الإمام الحافظ عبدالله بن أبي شيبة - رحمه الله -
اسمه ، وكنيته :
هو عبد الله بن محمد بن القاضي أبي شيبة إبراهيم بن عثمان بن خُوَاسْتَى العبسي مولاهم الكوفي، والمكنى بأبي بكر،
لقبه الذهبي بـ "الحافظ الكبير الحجة " في ميزان الإعتدال 2/490 ، ولقبه بـ " سيد الحفاظ " في سير أعلام النبلاء 11/123
مولده :
نص ابن زَبْر في تاريخ مولد العلماء ووفياتهم، والخطيب في تاريخ بغداد على أن ابن أبي شيبة ولد سنة 159هـ.
أسرته :
هو سليل عائلة علمية شهيرة كما نبه على ذلك جل من ترجم له، قال عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء 11/123: ".. أخو الحافظ عثمان بن أبي شيبة، والقاسم بن أبي شيبة الضعيف. فالحافظ إبراهيم بن أبي بكر هو ولده، والحافظ أبو جعفر محمد بن عثمان هو ابن أخيه، فهم بيت علم، وأبو بكر أجلهم.. قال يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني: أولاد ابن أبي شيبة من أهل العلم، كانوا يزاحموننا عند كل محدث.
أقرانه :
هو من أقران أحمد بن حنبل ، وإسحاق بن راهويه ، وعلي ابن المديني في السن والمولد والحفظ . ويحيى بن معين أسن منهم بسنوات .
طلبه للعلم و شيوخه :
بدأ أبو بكر بن أبي شيبة طلبه للعلم وهو صغير قال الذهبي في سير أعلام النبلاء ، 11/123،124 ( طلب أبو بكر العلم وهو صبي ، وأكبر شيخ له هو شريك بن عبد الله القاضي . سمع منه ، ومن أبي الأحوص سلام بن سليم ، وعبد السلام بن حرب ، وعبد الله بن المبارك ، وجرير بن عبد الحميد ، وأبي خالد الأحمر ، وسفيان بن عيينة ، وعلي بن مسهر ، وعباد بن العوام ، وعبد الله بن إدريس ، وخلف بن خليفة الذي يقال : إنه تابعي ، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي ، وعلي بن هاشم بن البريد ، وعمر بن عبيد الطنافسي ، وأخويه محمد ويعلى ، وهشيم بن بشير ، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى ، ووكيع بن الجراح ، ويحيى القطان ، وإسماعيل بن عياش ، وعبد الرحيم بن سليمان ، وأبي معاوية ، ويزيد بن المقدام ، ومرحوم العطار ، وإسماعيل بن علية ، وخلق كثير بالعراق والحجاز وغير ذلك . وكان بحرا من بحور العلم ، وبه يضرب المثل في قوة الحفظ ) .
قال محمد بن عمر بن العلاء الجرجاني :
سمعت أبا بكر بن أبي شيبة ، وأنا معه في جبانة كندة ، فقلت له : يا أبا بكر ، سمعت من شريك وأنت ابن كم ؟ .
قال : وأنا ابن أربع عشرة سنة ، وأنا يومئذ أحفظ للحديث مني اليوم . قلت : صدق والله وأين حفظ المراهق من حفظ من هو في عشر الثمانين ؟ .
ممن روى عنه :
وحدث عنه: الشيخان، وأبو داود، وابن ماجه، وروى النسائي عن أصحابه، ولا شيء له في "جامع أبي عيسى".
