَحويلُهم إلَى بلادِ المسلمينَ أوْ حَرْبُهم.

استدلال من يقول من الفقهاء وأهل الأصول من قوله (وَإِذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ)
وقولُهُ: (وَإِذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ) الكلامُ إلَى آخِرِهِ، فيهِ حُجَّةٌ لِمَنْ يَقولُ من الفُقَهاءِ وأَهلِ الأصولِ: إنَّ الْمُصيبَ في مَسائلِ الاجتهادِ واحدٌ، وهوَ المعروفُ منْ مَذْهَبِ مالِكٍ وغيرِهِ، ووَجْهُ الاستدلالِ لأنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قدْ نَصَّ علَى أنَّ للهِ تعالَى حُكْمًا مُعَيَّنًا في الْمُجْتَهَداتِ ومَنْ وافَقَهُ فهوَ الْمُصيبُ ومَنْ لم يُوافِقْهُ مُخْطِئٌ.
المراد من قولُهُ: (وَإِذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فَأَرَادُوكَ أَنْ تَجْعَلَ لَهُم ذِمَّةَ اللهِ) :
قولُهُ: (وَإِذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فَأَرَادُوكَ أَنْ تَجْعَلَ لَهُم ذِمَّةَ اللهِ) الحديثَ، الذِّمَّةُ: العَهْدُ، وتُخْفِرُ: تَنْقُضُ، يُقالُ: أَخْفَرْتُ الرَّجُلَ: نَقَضْتُ عَهْدَهُ، وخَفَرْتُهُ أَجَرْتُهُ، ومعناهُ أنَّهُ خَافَ منْ نَقْضِ مَنْ لم يَعْرِفْ حَقَّ الوَفاءِ بالعَهْدِ، كجَهَلَةِ الأعرابِ، فكأنَّهُ يَقولُ: إن وَقَعَ نَقْضٌ مِنْ مُتَعَدٍّ كانَ نَقْضُ عَهْدِ الْخَلْقِ أَهونَ منْ نَقْضِ عَهْدِ اللهِ تعالَى، واللهُ أَعْلَمُ.
قول مالك في الجمع بينَ الأحاديثِ في الدَّعوةِ قبلَ القِتالِ :
قولُهُ: (وقولُ نافعٍ، وقدْ سُئِلَ عن الدعوةِ قبلَ القِتالِ) ذَكَرَ فيهِ: أنَّ مَذْهَبَ مالِكٍ يَجْمَعُ فيهِ بينَ الأحاديثِ في الدَّعوةِ قبلَ القِتالِ؛ قالَ: وهوَ أنَّ مالِكًا قالَ: (لا يُقاتَلُ الكُفَّارُ قبلَ أنْ يُدْعَوْا، ولا تُلْتَمَسُ غِرَّتُهُم إلاَّ أن يَكونُوا بَلَغَتْهم الدعوةُ، فيَجوزُ أنْ تُلْتَمَسَ غِرَّتُهم) وهذا الذي صارَ إليهِ مالِكٌ وهوَ الصحيحُ؛ لأنَّ فائدةَ الدَّعوةِ أن يَعْرِفَ العَدُوُّ أنَّ المسلمينَ لا يُقاتِلون للدُّنيا ولا للعَصَبِيَّةِ، وإنما يُقاتِلونَ للدِّينِ، فإذا عَلِمُوا بذلكَ أَمْكَنَ أنْ يكونَ ذلكَ سَببًا مُمِيلاً لهم إلَى الانقيادِ إلَى الْحَقِّ، بخِلافِ ما إذا جَهِلُوا مَقصودَ المسلمينَ، فقدْ يَظُنُّونَ أنَّهُم يُقاتِلونُ للممالِكِ وللدنيا فيَزِيدُونَ عُتُوًّا وبُغْضًا، واللهُ أَعلمُ.
سبب نهيه صلى الله عليه وسلم بأن لا يجعل لهم ذمة الله وذمة رسوله
فتذكَّر قول النبي صلى الله عليه وسلم هنا:((وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه فلا تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه)) لأجل أنه قد يُدخل على أهل الإسلام، أو على الدِّين في نفسه من جهة، فعلهم، فيخفرون هذه الذمة، فيرجع إخفار ذلك إلى اتهام ما حملوه من الإسلام، ومن الدين، فهذه مسألة عظيمة، فتستحضر أنَّ الناس ينظرون إليك خاصة في هذا الزمان الذي هو زمان شُبَه، وزمان فتن.
ينظرون إليك:
- أنك تحمل سُنَّة.
- تحمل توحيداً.
- تحمل علماً شرعياً.
فلا تعاملهم إلا بشيء يكون معه تعظيم الرب جل وعلا، وتجعل أولئك يعظمون الله جل وعلا بتعظيمك له، ولا تخفر في اليمين، ولا تخفر في ذمة الله، أو تكون في الشهادة حائفاً، أو التعامل حائفاً؛ لأن ذلك منقص لأثر ما تحمله من العلم، والدين، فتذكَّر هذا، وتذكر أيضاً قوله عليه الصلاة والسلام هنا:
((إذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تنـزلهم على حكم الله فلا تنزلهم على حكم الله، ولكن أنزلهم على حكمك فإنك لا تدري أتصيب فيهم حكم الله أم لا)) وذلك حتى إذا كان غلط؛ فيكون الغلط منسوباً إلى من حَكَم إلى هذا البشر، ولا يكون منسوباً إلى حكم الله؛ فيصدّ الناس عن دين الله، وكم من الناس ممن يحملون سنة، أو علماً، أو يحملون استقامة، يسيئون بأفعالهم، وأقوالهم؛ لأجل عدم تعلمهم، أو فهمهم، ما يجب لله جل وعلا، وما يجب لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وما يدعوهم إليه الربّ الكريم جل وعلا، وتعالى وتقدس، نبرأ إلى الله جل وعلا من كل نقصٍ، ونسأله أن يعفو ويتجاوز ويرحمنا جميعاً.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, السابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:02 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir