دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج الإعداد العلمي العام > خطة التأسيس العلمي > صفحات الدراسة

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #15  
قديم 26 شوال 1436هـ/11-08-2015م, 02:03 AM
أبو ذؤالة أبو ذؤالة غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
الدولة: جزيرة العرب
المشاركات: 389
افتراضي

هذا جزء من ملخص شرح كشف الشبهات:

4/

فإذا كان الصحابة -رضوان الله عليهم- قاتلوا من لم يلتزم حكم الزكاة وتأدية الزكاة إلى الخليفة وقاتلوا الطائفة الممتنعة عن هذا الحكم؛ فإن قتال الطائفة الممتنعة عن توحيد العبادة أظهر في البرهان وأوجب./

وهي مسألة هؤلاء الذين يعبدون الطواغيت أو يعبدون الأولياء أو يعبدون الصالحين، ويقولون: إن هؤلاء يغيثون، وأنهم يعطون المرأة الولد، وأنهم يغفرون الذنب وأنهم يقضون الدين، بل ربما جعلوا لهم أعظم مما للرب جل وعلا وتعالى وتقدس. هؤلاء لا شك أنهم مثل الذين حرقهم علي رضي الله عنه، فأولئك ادعوا الإلهية قولاً، وهؤلاء ادعوا الإلهية فعلاً وعملاً، حيث جعلوا ما للإله من حقه في عبادته وحده دون ما سواه لهؤلاء البشر./

بنو عبيد القداح: هم الذين يسميهم كثير من المؤرخين الفاطميين، ويسمون دولتهم العبيدية: الدولة الفاطمية، ونسبتهم إلى فاطمة الزهراء -رضي الله عنها- أو إلى علي نسبة مرفوضة، إذ أن المحققين من المؤرخين غلَّطوا هذه النسبة وقالوا: إن هؤلاء من المجوس ومن الفرس ولا ينتسبون إلى علي رضي الله عنه في النسب، ولهذا يقال لهم: العبيديون، ولا يقال لهم الفاطميون، فهم بنو عبيد القداح، وهذا القداح قد نشأ على عقيدة الإسماعيلية، ثم هرب بعقيدته إلى اليمن، وأنشأ فيها دعوة إسماعيلية باقية إلى الآن. وانتقل بعد ذلك لما طرد إلى المغرب الأقصى فابتدأ فيها دعوته وقوي، ثم مع الزمن كثر أتباعه وجنده فبدؤوا بالحروب، فابتدؤوا من المغرب إلى أن وصلوا إلى مصر، واحتلوا كل هذه البلاد، وغلبوا عليها، وأقاموا فيها الدولة المسماة بالدولة العبيدية. والقرامطة نوع منهم من الإسماعيليين ، وكان بينهم وبين بني عبيد القداح صلات قوية وهؤلاء خدم لهؤلاء، لكن حصل بينهم خلاف في آخر الأمر أدى إلى استقلال هؤلاء وهؤلاء، والقرامطة هم الذين غزوا البيت الحرام، وقتلوا الناس فيه، مثل ما قال كبيرهم: أنا الله والله أنا يَخلُق الخلق وأُفنيهم أنا وهذا لأجل اعتقادهم في نوع من الحلول، واعتقاداتُهم الباطنية كفَّرهم العلماء بها./

وأسسوا للدعوة إلى دين الباطنية الأزهر المعروف الآن، ومضى عليه قرون وهو على طريقة الإسماعيلية، ثم بعد ذلك لما انتهت الدولة العبيدية رجع إلى يد جملة أهل السنة في مقابلة طوائف الباطنية./

ومنهم ظهرت النصيرية، ومنهم ظهر الدروز الذين يؤلهون الحاكم بأمر الله العبيدي، ويعتقدون - ولم يظهروا ذلك - أن (الإله) يحل في الأشخاص، وأنه تنقل في سبعة حتى كان آخر هؤلاء السبعة هو الحاكم بأمر الله العبيدي/

الرافضة بعد جعفر الصادق افترقوا فرقتين: - فرقة تسمى الجعفرية. - وفرقة تسمى الإسماعيلية. وكانت القاعدة في بنِيهم - لو فصَّلنا بعض الشيء - كانت القاعدة في الإمامة فيهم أن الإمام هو الولد الأكبر بعد الإمام الذي قبله، وكان جعفر الصادق الإمامة منعقدة عند الرافضة والشيعة له، وكان ولده الأكبر إسماعيل وولده الأصغر موسى، فغاب إسماعيل في حياة والده جعفر الصادق، في نحو سنة ثمان وأربعين ومائة، ذهبت به أمه وغابت به؛ لأن الذين كانوا يحبون أن تكون الولاية في موسى كادوا لأمه/

