رسالة في تفسير قول الله تعالى: {أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين}
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب نورًا وهدى ليخرج الناس به من الظلمات إلى النور، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نشهد أنه بلَّغ الرسالة وأدَّى الأمانة ونصح الأمة فكشف الله به غمة من اهتدى بهديه واستن بسنته، أما بعد:
فإنّ الله عز وجل منَّ علينا بنزول القرآن وضمن حفظه كما قال: {إنّا نحنُ نزلنا الذكر وإنّا له لحافظون}
وما زال همُّ المؤمنين به تحصيل بركته والاهتداء بهديه عسى يتحقق في شأننا وعد الله عز وجل
قال الله عز وجل: {قد جاءكم من الله نورٌ وكتاب مبين. يهدي به الله من اتّبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم}
ومن الشقاء أن يكون بين أيدينا كتاب فيه كلام الله عز وجل، وهذا وصفه، ثم لا نتعرض لبركاته، بل نعرض عنه !
وقد منّ الله علي بتدبر سورة الزخرف ووجدت فيها بيانًا عجيبًا لأسباب هذا الإعراض، وإذا عُرف سبب الداء سهل وصف الدواء بإذن الله
فعزمت على كتابتها في رسالة تفسيرية لقول الله تعالى: {أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين} [سورة الزخرف: 5]
رجوتُ منها الحث على الاهتداء بالقرآن في شؤوننا كلها؛ فما كان فيها من صواب فمن الله عز وجل وما كان من خطإ فمني ومن الشيطان.
وسيكون الحديث فيها بإذن الله على أربعة عناصر رئيسة :
1. مناسبة الآية لما قبلها
2. تفسير قوله تعالى: {أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قومًا مسرفين}
- معنى {نضرب عنكم}
- معنى الذكر
- المراد بالذكر
- معنى صفحًا
- إعراب صفحًا
_ أوجه تفسير قوله تعالى:{أفنضرب عنكم الذكر صفحاً}، ومعنى الاستفهام وغرضه على كل وجه.
- قوله تعالى:{ أن كنتم قومًا مسرفين}
القراءات في {أن}
الأولى: بفتح الهمزة:
توجيه القراءة:
الثانية: بكسر الهمزة:
توجيه القراءة
- معنى {مسرفين}
- المقصود بكونهم مسرفين
- خلاصة القول في تفسير الآية.
3. صور الإسراف وأسباب الإعراض عن القرآن الواردة في سورة الزخرف
4. الإشارة إلى بعض أسباب ومظاهر الإعراض عن القرآن في عصرنا الحالي.