وروى عنه أيضا : محمد بن سعد الكاتب ، ومحمد بن يحيى ، وأحمد بن حنبل ، وأبو زرعة ، وأبو بكر بن أبي عاصم ، وبقي بن مخلد . ومحمد بن وضاح ، محدثا الأندلس ، والحسن بن سفيان ، وأبو يعلى الموصلي ، وجعفر الفريابي ، وأحمد بن الحسن الصوفي ، وحامد بن شعيب ، وصالح جزرة ، والهيثم بن خلف الدوري ، وعبيد بن غنام ، ومحمد بن عبدوس السراج ، والباغندي ، ويوسف بن يعقوب النيسابوري ، وعبدان ، وأبو القاسم البغوي ، وأمم سواهم /، ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء 11/ 124
أقوال العلماء فيه :
أبو حاتم الرازي
ثقة
أبو عبيد القاسم بن سلام
انتهى الحديث إلى أربعة : إلى أبي بكر بن أبي شيبة ، وأحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وعلى بن المديني ، فأبو بكر أسردهم له ، وأحمد أفقهم فيه ، ويحيى أجمعهم له ، وعلي أعلمهم به.
وعن أبي عبيد قال : أحسنهم وضعاً لكتاب أبوبكر بن أبي شيبة .
أحمد بن حنبل
قال عبد الله : قلت لأبي : إن يحيى بن معين يقول : عثمان أحب إليَّ ؟ فقال أبي : أبو بكر أعجب إلينا من عثمان.
قال عبد الله بن أحمد : سمعت أبي يقول : أبو بكر بن أبي شيبة ، صدوق ، وهو أحب إليَّ من عثمان .
أحمد بن عبد الله العجلي
ثقة ، وكان حافظًا للحديث
ابن حجر في التقريب
ثقة حافظ صاحب تصانيف
صالح بن محمد البغدادي
أعلم من أدركت بالحديث وعِلَله علي بن المديني ، وأعلمهم بتصحيف المشايخ يحيى بن معين ، وأحفظهم عند المذاكرة أبو بكر بن أبي شيبة .
عبد الرحمن بن يوسف بن خراش
ثقة
عمرو بن علي
ما رأيت أحفظ من ابن أبي شيبة ، قَدِم علينا مع علي بن المديني ، فسرد للشيباني أربع مئة حديث حفظًا ، وقام.
يحيى بن معين
أبو بكر عندنا صدوق ، ولو ادعى السماع من أجلِّ من شريك لكان مصدقًا فيه . وما يحمله أن يقول : وجدت في كتاب أبي بخطه . وحُدثت عن روح بحديث الدجال ، وكنا نظن أنه سمعه من أبي هشام الرفاعي ، وكان أبو بكر لا يذكر أبا هشام .
عبدان الأهوازي
كان أبو بكر يقعد عند الأسطوانة ، وأخوه ومشكدانة وعبد الله بن البراد ، وغيرهم ، كلهم سكوت إلا أبا بكر فإنه يهدر .
قال ابن عدي : هي الأسطوانة التي يجلس إليها ابن عقدة . فقال لي ابن عقدة : هذه هي أسطوانة عبد الله بن مسعود ، جلس إليها بعده علقمة ، وبعده إبراهيم ، وبعده منصور ، وبعده سفيان الثوري ، وبعده وكيع ، وبعده أبو بكر بن أبي شيبة ، وبعده مطين .
الذهبي
الحافظ الكبير ، عديم النظير ، الثبت النحرير ، وقال أيضاً : كان أبو بكر قوي النفس بحيث إنه استنكر حديثا تفرد به يحيى بن معين ، عن حفص بن غياث ، فقال : من أين له هذا ؟ فهذه كتب حفص ، ما فيها هذا الحديث .
عقيدته :
من أئمة أهل السنة والجماعة ، دلّ على ذلك مصنفاته ، وأقوال العلماء فيه .
قال ابن كثير في البداية والنهاية 10/649: ( أبوبكر بن أبي شيبة أحد الأعلام وأئمة الإسلام وصاحب المصنف الذي لم يصنف أحد مثله قط لاقبله ولا بعده ) .
أشهر كتبه :
- المصنف، وهو أهم كتبه وأشهرها على الإطلاق.