فالإسماعيلية اعتقدوا في إسماعيل وأنه هو الإمام المنتظر/

وهم الذين سنوا في الناس الموالد المختلفة فجعلوا لكل ليلة مولداً، هذا مولد لفلان، وهذا مولد لفلان، وهم الذين سنوا السنة السيئة بالاحتفال بمولد المصطفى صلى الله عليه وسلم [الإسماعيلية]/

والبلاد التي فيها اختلاط مابين أحكام المسلمين وأحكام الكفار اختلف العلماء: هل تسمى بلاد حرب أم لا؟. فقالت طائفة: إنها تسمى بلاد مسلمين باعتبار الأصل، دار إسلام باعتبار الأصل مالم يغلب حكم الكفر.وقال آخرون: إنها دار إسلام مادام يسمع فيها الأذان. وقال آخرون من أهل العلم: إن دار الإسلام ودار الحرب، يعني البلد التي فيها هذا وفيها هذا لا يطلق عليها، يتوقف في أن يطلق عليها اسم دار الإسلام أواسم دار الحرب، بل يعامل كل فيها بحسبه، ولا تعامل معاملة دار الإسلام من كل وجه، ولا معاملة دار الحرب من كل وجه؛ في البلاد المختلطة. وقال آخرون من أهل العلم: إن أحكام الإسلام إذا غلبت فالدار دار إسلام، وإذا غلبت أحكام الكفر فالدار دار كفر، فالمدار على ما يغلب منهما، وهذا الأخير يذهب إليه أكثر أئمة الدعوة رحمهم الله تعالى/

المقصود: أن كفرهم جاء من جحدهم للشريعة،وتكذيبهم لتفسير الأئمة للنصوص، وتفسيرهم لآيات القرآن وأحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- بتفسيرات باطنية مبتدعة، فلا شك أن هذا إظهار للكفر./

ترجع إلى أربعة: الأول: الاعتقاد. والثاني: القول. والثالث: الفعل. والرابع: الشك./

وإحلال الدم والمال في المكفرات فيه تفصيل، منها ما يحتاج معه إلى إقامة حجة، ومنها ما لا يحتاج معه إلى إقامة حجة، ومنها ما يستتاب فيه، ومنها مالا يحُتاج معه إلى استتابة./

(مثل كلمة يذكرها بلسانه دون قلبه) وهذا متفق عليه ما بين علماء المذاهب الأربعة، والأئمة الأربعة، في أن الكفر قد يكون بالكلمة دون اعتقاد القلب/

{قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ} فدل هذا على تعليق التكفير بالاستهزاء بهذه الثلاثة، وهي: -الاستهزاء بالله، ويدخل في ذلك السب، واللعن، وأشباه ذلك. -أو الاستهزاء بالقرآن، أو بالآي نفسها، أو بسورة من القرآن. -أو استهزاء بالرسول صلى عليه وسلم، أو سب القرآن أو سب الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنه لا يقبل منه اعتذاره بأنه لم يعتقد، أو أنه إنما قالها على وجه المزح واللعب {لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} فدل هذا على أن من حصلت منه كلمة الكفر فإنه يكفر بعد إسلامه، ويكفر بعد إيمانه.

هم)/

قوله: (ما حكى الله تعالى) يعني: قصّ، فالحكاية هنا: بمعنى القصة/

هذان نوعان من العبادة، فالعكوف والاعتكاف عبادة مستقلة، وطلب البركة والانتفاع في الدنيا والآخرة أيضاً عبادة أخرى.فهؤلاء طلبوا إلهاً مع الله -جل وعلا- حيث قالوا للنبي عليه الصلاة والسلام: (اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط) وذات الأنواط تلك فَعَل عندها المشركون فعلين: الأول: العكوف. والثاني:تعليق الأسلحة للتبرك بها، يعني لينتفعوا بالتبرك في الدنيا بِمَضَاء أسلحتهم، وفي الآخرة بثوابهم على ذلك أو طلب القربى عند الله/

