النوع السابع والثامن والأربعون: المجمل والمبين
المجمل: ما لم تتضح دلالته، ومنع داود الظاهري وقوعه في القرآن وفي جواز إبقائه على إجماله ثلاثة أقوال: أصحها: لا يجوز إبقاء المكلف بالعمل به، ويجوز إبقاء غيره، ومن أمثلة ذلك قوله تعالى: {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة} {ولله على الناس حج البيت..} وقد بينت السنة أفعال الصلاة والحج ومقادير نصب الزكاة في أنواعها وقوله تعالى: {وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به..} تردد لفظ (الراسخون) بين العطف والابتداء، وقد حمله الجمهور على الابتداء للحديث السابق – {أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح} يحتمل أن يكون الولي، وأن يكون الزوج، وقد حمله إمامنا الشافعي على الزوج ومالك على الولي لما قام عندهما.
{إلا ما يتلى عليكم} للجهل حينئذ بمعناه، وقد بينه بعد نزوله: {حرمت عليكم الميتة..} إلى آخره، واختلف في قوله تعالى: {وأحل الله البيع} هل هو عام خصصت منه السنة البيوع الفاسدة أو مجمل بينت السنة ما أجمل منه، أو عام اللفظ مجمل المعنى على أقوال. وادعى الحنفية أن منه: {وامسحوا برؤوسكم} لتردده بين الكل والبعض فبينه حديث مسح الناصية، ورُد بأنه لمطلق المسح الصادق بأقل ما ينطلق عليه الاسم ويفيده.