وَمِن المَعْلُومِ لِلْمُؤْمِنِينَ أَنَّ اللَّهَ تعالى بَعَثَ مُحَمَّدًا صلَّى الله عليه وسلَّم بِالْهُدَى وَدِينِ الحَقِّ، لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا، وَأَنَّهُ بَيَّنَ لِلنَّاسِ مَا أَخْبَرَهُمْ بِهِ مِنْ أُمُورِ الإِيمَانِ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ.
وَالإِيمَانُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يَتَضَمَّنُ الإِيمَانَ بالمبدأ وَالْمَعَادِ وَهُوَ الإِيمَانُ بِالْخَلْقِ وَالْبَعْثِ (1).
كَمَا جَمَعَ بَيْنَهُمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ }، وَقَالَ تَعَالَى: {مَا خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ }(2).
وَقَالَ تَعَالَى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ }.
وَقَدْ بَيَّنَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ صلَّى الله عليه وسلَّم مِنْ أَمْرِ الإِيمَانِ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ مَا هَدَى اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ، وَكَشَفَ بِهِ مُرَادَهُ.