ولهذا من طلب هذا الطلب، من طلب شيئاً أو قال شيئاً كُفْره بالعمل - يعني كفره بفعلٍ ما - ولم يحصل منه الفعل وإنما حصل منه القول فقط فأُنكر عليه أو عُلِّم إذا كان جاهلاً {قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} فرجع؛ فإنه لا يكفر ولا يخرج عن دينه بمقالته. مثلاً يقول أحد: لماذا ما نذهب إلى الولي الفلاني ندعو عنده، ندعوه ونسأله أن يَحْصُل لنا كذا وكذا؟ فبمجرد القول إذا أُنكر عليه فالتزم وفهم الصواب ووحد فإنه لا يكفر؛ لأنه بالقول طلب شيئاً، ومن طلب شيئاً كُفْره بالفعل فإنه لا يكفر بالقول؛ لأن القول كبيرة وليس بكفر في هذه الصورة./

قوله: (تنسخ) فائدتان: الأولى: أن العلم بعد وجوده قد يذهب، وإنما يذهب بإهماله. والفائدة الثانية: أن قوله (فلما تنسخ العلم) - يعني: ذهب شيئاً فشيئاً/

فإنه لما أتم إقراء (كتاب التوحيد) وبيان مسائله، فأراد أن يعيد الكرة ثالثة أو رابعة. قالوا له:يا شيخ نريد كتاباً آخر، نريد الفقه أو الحديث.قال:لم؟ قالوا:التوحيد فهمناه، نريد علماً آخر.فقال لهم:أنظروني حتى أنظر في هذه المسألة، فلما أتى بعد بضعة أيام جلس في مجلس درسه وبدا على وجهه التكدر جداً، فقالوا له: يعني: (عسى ماشر)، (أيش في الشيخ؟)قال:أُبلغت بشيء كدرني.قالوا له:وما هو؟قال:بلغني أن بيتاً في الدرعية ذبح أصحابه عند الباب ديكاً؛ لأجل نزولهم البيت، أرادوا أن ينزلوا البيت فقبل النزول ذبحوا عند الباب ديكاً، يَسَال الدم على عتبة الباب، وأنا أرسلت من يتثبت في الأمر ونقوم في ذلك بما يجب.فلما أتى من غد قالوا له: ماذا حصل يا شيخ؟ وش صار في كذا ؟ قال:وجدت الأمر غير ذلك.قالوا:ماذا وجدت؟قال لهم:وجدت أن أهل البيت ما حصل منهم ذلك، ولكن فلان وقع على أمه.قالوا:أعوذ بالله وقع على أمه، أعوذ بالله وقع على أمه.قالوا:التي بالأمس هانت، ولكن هذا وقع على أمه/

فإذاً: هنا عدم الدراية بالأحكام الشرعية إذا كان مردها إلى عدم الدراية بحرمة القول، عدم الدراية بأن القول حرام، كبيرة، كفرٌ، فهذا يعذر به في مسائل كثيرة، وأما إذا علم الحكم ولكن جهل أنه يجب عليه الحد بهذا أو أنه يكفر بهذا، فإنه يؤاخذ،/

فإذاً: من فهم أن تقسيم الكفر إلى اعتقادي وعملي، أن العملي لا يكفِّر ،فهذا غلط عظيم حتى غَلَط على ابن القيم رحمه الله/

سؤال : نرى بعض الأشخاص يستشهد بما يحصل له من مواقف في حياته اليومية ببعض الآيات والأحاديث فيضحك من حوله، وهو في تلك الحالة ليس بمستهزئ وإنما قالها لمناسبة الموقف، ما حكم هذا الفعل ؟ وبماذا ينصح هؤلاء؟ أما من جهته: فإذا كان أوردها إيراداً عادياً وهم الذين ضحكوا؛ فهو ليس عليه حرج إذا لم يتعمد إضحاكهم بما أورده.هم على قسمين: 1-إن ضحكوا لفعله: فهذا مما هو سائغ، مما هو مباح. 2-وإن ضحكوا على استشهاده بالآية أو ضحكوا على الآيات: فهذا يدخل في الاستهزاء. فهنا يستفصل: ضحكوا لأي شيء؟ هل ضحكوا لفعله؟ لما حصل له؟ أو ضحكوا على الآيات؟ إن ضحكوا على الآية: فهذا داخل في الاستهزاء بالآيات، وإذا ضحكوا على استدلاله: فهذا ضحك على فعله، قد يكون ذلك من خلاف الأدب فقط./

