تحدَّرَ دمعُ عينيكَ السَّكُوبُ = على رَبْعٍ تَعَاوَرُه الخطوبُ
تَعَاوَرُه الرَّوامسُ كلَّ يوم = له من موجها لُجَجٌ تنوبُ
فأضحى كلُّ ذي عَلَمٍ يبابا = وأخلي منه ساكنه الحبيبُ
وَبُدِّلَتِ السوائم بعد رَتْعٍ = بنبتٍ للسوائم لا يطيبُ
فظلت في مراعيها شحوباً = وحُجِّرَ دونها المرعى الخصيبُ
تُرَجِّعُ فيه أنظارَ الثكالى = وقد حنَّت له منها القلوبُ
وَبُدِّلَ بئرُها بقليبِ سوءٍ = أَضَرَّ بها ألا لُعِنَ القليبُ
وكان شرابُها بمعينِ صفوٍ = كأنَّ صفاءَه ورقٌ قشيبُ
وكانت كلَّما نَهَلَت أُعِلَّت = فكادت كلَّما شربت تذوبُ
وكانت كلَّما تشكي اعتلالاً = لها في كلِّ سابلةٍ طبيبُ
فأَضْحَت والزَّمانُ له انقلابٌ = لها من كلِّ موجعةٍ نصيبُ
وكانت لا يزال بها غَنَاءٌ = إذا ما الأرضُ أَمْحَلَها الجدوبُ
فأنهكها مع الإمحال شِرْبٌ = خبيثٌ لا يساغُ ولا يُثِيبُ
بعيني ما تُلاقِي من بلاءٍ = وفي قلبي لشكواها ندوبُ
يُخَبِّرُنِي لِسانُ الحالِ عنها = لِسانُ الحالِ مَنْطِقُهُ عجيبُ
يُفَصِّلُ مَنْطِقَاً لا عِيَّ فيهِ = إذا ما خانَ مَنْطِقَهُ الكذوبُ
فَدَعْ عَنكَ البكاء على طُلُولٍ = لها شمس إذا طلعت تغيبُ
وخبر أهل جلدتنا كلاماً = له في القلب إن عقلوا وجيبُ
بأن العز لا يدنيه ذلٌّ = ولا ينجو من الذلِّ الهيوبُ
وأنَّ الذلَّ أوَّله تغاضٍ = على مضض وآخره لحوب
وأوَّله نجاء في رخاء = وآخره مهانات تشيب
وأَذِّنْ في بقايا من أقرُّوا = بميثاق البيان ليستجيبوا
فإنَّ الأرضَ بالدَّلْوَيْنِ تُرْوَى = وإنَّ الماءَ منبعُهُ قريبُ
وأشكر أخي عبد الله الحسيني على إنشاده لها وفقه الله
والشكر للمصمة الأخت { نقاء }