موضوعه كسائر المصنفات: الآثار الموقوفة على الصحابة، أو المقطوعة على التابعين ومن بعدهم من الفقهاء، ورواية ذلك بالأسانيد، وموضوع أغلب هذه الآثار الواردة هو الفقه والأحكام. وفيه بعض الأبواب المتعلقة بالعقيدة، والهدي النبوي، والرقائق، والتاريخ، والفضائل، والردود. مع ترتيب هذه النصوص على الأبواب والكتب، وتحلية كل باب بحديث مرفوع أو عدة أحاديث، ولا يستقصي في جميع الآثار.
وتتفق هذه النصوص في أنها من الأحكام؛ لذا فلربما ساق في بعض الأبواب اختلاف السلف في تفاسير بعض آيات الأحكام. وأما جمع كل ما ورد عنهم في التفسير فله كتب أخرى.
وأما ما ورد عن السلف في غير الأحكام؛ فالأصل أن" المصنف" لا يورد شيئاً منه كالزهد والتاريخ والفضائل والفتن والأوائل ونحوها، ولكن " مصنف ابن أبي شيبة" طرأت عليه اجتهادات كثيرة- لعلها- من تلاميذ ابن أبي شيبة أو من النساخ حتى غدا بهذه الصورة التي وصلنا بها، والحق أن هذه الموضوعات ليست من اختصاص "المصنف" في شيء ، إنما هي مستقلة، كما هو معروف.
- المسند :
وهو غير المصنف، قال الذهبي: "له كتابان كبيران نفيسان: المسند والمصنف".
- التفسير :
ذكره الحافظ ابن حجر في المعجم المفهرس برقم ( 381 ) وذكر إسناده بقطعة منه من طريق أبي جعفر الوكيعي عن ابن أبي شيبة ، وأنه يرويه أيضاً كاملاً بإسناده الذي يروي به المصنف .
وذكره السيوطي في الإتقان ، مع التفاسير الجامعة لأقوال الصحابة والتابعين : كتفسير ابن عيينة ووكيع وشعبة ....و عبدُبن حميد ، وسُنيد ، وأبي بكر بن أبي شيبة ، وآخرين .
وقال السيوطي في مقدمته لتفسير الدر المنثور : ( ابن أبي شيبة له ( المصنف ) و ( المسند ) و ( الإيمان ) رأيت الثلاثة وله ( تفسير ) لكن لم أره وهو في بطن تفسير ابن المنذر يُسند منه ، فإذا عزوت إليه فمنه ، مات سنة 235 ) .
بعض مؤلفاته الأخرى :
-الإيمان، المطبوع بتحقيق الشيخ الألباني.
-الأوائل.
- ثواب القرآن.
-السنة، نسبه إليه شيخ الإسلام ابن تيمية.
- التاريخ.
- المغازي.
- الفتن. - صفين - الجمل - الفتوح ذكرها محمد بن علي الداوودي في طبقات المفسرين 1/ 252
وغيرها من المؤلفات.
وفاته :
قال البخاري ومطين : مات أبو بكر في المحرم سنة خمس وثلاثين ومائتين ، نقله عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء 11/127 وابن كثير في البداية والنهاية 10/649 وغيرهم .
المراجع :
- المصنف لابن أبي شيبة ، حققه وقوّم نصوصه وخرّج أحاديثه محمد عوّامة ، الجزء الأول .
- سير أعلام النبلاء تأليف محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي ، مؤسسة الرسالة الجزء الحادي عشر .
- ميزان الاعتدال في نقد الرجال تأليف أبي عبدالله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي ، ت ( 748 ) تحقيق علي محمد البخاري دار المعرفة للطباعة والنشر ، بيروت ، الجزء الثاني .
- تذكرة الحفاظ للذهبي ، الجزء الثاني .
- البداية والنهاية للحافظ ابن كثير ، تحقيق عماد زكي البارودي وخيري سعيد ، دار التوفيق للتراث الجزء العاشر .
- طبقات المفسرين لمحمد بن علي بن أحمد الداوودي شمس الدين ، دار الكتب العلمية ، الجزء الأول .