ولهذا نقول في جواب هذه الشبهة ما ذكره الشيخ رحمه الله: أن من قال: (لا إله إلا الله) فيما ظاهره أنه خوف فينتظر به، فإن أتى بحقوق (لا إله إلا الله) قُبلت، وإن خالف حقها من التوحيد، فإنه دل على نفاقه وعلى أنه إنما قالها تعوذاً./

أما كونهم لن يفهموا؛ لأن الشبهة إذا قامت بالقلب، والبدعة إذا قامت بالروح وبالقلب؛ فإن صاحبها يصعب عليه الخلاص منها، ولهذا جاء في الحديث الذي رواه أبو داود وغيره: (أن أهل الأهواء تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكَلَبَ بصاحبه، لا يبقى منه مفصل ولا عرق إلا دخله ذلك)./

وهنا بحث في أنهم إذا لم يفهموا فإنهم لا يعذرون بذلك؛لأن فهم الحجة ليس بشرط، بل الشرط هو إقامة الحجة في التكفير، يعني: لا يُكفر إلا من قامت عليه الحجة الرسالية التي يَكفر من أنكرها أو ترك مقتضاها، وأما فهم الحجة فإنه لا يُشترط./

وتفصيل المقام هنا أن فهم الحجة نوعان: النوع الأول: فهم لسان. والنوع الثاني: فهم احتجاج. - أما فهم اللسان: فهذا ليس الكلام فيه، فإنه شرط في بلوغ الحجة؛ لأن الله -جل وعلا- قال: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} والله -جل وعلا- جعل هذا القرآن عربياً لتقوم الحجة به على من يفقه اللسان العربي، وإذا كان كذلك فإن فهم اللسانهذا لابد منه، يعني: إذا أتاك رجل يتكلم بغير العربية فأتيت بالحجة الرسالية باللغة العربية وذاك لا يفهم منها كلمة، فهذا لا تكون الحجة قد قامت عليه بلسانٍ لا يفهمه حتى يبلغه بما يفهمه لسانه. والنوع الثاني من فهم الحجة:هو فهم احتجاج، يعني: يفهم أن تكون هذه الحجة التي في الكتاب والسنة -حجة في التوحيد أو في غيره- أرجح وأقوى وأظهر وأبين، أو هي الحجة الداحضة لحجج الآخرين، وهذا النوع لا يشترط؛ لأنه -جل وعلا- بين لنا وأخبر أن المشركين لم يفقهوا الحجة: -فقال جل وعلا: {وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ}. -وقال سبحانه: {مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ}. -{أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ}./

وإذا اشتُرط فهم الاحتجاج للحجة، فمعنى ذلك: المصير إلى مخالفة الإجماع بالقول بأنه لا يكفر إلا المعاند/

الحجة الرسالية، يعني: التي يقيمها الرسل أو ورثة الرسل ممن يحسنون إقامة الحجة/

وفي كفرهم روايتان عن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله، والمنصور من الروايتين أنه لا يطلق القول بتكفير الخوارج، يعني: الخوارج الذين قاتلوا علياً/

فكتب عمر -رضي الله عنه- إلى عامله على مصر عمرو بن العاص -رضي الله عنه- فقال له: (إني مرسل إليك برجل آثرتك به على نفسي - وهو عبد الرحمن بن ملجم - اجعل له داراً يعلّم الناس فيها القرآن) فلما وصل المكتوب إلى عمرو استأجر له داراً أو اكترى له داراً، فجعله يعلم الناس.وكان من أكثر الناس عبادة - عبد الرحمن بن ملجم - ومن أكثر الناس صلاحاً -في أول أمره- حتى دخلته الفتنة بالقيام على عثمان رضي الله عنه، ثم سار مع علي، إلى أن حصل آخر أمره بقتل علي رضي الله عنه، حتى إنه لما قتله وأرادوا القصاص منه، قال: (لا تقتلوني دفعة واحدة، بل قطعوني أجزاء؛ حتى أرى جسدي يُقَطَّعُ وأنا صابر في سبيل الله ولساني يلهج بذكر الله)/

و(فيما لا يقدر عليه المخلوق بأنه شرك) هذه تحتاج إلى ضوابط. فمثال ذلك: لو استغاث بمهندس للعمارة فيما يتعلق بأمر طبي - هو لا يقدر على ذلك، إنما يقدر عليه الطبيب - لكن هنا الاستغاثة لا نقول إنها شرك أكبر؛ لأن هذا جنسه يقدر، وليست القدرة على ما يقدر عليه الطبيب بخصوصه، بل القدر متنوعة، يأخذه يذهب به إلى طبيب، يكون معه، إلى آخر الأنواع/

ويكثر في (فتح الباري) في مواضع عدة، قال: ستأتي في كتاب كذا وسيأتي بيانها في باب كذا، ولم يقل: إن شاء الله، ففاتته مع طول مدة التأليف، حيث أمضى في تأليفه أكثر من ثلاثين سنة كما هو معلوم./

(فإن اختل شيء من هذا لم يكن الرجل مسلماً) و لم يقل (مؤمناً) لسببين: الأول: أنه لو نفى الإيمان قد يُتوهم أنه يثبت الدرجة التي هي أقل منه وهي الإسلام.[إلى أن قال:]

السبب الثاني: أن نفي الإسلام؛ لأنه أتى بعبادات ولكن لم يأت الإيمان المصحح لها، فنُفي عنه الإسلام؛ لأنه وإن كان أتى بظاهر الإسلام لكن لم يأت بالتوحيد الذي دلت عليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله/

فمن رد الحق نقول: عرفه ورده، وإن قلنا: عَلِمَه ورده فلا بأس؛ كما قال جل وعلا: {قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلاءِ إِلاَّ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَائِرَ}/

(أو مدارة لأحد) يعني: مجاملات، جامل شيخه، جامل أمير بلده، جامل رئيس البلد، إلى آخره/

والصواب من القولين في ذلك: أن أولئك الذين كفروا بعد إيمانهم بالاستهزاء أنهم منافقون، وهم في الأصل منافقون، ودل هذا على نفاقهم،/

ودل على أن المراد بهم المنافقون، أوجُه: الأول: أن الآية يفهم معناها بدلالة السياق والسباق، وهذه الآية أولها: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ} والضمير لابد أن يرجع إلى مذكور معلوم، والآية قبل هذه الآية هي قوله جل وعلا: {يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا}

- ودل عليه أيضاً: الآية التي بعدها، وهي التي تسمى السياق أو اللحاق، وهي قوله جل وعلا: {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ}.

وأيضاً يدل عليه: أن - سورة براءة - تسمى الفاضحة، وهي التي فضحت المنافقين، وبعد ذكر المنافقين في أثناء السورة استمر ذكرهم، واستمر فضحهم، وبيان ما هم عليه إلى آخر السورة.

والوجه الرابع: أن الله -جل وعلا- قال بعد آيات:{يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ}.

ودلت هذه الآية على أن المراد بالإيمان في قوله تعالى:{لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ}هو الإسلام؛ لأنه قال: {وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ} والمنافقون محكوم بإسلامهم ظاهراً.

وهذا يجاب به عن قول من قال: إنهم ليسوا بمنافقين؛ لأن هؤلاء احتجوا بأن المنافقين لم يحكم بإيمانهم، وإنما حكم بإسلامهم. [ملخص]/

والقول الثاني: أن الإكراه يقع في القول والعمل،وهذا هو الصحيح؛ لأن العمل والقول شيء واحد من جهة التكفي/

قوله: {إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ} فلم يستثن الله تعالى إلا المكره) وهذا ظاهر؛ لأن مقام الاستثناء مقام حصر، وإذلم يذكر في هذا المقام غير المكره دل على أنه لا يعذر إلا المكره. وأيضاً: الاستثناء معيار العموم، فقوله: {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ}هذا عام واستثني منه/

{ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ} وقوله: {ذَلِكَ}للمفسرين فيه وجهان، في الرجوع -رجوع اسم الإشارة- يعني: (ذلك)إشارة لأي شيء؟ - قالت طائفة:الإشارة هنا للكفر، كفروا بعد إيمانهم ولم يكونوا مكرهين، ما سبب ذلك؟ قال الله: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ} والباء هنا للسببية.

الثاني: أنه راجع للعذاب العظيم.

والأوجَه منهما والأرجح هو الأول؛لأن (ذلك) ضمير إشارة، فهذا اسم إشارة فيه اللام التي هي للبعد، والعذاب العظيم قريب، والأصل أن الإشارة إلى القريب لفظية [ملخص]/

وقد يكون بعداً معنوياً للتعظيم؛ كقوله: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ} يعني: جعله بعيداً لعلو مرتبته ومنزلته، وقد يكون بعداً معنويا في السفول مثل ما يوصف عذاب الكافرين في مواضع./

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
متن, ذؤالة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:48 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir